بالنسبة لي لم تكن تصريحات حميدتي منذ بداية الحرب عن حلف الجيش و”الفلول” وهو ما ركّز وأستمر يطرق عليه اعلام الدعم السريع لاحقاً، لم يكن حميدتي -الماكر ومطلق الظهر.. يفعل كل شئ لينتصر- يبتز قادة الجيش بالإسلاميين كي يصمهم بأنهم حلفاء للكيزان ويحرجهم أمام العالم كما هو الفهم السائد. لا لم يكن ذلك هدف حميدتي الأساسي إنما، في الواقع، كان يسعى -ودي مهمة جدا- لقطع الطريق عليهم كي لا يستفيدوا من تقارب الإسلاميين مع الجيش وتوظيف خبرتهم لإسناد الجيش في حرب 15 أبريل، وقد نجح، إلى حد كبير، في تحقيق هذا الهدف.

في حين تحالف حميدتي وضم لمركز قيادة قواته ومركز قراره السياسي عدد كبير من “الفلول” ذوي الدربة عسكريين وسياسيين وهم من حققوا له تقدما عسكريا وسياسيا.
قال لي صديق، في نقاش حول الموضوع، أنَّ حميدتي أستثمر في الهزيمة النفسية لقادة الجيش تجاه خطاب ديسمبر وخاصة ذلك الخطاب الذي يجعل منك اقترابك من الفلول شيطاناً رجيماً.

وقد يكون كلامه صحيحاً.. من يدري!
ربما نحتاج مناقشة هذه النقطة: ترى لماذا يغض حلفاء الدعم السريع الإقليمين والغربيين الطرف عن فلول الدعم السريع؟ في حين حربهم قائمة ضد الفلول الآخرين؟
لصالح النقاش، ربما نحتاج لإعادة تعريف مصطلح “الفلول” نفسه.

محمد المبروك

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

قيادي سابق بالمؤتمر السوداني يفتح النار على تحالف “تأسيس”

متابعات- تاق برس- قال القيادي بالتيار الوطني، نور الدين صلاح الدين، إن تحالف “تأسيس” يدّعي أنه يسعى لتشييد دولة جديدة تُنهي الحروب، بينما يُنصّب على رأسه شخصية عسكرية متهمة محلياً ودولياً بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تمتد من دارفور إلى الخرطوم.

 

وأضاف صلاح في منشور بصفحته الشخصية على فيسبوك: “حميدتي، الذي تأسست قواته بمرسوم من النظام البائد، وتم تقنينها “شكلياً ” ويا للمفارقة بواسطة برلمان الحركة الإسلامية وواجهاتها هو القائد الفعلي لمليشيا الدعم السريع، التي مارست القتل الجماعي، والاغتصاب، والنهب، والتجنيد القسري، بل شاركت بفاعلية في تقويض الانتقال الديمقراطي بعد الثورة المجيدة في 2019.

وتساءل صلاح: كيف يمكن لعقلٍ سياسي سويّ أن يقبل برؤية هذا الرجل كـ”رئيس لتحالف تأسيسي” دون أن يسقط في اختبار القيم والأخلاق؟ كيف يتحول الجلاد إلى مرجعية سياسية؟

 

 

وتابع: “ما يقدمه التحالف ليس مشروع تأسيس بل مشروع تباهي بقوة السلاح.. والسودان الجديد لا يبنى ببقايا السيف والدم بل بإرادة الحقيقة والعدالة والديمقراطيةً”.

 

واعتبر صلاح المشاركة في التحالف بأنها تمثل سقوطا أخلاقيا وسياسياً كبيرا، لا يمكن تبريره.

 

 

وأشار إلى أن مشاركة كيانات وأفراد، وبتاريخها الممتد في النضال السياسي والفكري، في تحالف تتصدره ميليشيا – على حد وصفه- قتلت السودانيين في بيوتهم وأسواقهم، فذلك أمر لا يُغتفر سياسيًا ولا أخلاقيًا.

 

وقال صلاح: “هذه المجموعات التي ظلّت ترفع شعارات الحرية والعدالة والمساواة، لم تُقدّم حتى الآن و لا أظنها تستطيع تقديم أي تفسير سياسي مقنع لمشاركتها في هذا المشروع، هل هو انحياز تكتيكي؟ أم غرق في وهم “التغيير الجذري” بأي ثمن؟ أم أنه مجرد إعادة اصطفاف في وجه المؤسسة العسكرية (الجيش)، دون اعتبارٍ للثمن الأخلاقي؟!

وأضاف أن هذه المشاركة تثير أسئلة جوهرية حول فقدان الرؤية السياسية الواضحة داخل هذه المجموعات والكيانات، والانزلاق من موقع القوة الأخلاقية إلى مستنقع التحالفات الانتهازية، وإمكانية أن تكون هذا الكيانات قد فقدت بالفعل صلتها بالمشروع الديمقراطي الذي تبشر به منذ سنواتٍ طوال.

 

وأردف أن البيان التأسيسي لتحالف “تأسيس” يعيد تدوير خطاب قديم حول “تفكيك السودان القديم”، لكن دون تحديد أدوات واضحة غير القوة والسلاح والتحالفات المربكة، بل ويتمادى في تصعيد خطاب الإقصاء، من خلال التعميم بأن كل ما سبق يجب أن يُزال، دون مساءلة، أو تمييز، أو بناء توافقي.

وفي واقع الأمر، فإن ما يُطرَح هنا ليس سوى مشروع عنف موازٍ، يُشرعن لمليشيا أن تحكم بالسلاح لا بالصندوق، ويُدجّن قوى سياسية كنا نكن لها الاحترام لتعمل تحت عباءتها.

 

وختم صلاح منشوره بالقول: إنّ ما يُقدّمه “تحالف السودان التأسيسي” ليس مشروع تأسيس، بل مشروع تباهي بالقوة والسلاح، مغلف بخطاب العلمانية و التقدمية في حين لا يسنده واقعٌ ولا أخلاق.

 

إنّ المشاركة في هذا التحالف يمثل سقوطًا سياسيًا وأخلاقيًا كبيرًا، لا يمكن تبريره، ويجب على قواعد الكيانات والمجموعات السياسية المشاركة فيه أن يراجعوا هذا الانحدار، وأن يناضلوا من أجل استعادة الخط الوطني الديمقراطي، لا أن يكونوا أدواتٍ ساندة للخط الميليشياوي الشعبوي.

إن السودان الجديد لا يُبنى ببقايا السيف والدم، بل يُبنى بإرادة الحقيقة، والعدالة، والمحاسبة، والديمقراطية، والسلام الحقيقي.

 

يشار إلى أن نور الدين كان قياديا سابقا بحزب المؤتمر السوداني ورئيسه بولاية الخرطوم

التيار الوطني السودانيتحالف تأسيس

مقالات مشابهة

  • مجمع الملك سلمان ومركز تنمية الحياة الفطرية يطلقان معجم “مصطلحات الحياة الفطرية”
  • عاجل | تاس: مقتل نائب قائد الأسطول الروسي في قصف صاروخي لمركز قيادة عمليات مشاة البحرية الروسية في مقاطعة كورسك
  • تداعيات إعلان تشكيل الهيئة القيادية لتحالف السودان التأسيسي برئاسة “حميدتي” على مسار الحرب
  • قيادي سابق بالمؤتمر السوداني يفتح النار على تحالف “تأسيس”
  • عقوبات رادعة بحق متهمين بالتعاون مع “الدعم السريع”
  • تصريحات سعيدة لمستشار حميدتي عن تحالف تأسيس
  • “الدعم السريع” تهاجم مدينة في غرب كردفان مجددا والجيش السوداني تصدى
  • بعد زيارة البرهان لمصر.. هل يشهد السودان هدنة قريبة بين الجيش و(الدعم السريع)؟
  • الأمم المتحدة: مشاورات مع الجيش السوداني والدعم السريع من أجل هدنة إنسانية بالفاشر
  • حميدتي رئيسا