لبنان ٢٤:
2025-05-30@19:36:05 GMT

لبنان المستمرّ على صفيح ساخن مع حرب غزة

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

لبنان المستمرّ على صفيح ساخن مع حرب غزة

كتبت روزانا بو منصف في" النهار": والكلام الكثير عن إعطء القرار ١٧٠١ زخماً جديداً مبنيّ على واقع أن قواعد الاشتباك التي كان معمولاً بها قبل تاريخ 7 تشرين الأول حين قامت حركة "حماس" بعملية" طوفان الاقصى" ضد إسرائيل لن تبقى ما بعدها في المرحلة المقبلة.

ولكن بالنسبة إلى استمرار الحرب الإسرائيلية بعنف على غزة من دون التمكن من تحقيق الأهداف التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية المتطرّفة لهذه الحرب، وبدء إعطاء واشنطن مؤشرات عن مواصلة الحرب لأمد طويل وضرورة الذهاب إلى حل سياسي، ترجّح مصادر ديبلوماسية جملة سيناريوهات ربطاً بالمأزق الذي تجد هذه الحكومة نفسها فيه أي العجز عن إنهاء حركة "حماس".

ومن بين هذه السيناريوهات وتأميناً لنزول حكومة نتنياهو عن شجرة أهدافها في القضاء على "حماس"، يبقى خطر الاستشراس الإسرائيلي الجاري ضد الضفة الغربية والذي تسعى فيه الحكومة الإسرائيلية إلى التعويض عن انتصار وهمي في غزة في الضفة. وذلك بالتزامن مع تغيير وتيرة الحرب الإسرائيلية على غزة لتتراجع قليلاً لكن من دون أن تنتهي في المدى المنظور حفظاً لماء وجه إسرائيل أنها تواصل الحرب لكن بتكتيك جديد أو ما شابه. وبذلك تحفظ هذه الحكومة استمراريتها في الأشهر المقبلة انطلاقاً من أن وقف الحرب سيفجّر حكومة المتطرفين وتخرج نتنياهو على الأرجح وتدخل إسرائيل في أزمة سياسية كبيرة يجري السعي إلى تجنّبها وتمديد أجل حكومة نتنياهو إلى إشعار آخر.


هذه التوقعات من شأنها أن تبقي على الجنوب اللبناني قائماً في حمأة الصراع ولو من دون انتقال الحرب إليه لاعتبارات تتعلق بمصلحة كل من إسرائيل والحزب وإيران بعدم الذهاب إلى حرب لا تبدو مضمونة بالنسبة إلى الطرفين المعنيين، إذ إن إسرائيل التي يرجّح وفق ما هددت به أن تلحق تدميراً هائلاً في لبنان يفوق تدمير حرب 2006 ستعود إلى الخلاصة نفسها التي انتهت إليها حرب تموز قبل 17 سنة مع وجود قرار دولي وقوات دولية أمّنت للطرفين مكسباً معنوياً من دون خسارة كلية، فيما إيران قد تلحق خسائر كبيرة بإسرائيل ولكن ستفقد حكماً إمساكها بورقة لبنان عبر الحزب كما هي الحال الآن، فيما سيتخلى الخارج لا سيما العرب عنه لمساعدته كما كانت الحال بعد 2006، وستضطر إيران إلى أن تكون في موقع القيادة لا الاكتفاء بالقيادة من خلف على غرار الأسلوب الذي يعتمده الحزب منذ بضع سنوات حتى الآن.

الكلام عن تنفيذ القرار 1701 أعطته إسرائيل بُعداً جديداً بالكلام على استعدادها للتفاهم مع الحزب الذي تستبعد مصادر ديبلوماسية أن يترجم انسحاباً فعلياً من جنوبي الليطاني، بل اعتماد المقاربة نفسها التي اعتمدها إثر بدء العمل بتنفيذ القرار 1701، أي الذهاب مخفيّاً نسبياً في مناطق اليونيفيل والجيش اللبناني ولا سيما أن القرى الجنوبية الحدودية التي ينتمي أهلها إليه لا يمكن فصلها عنه. وفيما تذهب بعض الاقتناعات في اتجاه انسحاب إسرائيل من كل المناطق التي لا تزال تحتلها وصولاً إلى مزارع شبعا أو طلب الحزب لذلك، فإن الأمر غير مرجّح ربطاً بإزالة كل الذرائع لسلاحه حتى لو أنه اخترع ذرائع أخرى له وربطاً بإبقاء الربط مع سوريا التي لا تزال تحتل إسرائيل الجولان والتي لا تزال ترفض إعطاء الأمم المتحدة المستندات التي تسمح للبنان بإعادة مزارع شبعا قانونياً. فالكلام هنا لا يسري إلا على قواعد اشتباك جديدة قد يكون لبنان ذكياً ومحظوظاً لو أن لديه سلطة مسؤولة من أجل الاشتراط على إسرائيل نزع الكثير من أجهزة المراقبة التي تراقب القرى اللبنانية أو أن يطالب مثلاً بأن تنتشر قوة اليونيفيل للسلام بين الجانبين على طرفي الحدود لا على الجانب اللبناني فقط، علماً بأن هذه النقطة الأخيرة تتطلّب تعديلاً في قرارات مجلس الأمن المتعلقة باليونيفيل وهذا متعذّر في ظل استفحال الانقسامات الغربية مع روسيا. سيضطر لبنان تالياً لانتظار انتهاء الحرب على غزة فيما الاجتماعات الخارجية بما فيها لقاء أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في جنيف على هامش المنتدى العالمي للاجئين يبقى على أهمية ما يمكن أن يكون قد تضمّنه والذي يؤكد معنيون أنه تناول لبنان، من دون ترجمة إيجابية تتعلق بأي مسعى إنقاذي جدّي أقلّه في المدى المنظور. وكذلك بالنسبة إلى اجتماع عبداللهيان بنظيره السعودي فيصل بن فرحان في جنيف أيضاً.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من دون

إقرأ أيضاً:

عقوبات ستارمر لإسرائيل.. ورقة انتخابية أم سعي جاد لوقف الحرب؟

لندن- منذ إشهار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورقة العقوبات بوجه الحليف الإسرائيلي وانضمامه لحملة الضغط الأوروبية لوقف الحرب على غزة قبل أيام، لم يهدأ السجال في الساحة السياسية البريطانية بشأن هذا التحول، الذي شجّع بعض المترددين على رفع صوتهم أيضا مطالبين بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في القطاع.

ودعت أكثر من 400 شخصية أدبية وأكاديمية مرموقة، إضافة لجمعيات ثقافية وحقوقية بريطانية، في رسالة مفتوحة، لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، واصفين ما يقوم به جيش إسرائيل بالإبادة الجماعية.

وفيما بدا أنها حملة لكسر صمت وتردد النخب الثقافية والحقوقية البريطانية في توجيه نقد صريح للانتهاكات الإسرائيلية في غزة على مدى أشهر، وقّع أيضا وفي وقت سابق 828 محاميا وخبيرا قانونيا بريطانيا بينهم قضاة في المحاكم العليا البريطانية رسالة مماثلة.

سجال انتخابي

وقالت صحيفة الغارديان إن القانونيين البريطانيين طالبوا باستخدام كل الوسائل الممكنة للضغط على إسرائيل لوقف حربها على غزة وإدخالها المساعدات الإنسانية، محذرين حكومتهم من انخراطها بارتكاب جريمة الإبادة إن لم تجبر إسرائيل فعلا على وقف انتهاكاتها فورا.

وكان ستارمر قد أعلن، قبل أيام، إجراءات عقابية ضد إسرائيل تشمل وقفا لمحادثات التجارة، وحظرا للأسلحة، وعقوبات على مستوطنين، في الوقت الذي انضم فيه إلى جهود أوروبية وعربية بقيادة فرنسية سعودية للحشد لمؤتمر دولي لدعم حل الدولتين، لم تستبعد خلاله فرنسا ودول أوروبية أخرى إمكانية الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.

إعلان

لكن هذا التغير في المواقف، أعاد أيضا الجدل بين الخصيمين التقليديين في الساحة السياسية البريطانية، حزب العمال والمحافظين، بشأن طبيعة وحدود الدعم سواء للفلسطينيين أو الإسرائيليين، في ظل خشية من أن الأحزاب البريطانية لن تستخدم موقفها من القضية الفلسطينية إلا كورقة انتخابية لاستقطاب ناخبين واسترضاء آخرين.

وفي محاولة للتأكيد على انسجام موقف حزب المحافظين اليميني مع السياسات الإسرائيلية، وعدم مجازفة قيادته السياسية بتصويب سهام النقد لتل أبيب، دافعت زعيمة الحزب كيني بادينوك علنا عن استمرار حرب الإبادة ضد غزة، واستهجنت ما وصفتها بحملة دولية للضغط على إسرائيل.

وقالت بادينوك خلال مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" البريطانية، إن إسرائيل تخوض حربا بالوكالة عن بريطانيا، على المنوال ذاته الذي تخوض فيه أوكرانيا حربا ضد روسيا نيابة عن الأوروبيين.

لكن في ظل شبه إجماع في الرأي العام البريطاني على ضرورة دعم أوكرانيا في حربها ضد الروس، يبدو عقد هذه المقارنة في تقدير البعض محاولة أخرى لتضليل الناخبين البريطانيين وحرف الحقائق على الأرض.

حيث قال النائب عن حزب العمال أيوب خان، في تصريحات صحفية، لوصف زعيمة حزب المحافظين بالمغلوطة والتي تحاول خداع البريطانيين وتردد ادعاءات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.

السجال بين الخصيمين البريطانيين بين مؤيد لفلسطين وداعم لإسرائيل يراه البعض كورقة انتخابية (الجزيرة) انحياز المحافظين

ومنذ بدء الحرب على غزة أصبح البرلمان البريطاني ساحة للسجال السياسي الحاد بين المدافعين عن القضية الفلسطينية وخصومهم السياسيين، وخلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة كان الاصطفاف إلى جانب الفلسطينيين أو الإسرائيليين مثار جدل انتخابي لا يهدأ بين النخب الحزبية البريطانية.

وهاجمت النائبة عن حزب العمال، ميلاني وارد، قبل أيام، وزيرة الخارجية في حكومة الظل بريتي باتيل، واتهمتها بعدم إبدائها أي تعاطف مع مأساة الفلسطينيين في غزة، بينما تظهر تأييدا متزايدا للسياسات الإسرائيلية ضد أهالي القطاع.

إعلان

ووجهت وارد، رسالة مفتوحة إلى باتيل اتهمتها فيها بغض الطرف عن المعاناة الإنسانية في غزة خلال النقاشات بمجلس العموم البريطاني، مقابل حرصها على المطالبة بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

لكن في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، قال النائب عن حزب المحافظين، مارك بريتشارد، إن بعض زملائه في الحزب أعربوا بشكل سري وفردي عن دعمهم لقرارات زعيم حزب العمال بالضغط على إسرائيل ودفعها للتخلي عن هجومها على القطاع.

وصرح بريتشارد الذي وصف نفسه بأنه أحد الداعمين لإسرائيل، في مقابلة صحفية مع شبكة "إل بي سي" البريطانية، إن كير ستارمر يقف على الجانب الصحيح من التاريخ، في ظل حملة التجويع غير المسبوقة التي يتعرض لها أطفال غزة، وأن قرار الاعتراف بدولة فلسطينية قد يكون بداية للحل في الشرق الأوسط.

مأزق العمال

وفي الوقت الذي تماهت فيه سياسات حزب المحافظين اليمينية على مدى عقود مع السياسات والمواقف الإسرائيلية، يعيش حزب العمال منذ ما قبل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 انقساما داخليا واضحا بشأن حجم الدعم للفلسطينيين.

ففي ظل وجود تيار سياسي داخل الحزب معادٍ لفكرة الصهيونية ومؤيد لحق الشعب الفلسطيني في الوجود على أراضيه الأصلية، كانت مهمة قادة الحزب صعبة في التوفيق بين تيار داعم لإسرائيل وآخر يناهض سياساتها الاستعمارية في المنطقة.

وأصرّ ستارمر منذ تزعمه حزب العمال على سحب سياساته في اتجاه تيار الوسط، محاولا النأي بالحزب عما يصفه البعض بتركة ثقيلة لزعيمه السابق جيرمي كوربن الذي اتهم بـ"التحريض" ونشر "معاداة السامية".

لكن مواقف ستارمر مع بدء الحرب على غزة الداعمة دون تردد لإسرائيل أثارت حنقا واسعا في صفوف شرائح واسعة من قواعد الحزب الذين رأوا في تبريره سياسة التجويع الإسرائيلية ضد أهالي القطاع، خيانة لمبادئ الحزب ولتاريخ ستارمر السياسي والحقوقي.

إعلان تنفيس للاحتقان

من جهته، يرى العضو السابق في حزب العمال، كامل حواش، أن عقيدة الدعم لإسرائيل تبدو خيارا راسخا في الثقافة السياسية لكلا الحزبين، العمال والمحافظين، والتزاما تاريخيا لا يترددان في تأكيده، مستبعدا أن يعكس السجال الحاصل تحولا جذريا حقيقيا في الطريقة التي تدير بها قيادات هذه الأحزاب علاقتها بإسرائيل.

ويضيف حواش للجزيرة نت، أن العقوبات التي أعلن كير ستارمر فرضها ضد إسرائيل، ليست إلا موقفا رمزيا لا يبدو أن الحكومة البريطانية متحمسة لترجمته لأفعال على الأرض، رغم حدة لهجة الخطاب غير المسبوقة ضد إسرائيل.

في المقابل، يرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن، نهاد خنفر، أن خطاب ستارمر محاولة لتنفيس الاحتقان المتنامي في صفوف قواعده الانتخابية الشعبية الغاضبة ولتخفيف وطأة الانتقادات الموجهة للحكومة العمالية.

وأشار خنفر إلى أن هناك تنافسا حزبيا يحاول استغلال القضية الفلسطينية سواء بدعمها أو الهجوم عليها لاسترضاء القواعد الانتخابية.

ويضيف أنه رغم أن قيادة حزب العمال التي يبدو أنها ملتزمة فعليا بدعم إسرائيل رغم كل الضغوط، لكن تحاول من خلال هذه القرارات استثمار الدعم للقضية الفلسطينية من أجل تعويض خسائر الحزب الانتخابية خلال الاستحقاقات المحلية الأخيرة التي اكتسح فيها اليمين الشعبوي بعضا من المعاقل التاريخية لحزب العمال نفسه.

مقالات مشابهة

  • شركة المثلجات "بن آند جيري" تصف الحرب الإسرائيلية على غزة بـ"الإبادة"
  • العالم على صفيح ساخن: حرارة غير مسبوقة تضرب الأرض حتى 2029
  • العلاقات الأميركية الصينية على صفيح ساخن.. مفاوضات متعثرة وتشديد الخناق على الطلاب
  • ( اراء حرة ) { خطة إسرائيل لاستدعاء ٤٥٠ الف مقاتل احتياط / التأثير والأثر}
  • عقوبات ستارمر لإسرائيل.. ورقة انتخابية أم سعي جاد لوقف الحرب؟
  • عقاب جماعي للمدنيين... لافروف يدين الغارات الإسرائيلية على غزة
  • الأورومتوسطي: 10% من فلسطينيي غزة ضحايا للإبادة الإسرائيلية
  • بعد الغارات الإسرائيلية.. الحوثي تتوعد تل أبيب بـصيف ساخن
  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
  • تحول في الموقف الأوروبي تجاه الحرب الإسرائيلية في غزة