على الرغم من من الوجع والألم والحرب، إلاّ أنّ حب الحياة في قلوب أهالي قطاع غزة كان أقوى من رهبة الموت، ومع بداية العد التنازلي لنهاية عام 2023، ارتفعت أصوات الانفجارات والقنابل والصواريخ التي تنير سماء القطاع قبل أن تهبط إلى أرضه فتحصد أرواح ساكنيها، الذين باتوا يدركون أنّ كل دقيقة في الحياة أولى أن تعاش لأن «الموت جاي جاي بصاروخ أو غيره».

سينابون لإدخال السرور على الأطفال

وانطلاقا من ذلك المبدأ قضى الغزاويون آخر ساعات العام الماضي في الاحتفال بأشكال مختلفة تحت أصداء القصف وهم يودعون عاما صبغته دمائهم، ففي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، كانت نور الوحيدي، 15 عاما، تجوب الشوارع لبيع قطع السينابون التي أعدتها بطرق بدائية لإدخال الفرحة على قلوب الأطفال، وفي سبيل مساعدة أسرتها لتوفير المال من أجل شراء الخبز، تقول في حديثها لـ«الوطن»: «أنا نازحة من مدينة غزة بعد ما دارنا انقصفت وصرت أعمل سينابون وابيعه، بس اليوم بما إنه رأس السنة وكل الناس ظروفها صعبة فقررت أفرح الصبايا وأعطيهم القطع المتبقية مجانا».

لباس بابا نويل ونزهة للبحر

أما في مخيمات اللجوء التابعة لـ«الأونروا» في مدينة رفح، أقصى جنوبي القطاع، حرص الأطفال على ارتداء زي بابا نويل، آملين في أن يكون العام الجديد بادرة أمل لإنهاء الحرب وعودتهم إلى منازلهم، ويقول رائد المطل، 10 سنوات، نازح من حي التفاح، وسط غزة: «كل عام بلبس هاي الزي وبنحتفل أنا وأبويا وأخواتي بالسنة الجديدة، وحبيت ألبسه تاني عشان نرجع نحتفل في دارنا لما الحرب تخلص»، فيما اتجه عدد من السكان إلى شاطئ البحر للترويح عن أنفسهم، في ظل الحرب التي سلبتهم أرواحهم وحياتهم.    

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة عام 2023 رأس السنة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يقتل يقين.. الطفلة التي كانت تصوّر وجع غزة

#سواليف

في #دير_البلح، خفت صوت كانت تحبّه #غزة، #الطفلة_يقين_خضر_حماد، التي اعتاد متابعوها رؤيتها تبتسم وتوثّق تفاصيل الحياة رغم #الموت، ارتقت شهيدة بعد أن استهدفها #قصف_إسرائيلي غادر أمس الجمعة، حوّل كاميرا هاتفها إلى شاهد قبر، وذكرياتها الصغيرة إلى موجة حزن واسعة.

القصفُ الإسرائيلي يُغيّب صوتاً جديداً من أصوات غزة..

استشهاد الطفلة الناشطة "يقين حمّاد" بقصف الاحتلال على دير البلح pic.twitter.com/2IXlgdVvlz

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 23, 2025

يقين، التي لم يتجاوز عمرها 13 عامًا، كانت من بين الأصوات الطفولية التي وثّقت الحياة في غزة المحاصرة من قلب الخيام وتحت القصف. عُرفت بمحتواها العفوي على إنستغرام، حيث كانت تنشر مقاطع تُظهر تفاعلها مع الأطفال وتشارك في حملات دعم للأيتام والأسر النازحة، في ظل حرب الإبادة المستمرة.

مقالات ذات صلة نخب متأسرلة… وطنيون بالتقسيط 2025/05/24

تحوّلت يقين، التي تابعها عشرات الآلاف، من طفلة تحكي عن الحياة إلى ضحية جديدة تضاف لقائمة الأطفال الفلسطينيين الذين قُتلوا بفعل الغارات الإسرائيلية. لم تكتفِ بمشاركة يومياتها، بل كانت تساهم في التبرعات وتُشارك متابعيها لحظات البهجة النادرة وسط الحصار.

وجاء استشهادها ضمن تصعيد متواصل يطال الأطفال بشكل مباشر، وسط تنديد واسع على المنصات الرقمية، واتهامات للاحتلال بمواصلة استهداف الطفولة الفلسطينية.

وكانت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة قد أكدت أن الحرب في غزة أودت بحياة عدد من الأطفال “بصورة وحشية وغير مسبوقة”. كما أعلن المفوض العام لوكالة “أونروا” في وقت سابق أن عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة خلال العدوان تجاوز حصيلة الضحايا الأطفال في أربع سنوات من النزاعات في العالم مجتمعة.

ونشرت الوزارة، يوم الخميس، كشفًا تفصيليًا يُوثق أعداد الشهداء الأطفال الذين ارتقوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، ضمن ما وصفته بـ”حرب إبادة منهجية تستهدف الفئات الأكثر ضعفًا وبراءة في المجتمع”.

وبيّنت الوزارة أن الشهداء توزعوا حسب الفئات العمرية على النحو التالي:

الرضع (أقل من عام): 916 شهيدًا الأطفال (1–5 أعوام): 4,365 شهيدًا الأطفال (6–12 عامًا): 6,101 شهيدًا الفتية (13–17 عامًا): 5,124 شهيدًا

وأكدت وزارة الصحة أن هذه الأرقام المروّعة لا تمثل مجرد إحصاءات، بل تعبّر عن كارثة إنسانية كبرى، وجريمة متواصلة بحق جيلٍ كامل حُرم من أبسط حقوقه في الحياة والأمان والتعليم، وتحوّل إلى أهداف لصواريخ الطائرات وقذائف المدفعية.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت حرب الإبادة عن أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، في ظل تجاهل كامل للنداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العدوان.

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني بغزة: الموت بسبب المجاعة تدريجي وآلاف الأطفال مهددون
  • وسط تدهور الأوضاع الإنسانية.. ارتفاع عدد القتلى الصحفيين في غزة بسبب القصف الإسرائيلي
  • ساحل غزة - من شاطئ استجمام إلى مأوى نزوح
  • مستودعات الموت … من علي الكيماوي إلي البرهان الكيماوي !!
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 53،901 شهيد وأكثر من 122 ألف مصاب منذ 7 أكتوبر 2023
  • يوسف عزت : ” تسقط بس جابت بل بس وبل بس جابت موتًا وشفشفة وقبائل في لعبة ورق الموت”
  • الاحتلال يقتل يقين.. الطفلة التي كانت تصوّر وجع غزة
  • خلال عملها .. طبيبة أطفال تفقد أبناءها التسعة
  • والدة طفلة بغزة: الموت بالصاروخ أهون من الموت جوعا
  • القاهرة الإخبارية: الاحتلال استهدف أهالي حاولوا الوصول إلى شاحنات مساعدات