تباينت ردود الأفعال، الجمعة، على قرار مجلس الأمن، على مبادرة مخففة لزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وتبنى مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار تقدمت به الإمارات، يطالب بـ"خلق الظروف المواتية لوقف القتالية تماماً"، وفتح المنافذ لوصول المساعدات الإنسانية.

ووافق على القرار 13 عضواً بمجلس الأمن، فيما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، ولكنها لم تعارضه، كما امتنعت روسيا هي الأخرى عن التصويت.

ويطلب مشروع القرار من الأمين العام للأمم المتحدة تعيين "كبير لمنسقي الشؤون الإنسانية وشؤون إعادة الإعمار يكون مسؤولاً في غزة عن تيسير وتنسيق ورصد جميع شحنات الإغاثة الإنسانية المتجهة إلى غزة والواردة من الدول التي ليست أطرافا في النزاع، والتحقّق من طابعها الإنساني".

كما يدين مشروع القرار كل الهجمات العشوائية على المدنيين، ويدعو إلى إطلاق سراح الأسرى.

وتأجل التصويت على القرار أكثر من مرة، بسبب مخاوف من استخدام الولايات المتحدة لحق النقض "الفيتو"، إذ كان مقرراً أن يتم التصويت على القرار الثلاثاء الماضي.

يأتي ذلك فيما استخدمت الولايات المتحدة، "الفيتو" ضد محاولة روسية لإضافة دعوة "لوقف عاجل ومستدام للأعمال القتالية"، لمسودة قرار بمجلس الأمن الدولي بشأن غزة.

اقرأ أيضاً

بعد تفريغه من مضمونه.. مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن توسيع دخول المساعدات إلى قطاع غزة

ونالت مسودة مشروع القرار رضا الولايات المتحدة، بعد أن أصبحت مغايرة للنسخة الأصلية التي وضعتها المجموعة العربية، على طاولة مجلس الأمن الأحد الماضي.

ورفضت الولايات المتحدة الصيغة حينها، وهددت باستخدام حق "النقض" لمنع إقرارها.

وتحت هذا التهديد جرت مفاوضات شاقة أسفرت عن إجراء تعديلات جوهرية أضعفت المشروع إلى حد كبير، وفق مراقبين.

وأُسقطت الدعوة إلى وقف عاجل ودائم للأعمال العدائية، كما أسقط تعديل لاحق يدعو لتعليق عاجل للأعمال العدائية، واستبدلتها الولايات المتحدة بالدعوة لتهيئة الظروف لوقف دائم للأعمال العدائية.

وفيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فإن مشروع القرار دعا لإنشاء آلية مراقبة تقيد أطراف النزاع بتسهيل دخول المساعدات الى القطاع.

وقد عدلت هذه الفقرة أيضًا إلى الدعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة من شأنها أن تسمح على الفور بوصول المساعدات الإنسانية.

أما التعديل اللافت للنظر الذي أجرته واشنطن على مشروع القرار، فهو المتعلق بالطلب من أطراف النزاع الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وقد حذفته الولايات المتحدة من مشروع القرار.

اقرأ أيضاً

باقتراح إماراتي.. وفد من مجلس الأمن الدولي يصل إلى العريش المصرية

وهكذا ميعت واشنطن المشروع بعد أن هددت بأن يلقى مصير سابقه، فلا دعوة لوقف القتال ولا لإنشاء آلية مراقبة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة ولا للالتزام بالقانون الإنساني الدولي.

وتراقب إسرائيل حاليا المساعدات الإنسانية المحدودة وشحنات الوقود إلى غزة، عبر معبر رفح من مصر، ومعبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه تل أبيب.

ومع خطوة مجلس الأمن، وصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، القرار بأنه "خطوة غير كافية، ولا تلبي متطلبات الحالة الكارثية في القطاع".

وعبرت الحركة، في بيان، عن استيائها لعدم صدور قرار عن المجلس "بوقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع".

وأشارت إلى أن القرار، "لم يتضمّن قرارا دوليا بوقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال (الإسرائيلي) الإرهابي على شعبنا الفلسطيني في غزة".

واتهمت "حماس"، الولايات المتحدة "بالعمل على تفريغ هذا القرار من جوهره وإخراجه بهذه الصيغة الهزيلة، التي تسمح للاحتلال باستكمال مهمة التدمير والقتل والإرهاب في غزة".

واعتبرت أنه من واجب "مجلس الأمن إلزام الاحتلال بإدخال المساعدات بكميات كافية، إلى جميع مناطق القطاع خصوصا في شمال غزة، الذي يتعرّض إلى جانب المجازر اليومية، لحصار وسياسة تجويع مستمرة".

اقرأ أيضاً

بدعوة من غوتيريش.. مجلس الأمن يصوت الجمعة على وقف إطلاق النار في غزة

واتفقت معها حركة "الجهاد الإسلامي"، التي قالت إن "القرار لا يرقى إلى مستوى وضع حد للجرائم التي يرتكبها الكيان المجرم بحق شعبنا، ولا يلبي الحد الأدنى من المستلزمات التي يحتاجها شعبنا في قطاع غزة".

وأضافت أن القرار "يسجل فشلاً مدوياً لمجلس الأمن في وضع حد لحرب الإبادة الأمريكية بأياد صهيونية".

ولفتت إلى أن "القرار البائس يمنح الكيان فرصة للتحكم باحتياجات غزة وأهلها، ضارباً عرض الحائط القوانين والأعراف الدولية التي يزعم المجلس حمايتها".

أما السلطة الفلسطينية، فرحبت بقرار مجلس الأمن وقالت إنه "خطوة نحو إنهاء العدوان" على القطاع.

ولفت بيان لوزارة الخارجية الفلسطينية، إلى ترحيبها بـ"الجهود الدؤوبة للدول الشقيقة والصديقة من أجل تحمل مجلس الأمن الدولي لمسؤولياته في حماية المدنيين الفلسطينيين، ووقف العدوان (الإسرائيلي)، وإطلاق النار، وتأمين وصول المساعدات كافة إلى أبناء شعبنا، ورفض التهجير القسري".

واعتبرت الوزارة أن القرار "خطوة قد تساهم في تخفيف معاناة شعبنا في قطاع غزة، وفي استكمال الضغط على تلك الدول التي عمدت إلى تعطيل أو تأجيل اعتماده كما كان في صيغته الأولى، لوقف إطلاق النار".

وتابعت أن "القرار خطوة في الاتجاه الصحيح، رغم تأخرها، من أجل الوصول إلى وقف العدوان ووقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي تمارسها آلة القتل الإسرائيلية بشكل يومي ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة".

اقرأ أيضاً

مشروع قرار إماراتي عاجل بمجلس الأمن لوقف حرب غزة: الوضع قد يصل لنقطة لا رجعة عنها

وطالبت الوزارة بـ"ضرورة الإسراع في تنفيذ هذا القرار (...) رغم أنه لا يرقى لتطلعاتنا وتطلعات جميع الدول في وقف إطلاق النار".

في المقابل، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، أن إسرائيل ستواصل فحص المساعدات الإنسانية القادمة إلى قطاع غزة، بعد تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وموافقته على قرار يطالب بزيادة المساعدات.

وقال كوهين في تغريدة على منصة "إكس": "ستواصل إسرائيل التصرف وفقًا للقانون الدولي، لكنها ستواصل لأسباب أمنية فحص كافة المساعدات في جميع المساعدات الإنسانية المقدمة لغزة".

كما انتقد مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان، مجلس الأمن الدولي، زاعما أن المجلس لا يبدي اهتماما بالمحتجزين الإسرائيليين في غزة.

وقال: "تركيز الأمم المتحدة فقط على آليات المساعدات لغزة غير ضروري ومنفصل عن الواقع.. تسمح إسرائيل بالفعل بتسليم المساعدات بالمستوى المطلوب.. كان ينبغي للأمم المتحدة أن تركز على الأزمة الإنسانية للأسرى".

وعلى الرغم من اعتراض إسرائيل على القرار، وامتناع واشنطن عن التوصيت عليه، إلا أن الولايات المتحدة، قالت على لسان نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ناثان تك، إن بلاده تدعم قرار مجلس الأمن الدولي الداعي لاتخاذ خطوات عاجلة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، و"تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية".

وأرجع تك سبب امتناع الولايات المتحدة عن التصويت إلى "عدم تنديد" القرار بهجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقال: "لا نفهم لماذا رفض بعض أعضاء مجلس الأمن ذكر طريقة (حماس) باستهدافها المتعمد وقتلها للإسرائيليين وهم نساء وأطفال ومدنيين"، على حد قوله.

اقرأ أيضاً

مطالبات بمجلس الأمن الدولي بوقف دائم لإطلاق النار في غزة

أما روسيا، فاتهمت الولايات المتحدة باستخدام الذرائع والابتزاز، لوضع قرار يرضيها بخصوص غزة

وقال مندوب روسيا بمجلس الأمن، إنه تم إفراغ نص مشروع القرار المتعلق بغزة من جوهره بسبب ضغوط الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة أدرجت عنصرا خطيرا في مشروع القرار يسمح لتل أبيب بتطهير قطاع غزة.

في غضون ذلك، رحبت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، بإنشاء آلية أممية لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتعيين منسق أممي رفيع المستوى لتسهيل دخول وتنسيق ومراقبة والتحقق من المساعدات.

واعتبر البيان، اعتماد قرار مجلس الأمن "خطوة إيجابية على مسار التخفيف من حدة المعاناة الإنسانية التي تطال المدنيين الفلسطينيين ومنظومة الخدمات الأساسية في القطاع".

ولفت إلى أنها "خطوة غير كافية لكون القرار لم يتضمن المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار، باعتباره الضمانة لتوفير البيئة المواتية لتنفيذ مجمل بنود القرار، والسبيل الوحيد لوقف نزيف الدماء في غزة".

واتفقت معها، سلطنة عمان، حين قالت إن قرار مجلس الأمن، بشأن قطاع غزة، يشكل تقدمًا مُرحبًا به، لكنه لا يلبي الإجماع الدولي الواسع النطاق الداعي لوقف إطلاق النار.

وأشارت الخارجية العمانية، في بيان، إلى ضرورة ضمان التدفق المستمر والفعال للمساعدات إلى قطاع غزة بأكمله، وجددت سلطنة عمان، دعوتها لمجلس الأمن للقيام بمسؤولياته في تنفيذ جميع القرارات المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، وذلك لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم.

اقرأ أيضاً

أمام مجلس الأمن.. "التعاون الخليجي" يؤكد على ضرورة إنهاء حرب غزة

وأوضحت سلطنة عمان، أن السلام يقوم على أساس حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي العربية.

أما الإمارات، فاعتبر على لسان مستشار الرئيس السياسي أنور قرقاش، أن بلاده حققت اختراقا تاريخيا باعتماد مجلس الأمن القرار 2720 والذي يعزز الوضع الانساني في غزة.

وقال "قرقاش" في حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "حققت الإمارات اختراقا تاريخيا باعتماد مجلس الأمن القرار، والذي يعزز الوضع الانساني في غزة، خطوة مهمة للغاية في ظروف دولية صعبة".

وأضاف: "في عالم تفرض القوة شروطها تغدو السياسة فن التفاوض لتحقيق الممكن، كل التقدير للشيخ عبدالله بن زايد وفريقنا الدبلوماسي علي جلدهم و مثابرتهم".

أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فأكد دعم منظمته لكل ما يؤدي إلى تحسين إيصال المساعدات إلى غزة.

لكنه قال إن أكبر عائق أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة هو "طريقة الهجوم الإسرائيلي"، مؤكدا أنه "لا مكان آمن في القطاع".

وأشار غوتيريش في مؤتمر صحفي، الجمعة عقب قرار مجلس الأمن، إلى ضرورة النظر لنصف الكأس الممتلئ، فيما يتعلق بقرار مجلس الأمن الجمعة بشأن غزة.

كما أكد أن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية ضروري لإيصال المساعدات بشكل فاعل إلى غزة.

وزاد: "هناك قرار، لكننا ندرك أن وقف إطلاق النار الإنساني ضروري حقا إذا أردنا إيصال المساعدات الإنسانية (إلى غزة) بشكل فاعل".

اقرأ أيضاً

مجلس الأمن وهدن غزة.. قوى إقليمية ودولية ترحب وإسرائيل ترفض وهذه فرص تنفيذه

ولفت إلى أن الحرب على غزة لم تشهد أي تغيير يستحق الذكر في الآونة الأخيرة، مع عدم توفير الحماية اللازمة للمدنيين وسط استمرار الهجمات الإسرائيلية المكثفة.

وأشار إلى مقتل أكثر من 20 ألفا من أهالي غزة، أغلبهم نساء وأطفال، وتهجير 1.9 مليون شخص من ديارهم.

ولفت إلى تدمير قطاع الصحة في غزة، وأن مستشفيات جنوبي القطاع تضم الآن 3 أضعاف طاقتها الاستيعابية، بينما نظيراتها في الشمال عاجزة عن تقديم أي خدمات.

وأكد أن استمرار القصف الإسرائيلي الكثيف والاشتباكات في المناطق المكتظة بالسكان يعرض للخطر حياة كل من المدنيين وموظفي إيصال المساعدات الغذائية.

وبيّن غوتيريش أن "136 من زملائنا قُتلوا في غزة خلال 75 يوما، وهذا أمر لم نشاهده من قبل في تاريخ الأمم المتحدة، ولا مكان آمن في غزة".

وشدد على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام المستدام بالمنطقة في إطار قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات الدولية.

فيما قالت المدير الإقليمي لمنظمة "أوكسفام" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا سالي أبي خليل، إن "الفشل في الدعوة إلى وقف إطلاق النار بعد خمسة أيام من التأخير والتخفيف المتعمد للقرار هو أمر غير مفهوم وقاسٍ تماماً".

وأضافت: "إنه تقصير كبير في أداء الواجب من جانب منظمة أنشئت لدعم ميثاق الأمم المتحدة للحفاظ على السلام وحماية الأرواح".

وشددت على أنّ هذه المنظمة "تحرم أكثر من مليوني فلسطيني، - العديد منهم يتضورون جوعاً الآن، مع وجود خطر المجاعة الذي يلوح في الأفق - من الراحة من القصف والحصار المتواصلين الذين عانوا منه منذ ما يقرب من شهرين ونصف".

اقرأ أيضاً

للمرة الخامسة.. مجلس الأمن يسعى للتوصل إلى قرار بشأن حرب غزة

ورأت المسؤولة الإقليمية أنّ وقف إطلاق النار الفوري والدائم "هو السبيل الوحيد لتقديم المساعدات الإنسانية بالحجم والسرعة المطلوبين بشكل عاجل، وضمان العودة الآمنة للأسرى".

كما قالت إنّ موقف الولايات المتحدة الداعم لاستمرار الحرب "يُظهر مدى ابتعاد سياساتها عن الإلحاح والإرهاب الذي يعيشه الفلسطينيون"، مشيرةً إلى أنّ "تصرفات واشنطن في مجلس الأمن تُظهر عزلة الولايات المتحدة المتزايدة عن الإجماع العالمي".

ويقول برنامج الأغذية العالمي إن نصف سكان غزة يعانون من المجاعة، وإن 10% فقط من الغذاء المطلوب دخل إلى غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وفشل مجلس الأمن مرات عدة في تمرير مشاريع قرارات مختلفة، إما بسبب استخدام "الفيتو"، من الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس، وهي: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، أو بسبب عدم حصولها على الأصوات الكافية لإقرارها.

ويحتاج أي قرار إلى ما لا يقل عن 9 أصوات، مع عدم استخدام "الفيتو".

وسقط المشروع الأخير في 8 ديسمبر/كانون الأول الحالي بـ"الفيتو" الأمريكي.

ولاحقا، طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضوا بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، إذ صوتت 153 دولة لصالح الخطوة التي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضدها في مجلس الأمن.

وانتهت الهدنة السابقة، التي استمرت 7 أيام، في مطلع ديسمبر/كانون الأول.

وخلال تلك الفترة، أطلقت "حماس" سراح عدد من الأسرى، وتم إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وكانت هناك زيادة في وصول المساعدات إلى غزة.

اقرأ أيضاً

الصحة العالمية لمجلس الأمن: طفل يُقتل في غزة كل 10 دقائق

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مجلس الأمن مساعدات غزة حرب غزة وقف الحرب الأمم المتحدة المساعدات الإنسانیة إلى مجلس الأمن الدولی الولایات المتحدة إیصال المساعدات وقف إطلاق النار قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة الأمم المتحدة المساعدات إلى مشروع القرار إلى قطاع غزة بمجلس الأمن على القرار اقرأ أیضا من الدول قالت إن إلى غزة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

انطلاق السباق الرئاسى فى المكسيك مع ترقب بفوز أول إمرأة يهودية شعبوية

ينطلق ماراثون الانتخابات الرئاسية فى المكسيك بعد ساعات اليوم الأحد وسط ترقب أمريكى للرئيس القادم فى الدولة التى تقع على جنوب الولايات المتحدة وتجمعهما إتفاقية للتجارة الحرة مع ثاثلتهما كندا، ويخوض السباق الرئاسى هذه المرة الرئيس الحالى أندريا لوبيز لوبرادور صاحب التوجه الشعبوى، وسيدتان هما كلوديا شاينبوم عمدة مدينة مكسيكو سيتى الحالية صاحبة التوجه الشعبوى المحافظ والتى تعتبر من تلاميذ لوبرادور، كما تخوض السباق منافستها الليبرالية السيدة زوشيتل جالفيز.

توقعات بفوز يهودية لرئاسة المكسيك وسط ترقب إسرائيلى حذر!

وتشهد المكسيك لأول مرة ترشح سيدتين من المحتمل أن تفوز إحداهما بكرسى الرئاسة فى سابقة لم تحدث فى تاريخ المكسيك، وتحظى كلوديا شاينبوم ذات الأصول اليهودية والبلغارية بحظ وفير بحسابات الخبراء للفوز بالإنتخابات، حيث يتسم توجهها الشعبوى واليسارى بالمتوازن نظرا لخلفيتها العلمية الهندسية وحصولها على درجة الدكتوراه فى مجال الطاقة والبيئة الذى يعد من أهم الملفات العالقة بين المكسيك وجارتها الولايات المتحدة.

من جانبها  أكدت صحيفة “ تايمز أوف إسرائيل” على ترقب الأوساط السياسية والدينية الإسرائيلية حذر بفوز كلوديا شاينبوم بكرسى الرئاسة وإعتباره إنتصارا للجالية اليهودية المكسيكية واللاتينية بصفة عامة، إلا أنهم يتحفظون على كونها تلميذة للزعيم اليسارى أندريا لوبيز الذى نجح فى عزلها بعيدا عن أصولها اليهودية، ونجح فى تأصيل التوجه اليسارى الشعبوى بداخلها لدرجة عدم ذكرها لأصولها أثناء حملتها الإنتخابية الحالية وإصرارها على نشأتها غير الدينية مؤكدة أنها مكسيكية حتى النخاع وهو ما عرض شاينبوم للنقد فى الأوساط الإسرائيلية.

وقد سبق وفاز مرشحان رئاسيان يهوديان فى تاريخ المكسيك سابقا أولهما فى عام 1945 والأخر يدعى ساليناس دى جوراتارى الذى منحته إسبانيا الجنسية للتكفير عن طردها لليهود فى القرن ال 14. 

تلميذة لوبيز تؤمن باحتفاظ الدولة لمصادر وشركات الطاقة

 تحافظ دولة المكسيك على إمتلاكها للشركات الأساسية المنتجة للطاقة الأحفورية "بيميكس" وتسيطر على كافة عمليات التنقيب والبيع والتصدير للخارج، وهو ما جعلها فى مرمى البصر عند الشركات الأمريكية التى تريد التسلل الى سوق الطاقة المكسيكى للسيطرة على هذا المورد الهام والموجود بالقرب من أراضيها، وتعوّل إدارة بايدن على فوز المرشحة زوشيتل جافيز التى تؤمن بالتجارة الحرة بين بلادها والجارة الأمريكية الشمالية.

أما خبراء العلاقات الدولية فيؤكدون فى صحيفة “ الهيل ” الأمريكية أنه فى حالة فوز كلوديا شاينبوم بمقعد الرئاسة فسوف تحتفظ بملكية شركات إنتاج الطاقة الأحفورية والمتجددة، بالإضافة الى شركات الدعم اللوجيستى والفنى “ سى إيه إف ”، مما يستنكره سفير المكسيك السابق فى واشنطن أرتور صاروخان مشبها إياه بالمثل القائل " كيف يمكن للطاهى طبخ الطعام ثم يأكله "، حيث يشجع صاروخان على الإنفتاح على الإستثمارات الأجنبية خصوصا الأمريكية والغربية فى مجال الطاقة الذى يعد المورد المتميز فى المكسيك، ومع ذلك لا ترفض الدولة اللاتينية الإستثمارات الخارجية وإنما تفضل الشراكة الصينية فى مجالات التكنولوجيا، وهو ما تعتبره الولاياات المتحدة تهديدا لأمنها القومى من ناحية الجنوب. 

تعاون الحرس الوطنى والجيش لمكافحة الجريمة المنظمة وتنفيذ مشروعات البنية التحتية

 أوضح الخبراء فى صحيفة " الهيل " أنه من المتوقع أن تحتفظ شاينبوم فى حال فوزها بالمقعد الرئاسى بما يسمى بالحرس الوطنى الذى يمثل الجناح العسكرى جنبا الى جنب مع قوات الشرطة والجيش والذين نجحوا فى مواجهة عصابات وتشكيلات الجريمة المنظمة، وقد أسسهم الرئيس الحالى أندريا لوبيز أستاذ المهندسة شاينبوم الأكثر حظا بين المرشحين فى السباق الحالى للإنتخابات، بالإضافة الى تفضيل شاينبوم قيام شركات الجيش بتنفيذ مشروعات البنية التحتية مثل الطرق الدائرية وغيرها مما يجعل الولايات المتحدة تنظر إليها بعين الريبة.

ملف الهجرة الأكثر سخونة فى الأمريكيتين الشمالية والجنوبية 

 يظل ملف الهجرة غير الشرعية الذى يسمح بتدفق المهاجرين من الحدود الجنوبية بين الولايات المتحدة والمكسيك عبر الصحارى والأنهار متسللين الى ولاية تكساس الأكثر سخونة بين البلدين، حيث يمثل هذا الملف اولوية على أجندات المرشحين الرئاسيين الحاليين الديمقراطى جو بايدن والجمهورى دونالد ترامب، واللذان سبقا وإتخذا إجراءات صارمة حياله تم سنها إما فى قوانين مستقلة  أوفى تعديلات دستورية ملحقة تمت فى عهد دونالد ترامب، وإنتهت بإتفاق متضمنا قبول المكسيك بإستقبال المهاجرين غير الشرعيين وطالبى اللجوء وأصحاب الجنسية الثالثة، فى مقابل إزالة كافة القيود على التبادل التجارى والإعفاء من كافة التعريفات الجمركية بين البلدين مع إشراك كندا فى الإتفاق الإقتصادى والسياسى، وهو ما يرفضه حاليا لوبيز وتلميذته كلوديا شاينبوم ويعتبرا هذا الإتفاق عِبئا كبيرا على إقتصاد المكسيك، ويعد أمرا مجحفا بتحمُل مطالب اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين من حملة الجنسية الثالثة.

مفاجأة المرشح الشعبوى الكندى الجديد 

 لم تسلم حدود الولايات المتحدة الشمالية من تهديد جديد قادم من ناحية جارتها الكندية التى سوف تشهد إنتخاباتا رئاسية فى 2025، حيث يواجه المرشح جوستن ترودو رئيس الوزراء الحالى صاحب التوجه الليبرالى منافسه الشعبوي بيير بواليفر ذا التوجه اليسارى المحافظ، مما تعتبره الولايات المتحدة فى عهد الرئيس بايدن تهديدا لأمنها القومى الشمالى يضاف الى الجنوبى مع توقعات قوية بفوز كلا المرشحين الشعبويين فى المكسيك وكندا، بالإضافة الى التهديد الصريح لإتفاقية التعاون الإقتصادى والسياسى بين الأطراف الثلاثة، مع إحتمالات لخسارة أسواق إستهلاكية واسعة للمنتجات الأمريكية، نظرا لميل رؤساء هذه البلدان فى تفضيل التعاون مع الصين وروسيا للإستثمار داخل أرضيهما، مقارنة بالشركات الأمريكية فى المستقبل وهو ما يمثل خسارة كبيرة للأسواق فى أمريكا اللاتينية والشمالية أيضا، مع الوضع فى الإعتبار تفضيل المرشحان المكسيكيان لوبيز وشاينبوم فوز الرئيس السابق دونالد ترامب المرشح الجمهورى ودعمه لأنه صاحب نفس التوجه الشعبوى المماثل لهم فى الإنتخابات الرئاسة المرتقبة بنوفمبر القادم.

مقالات مشابهة

  • انطلاق السباق الرئاسى فى المكسيك مع ترقب بفوز أول إمرأة يهودية شعبوية
  • «المجموعة العربية» تعرب عن قلقها إزاء العملية العسكرية في رفح
  • عمار الدويك: الولايات المتحدة تعطل أي قرار لفرض عقوبات على إسرائيل
  • الإمارات تضخ 1166 طنا مساعدات جديدة إلى غزة
  • منظمات دولية تحذر من تفشي المجاعة في السودان بسبب استمرار الصراع
  • مجلس الأمن يجدد إجراءات حظر السلاح المفروضة على ليبيا
  • منظمات دولية تحذر من تفشي المجاعة في السودان
  • الأردن يستضيف مؤتمراً إنسانياً دولياً بشأن غزة 11 الجاري
  • جهود مصرية أردنية مشتركة لعقد مؤتمر دولي بشأن الأزمة الإنسانية في غزة.. والأمم المتحدة: الاحتلال الإسرائيلي لا يسمح بوصول المساعدات لسكان القطاع
  • واشنطن ترفض مشروع القرار الجزائري في مجلس الأمن لوقف الهجوم على رفح لهذا السبب