غزة تدمر حقوق الإنسان بصورته الغربية
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
صدّع الغرب بكل دوله وعلى رأسهم بيت الشر أمريكا بتسويق حقوق الإنسان وحقوق المرأة خاصة عن طريق عقد المؤتمرات الدولية والإقليمية، بل وفرض بنود هذه التجمعات التي صاغها الغرب بقوة الإنتصار العسكري دون إشراك أي دولة مخالفة لثقافتهم وسياستهم الإستعمارية التي دمروا بها اليابان.
قسّم الغرب المنتصرين في الحرب العالمية الثانية أرض العرب إلى مناطق نفوذ ومن بينها تكوين ما يزيد على عشرين دول عربية بعدما كانت دولة إسلامية واحدة تحت الخلافة (نحن هنا لا نناقش أسباب سقوط الخلافة)، ركّز الغرب على تغيير منطقتنا العربية باعتبارها منبع الرسالة الإسلامية إلى جانب اضعاف كل دولة تمت للإسلام بصلة، وبتدبيرِ وقيادة غربية تحالف كثير من زعماء قبائل العرب مع الإنجليز والأمريكان لإسقاط الخلافة مقابل تأسيس دويلات قزمية مفتتة لكل شيخ قبيلة أو زعيم عربي دولة ولذلك مازالت لعنة خيانة أولئك القادة تلاحقنا إلى اليوم.
يقول المثل العربي “رُبّ ضارّةٍ نافعة” وهذا ما نراه في الحرب على غزة، لقد كشفت الحرب على غزة ما تبقى من أقنعة على وجه الغرب القبيح وعدائه وكراهيته للإسلام وشعوبه “وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ” (:1120)، فما أن هبت غزة للدفاع عن كرامتها حتى اجتمع عليها الغرب من كل حدب وصوب واتهموا حماس باتهامات باطلة متناسين دولة الإحتلال وما تقوم به من جرائم منذ تأسيسها وأنها دولة أُقيمت على أنقاض دولة أخرى وتهجير شعب بأكمله.
إن نظرة الغرب للعرب تتميز عن غيرها من الدول فعلى سبيل المثال أمريكا التي دمرت اليابان بالسلاح النووي هي نفسها التي ساعدت اليابان للنهوض والرقي من خلال تقديم المساعدات الإقتصادية والعلمية والخطط طبعا ليس حبا في اليابان، ولكنها المصالح فاليابان جارة لمنافس أمريكا القوي الصين، إلى جانب أن التقدم والتطور يحتاج لقيادة رشيدة ونحن في وطننا العربي نفتقد هذه القيادة وهذا يكاد يكون الركيزة الأساسية للتقدم فواقعنا يقول إننا لا نملك قيادة تستطيع انتشالنا مما نحن فيه من تردّي.
إن النظام الغربي خاصة الإجتماعي والإقتصادي منه جعل من الإنسان ذكرا أو أنثى آلة عمل لا غير وأهمل الجوانب الإنسانية، بل نسي أن الإنسان له حاجيات فطرية بتحقيقها يتحقق الإستقرار والتوازن بداخله والذي ينعكس بدوره على استقرار المجتمع وقوته. إن اهمال القيم عند الغرب وداخل مجتمعاتهم ينعكس على سياساتهم وهو ما نراه جليا في تعاملهم مع قضية غزة من خلال الدعم غير المحدود لدولة الإحتلال فيما تقوم به من إبادة عرقية فريدة في نوعها ومع ذلك يدعم الغرب هذه الإبادة بكل ما يملك من قوة عسكرية وسياسية ومالية غير مكترث بحقوق الإنسان التي يروج أنه حاميها فطالما أن الحقوق تتعلق بمسلم وبإسلام فلا حقوق.
لقد انحدر الغرب أخلاقيا إلى الهاوية فصار يتبجح بل يفرض معتقداته التي ليس لها قياس مكتمل الجوانب ففي جنس الإنسان أصبح الصغير عندهم يستطيع تحديد جنسه هل يريد أن يكون ذكرا أو أنثى، نشروا الشذوذ وفُرض على مجتمعاتهم نفسها بالرغم من وجود معارضة لها وزنها داخل المجتمعات الغربية لقد شرّعوا القوانين لدعم كل ما من شأنه تدمير المجتمع الإنساني وتحويله إلى مجتمع لا قيم له يحلون ما هو شاذ ويحرمون ما هو فطري يتبعون أهوائهم ويتكلمون ويدعون على لسان الشيطان كما قال الله: “وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا” (119:4)، فهذا ما يفعلونه.
هذا ما يريده الغرب لنا بعد أن خربوا بيوتهم بأيديهم وهو أن ننسلخ من معتقداتنا وقيمنا الإسلامية والإنسانية لأنهم يعرفون أنها المأمن الوحيد ولكننا لا نريد هذه الحرية والمعايير المزدوجة الكاذبة التي يدعوننا لها الغرب بل نريد حريةً مثل التي يتميز بها أطفال غزة حيث يهدم على الطفل بيته بغارة عدو بطائرة أو دبّابة فيخرج ذلك الطفل من تحت الركام رافعا علامة النصر يسب دولة الإحتلال فهذه هي حرية وقوة الإرادة ولا نريد حرية السقوط إلى القاع التي يُسوّق لها الغرب ونراها في كثير من دولنا، نريد حرية طفل غزة التي لا يرى فيها إسرائيل ولا أمريكا ولا فرنسا ولا ما اجتمع عليه من دول العالم وذيولهم من حكام العرب بل لا يرى إلا الله، نريد حرية أطفال ورجال ونساء غزة الذين قال فيهم جل جلاله: “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ” (173:3).
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: التی ی
إقرأ أيضاً:
أمنستي تطالب سوريا بمعالجة إرث انتهاكات النظام السابق
طالبت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، اليوم الجمعة، الحكومة السورية الجديدة باتخاذ خطوات ملموسة من أجل تحقيق العدالة وكشف الحقيقة وجبر الضرر لمعالجة إرث الانتهاكات المدمرة خلال فترة الثورة.
وحثت أمنستي الحكومة على وجوب تنفيذ إصلاحات قائمة على حقوق الإنسان لمنع ما وصفته بـ"المزيد من الانتهاكات".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تقرير عالمي يحذر من تفاقم أزمة الجوع بسبب الصراعاتlist 2 of 2مكتب حقوق أممي يطالب إسرائيل بوقف "القتل العبثي" بالضفةend of listووثقت المنظمة جرائم واسعة النطاق بموجب القانون الدولي في الفترة الممتدة من سنة 2011 إلى 2024، بما في ذلك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ارتكبتها حكومة نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
كما وثقت المنظمة جرائم خطيرة ارتكبتها أطراف حليفة للنظام السابق، بما في ذلك روسيا وجماعات مسلحة معارضة للحكومة وحليفتها تركيا، وسلطات الأمر الواقع التي يقودها الأكراد وحلفاؤهم.
واعتبرت المنظمة أن الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع تشكل فرصة حاسمة لقطع الصلة مع الماضي وضمان عدم تكرار هذه الفظائع، إذ حددت "العفو الدولية" خطوات ذات أولوية يتوجب على السلطات السورية اتخاذها لتحقيق ذلك والامتثال لالتزامات سوريا بموجب القانون الدولي.
وكانت المنظمة قد أرسلت في 14 أبريل/نيسان الماضي توصياتها إلى السلطات السورية وطلبت إجابات حول مجموعة من الأسئلة وخطط الحكومة، غير أنها "لم تتلقَّ ردا حتى الآن"، بحسبها.
إعلانودعت العفو الدولية الحكومة الجديدة للوفاء بحقوق جميع أفراد الشعب السوري في معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة وجبر الضرر.
وأكدت المنظمة أن مفتاح تحقيق هذا الوعد يتمثل في ضمان "مشاركة فعالة من الناجين والضحايا ومنظمات المجتمع المدني السوري خلال العملية، وكذلك تحقيق أقصى درجات الشفافية".
وسجلت "العفو الدولية" أن الحكومة السابقة مارست على مدى عقود "الاعتقال والإخفاء القسري بحق الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وقمعت منظمات حقوق الإنسان المحلية، ومنعت دخول المنظمات الدولية".
وأكدت أن السلطات الجديدة تعهدت باتباع نهج مختلف، وحثتها على ضرورة أن تسمح للمنظمات السورية والدولية بالعمل بـ"حرية والتشاور مع المجتمع المدني السوري".