مثل حي الشجاعية عقدة أزلية لجيش الاحتلال في غزة، في كل محطات الصراع، إذ شكل قلعة حصينة للمقاومة، تتمركز فيه نواتها الصلبة حتى بدا ذكر الحي كابوسا على جيش الاحتلال ونخبته، وتحديدا لواء جولاني.

فقد هذا اللواء الذي يعتبر من النخبة، 10 من ضباطه بينهم قادة كتائب في كمين محكم للقسام، التي أجهزت على الضباط بعد أن فجرت بالقوة المهاجمة عدة عبوات ناسفة.



هذه الشجاعية وهذا صنيعها ❤️
pic.twitter.com/PwGOSg95Hb — كامل???? (@kamelshiakh22) December 6, 2023

الشجاعية .. حاضر وتاريخ
يتوسط الحي النصف الشمالي الشرقي من مدينة غزة، ويعد أكبر أحياء القطاع، ويضم العديد من المساجد والمقابر والهياكل القديمة، ويمتلك تلا مرتفعا يطل على باقي الأحياء يعرف "تلة المنطار" التي اكسبته أهمية استراتيجية.

بني الحي في زمن الأيوبيين، وأخذ اسمه من الجندي "شجاع الدين عثمان الكردي" في جيش صلاح الدين الأيوبي، والذي استشهد في إحدى المعارك التي أعقبت معركة حطين الشهيرة عام 1239م.

تمتد الشجاعية على مساحة 14 كيلو متر، وينقسم الحي لقسمين جنوبي يطلق عليه حي التركمان، وشمالي يطلق عليه حي الأكراد، ويعيش هناك نحو 150 ألف نسمة.



بؤرة المقاومة 
كان حي الشجاعية صاحب شرارة في انتفاضة عام 1987، حيث دارت رحى معركة شرسة بين الاحتلال والمقاومة، أسفرت عن مقتل ضباط وجنود من جيش الاحتلال، 
حتى خلدها سكان الحي باسم "معركة الشجاعية".

وخلال الانتفاضة الثانية عام 2000، شهد حي الشجاعية معارك ضارية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحامه  أحياء ومخيمات القطاع.

وتحاكي معارك الشجاعية الآن، مشاهد معركة دامية دارت في تموز/يونيو 2014، عندما وقعت قوة من لواء جولاني في كمين محكم للقسام قتل خلاله 16 جنديا وإصابة آخرين بينهم قائد اللواء غسان عليان، فضلا عن أسر الجندي شاؤول آرون.

وانطلاقا من الشجاعية هاجمت كتائب القسام موقع ناحل عوز العسكري في غلاف غزة عبر أحد الأنفاق لتجهز على 10 جنود من جيش الاحتلال خلال عملية العصف المأكول.

وعادت قوات الاحتلال بعد تسعة سنين من عملية "العصف المأكول". وتحمل ثأرا الماضي، وطموحة لحل عقدة الحي، حتى قال وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت مطلع الشهر الجاري، لعناصر لواء جولاني بأن عليهم الاستعداد لمعركة شرسة في الشجاعية قائلا، "ها أنتم تعودون للشجاعية لإغلاق الدائرة".

لكن أماني غالانت اصطدمت بصخرة القسام في الحي، حيث عجزت قوات الاحتلال عن التقدم فيه كما تكبدت خسائر فادحة كانت دفعة قتلى يوم الثلاثاء آخرها.

"عندما تنتهي من الشجاعية ستعود إلى بيتك وتعانق طفلتك"

دخل الشجاعية وطلع منها جـــثة وبنته تيـتمـت للأبـــد ????????pic.twitter.com/mARUaNHkO2 — MO (@Abu_Salah9) December 14, 2023

ووصف موقع "واللا" العبري، ما حدث بالشجاعية بـ"المعركة الصعبة" إذ تعرضت قوات الاحتلال فيه لكمين مركب، أودى بحياة القوة المهاجمة والقوة التي قدمت للمساعدة والإنقاذ.

نواة المقاومة الصلبة
أخرجت الشجاعية أبرز قادة المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم، الشهيد المهندس يحيى عياش، والشهيد أحمد الجعبري، نائب القائد العام لكتائب عز الدين القسام الذي اغتيل بقصف عام 2012.

وكان أحد أبناء الحي، قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا الذي استشهد مع زوجته أواخر 2019.

وبرز الاسم الأشهر في الشجاعية خلال الأيام الماضية للقائد القسامي أبو حسين فرحات، الذي أعلن الاحتلال اغتياله، كما أهدى أحد المقاومين عملية إحراق دبابة للاحتلال للرجل الذي يعد قائد كتيبة الشجاعية في كتائب عز الدين القسام.

هذي لعيون ابو حسين فرحات ???? pic.twitter.com/RQkhj4yluh — Ahmad Mas (@a7maad_mas) December 6, 2023

كما يعد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي السابق رمضان شلح من أبناء حي الشجاعية، بالإضافة لأسماء أخرى أرقت الاحتلال طويلا.



شاهد على الجرائم
وشهد حي الشجاعية مجازر مروعة ارتكبها الاحتلال في حق المدنيين، لعل أكثرها فداحة سلسلة غارات على الحي مطلع الشهر الجاري، دمرت أكثر من 50 مبنى سكنيا وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وفي عام 2014، شهدت الشجاعية جريمة أودت بحياة 75 شهيداً فلسطينيا، ومئات المصابين جلهم من النساء والأطفال، إثر قصف عشوائي للاحتلال بأكثر من 100 قذيفة استهدف الحي.

وارتكب الاحتلال مجزرة ضد سكان الحي في شباط/فبراير 2004، خلّفت 15 شهيداً و44 مصاباً، من بينهم 20 طفلا.

وظل الحي هدفا للغارات الجوية المتكررة ومنطقة معارك عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال خلال الاجتياح البري، في عدوان الاحتلال على القطاع عامي 2008 و2009، وحرب 2014.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الشجاعية الاحتلال غزة المقاومة القسام غزة الاحتلال الشجاعية المقاومة القسام سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال حی الشجاعیة

إقرأ أيضاً:

اعتراف صهيوني بالعجز: اليمن بات قوة عصية على الهزيمة بفضل صناعاته الصاروخية المستقلة

يمانيون../
في اعتراف لافت يعكس حجم المأزق الذي يعيشه كيان الاحتلال الصهيوني أمام التصعيد اليمني المتواصل، أقرّ القائد السابق في سلاح الجو الصهيوني، العميد تسفيكا حايموفيتش، بأن القوات المسلحة اليمنية باتت تشكل تحدياً غير قابل للكسر، وأن محاولات هزيمتها ليست فقط صعبة، بل قد تكون مستحيلة في ظل المعطيات الحالية.

وفي مقابلة صحفية، شدد حايموفيتش على أن البعد الجغرافي الذي يفصل كيان الاحتلال عن اليمن – والذي يصل إلى نحو 2000 كيلومتر – يُعد أحد أبرز العوامل التي تصعّب من مهمة أي ردع فعّال أو توجيه ضربة حاسمة للقوات اليمنية. وأشار في هذا السياق إلى التجربة السعودية، التي – رغم الدعم الأميركي والبريطاني الواسع – فشلت خلال عقد كامل من العدوان في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية في اليمن.

لكن الأهم في كلامه كان الإقرار الصريح بتقدم الصناعات العسكرية اليمنية، وخاصة في القدرات الصاروخية، حيث قال: “اليمنيون لم يعودوا يعتمدون على استيراد الصواريخ، بل باتوا يُصنّعونها بأنفسهم… إنهم يتقنون التصنيع، والصواريخ التي تطلق علينا اليوم هي من صنعهم الكامل.”

هذه الشهادة من مسؤول صهيوني بارز تُشكّل نقطة محورية في فهم التغيرات الجيوستراتيجية في المنطقة، وتكشف عمق القلق الصهيوني من اليمن كجبهة متماسكة ومبنية على إرادة مقاومة داخلية وتقدم تقني ذاتي، لا يمكن إجهاضه بالوسائل التقليدية.

وإذا ما قورنت هذه التصريحات بسياق المواجهة المفتوحة في البحر الأحمر وضربات اليمن الجوية والبحرية التي طالت عمق الكيان الصهيوني – بما في ذلك فرض الحصار على مطار “بن غوريون” – فإن من الواضح أن صنعاء لم تعد مجرد طرف داعم لغزة، بل أصبحت رقماً صعباً في معادلة الردع الإقليمي، يصوغ المعادلات على الأرض ويقلب الموازين.

ويُضاف إلى ذلك أن هذا الإقرار الصهيوني يأتي في ظل استمرار اليمن في توسيع مسرح عملياته العسكرية، ليس فقط براً وبحراً، بل في عمق المجال الجوي للعدو، ما يعكس مستوى الانضباط العسكري والتقني والسيادي للقوات المسلحة اليمنية، وقدرتها على التحرك بمفردها، دون تبعية أو اعتماد على الخارج.

إن ما قاله حايموفيتش لا ينبغي التعامل معه كتصريح فردي، بل كإحدى مؤشرات الفشل الاستراتيجي لعدو بات يدرك أن جبهة جديدة – جنوبية هذه المرة – باتت تثقل عليه وتحاصره، جبهة لا تستنزفه بالسلاح فقط، بل بالأهم: بالمعنى وبالأخلاق، حين تضع نفسها في موقع النصير العملي لغزة، لا بالشعارات، بل بالضربات المحكمة.

هكذا، يصبح اليمن – في نظر العدو – خصماً لا يشبه خصومه التقليديين؛ خصماً يمتلك الأرض والإرادة والقدرة على البناء والتصنيع تحت الحصار، وخصماً لا يمكن شراؤه أو ترهيبه أو إغواؤه، وهو ما يجعل معركته مع الكيان الصهيوني معركة طويلة النفس، قابلة للاتساع، ومفتوحة على جميع الخيارات.

مقالات مشابهة

  • “سرايا القدس” تستهدف دبابة إسرائيلية شرق خانيونس وتؤكد احتراقها
  • سرايا القدس تستهدف دبابة إسرائيلية شرق خانيونس وتؤكد احتراقها
  • سرايا القدس تعلن تفجير قنبلة بآلية إسرائيلية في الشجاعية
  • "القسام" تعلن تنفيذ كمين مُركّب ضد قوة إسرائيلية غرب بيت لاهيا
  • صحة غزة: 46 شهيدًا منذ فجر اليوم .. والإجمالي 53,486
  • كمين مركب لـالقسام يقتل ويجرح جنودا للاحتلال غرب بيت لاهيا
  • القسام تكشف تفاصيل كمين مركب بقوات الاحتلال غرب بيت لاهيا
  • اعتراف صهيوني بالعجز: اليمن بات قوة عصية على الهزيمة بفضل صناعاته الصاروخية المستقلة
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • عاجل|| العثور على جثة محمد السنوار و10 من مساعديه داخل نفق