الجزائر: التدخل العسكري في اليمن يحمل مخاطر
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
يمن مونيتور/ نيويورك/ خاص:
قالت مندوب الجزائر لدى مجلس الأمن عمار بن جامع، يوم الخميس، إن أي تدخل عسكري في اليمن يقوض الوصول لاتفاق سلام ينهي الحرب.
وامتنع “بن جامع” عن التصويت لقرار يدين هجمات الحوثيين في اليمن، ويسمح للدول حق الدفاع عن سفنها ضد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر التي تعتبر تقويضاً لحقوق وحريات الملاحة؛ وجرى اقراره يوم الخميس.
يأتي ذلك فيما تتزايد التكهنات بشأن عملية عسكرية أمريكية وبريطانية لمهاجمة أهداف الحوثيين.
وأعرب “بن جامع” في كلمته خلال جلسة مجلس الأمن عن الأسف لعدم الأخذ بعين الاعتبار عنصرين مهمين في مشروع القرار أعربت الجزائر عن القلق بشأنهما.
وأوضح قائلا: “أولا نؤمن بأن أي تدخل عسكري في المنطقة، وخاصة في اليمن، يجب أن يتم التعامل معه بأقصى درجات الحيطة. مثل هذا التدخل قد يحمل مخاطر تقويض الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة في السابق من كل الوكالات وخاصة من المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ”.
وقال بن جامع إن المفاوضات الأخيرة بين السعودية والحوثيين ولدت قدرا كبيرا من الأمل في المنطقة بشأن احتمال حل الصراع في اليمن.
اقرأ/ي.. (فايننشال تايمز).. الحوثيون رجال أعمال عسكريين “اغتنموا فرصة”وأعد الجيش الأمريكي خيارات لضرب الحوثيين في اليمن. كما حذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها من أن استمرار هجمات في البحر الأحمر المدعومين من إيران سيكون له تكلفة. وفي الشهر الماضي أعلن البنتاغون عن تشكيل تحالف متعدد الجنسيات ضد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
من جهته اعتبر المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا، قرار مجلس الأمن بشأن أمن الملاحة في البحر الأحمر “مسيس“.
القرار صاغته الولايات المتّحدة واليابان واعتمده المجلس بأغلبية 11 عضواً وامتناع أربعة أعضاء عن التصويت “يطالب بأن يضع الحوثيون فوراً حدّاً” للهجمات “التي تعرقل التجارة الدولية وتقوّض حقوق وحريات الملاحة وكذلك السلم والأمن في المنطقة”.
اقرأ/ي.. بريطانيا تبلغ مجلس الأمن أنها “لن تتردد باتخاذ تدابير إضافية” لوقف هجمات الحوثيين البحرية روسيا وإيران تتحدان لإدانة “مؤامرة” أمريكية ضد الحوثيين أمريكا: هجمات الحوثيين البحرية تهدد إيصال المساعدات لليمنيين انفراد- حاملة طائرات أمريكية ومجموعتها الهجومية تعسكر قبالة الحديدة وول ستريت جورنال: أهداف برية ضمن قائمة واشنطن للرد على الحوثيين (فايننشال تايمز).. الحوثيون رجال أعمال عسكريين “اغتنموا فرصة” قبل قرار مجلس الأمن.. متحدث الحوثيين: من يعترض على عملياتنا سيواجه بالرد بريطانيا والولايات المتحدة تحذران من عواقب وخيمة بعد هجوم الحوثيين يمن مونيتور11 يناير، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام مجلس الأمن يمنح الدول حق الدفاع عن سفنها في البحر الأحمر مقالات ذات صلة
مجلس الأمن يمنح الدول حق الدفاع عن سفنها في البحر الأحمر 11 يناير، 2024
بريطانيا تبلغ مجلس الأمن أنها “لن تتردد باتخاذ تدابير إضافية” لوقف هجمات الحوثيين البحرية 11 يناير، 2024
أمريكا: هجمات الحوثيين البحرية تهدد إيصال المساعدات لليمنيين 11 يناير، 2024
المندوب الروسي: قرار مجلس الأمن لوقف هجمات الحوثيين “مسيس” 11 يناير، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
عملية عسكري او سياسية اتمنى مراجعة النص الاول...
انا لله وانا اليه راجعون ربنا يتقبله ويرحمه...
ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: هجمات الحوثیین فی البحر الأحمر هجمات الحوثیین البحریة الحوثیین فی الیمن المندوب الروسی بن جامع
إقرأ أيضاً:
مأزق أمريكي في اليمن: حين يصبح التفوق التكنولوجي عبئًا استراتيجيًا
اليوم، تشهد سماء اليمن وبحاره ميلاد أسطورة جديدة، ليست أسطورة قوة غازية، وإنما أسطورة صمود شعب قرّر أن ينتزع زمام المبادرة، وأن يكتب بمداده هو، وبإرادته هو، فصلاً جديداً من فصول المواجهة، حيث تتهاوى أقنعة "القوى العظمى" لتبدو في حقيقتها أوهاماً صنعتها آلة إعلامية جبارة، تتهاوى اليوم أمام صواريخ صنعتها أياد يمنية.
في هذا التقرير سنورد سلسلة من الاعترافات الأمريكية والإسرائيلية، وبالشكل الذي ندرك من خلاله موقع الشعب اليمني في خارطة الصراع، وما الذي يجب علينا فعله مستقبلاً حتى نحافظ على هذه القوة التي أساسها ومنشأها هو التأييد الإلهي.
سقوط الأقنعة وانزياح مركز الثقلتتوالى الاعترافات الأمريكية "الرفيعة" بشأن إسقاط اليمن التفوق العسكري لواشنطن وهيمنتها في المنطقة، حيث أقرّ قائد "كبير" في القوات الجوية الأمريكية بأن مقاتلات "إف-35" تعرّضت لتهديدات بالغة الخطورة في الأجواء اليمنية، ما يؤكّد أن شعبنا وقواته المسلحة مثلما أنهوا زمن الهيمنة البحرية للولايات المتحدة، ودحروا قواتها وأذرعها التجسسيّة من الأرض، فإن القادم إسقاط تفوقها الجوي.
وقال قائد السرب المقاتل 34 في القوات الجوية الأمريكية في تصريحات له: إن "مقاتلات إف-35 تعرّضت لإطلاق نار مباشر فوق اليمن أثناء عملياتنا السابقة". وأضاف أن "الإطلاق المباشر الذي تعرّضت له مقاتلات إف-35 فوق اليمن هو الأول من نوعه خلال مهام قمع الدفاعات الجوية منذ 20 عاماً".
لم تكن تلك الكلمات التي نطق بها قائد السرب المقاتل الرابع والثلاثين في القوات الجوية الأمريكية مجرد تصريح عابر. لقد كان اعترافاً مدوياً، أشبه بزلزال استراتيجي هز أركان البنتاغون، فمقاتلات "إف-35" الشبح، وهي قمة ما أنتجته التكنولوجيا الحربية الأمريكية، قد تعرضت "لإطلاق نار مباشر" فوق الأجواء اليمنية، كان يعلن -بغير وعي ربما- عن نهاية عصر، إنه الاعتراف الذي يكافئ -في قيمته الاستراتيجية- معارك كبرى، فهو لا يعني فقط أن هذه الطائرة المتطورة، التي بلغت تكلفتها المليارات، لم تعد في مأمن، بل يعني أن الحصانة الجوية التي تمتعت بها واشنطن لعقود قد انتهت.
هذا "الإطلاق المباشر" الذي وصفه بأنه "الأول من نوعه خلال عقدين"، هو الشهادة الأبلغ على حقيقة التحول النوعي في ميزان القوى، لقد انتقلت المعركة من سطح البحر إلى عنان السماء، فبعد أن أجبرت القوات اليمنية خمس حاملات طائرات أمريكية على الفرار من المنطقة، واحدة تلو الأخرى، مثل "آيزنهاور" و"روزفلت" و"ترومان"، كان سقوط هيبة البحرية الأمريكية أمراً محتوماً، ولكن أن تنتقل الضربة إلى سلاح الجو، "الخط الأحمر" الذي كان يُعتقد أن لا أحد يقترب منه، فهذا هو التحول الجيوسياسي بامتياز، إنه إعلان أن اليمن لم يعد يردع بالحديد والنار، بل أصبح هو من يفرض شروطه بالحديد والإرادة.
وفي ذات السياق -وهو ما يعزز المشهد- نقل موقع «تاسك آند بيربس» الأمريكي المتخصص بالشؤون العسكرية عن العقيد المتقاعد في القوات الجوية الأمريكية مارك جونزينجر (طيار اختبار سابق لطائرة B-52) قوله: إن «العمليات في اليمن كشفت عن نظام دفاع جوي يمني أكثر تقدماً من المتوقع، ما يجعل الهجمات المباشرة بالطائرات غير الشبحية التابعة للجيش الأمريكي أكثر خطورة».
وأشار إلى أن قدرة القوات اليمنية على اكتشاف واعتراض الأهداف الجوية -بما في ذلك الطائرات الأمريكية- فرضت معادلة جديدة على حسابات واشنطن العملياتية.
وأكد الضابط أن أنظمة الدفاع الجوي اليمنية تجعل الهجمات الجوية المباشرة "أكثر خطورة مما كان متخيلاً"، موضحاً أن الطيارين الأمريكيين يجبرون اليوم على اتخاذ إجراءات تفادٍ ومناورة في الأجواء اليمنية، لم تكن مطلوبة في السنوات السابقة، وهو ما يدل على تطور قدرات الرصد والاعتراض لدى القوات اليمنية.
تشريح سقوط الأسطورةلننظر إلى المشهد بعناية "قبالة سواحل اليمن، حيث مضيق باب المندب، الشريان الحيوي للاقتصاد العالمي، السفن الحربية العملاقة غادرت مربع تسيد الموقف". تقارير مواقع متخصصة مثل "تريد ويندز" تؤكد أن "اليمنيين هم أسياد المضيق بلا منازع". هذه "السيادة" لم تكن منحة من أحد، بل كانت ثمرة استراتيجية بحرية ذكية، جعلت من قاع البحر الأحمر متحفاً لكرامة أمّة وُصفت بأنها "ضعيفة".
ووفقاً لتحليل كتبه هاري باباكريستو، المحلل في موقع (تريد ويندز) المختص بشؤون الملاحة البحرية، فإن الحديث المصري حول استئناف حركة السفن الكبيرة عبر البحر الأحمر في القريب العاجل يعكس الحرص المصري، وذلك – حسب التحليل- أن “السبب بسيط. فما دام الحوثيون هم أسياد مضيق باب المندب بلا منازع، فإن شركات الشحن الكبرى ستتردد في إرسال سفنها بأعداد كبيرة، فضلاً عن تحديد مواعيد منتظمة ومتوقعة”، مضيفاً أن “احتمالات العودة الكاملة للشحن البحري إلى البحر الأحمر تتوقف بشكل مباشر على تطورات الصراع بين إسرائيل وحماس”.
حينما ينقلب الردع ضد صاحبهفي غرفة الحرب في البنتاغون، لم تعد المعضلة عسكرية بحتة، بل أصبحت اقتصادية واستراتيجية شاملة، تقارير مثل تقرير موقع "وور أون ذا روكس" الأمريكي تحلل بعمق "الكلفة الحقيقية لعمليات البحر الأحمر"، فالحساب لم يعد مقصوراً على ثمن الصاروخ الاعتراضي البالغ ملايين الدولارات، بل يشمل تكلفة تشغيل حاملة الطائرات والمدمرات المرافقة والوقود والطواقم وسلاسل الإمداد الطويلة.
إن استخدام صاروخ بقيمة 4 ملايين دولار لاعتراض طائرة مسيرة تكلف بضعة آلاف فقط، هو انتصار تكتيكي للعدو، وهزيمة استراتيجية للقوة العظمى. إنه استنزاف بطيء لكنه مؤكد.
وأظهر الكاتب إريك شو، الضابط في القوات الجوية الأمريكية والمحلل في مجال أبحاث العمليات، أن البحريةَ الأمريكية تعتمد منذ أواخر عام 2023 على ذخائر باهظة الثمن لاعتراض الطائرات المسيّرة اليمنية، لافتًا إلى أن التركيز على “عبثية” استخدام صواريخ بملايين الدولارات ضد مسيّرات زهيدة الثمن يُغفل الصورة الأوسع.
جهود عشرات السنين تنتهي في أشهر
وكشف الموقع الفرنسي "فوتورا سيُنس" عن "واحدة من أكبر الانتكاسات" التي تواجهها البحرية الأمريكية، بإخفاقات حاملة الطائرات "ترومان"، وسقوط ثلاث طائرات "سوبر هورنت" متقدمة، وهو خير دليل على أن الهيبة العسكرية، التي استغرق بناؤها عقوداً، يمكن أن تتهاوى في أشهر قليلة.
ووفقَ تقرير نشره الموقع فإن الانتشار الذي بدأ كاستعراض أمريكي للردع تحوّل سريعًا إلى سلسلة حوادثَ تقنية وبشرية محرجة، انتهت بإلحاق ضرر بالغ بهيبة الأسطول الأمريكي؛ إذ فقدت البحرية الأمريكية ثلاث طائرات متقدمة من طراز “سوبر هورنت” خلال المهمة، في خسارة وصفها الموقع بأنها “ضربة قاصمة لسمعة الأسطول الأقوى عالميًا”.
واعتبر الموقع أن مغادرةَ “ترومان” للبحر الأحمر لم تكن خطوةً اعتيادية، بل جاءت بعد تتابع حوادث وُصفت بأنها “ضربات مباشرة لمكانة البحرية الأمريكية”، أبرزها:
– إسقاط طائرة “سوبر هورنت” عن طريق الخطأ في ديسمبر 2024 بنيران الطراد “يو إس إس غيتيزبيرغ”.
– اصطدام الحاملة بسفينة تجارية بنمية قُرب بورسعيد في فبراير 2025؛ ما أَدَّى إلى إقالة القبطان ديف سنودن.
– سقوط طائرة أُخرى أثناء عمليات السحب داخل الحظيرة في أبريل.
– انقطاع سلك الإيقاف في مايو؛ ما تسبّب بسقوط طائرة خارج سطح الحاملة.
وَأَضَـافَ التقرير أن هذه الحوادث كشفت ثغراتٍ خطيرة في القيادة والصيانة والانضباط والتدريب داخل المجموعة الضاربة؛ ما جعل المهمة تتحول من إظهار للقوة الأمريكية إلى ملف مفتوح على تساؤلات داخل البنتاغون بشأن الجاهزية الحقيقية للبحرية.
وأكّـد أن الخسائرَ المباشرة -وخَاصَّة سقوط ثلاث مقاتلات- تجاوزت 180 مليون دولار، إلا أن الخسارة الأكبر كانت في الهيبة العملياتية للبحرية الأمريكية، التي بدت عاجزة أمام خصم ذي إمْكَانات محدودة مقارنة بترسانتها الضخمة.
وأوضح التقرير أن القوات اليمنية نجحت في الحفاظ على مستوى مرتفع من الضغط طوال فترة انتشار “ترومان”؛ ما أربك خطط الردع الأمريكية وأظهر هشاشة غير متوقعة لدى الأسطول الأمريكي في منطقة حساسة كالبحر الأحمر.
وركَّز على أن استمرار الهجمات اليمنية أوصل رسالة واضحة مفادها أن الردعَ الأمريكي لم يعد تلقائيًّا كما كان، وأن أطرافًا "أصغر" قادرة على فرض كلفة استراتيجية باهظة على واشنطن حتى في أهم الممرات البحرية.
واستنتج الموقع أن إخفاقات “ترومان” ستترك آثارًا تتجاوز البحر الأحمر، في ظل مراقبة الصين وروسيا لهذا الأداء، في وقت تتزايد فيه أهميّة إثبات القوة في المناطق الحيوية، مشيراً في الختام إلى أن هذه الانتكاسة قد تكون بداية مراجعة قاسية داخل واشنطن، بعدما كشفت المهمة عن فجوات مقلقة في الجاهزية، وأضعفت صورة القوة الأمريكية في لحظة دولية مشحونة بالتوترات.
لقد نجح اليمن في تحويل تفوق أمريكا التكنولوجي إلى نقطة ضعفها، فبسبب هذا التفوق، أصبحت الخسائر المادية والمعنوية الأمريكية هائلة، كل صاروخ يُطلق، وكل طائرة تُفقد، وكل حاملة تضطر للانسحاب، هي فصول في ملحمة إعادة تشكيل الخريطة الاستراتيجية العالمية، حيث لم تعد القوة تُقاس بحجم الترسانة فقط، بل بالقدرة على تحويل هذه الترسانة إلى عبء على صاحبها.