الفراية: الأردن يسجل بكل تقدير حكمة القيادة الفلسطينية في التعامل مع الأحداث الجارية الفراية: المساعدات الأردنية شكلت نحو 25% من إجمالي المساعدات التي قدمت لغزة

قال وزير الداخلية مازن الفراية، إن الأردنيون يشعرون بالحزن والألم تجاه المأساة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة والتي راح ضحيتها الكثير من الشهداء وخاصة من النساء والأطفال الأبرياء، وكذلك الحال بشأن تزايد أعداد الجرحى والمصابين.

وأضاف في كلمة له خلال لقائه وزير الداخلية الفلسطيني زياد هب الريح الخميس في عمان، أن التدمير الممنهج لكل مقومات الحياة في قطاع غزة بشكل مأساوي، ضرب الضمير العالمي الإنساني في صميم قيمه ومبادئه.

اقرأ أيضاً : هب الريح: فلسطين تسعى للاستفادة من تجربة الأردن في المجالات الأمنية

وأشار الفراية إلى أن مواقف الأردن السياسية والقانونية والإنسانية وعبر كافة المنابر الإقليمية والدولية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، تؤكد التزام الأردن الدائم حيال الوصول إلى حل يفضي إلى وقف الاعتداء على الأراضي الفلسطينية، ورفض مبدأ التهجير، ووجوب احترام للقانون الدولي الإنساني الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق مبدأ حل الدولتين. 

وبين أن لهذه المواقف آثار عظيمة على كافة المستويات، حيث أن الخطاب السياسي الأردني يشكل محورا أساسيا في المنطقة والإقليم، وينفرد في الوضوح تجاه القضية الفلسطينية، وهو محرك رئيسي للرأي العام العالمي.

وقال الفراية إننا نسجل في الأردن بكل تقدير حكمة القيادة الفلسطينية في التعامل مع الأحداث الجارية وسعيها الدائم نحو إنهاء الحرب وإحلال السلام بما يكفل حفظ الأرواح والممتلكات ومنع استمرار القتل والدمار والمحافظة على مقومات ومقدرات السلطة الوطنية الفلسطينية كنواة للدولة الفلسطينية.

وبالإضافة إلى دور الأردن السياسي الذي عبر عنه الملك فإن القيادة والحكومة تولي جل عنايتها واهتمامها للبعد الإنساني، حيث أنها سعت ومنذ بدء الحرب إلى تعزيز المستشفى الميداني الأردني العامل في القطاع وتزويده بالكوادر والمستلزمات الطبية، إضافة إلى فتح مستشفى ميداني إضافي في القطاع لمعالجة المصابين، وكذلك فتح مستشفى آخر في الضفة الغربية، والعمل كذلك على إرسال المساعدات الإغاثية على اختلاف أنواعها للقطاع برا وبحرا وجوا.

وبحسب الفراية فإن المساعدات الأردنية شكلت نحو 25 بالمئة من إجمالي المساعدات التي قدمت للقطاع من كافة الدول الأخرى.

 

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: الأردنيون قطاع غزة الحرب على غزة

إقرأ أيضاً:

البعد الأخلاقي في مسيرة الابتكار الإنساني (3- 3)

 

 

عبيدلي العبيدلي **

 

الأطر الأخلاقية الدولية التي تضمن احترام حقوق الإنسان أثناء تطوير التكنولوجيا الجديدة المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان :(UNGPs) بوصف كونها قادرة على أن تحدد مسؤوليات الشركات والحكومات لضمان احترام حقوق الإنسان في العمليات كافة. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: كونه الوثيقة الدولية المرجعية الأساسية لكل السياسات والممارسات، بما فيها تلك التي تنحصر تأثيراتها في المحيطين المحلي أو الإقليمي. اتفاقية مجلس أوروبا الإطارية بشأن الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان: فهي أول صك دولي، رسمي، متفق عليه، وملزم قانونيًا لضمان توافق أنشطة الذكاء الاصطناعي مع حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون. توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: فهي التي وضعت معايير عالمية لضمان أن تطور التكنولوجيا يتم وفق ضوابط أخلاقية متينة، راسخة، مع احترام الكرامة وحقوق الإنسان. المعايير الوطنية والاستراتيجيات الرقمية: نماذج مختارة من الاستراتيجيات الوطنية التي تدمج حقوق الإنسان في جميع مراحل تطوير التكنولوجيا. التمسك بالقيم الأخلاقية والمجتمعة كي تصبح دافعًا لتعزيز الإبداع بدلاً من عرقلته تعزيز الثقة والقبول المجتمعي: ينال الابتكار الأخلاقي قبولاً أوسع، يعزز ثقة المجتمع والمستثمرين، ما يفتح آفاقاً أوسع للنمو والتوسع. توسيع قاعدة الأفكار: إشراك فئات متنوعة، لكن متجانسة فكريًا ومجتمعيًا،  وأخذ القيم الأخلاقية في الاعتبار، يفتح المجال لأفكار جديدة أكثر شمولية وابتكاراً. تحفيز حلول مستدامة: التركيز على الأثر الاجتماعي والبيئي يقود إلى ابتكارات تخدم المجتمع على المدى الطويل، ولا يقاصر دورها فقط على تحقيق العائد الربحي السريع. بناء سمعة إيجابية: تكتسب المؤسسات التي تلتزم بالأخلاقيات سمعة حسنة قوية تجذب المواهب والشركاء والعملاء. تحويل التحديات الأخلاقية إلى فرص ابتكارية: معالجة المشكلات الأخلاقية (مثل الخصوصية أو الشمولية) يدفع لتطوير تقنيات ومنتجات جديدة تلبي هذه الاحتياجات.

وكما تؤكد الخبرات الدولية، فإن احترام الحقوق والحريات "يمكن أن يكون محفزاً لابتكار أوسع نطاقًا ... ويفتح آفاقاً جديدة لابتكارات وتقدم أكبر وأكثر عمقاً وإنسانية".

ولا بج هنا من تقييم حقوق الإنسان والمعايير الأخلاقية الدولية، من أجل إشراك عموم المجتمع وأصحاب المصلحة، على نحو خاص لتبني ثقافة أخلاقية راسخة، تشكل في مجموعها حزمة عناصر تضمن أن الابتكار لا ينتهك كرامة الإنسان، بل يكون قوة دافعة للإبداع والتقدم المستدام من أجل، تحقيق الأهداف التي تصب في إطار ربط خطوات الإبتكار القائم على مكونات الذكاء الاصطناعي التي تضمن:

احترام تقنيات تحترم حقوق الإنسان في إطارها التشريعي العام كي يتسنى لها منع انتهاك كرامة الأفراد.  تكريس القيم والمقاييس الأخلاقية التي تساعد الجهات المعنية على تقييم أخطار وفوائد مشروعات الابتكاري بشكل فعال إشراك المجتمع وأصحاب المصلحة في وضع معايير أخلاقية للمشروعات والمنتجات الابتكارية. التقيد بالأطر الدولية التي تضمن احترام حقوق الإنسان أثناء تطوير التكنولوجيا الحديثة. تعزز قيم ومقاييس التمسك بالقيم الأخلاقية من في عمليات بناء وتشغيل المشروعات الابتكارية بدلاً من عرقلتها

خلاصة

في ضوء كل ما تقدم، يتضح أن الابتكار الأخلاقي هو السبيل الأمثل، والأكثر فعالية، لتحقيق التنمية المستدامة، والتقدم الحقيقي في المجتمعات. فالتمسك بالقيم الأخلاقية في كل مراحل الابتكار — من الفكرة إلى التطبيق، والإنتاج، بل وحتى الترويج يضمن أن تكون النتائج عادلة، وشاملة، وتحترم كرامة الإنسان وحقوقه. إن تقييم الأثر الأخلاقي، وإشراك المجتمع وأصحاب المصلحة، والالتزام بالأطر الدولية لحقوق الإنسان، كلها أدوات عملية تجعل من الابتكار قوة إيجابية تعزز الثقة، وتدفع نحو حلول تخدم الجميع.

على سبيل المثال، في مجال الذكاء الاصطناعي، تلتزم كبرى الشركات التقنية اليوم بمبادئ "الذكاء الاصطناعي المسؤول"، الذي يضمن عدم التمييز، وحماية الخصوصية، وشفافية الخوارزميات، ما عزز ثقة المستخدمين وفتح آفاقًا جديدة للتطبيقات النافعة في الصحة والتعليم والبيئة. وفي قطاع الصحة، أدى الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي إلى تطوير لقاحات وأدوية تراعي موافقة المرضى وحقوقهم، ما ساهم في إنقاذ ملايين الأرواح وبناء جسور ثقة بين العلماء والمجتمع.

أما في مجال الاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال الاجتماعية، فإن المشاريع التي توازن بين الابتكار والقيم الأخلاقية — مثل الشركات التي تنتج منتجات صديقة للبيئة أو تدعم المجتمعات المحلية — تحقق نجاحًا مستدامًا وتترك أثرًا إيجابيًا طويل الأمد. فمثلاً، منصات التعليم المفتوح (MOOCs) التي تتيح محتوى علميًا مجانيًا للجميع، تمثل ابتكارًا أخلاقيًا يحقق العدالة في الوصول إلى المعرفة ويعزز فرص التنمية في المجتمعات الأقل حظًا.

من جهة أخرى، من الطبيعي أن يؤدي تجاهل البعد الأخلاقي في الابتكار إلى نتائج كارثية، مثل انتهاك الخصوصية، أو نشر خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل، أو تعميق الفجوة الرقمية بين المجتمعات. لذا، فإن التمسك بالقيم الأخلاقية لا يعوق الإبداع، بل يوجهه نحو أهداف أسمى، ويمنحه الشرعية والقبول المجتمعي، ويحول التحديات الأخلاقية إلى فرص لتطوير حلول مبتكرة تراعي الإنسان والبيئة معًا.

في النهاية، الابتكار والأخلاق هما جناحان لا غنى لأحدهما عن الآخر في رحلة بناء مستقبل أكثر عدالة واستدامة وازدهارًا. وكلما تعمق التفاعل بينهما، زادت قدرة المجتمعات على تحويل الأفكار الجديدة إلى واقع أفضل للجميع.

ومن الطبيعي، والمتوقع أيضا، أن شهد مسير استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي في صناعيات ومشروعات الابتكار، صراعًا متوازيًا بين قوى الشر بأنانيتها الجشعة، وقوى الخير بطموحاتها المشروعة حربَا غير معهودة بحكم شدة شراستها، وسعة دائرة انتشارها.

وكل ما يتمناه الصالحون من القوم أن يكون الانتصار من نصيب قوى الخير.

** خبير إعلامي

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • عاجل -ولي العهد يزور القيادة العامة للقوات المسلحة ويؤكد على أن سلامة الأردن فوق كل اعتبار
  • لمياء شرف تكتب: إعادة التاريخ - من المأساة إلى المهزلة
  • سلطات حفتر تؤكد التزامها الإنساني تجاه قافلة الصمود وتتمسك بشرط مصر
  • البعد الأخلاقي في مسيرة الابتكار الإنساني (3- 3)
  • الفراية: تطوير شامل لجسر الملك حسين خلال 20 شهرًا
  • عاجل | الفراية: لا داعي للهلع والأمن متأهب لحماية حدود الأردن
  • إيكونوميست: هل مؤسسة غزة الإنسانية مؤامرة وأداة إسرائيلية؟
  • تنديد أممي بفشل مؤسسة غزة الإنسانية واتهام للاحتلال بعسكرة المساعدات
  • طيران الشرق الأوسط: إلغاء كافة الرحلات إلى الأردن والعراق
  • "لقمة مغمسة بالدماء"... فلسطينيون يروون معاناتهم في الحصول على المساعدات من مؤسسة "غزة الإنسانية"