ما الاقتصاد الأفضل أداء في 2023 ؟
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
توقع كل الناس تقريبا انكماشا اقتصاديا عالميا في عام 2023 مع انخراط مسؤولي البنوك المركزية في محاربة ارتفاع التضخم. لكنهم كانوا مخطئين. فالناتج المحلي الإجمالي للعالم ربما حقق نموا بمعدل 3% في هذا العام. وأسواق العمل صمدت. والتضخم في طريقه الى الانحسار. كما ارتفعت أسواق الأسهم بنسبة 20%.
لكن هذا الأداء الإجمالي يخفي داخله تباينات كبيرة.
قمنا في الإيكونومست بتصنيف اقتصادات هذه البلدان حسب جودة أدائها. ومنحت المجلة درجة عامة لكل من هذه الاقتصادات وأعدت قائمة بالمراتب التي أحرزتها.
كشف التصنيف عن بعض النتائج المفاجئة. فقد احتلت اليونان المرتبة الأولى في القائمة للسنة الثانية على التوالي. وهذه نتيجة لافتة لاقتصادٍ كان يُعتبر حتى وقت قريب مرادفا لسوء الإدارة.
إلى ذلك، العديد من البلدان التي تميزت في الأداء بخلاف جنوب افريقيا من قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية. فالولايات المتحدة احتلت المرتبة الثالثة. ولم تتخلف عنها كندا وشيلي كثيرا.
في الأثناء الكثير من اقتصادات بلدان شمال أوروبا كان أداؤها فاترا بما في ذلك بريطانيا وألمانيا والسويد وفنلندة التي جاءت في المؤخرة.
كانت معالجة ارتفاع الأسعار التحدي الأكبر في عام 2023. وأول مقياس من مقاييس الإيكونومست الخمسة يتناول التضخم «الأساسي» الذي يستبعد المكونات المتقلبة (في سلة الأسعار) كالطاقة والغذاء. وهو لذلك مؤشر جيد للضغوطات التضخمية التي يعاني منها الاقتصاد.
اليابان وكوريا الجنوبية حالتا دون ارتفاع الأسعار. وفي سويسرا ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 1.3% (فقط) على أساس سنوي. لكن لاتزال بلدان أخرى في أوروبا تواجه ضغوطا شديدة. ففي المجر يبلغ التضخم الأساسي حوالي 11% على أساس سنوي. وفنلندا تصارع أيضا.
في معظم البلدان أصبح التضخم أقل رسوخا حسب مقياس اتساع نطاق (انتشار) التضخم الذي يحسب حصة الأصناف المكونة لِسَلَّة أسعار المستهلك حيث ترتفع الأسعار بأكثر من 2% على أساس سنوي.
ورفعت البنوك المركزية في بلدان مثل شيلي وكوريا الجنوبية أسعار الفائدة بشدة في عام 2022 وذلك قبل أن ترفعها بلدان عديدة أخرى في العالم الغني. ويبدو أنها الآن تحصد الفوائد.
في كوريا الجنوبية تراجع معدل اتساع نطاق التضخم من 73% إلى 60%. ويمكن أن يُعزى بعض الفضل في ذلك لمسؤولي البنوك المركزية في أمريكا وكندا أيضا حيث شهد معدل اتساع التضخم هناك تراجعا أشدَّ.
يشير المقياسان الآخران للإيكونومست وهما النمو في التوظيف والناتج المحلي الإجمالي إلى ما تحققه الاقتصادات للناس العاديين.
ليس هنالك بلد كان أداء اقتصاده جيدا على نحو مثير أو استثنائي في عام 2023. غير أن قلة قليلة فقط من البلدان هي التي شهدت تدهورا في نواتجها المحلية الإجمالية.
فأيرلندا كانت الأسوأ أداء حيث هبط ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 4.1%. لكن يجب التحفظ في قبول هذا الرقم. فهنالك مشاكل كبيرة تتعلق بقياس الناتج المحلي الإجمالي الأيرلندي.
أيضا أداء بريطانيا وألمانيا كان ضعيفا. فألمانيا تعاني من تداعيات صدمة أسعار الطاقة واشتداد المنافسة من السيارات الصينية المستوردة. أما بريطانيا فلا تزال تتعامل مع عواقب خروجها من الاتحاد الأوروبي (البريكست.)
أداء الولايات المتحدة جيد في نمو الناتج المحلي الإجمالي والتوظيف. لقد استفادت من انتاج قياسي لموارد الطاقة إلى جانب آثار برنامج التحفيز المالي السخي الذي تم تطبيقه في عامي 2020 و2021. وربما أنعش معه اقتصادها، وهو الأكبر في العالم، اقتصاداتِ بلدان أخرى. فمعدل التوظيف في كندا ارتفع بشكل جيد. أما اسرائيل التي تعتبر الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لها فتحتل المرتبة الرابعة في القائمة الكلية على الرغم من حربها في غزة.
ربما تعتقد أن سوق الأسهم والسندات الأمريكية التي تكتظ بشركات تتأهب للاستفادة من ثورة الذكاء الاصطناعي كانت ستحقق أداء جيدا. لكن أداءها في الواقع كان معتدلا بعد حساب التضخم. أما سوق الأوراق المالية الأسترالية التي تحتشد فيها أسهم شركات سلع تواجه تدهورا في الأسعار بعد ارتفاعها في عام 2022 فكانت سيئة الأداء.
ففي فنلندا تراجعت أسعار الأسهم. وشركات اليابان بالمقارنة تشهد ما يمكن وصفه بالنهضة. فسوق الأسهم والسندات اليابانية واحدة من أفضل البورصات أداء في هذا العام. لقد ارتفعت بنسبة 20% تقريبا بالقيمة الحقيقية (بعد حساب التضخم).
لكن للبحث عن عوائد (أرباح) أسهم تستحق الإطراء يجب الذهاب بعيدا إلى اليونان. فهناك القيمة الحقيقية لسوق الأوراق المالية ارتفعت بأكثر من 40%. لقد بدأ المستثمرون يهتمون مجددا بالشركات اليونانية مع تطبيق الحكومة لسلسلة من الإصلاحات المعززة للسوق.
وعلى الرغم من أن اليونان لاتزال أفقر كثيرا مقارنة بحالها قبل أزمتها المالية الكبيرة في أوائل العشرية الثانية من هذا القرن إلا أن بيانا أصدره مؤخرا صندوق النقد الدولي الذي كان في يوم ما «عدوها اللدود» مدح ما أسماه «التحول الرقمي للاقتصاد والمنافسة المتزايدة في السوق.»
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المحلی الإجمالی فی عام
إقرأ أيضاً:
حرب غزة ترفع التضخم في إسرائيل إلى 3.6% في أبريل
أظهرت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية -اليوم الخميس- ارتفاع معدل التضخم السنوي في أبريل/نيسان إلى 3.6%، مما قد يثني في الأغلب صناع السياسات عن خفض أسعار الفائدة قريبا.
وكان معدل التضخم في مارس/آذار 3.3%.
وتجاوز معدل التضخم في أبريل/نيسان التوقعات البالغة 3.1% في استطلاع أجرته رويترز، وظل أعلى من النطاق السنوي المستهدف من قبل الحكومة، الذي يتراوح بين 1 و3%.
وألقى مسؤولون حكوميون باللوم إلى حد بعيد على مشكلات العرض المرتبطة بالحرب في ارتفاع التضخم خلال العام الماضي، حتى مع تراجع ضغوط الأسعار عالميا، ويعتقد البنك المركزي أن الطلب يسهم أيضا في إبقاء الأسعار مرتفعة.
وبلغ التضخم السنوي 3.8% في يناير/كانون الثاني، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر/أيلول 2023، وتوقع البنك المركزي في أبريل/نيسان أن يبلغ 2.6% لعام 2025.
وعلى أساس شهري، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة تفوق التوقعات بلغت 1.1% في أبريل/نيسان مقارنة بمارس/آذار، وذلك بسبب ارتفاع كلفة النقل والترفيه والفواكه الطازجة والملابس والسكن.
تثبيت الفائدةيشار إلى أن بنك إسرائيل المركزي أبقى الشهر الماضي على أسعار الفائدة قصيرة الأجل دون تغيير، متمسكا بحذره مع استئناف القتال في غزة بعد توقف قصير.
إعلانوكان اجتماع الشهر الماضي هو العاشر على التوالي الذي يثبت فيه البنك أسعار الفائدة.
وخفض البنك سعر الفائدة 25 نقطة أساس في يناير/كانون الثاني 2024 بعد انخفاض التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي في خضم الحرب على غزة، لكنه أبقى على سياسته ثابتة منذ ذلك الحين، قائلا إنه ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة مجددا، ما دام معدل التضخم أعلى من المستهدف.