#نماذج_ملهمة
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
كيف يمكن أن نجعل لحياتنا معنى! وكيف ينطلق الإنسان من
كونه فردًا “نفَرًا” على رأي إخوتنا في مصر إلى كونه “عضوًا” فاعلًا في مجتمعه الإنساني؟
مقالات ذات صلة الذكاء الاصطناعي (AI)أداة مهمة في مختلف الصناعات 2023/12/20بل كيف ينتقل من أسفل هرم “ماسلو” حيث يقبع الانتهازيون والمنافقون والفاسدون واللا أباليون إلى قمة الهرم حيث يعيش الغيريّون والقادة والزعماء الذين ضحّوا بالحاجات الفيزيولوجية بارتقائهم إلى الحاجات الراقية في تحقيق الذات عن طريق العمل العام، والتطوع، وبناء المشروعات الثقافية، والتربوية والفكرية الملهمة!
وهذه النماذج ليست غريبة على المجتمعات الإنسانية، وخاصة في الغرب وعند أعدائنا الصهاينة، فكثير من مؤسساتهم المدنية، وحتى العسكرية وشبه العسكرية تقوم على التبرعات!
لقد عرف مجتمعنا العشرات من النماذج التي بنت مساجد ومؤسسات خيرية، أملًا في الحصول على ثواب، وهذا حق لهم!
ولكني سأتحدث اليوم عن نماذج أخرى ملهمة في المجالين التربوي والثقافي، وسأذكر ذلك بحدود معرفتي، آملًا أن يعذرني من لا أعرف عنهم.
( 1 )
نماذج إنسانية تربوية:
تعاني جامعاتنا ومدارسنا من نقص شديد في الدعم المالي المجتمعي، وربما ذلك غريب عن ثقافتنا، فأغنياؤنا ما زالوا بعيدين عن الاقتراب من مؤسساتنا إلى مسافة الصفر!! لدينا -بحدود معرفتي- نموذجان هما:
ياسين الحسبان، ومحمد حمدان!
اشتهر د. ياسين بقيمه وغيريّته ووفائه لأهله ومجتمعه، فبنى مدرسة كبيرة أسهمت في حل مشكلة مهمة في بيئته، وساعدت وزارة التربية على حل مشكلات في بيئات أخرى، وها هي مدرسة محمد صايل الحسبان علامة شاهدة على الغيرية والوفاء.
أما الخبرة الثانية فهي ما بناه محمد حمدان من مدرستين باسم والده أحمد حمدان، ووالدته رئيسة السحار
في نموذج متميز للعمل الوطني الحقيقي.
(2 )
نموذج التراث الثقافي.
وسأخفي هنا الأسماء العائلية
ليس حذرًا، بل لإبعاد القناصين غير المحترفين.
في نموذج مضافة قويدر عبيدات،
منارة سياسية حوّلها أحفاده إلى منارة ثقافية تراثية وفكرية ملهمة!
وهنا أتحدث عن الحفيد المهندس الشاب علاء فخري القويدر، الذي أدهش الجميع بعطائه الأخلاقي
والفكري، من دون أي توقع لثواب من أي جهة، فلا يريد غير أن توجد في قريته منارة ملهمة!
مهندس علاء من أين لك كل هذا الوعي؟!!
كما سبق أن تحدثت عن
الحفيد عوني القويدر الذي قدم نموذجًا جسّد كل معاني العمل التراثي والثقافي!
في قرية حرثا، حيث اجتمعت قيادات وطنية في افتتاح المرحلة الأولى من المضافة، هناك أفكار في سيناريوهات ما وراء المضافة، وكيف يمكن تحويلها إلى ميدان نابض بالحياة والحيوية؟
لا أريد استباق الأفكار التي يفكر بها الحفيدان: عوني، وعلاء، وسائر الأحفاد الآخرين، ولكني أقول: سيضعان حرثا ومضافتها إلى قائمة السياحة الأردنية بجهد شعبي مدني لم تفسده جهود رسمية.
ملاحظة: هذا عمل ثقافي وطني من المسافة صفر!!!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات
إقرأ أيضاً:
مجزرة جباليا تسلب الصحفي إسماعيل مقبل 16 فردا من عائلته
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يفقد فيها الصحفي المتعاون مع الجزيرة نت إسماعيل مقبل أفرادا من عائلته خلال حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ نحو 19 شهرا، لكن هذه المرة كانت المأساة أكبر وأشد إيلاما.
ففي قصف استهدف منزلا مأهولا بالسكان في مخيم جباليا شمال القطاع، استُشهد أكثر من 15 فردا من عائلة مقبل، من بينهم أقارب وأطفال ونساء، في مشهد مأساوي آخر يُضاف إلى سجل الجرائم بحق المدنيين في غزة.
"تلقيت الخبر بصدمة كبيرة"
يروي الصحفي إسماعيل مقبل في حديثه لـ"الجزيرة نت" تفاصيل اللحظات الأولى لتلقيه نبأ المجزرة قائلا "تلقيت الخبر بصدمة كبيرة، لأن عددهم كان كبير جدا.. وكان من الممكن تكون الفاجعة أكبر من ذلك، لكن بحمد الله، معظمهم نزحوا قبل أسبوع تقريبا بسبب التكدس الكبير في المنزل. لو ظلوا في البيت، كانت المجزرة ستكون مضاعفة".
وأشار إلى أن ابن عمه علاء وزوجته هما الناجيان الوحيدان من المجزرة، حيث كانا يعيشان في غرفة أعلى المنزل الذي تم قصفه من الأسفل، ما حال دون إصابتهما.
فواجع متكررة
لم تكن هذه الخسارة هي الأولى للعائلة، إذ فقد مقبل من قبل شقيقه الأكبر أحمد، إثر قصف استهدف أحد مراكز الإيواء في جباليا. كما استُشهدت اثنتان من عماته برفقة زوجيهما وأحفادهما، بعد أن نزحوا من الشمال إلى الجنوب بحثا عن الأمان.
إعلانويشير الصحفي إسماعيل مقبل إلى أن من بين ضحايا المجزرة أيضا عمه "أبو علاء" (55 عاما)، أحد أبرز الممرضين في شمال قطاع غزة، والذي كان يعمل في مستشفى الرنتيسي ومستشفى النصر للأطفال.
ورغم اشتداد القصف وتدهور الأوضاع، واصل "أبو علاء" أداء واجبه الإنساني في المستشفيين طوال الحرب، مخاطِرا بحياته في سبيل إنقاذ الآخرين، رغم أن زوجته كانت تعاني من أمراض مزمنة وتحتاج إلى الأكسجين باستمرار، مما شكّل تحديا كبيرا للعائلة في الحفاظ على حياتها وسط انهيار النظام الصحي في القطاع.
يقول الصحفي مقبل بأسى "أتوقع أنه قد تم استهدافه بسبب عمله الطبي".
حلم لم يكتمل
وفي ختام حديثه، يروي الصحفي مقبل مشهدا موجعا عن أحد أقاربه "ابن عمي كان على موعد مع خطيبته في اليوم نفسه للنظرة الشرعية، وقد اشترى ملابس خصيصا لهذه المناسبة، لكن القصف باغته قبل أن يحقق حلمه، في مشهدٍ يختزل قسوة الحياة في غزة المحاصرة".
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 173 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.