د. عبدالله الغذامي يكتب: من المكتبة إلى تويتر
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
دخلت لتويتر من بعد تردد طال، واشتد عليّ، مقاوماً للفكرة ثم متخوفاً من الفكرة، وكان أكبر همي هو تفتيت وقتي الذي تعودت تخصيصه كلياً لمكتبتي وبحوثي، وفي مكتبتي كانت متعتي ورياضتي النفسية والعقلية، وصعب عليَّ أن أفقد متعتي التي صبغت حياتي كلها منذ مطالع حياتي، وعبر مراحل عمري كلها، وكانت مكتبتي بالنسبة لي تشبه البحر للسمكة، حيث تموت بمجرد خروجها من الماء، تلك كانت حيرتي وترددي.
وحين شرعت بنشر التوريقات في جريدة الجزيرة السعودية، أخذ الموضوع يتمدد ويتفتح وتحول لمشروع كتاب صدر بعنوان (ما بعد الصحوة، تحولات الخطاب من التفرد إلى التعدد)، والتعدد في الخطابات هو ما تؤكده الحال التفاعلية في تويتر، الذي أصبح متعدد المنابر من بعد فترة سيطر فيها الصحويون على منابر التواصل الاجتماعي، من منابر الجمعة إلى شريط الكاسيت، الذي اكتسح فضاء الاستقبال في زمن عز الصحوة فترة الثمانينات والتسعينات إلى مطالع القرن الحالي، ولكن تويتر فتحت فرص تعدد الأصوات والتقاطعات، ولم يعُد بمقدور خطابٍ مفرد أن يحتكر فضاء التفاعل. هذا فيما يخصّ علاقتي مع تويتر، من حيث إنها أصبحت بالنسبة لي ميداناً بحثياً كاشفاً ومكشوفاً، ووصفت تويتر في ذلك الكتاب بصفة (الكاشفة المكشوفة)، ومع الكشف والتكشف كانت تجارب وامتحانات للنفس ومدى قوة التحمل العقلي والوجداني تجاه ما يعنّ في المنصة من تحديات لحظوية بعضها مستفز وبعضها متحامل وبعضها كاذب، وفي مقابل ذلك سنجد أجواء ماتعة مع متابعين ومتابعات من كل أرجاء المعمورة، تعرفت على أعداد منهم وتسنى لي توصيل أفكاري وكتبي كذلك، كما تعرفت على ردود فعلهم مع توريقاتي إضافة إلى ترويج كتبي الجديدة وتوسيع دوائر استقبال موقعي، الذي يضم كتبي في نسخ رقمية جعلتها مجانية وقانونية للتحميل، مما سهّل الوصول إليها والإفادة منها، وهذا وحده مكسب عظيم كقيمة علمية وأخلاقية، وقلت عن ذلك إني أؤمن باشتراكية المعرفة وليس برأسماليتها.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الغذامي عبدالله الغذامي
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (الشفاء من ماذا لماذا هل متى أين كيف)؟
نتتبع الهندسة
الطرق الخلوية تصنع انحناءاتها بحساب يتفق مع سرعة ووزن عربتك .. بحيث يكون ارتفاع كتف القوس وطوله هما ما يقود عربتك
للسباحة معلم السباحة يجعلك تقف في حوض يرتفع حتى خصرك ثم يطلب أن تمسك بإبهام قدمك … إن أنت لم تطفو عندها فإن جسمك لا يصلح للسباحة …. الماء هو الذي يحكم
هندسة الخلق تحكم
…. عالم الفضاء الذي أكتشف نبتون لم يكن يعلم بوجوده …. وكانت حساباته تجعله يتوقع كوكباً معيناً في ساعة كذا .. في مكان كذا
والرجل يوجه منظاره والكوكب لم يكن هناك …
تأخر
والعالم يحسب التأخير ويصل إلى حقيقة أن التأخر هذا سببه وجود كوكب بحجم كذا في مكان كذا
والرجل يوجه منظاره إلى هناك ويكتشف نبتون
هندسة الكون هي ما يحكم
نتتبع أسلوب المخابرات …. شواهد ثم نتيجة
وفي قرية على الحدود مع الجنوب أيام حرب الجنوب كان سوقها يبيع الأسماك التي يصطادها الناس من بحيرة قريبة
والضابط يلاحظ وجود سمك بأحجام ممتازة …
و كيف أصبحت أسماك البحيرة القريبة وفجأة بهذا الحجم
والضابط يلاحظ أن الأسماك الجديدة هذه بها (ثقوب) مما يعني إنه قد جرى إصطيادها (بالحربة) ومن يصطاد بالحربة هم أهل قرية تقع داخل قرى التمرد … وهذا يعني أن الأسماك تأتي من هناك
مما يعني تسلل جواسيس التمرد كل صباح …
وإعتقلوهم
……
كل الحكايات ما فيها هو محاولة إكتشاف صلة كل شيء بكل شيء
والصلة هذه موجودة إلى درجة إنها هي ما يدير الوجود
لكن ما لا يمكن الإمساك به هو قوس الصلة هذه
والمؤلم ليس هو أنه لا توجد أجوبة … المؤلم هو أن هناك ألف إجابة متناقضة لكل سؤال
وهكذا ظللنا في تيه صحراء عوامل الأسئلة
كيف… ماذا … لماذا … متى .. أين … هل…
وندهش …. حين نجد أن الإجابة هى العجز عن الإجابة
والتفسير .. والتاريخ .. والأذكار والحكايات .. والجهل والعلم كلها تنتهي إلى أن
العجز عن الإدراك …. إدراك
وقالوا. يا أبا يزيد …. كيف وصلت
قال
قيل لي … خلّ (بتشديد اللام).. نفسك .. وتعال
………
قبل فترة .. الشيخ الصواف وشيوخ آخرون في السعودية ينبشون قبور الصحابة في منطقة موقعة أٌحد .. ويحولونها إلى مكان مرتفع بعد أن ظل السيل يهددها
قالوا
…. وجدناهم كما هم
ووجدنا حمزة مقطوع الأنف والأذنين
المعروف أن هند بنت عتبة كانت قد قطعت أنف وأذني حمزة …
الزمان يجيب على …. هل ومتى وأين وكيف وماذا ولماذا….
وأقواس الغيب تحكم أقواس الشهادة.
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتساب