كوهين: تنفيذ القرار 1701 وإبعاد "حزب الله" عن الحدود فقط سيمنع نشوب حرب في لبنان
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الأحد، خلال لقاء نظيرته الفرنسية، إن تنفيذ القرار 1701 وإبعاد "حزب الله" عن الحدود فقط، سيمنع نشوب حرب في لبنان.
إقرأ المزيدوأضاف كوهين أن "حزب الله، الذي يخدم الحكومة الإرهابية في إيران، يعرض لبنان والمنطقة برمتها للخطر.
يمكن حل المشكلة دبلوماسيا أو بالعمل العسكري.
وقال الوزير الإسرائيلي: "لقد تحدثت اليوم مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، في أعقاب المحادثات التي أجريناها في الأسابيع الأخيرة، حول الترويج لتحرك دبلوماسي دولي من شأنه إزالة تهديد حزب الله من الحدود الشمالية لإسرائيل والسماح لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى منازلهم بأمان".
ولفت إلى أنه "في الأسابيع الأخيرة، قمنا بتشكيل مجموعة عمل مشتركة لفرنسا وإسرائيل بهدف العمل بالتنسيق لتنفيذ القرار 1701".
من جهتها، أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية عن قلق بلادها "البالغ" إزاء الوضع في قطاع غزة، مطالبة بـ"هدنة جديدة فورية ومستدامة" في الحرب بين إسرائيل وحماس، وذلك خلال زيارتها تل أبيب الأحد.
وقالت كولونا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين "قتل الكثير من المدنيين"، مشددة على عدم وجوب نسيان ضحايا الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية أجلت زيارة كانت مقررة السبت إلى لبنان، إثر عطل تقني في الطائرة التي كان يفترض أن تقلها.
وكان من المقرر أن تلتقي كولونا في بيروت، رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إضافة إلى قائد قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان (يونيفيل). وتندرج هذه الزيارة في إطار مساعي باريس لتجنب اتساع رقعة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
المصدر: RT + AFP
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار لبنان الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة باريس حزب الله طوفان الأقصى قطاع غزة القرار 1701 حزب الله
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شقلاوي يكتب: مياه حي الصفا تنتظر القرار
تمر ولاية الخرطوم بواحدة من أدق مراحلها التاريخية، حيث تتقاطع الأزمات الخدمية مع تعقيدات المشهدين الأمني والسياسي، في صورة قاتمة تنعكس بوضوح على حياة المواطنين. ومن بين هذه الأزمات، تبرز مشكلة المياه كواحدة من أشد صور المعاناة اليومية، لا سيما في محلية كرري – حي الصفا، الواقع غرب شارع الوادي بالقرب من قسم الحتانة، حيث لم تعد المياه موردًا طبيعيًا متاحًا، بل تحوّلت إلى سلعة باهظة تثقل كاهل الأسر محدودة الدخل.
تعتمد محطة “المنارة”، أحد أبرز مصادر الإمداد المائي في المنطقة، اعتمادًا كليًا على الكهرباء. ومع تكرار استهداف البنية التحتية من قِبل مليشيا الدعم السريع، توقفت المحطة عن العمل، ما أدى إلى تداعيات إنسانية قاسية. المخابز توقفت، والطوابير امتدت في انتظار التناكر، والمياه تحولت إلى أزمة معيشية خانقة.
في حي الصفا كان السكان يعتمدون على بيارة الحارة 20 كمصدر شبه وحيد للمياه في حال الطواري، لكنها خرجت عن الخدمة نتيجة محدودية طاقتها التصميمية. وارتفعت على إثر ذلك تكلفة برميل المياه إلى ما يزيد عن أربعين ألف جنيه، في منطقة يعيش معظم سكانها على دخول يومية أو معاشات حكومية لا تواكب تكاليف الحياة.
استجابة لهذا الواقع المؤلم، طرحت اللجنة الشعبية في الحي مبادرة لحفر بئر جوفية كحل عملي ومستدام. وقد أبدت اللجنة استعدادها الكامل للتعاون مع القطاع الخاص أو المنظمات الإنسانية أو مع حكومة الولاية، سواء من خلال المساهمة المجتمعية أو التنسيق الفني، في خطوة تعكس وعيًا شعبيًا عميقًا، وإرادة جادة لتجاوز الأزمة.
غير أن هذه المبادرة، كسابقاتها من المبادرات المحلية، لا تزال رهينة الانتظار، تنتظر قرارًا إداريًا واضحًا ودعمًا لوجستيًا من الجهات المختصة. ويُذكر أن أحياءً أخرى في محلية كرري تمكنت بالفعل من حفر آبار جوفية بتمويل رسمي أو شعبي، مما يدل على جدوى هذا الخيار ونجاعته ، إن توفرت الإرادة السياسية والدعم التنفيذي.
زيارة والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة لمحطتي بيت المال والمنارة، وغيرها من المواقع، شكّلت إشارة إيجابية إلى وجود وعي رسمي بحجم الكارثة. لكن هذا الوعي لم يُترجم حتى الآن إلى خطة عملية لإعادة المياه إلى الأحياء المتضررة. فلا تزال وعود الوالي حبيسة التصريحات تنتظر التنفيذ ، فيما يقول سكان حي الصفا إنهم “أول من تُقطع عنه المياه، وآخر من تعود إليه عند استئناف الضخ”.
أبناء حي الصفا، الذين تمسكوا بمنازلهم رغم الحرب والقصف، لم يجدوا بُدًّا من اللجوء إلى الصحافة لإيصال صوتهم، بعد أن غاب صوت القرار الإداري المحلي. بالنسبة لهم، لم يعد انقطاع المياه أزمة خدمية فحسب، بل صار دليلاً صارخًا على هشاشة منظومة الطوارئ، وسوء إدارة الأزمات.
إن الحرب التي تتخذ من تدمير البنية التحتية وسيلة لإضعاف الدولة، تتطلب استجابة غير تقليدية. لم يعد بالإمكان الاستمرار في الاعتماد على الكهرباء وحدها لتشغيل محطات المياه. المطلوب هو توفير بدائل فعالة، كمولدات الكهرباء أو أنظمة الطاقة الشمسية، ووضع خطة تشغيل طارئة تضمن استمرارية الخدمة.
لقد تجاوزت أزمة المياه في الخرطوم حدود الشأن المحلي، وأضحت مؤشرًا خطيرًا على ضعف الإدارة الحكومية في زمن الحرب. وفي حي الصفا، باتت المياه تمثّل اختبارًا حقيقيًا للدولة: هل تستطيع صون هذا الحق الأساسي، أم تترك المواطنين فريسة للعطش واستغلال ضعاف النفوس؟
ومن منظور #وجه_الحقيقة، فإن تحديات ما بعد الحرب تقتضي نموذجًا جديدًا في الإدارة. لم يعد هناك متسع للوعود المؤجلة أو الحلول المؤقتة. المطلوب قرارات جذرية تعيد المياه للمواطنين، والثقة في مؤسسات الدولة. فالماء ليس فقط مورد حياة، بل ركيزة للاستقرار الاجتماعي، ودعامة للأمن الوطني.
ولسقيا الماء فضلٌ عظيم؛ فلولاه لما كانت الحياة ممكنة. كما قال تعالى: “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ”. إن فقدان هذا المورد اليوم في حي الصفا لا يهدد صحة الأجساد فحسب، بل يُضعف روح التضامن، ويُخلخل بنيان المجتمع.
ومع ذلك فإن استعداد السكان للتكاتف، وحفر الآبار بجهدهم، يثبت أن الأمل لا يزال حيًّا، حين تتلاقى الإرادة الشعبية مع القرار الرسمي. فالناس ينتظرون القرار، سيدي الوالي.
دمتم بخير وعافية.
إبراهيم شقلاوي
الأحد 25 مايو 2025م. Shglawi55@gmail.com