عندما تبدأ المرأة بالنظر إلى المرآة وتسأل أسئلة كانت في طي النسيان، فالمرأة والمرآة وجهان للموت والحياة، فلا توجد امرأة تتحمل مشهدًا يهشم أحلامها، هل أكلت؟ هل شربت؟ هل نمت؟ هل أرضعت؟ هل ضحكت؟ هل بكيت؟ بصوت منخفض.. هل أشبعت رغباتك؟ هل وهل وهل.. هل نظرت إلى المرآة اليوم؟

كل هذه الأسئلة يجيب عنها العرض المسرحي الاستعراضي الراقص "زنوبيا" ملكة الشرق، لفرقة فرسان الشرق للتراث، التابعة لدار الأوبرا المصرية، والذي يقدم لأول مرة على خشبة مسرح سيد درويش "أوبرا الإسكندرية"، في السابعة من مساء الخميس المقبل، الموافق 28 ديسمبر الجاري، ولمدة ليلة عرض واحدة فقط.

سبق وأن قدم العمل ليلتين عرض في افتتاحه على مسرح الجمهورية في أكتوبر الماضي، وقد حقق نجاحا مبهرا، ليعود مجددا لمدة يوم واحد لجمهور الإسكندرية العريق.

وقالت مخرجة العرض كريمة بدير، إن المسرحية شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا في افتتاحها على مسرح الجمهورية في أكتوبر الماضي، ولاقت استحسان الجمهور، الذي أصبح على قدر من الوعي بعروض فرقة فرسان الشرق للتراث برؤيتها المعاصرة.

المخرجة كريمة بدير

وتابعت: أن العرض تبدأ أحداثه بفتاة تحاول الانتحار بعد أن يئست من الحياة، لكن تشاء الأقدار أن يكون بجوارها روحان هائمان في الوجود أحدهما تشجعها على الحياة والأخرى تشجعها على الموت لكن الروح المشجعة على الحياة تصر على استمرار الحياة مهما كانت الأسباب وتقدم نموذجا للإصرار على الحياة والخلود رغم فناء الجسد من خلال قصة حياة زنوبيا إيمانا بأن الأرواح والأفكار لا تفنى ويمكنها العبور مهما كانت العوائق.

ومن ثم فالعرض يقدم نموذجا للمرأة العربية الحاكمة القوية الجميلة "زنوبيا" ملكة تدمر، والتي فضلا عن جمالها وحدة ذكائها، اشتهرت بشجاعتها عندما خاضت حروبا عديدة لم يستطع الملوك في حينها القيام بها، حيث بسطت نفوذها على آسيا الوسطى، ووسعت رقعة مملكتها حتى استطاعت أن تضم لها باقي مناطق سوريا، فامتدت من شواطئ البوسفور في تركيا إلى ضفاف نهر النيل بمصر.

إلى أن دفعها طموحها للتفكير في اجتياح الإمبراطورية الرومانية واعتلاء عرش الإمبراطور، وقد أصبحت مملكة زنوبيا أهم الممالك وأقواها في الشرق على الإطلاق مما دعا الإمبراطور الروماني للتفاوض معها لتأمين حدود إمبراطوريته ولوقف زحف جيوش تدمر مقابل الاعتراف بامتيازاتها الملكية وعلى مرور الزمن ما زالت زنوبيا باقية بأفكارها وأعمالها، وبالتالي تغير الفتاة التي كانت تحاول الانتحار قرارها وتصر على الاستمرار في الحياة مهما كانت العوائق، فالحياة أجدر بأن نحياها كما نريد.

العرض من بطولة فرقة فرسان الشرق للتراث، ومن بينهم: ياسمين بدوي، ودنيا محمد في دور "زنوبيا"، وفاطمة التبروي في دور "العرافة"، ومي رزيق في دور امرأة العصر، وشريف صبحي في دور "الموت"، وحمادة شوشة في دور "الحياة"، ومحمد هلال، وإبراهيم خالد، ونادر جمال في دور "أورليانوس"، وباسم مجدي، وأحمد عاطف في دور "أذينة".

وهنا مصطفى في دور راقصة البلاط، ونور عمر، وهاني حسن في دور ملك الفرس، وأشرف كوداك "الظلام"، تدريب راقصين ياسمين سمير، مدربة الفرقة رجوى حامد، تصميم ديكور وملابس أنيس إسماعيل، وتنفيذ ديكور أحمد زايد، وتنفيذ ملابس هالة محمود، إضاءة رضا إبراهيم، موسيقى أحمد الناصر، ومن تأليف محمد زناتي، وإخراج كريمة بدير.

وتعد هذه المسرحية العمل الرابع الذي يجمع بين المخرجة كريمة بدير، والشاعر والكاتب المسرحي محمد زناتي.

وتهدف فرقة فرسان الشرق للتراث، التي أسستها وزارة الثقافة في العام 2009، إلى استلهام التراث المصري على خشبة المسرح في سياق فني درامي راقص وعليه فإن جميع عروض الفرقة تتميز بصبغتها التراثية والتاريخية المصرية الصميمة، كما شاركت الفرقة في العديد من المهرجانات الدولية والإقليمية منذ إنشائها حتى الآن.

في حين قدمت الفرقة منذ إنشائها عروض: "الشارع الأعظم" عام 2009، و"بهية" 2012، و"ناعسة" 2013، و"الزيبق"، و"الوالي" 2014، و"نساء من مصر" 2015، و"فولكلور مصر المحروسة"، و"المولد" 2016، و"علاء الدين"، و"الفولكلور والعصور" 2017، و"الهلالي"، و"وبهية" 2018، و"شجرة الدر"، و"الجبتانا" 2019، و"ريا وسكينة" 2020، و"الطوق والأسورة" 2021، و"إيزيس" 2020 – 2021، و"سيرة عنترة" 2022، و"الجبتانا"، و"حتشبسوت" 2023، وقد لاقت تلك العروض استحسان واعجاب الجمهور وحققت نجاحا كبيرا.

ونالت الفرقة بفضل أعمالها العديد من الجوائز والتكريمات منها: ذهبية أفضل أداء، وبرونزية أفضل عرض بالمهرجان الدولي للمسرح الحر بسلطنة عمان، وجائزة أفضل عرض ولجنة تحكيم عن عرض "إيزيس" بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: زنوبيا ملكة الشرق دار الأوبرا المصرية مسرح سيد درويش أوبرا الاسكندرية فی دور

إقرأ أيضاً:

“ورد الأردنية” تعيد طباعة “جريدة فلسطين” اليافوية: 75 مجلدًا تروي قصة فلسطين في القرن الماضي ورقيا

صراحة نيوز- في إصدار توثيقي غير مسبوق، يعيد إحياء أحد أعمدة الصحافة العربية والفلسطينية، جمعت دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، صحيفة فلسطين في 75 مجلدًا من القطع الكبير، تغطي الفترة بين 1911 و1948، وقد جمعها ودرسها الأستاذ محمد أحمد الشرقاوي الذي قاد عملية البحث عن نسخ الصحيفة وجمعها وتبويبها، مقدمًا عملاً يوثق تاريخ هذه الجريدة العريقة، التي كانت شاهدًا على التحولات السياسية والفكرية في فلسطين والمنطقة العربية.
صحيفة فلسطين اليافوية… صوت فلسطين الصادق
انطلقت صحيفة فلسطين عام 1911 في مدينة يافا بجهود الصحفي الفلسطيني عيسى داود العيسى وابن عمه يوسف العيسى، وسرعان ما أصبحت أكبر وأهم الصحف الفلسطينية، بحيث لعبت دورًا محوريًا في تشكيل الوعي السياسي والثقافي الفلسطيني.
لم تكن صحيفة فلسطين مجرد جريدة يومية، بل كانت منبرًا سياسيًا وثقافيًا يواكب أهم الأحداث التي عصفت بالعالم العربي، من العهد العثماني إلى الانتداب البريطاني، مرورًا بمرحلة تقسيم العرب، وصولًا إلى الحرب العالمية الأولى والثانية، وما تلاها من صراعات سياسية أثرت بشكل مباشر على القضية الفلسطينية.
وتميزت بأسلوبها الراقي وجذبت كبار الأدباء والمفكرين، كما كانت سبّاقة في طرح القضايا الوطنية بجرأة، توسعت الصحيفة من إصدارها الأول كجريدة أسبوعية صغيرة إلى صحيفة يومية بثمان صفحات، حتى أصبحت من أبرز الصحف العربية.
كانت صحيفة فلسطين صوتًا للمقاومة الفكرية، اذ احتضنت كتابًا ومفكرين بارزين، وأسهمت بتشكيل الوعي العربي تجاه القضايا الوطنية.
ومنذ تأسيسها، كانت صحيفة فلسطين، صوت الشعب الفلسطيني المثقف والواعي، وكانت منبرًا يعكس رؤيته الفكرية ويعبّر عن نضاله السياسي والثقافي. واليوم، مع اعادة طباعتها وإصدارها في 75 مجلدًا ورقيًا عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، تبرز هذه المجموعة كرسالة واضحة للأجيال القادمة: فلسطين ليست مجرد أرض، بل ذاكرةٌ حيّة، وشعبٌ قوي ومثقف يرفض أن تُمحى هويته أو تُنسى قضيته.

هذا الإصدار لا يقتصر على التوثيق التاريخي حسب، بل هو امتدادٌ للذاكرة الفلسطينية، يؤكد على ضرورة نقل إرثها للأجيال المقبلة، ليبقى النضال الفلسطيني حاضرًا في الفكر والوجدان، وليكون هذا الإرث الإعلامي وقودًا جديدًا للفكر الوطني، يمدّ الجيل القادم بالوعي، ويبرهن أن الكلمة ستظل أقوى من أي محاولات للتغييب أو التهميش.
بعد إعادة إصدار صحيفة القبلة عن دار ورد الأردنية عام 2016، يأتي هذا المشروع الجديد، مؤكّدًا على أهمية الصحافة في حفظ التاريخ الوطني العربي، وإتاحته للباحثين والمتخصصين عبر نسخة ورقية أصيلة تعكس نبض الماضي وتمنح القارئ فرصة التفاعل المباشر مع الوثائق التاريخية.
في عصر طغت فيه التكنولوجيا، تظل الوثائق الورقية أكثر مصداقية وأهمية للباحثين والمؤرخين، حيث تمنحهم فرصة التفاعل المباشر مع المصادر الأصلية، بعيدًا عن التحريف الرقمي أو التشويش المعلوماتي. هذا الإصدار ليس مجرد إعادة طباعة، بل هو توثيق شامل يسهل الوصول إليه، خاصةً في موضوع تاريخ فلسطين والمراحل السياسية التي أثرت في تكوينها.
واليوم، يأتي هذا الإصدار ليعيد إحياء هذا الإرث الصحفي ويؤكد أن الكلمة المكتوبة ستظل وثيقةً تاريخيةً لا تموت ولا تُمحى.
هذا العمل التوثيقي إضافة نوعية لتثري المكتبات العربية والعالمية، مقدّمًا للأجيال القادمة نافذة أصيلة على التاريخ الفلسطيني والعربي بكل أبعاده وتفاصيله. مقدّمًا للأجيال المقبلة نافذةً أصيلةً على التاريخ الفلسطيني والعربي في أدق تفاصيله.

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة يلتقي النجم محمد هنيدي لبحث تقديم عروض مسرحية بالمحافظات انطلاقًا من مسرح بيرم التونسي بالإسكندرية
  • «الشارقة للتراث» يبحث تعزيز التعاون الثقافي مع المالديف
  • نفذتها قوة من الفرقة 36.. جيش الاحتلال: انتشلنا جثماني محتجزين بخان يونس
  • ملكة كابلي بإطلالة متجددة في أحدث ظهور .. فيديو
  • سارة الودعاني تروي تفاصيل معاناتها مع حجوزات الطيران بسبب تصنيف عمر ابنها.. فيديو
  • جورجينا تروي موقفًا طريفًا من بدايات علاقتها بكريستيانو رونالدو .. فيديو
  • كتائب الشهيد أبو علي مصطفى تنعي الشهيد درويش أحمد أبو القمصان
  • العدو يعلن سحب الفرقة 252 من غزة ويعترف بسقوط 4 من ضباطه في الضفة المحتلة
  • “ورد الأردنية” تعيد طباعة “جريدة فلسطين” اليافوية: 75 مجلدًا تروي قصة فلسطين في القرن الماضي ورقيا
  • أبطال الفاشر يهنئون الشعب السوداني بعيد الأضحى المبارك – فيديو