أحمد عز.. اقتصاد يسير على قدمين
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
ليس لنا علاقة من قريب أو بعيد بتاريخ أحمد عز السياسى، وإنما نتحدث عن رجل الصناعة الذى كان له الفضل الأكبر، ومعه بالقطع شركات مصرية كبيرة كمجموعة بشاى والسويس للصلب والمراكبى والجارحى والعشرى، فى أن ينقل صناعة الصلب المحلية نقلة نوعية وكمية هائلة لتصبح مصر ضمن أكبر 20 دولة منتجة للصلب عالميًا، والأولى إقليميًا وفقًا للإحصائيات والأرقام الصادرة عن منظمة الصلب العالمية.
أحمد عز ليس فى حاجة إلى من يكتب عنه ويشيد به ويسبغ كرامات المجاملات عليه، فعندما نكتب عن رجل صناعة بحجم «عز» فنحن نوثق حقائق للتاريخ.. نكشف للأجيال الجديدة من الصناع ورجال الأعمال الشباب كيف صنع «العز» كل هذه النجاحات.. كيف يفكر، ويعمل، ويقود هذه الأعداد الرهيبة من الموظفين ومدراء المصانع لديه.. كيف استطاع تكوين هذه المجموعة العملاقة من المصانع بعد أن كان لا يمتلك سوى مصنع صغير ينتج بضعة آلاف الأطنان من حديد التسليح بمدينة السادات.
كثيرًا ما أصف هذا الرجل بأنه بمثابة الاقتصاد القوى الذى يسير على قدمين لا يؤمن إلا بالنجاح والاستمرار فيه والحفاظ عليه.
إذا كنت قريبًا من رجل الصناعة أحمد عز ستدرك على الفور أنه شخصية حادة الذكاء.. مثقف لدرجة تشعرك بأنك لو سألته عن علم الأركيولوجيا سيجيبك ولو حدثته عن الرمزية فى شعر العبقرى محمود درويش سيحدثك.. لا يوجد فى قاموسه مفردات للفشل.. يؤمن إيمانًا راسخًا بأن لا شىء مستحيل بالعلم والدراسة والبحث، ولذا ينفرد بإرسال الكفاءات الشابة إلى أرقى الجامعات والمعاهد المتخصصة فى أوروبا بعد اجتياز اختبارات شديدة القسوة وذلك بهدف اعداد أجيال واعدة من القيادات الشابة للحفاظ على المستوى الذى وصلت إليه المجموعة، بل والعمل على نموها وتطويرها إلى أبعد مدى.. فى مجموعة عز لا يوجد شىء متروك للصدفة والتكهنات.. كل شىء مدروس ومخطط له بعناية فائقة.. من يلتحق للعمل بأى وظيفة بمجموعة عز يخضع لامتحانات جبارة.. قضايا حماية المنافسة، والدعم والإغراق والوقاية أنشأت وحدات خاصة بها على شكل أجهزة صغيرة يعمل بها كفاءات نادرة.. يشعرك أحمد عز وهو يسير فى أى مكان بالمصانع أو فى مبنى الإدارة العليا بأنه موظف مثل بقية موظفيه.. مستمع جيد لكل الآراء.. يهتم بأدق التفاصيل.. على مسافة قريبة من الجميع عدا اثنين هما الأشد قربًا منه وهما المهندس حسن نوح المخضرم، والخلوق صاحب الكاريزما الطاغية علاء أبوالخير.. من الأشياء التى لا يعرفها كثيرون أن عددًا كبيرًا من صناع الحديد فى مصر إذا تعرضوا لأى أزمة تجدهم يلجأون لأحمد عز لمساعدتهم ولو بالرأى والمشورة..
أذكر أننى كنت أشارك فى مؤتمر لصناعة الصلب بدولة تونس، وكان يحضره كبار الصناع فى العالم العربى ومنطقة الخليج، وكان هناك حديث يدور بين أحمد عز وعدد من شيوخ الخليج العاملين بصناعة الصلب، وكنت على مسافة قريبة جدًا منهم وأسمع ما يدور بينهم جيدًا، وسمعت المهندس أحمد عز وهو يحكى لهم كيف كان والده اللواء متقاعد عبدالعزيز عز والذی عمل فى تجارة الحديد، يصر على أن يدخل المخزن ويحمل على كتفيه البضاعة.. لم يخجل الرجل بأن يذكر مثل هذه الواقعة، وشعرت وأنا أسمعه بأنه فخور بتربية الأب الراحل وكيف كان صائبًا عندما كان يقسو عليه بهدف أن يعتمد على ذاته وينجح وهو ما تحقق بالفعل فيما بعد، حيث أصبح عز أكبر منتج ومصدر لمنتجات الصلب المختلفة سواء من حديد التسليح أو المسطحات فى الوطن العربى بأسره، بطاقات إنتاجية تصل إلى 7 ملايين طن سنويًا، وتخرج هذه الكميات من مصانعه بالسادات، الإسكندرية، السويس، العاشر من رمضان، وتقترب صادرات العز السنوية من 1.5 مليار دولار.. بالأمس القريب زار رئيس الوزراء دكتور مدبولى مصانع العزب بالسويس وأبدى إعجابه بها كصرح صناعى مقام على أرض مصر، وأخيرًا إذا كان لبيب نسيم ابن أسوان هو أول من اكتشف خامات الحديد فى مناجم الصحراء الشرقية فى ثلاثينيات القرن الماضى، فإن أحمد عز فى العصر الحديث هو صاحب الفضل الأكبر فى أن تتبوأ صناعة الصلب المصرية مكانة إقليمية وعالمية رفيعة!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أحمد عز اقتصاد أحمد عز
إقرأ أيضاً:
موقع أكسيوس يكشف تسجيلا صوتيا لبايدن ورد صادم بتحقيقات الوثائق السرية عندما سئل عن موت ابنه ومذكرة أفغانستان
(CNN)-- نشر موقع أكسيوس، الجمعة، تسجيلًا صوتيًا لمقابلة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، مع المستشار الخاص السابق روبرت هور، في إطار التحقيق المُغلق حاليًا بقضية تعامل بايدن مع وثائق سرية.
وأصبحت المقابلة واحدة من أبرز أجزاء تحقيق هور وأكثرها إثارة للجدل سياسيًا، والذي خلص إلى عدم وجود أدلة كافية لاتهام بايدن بسوء التعامل الجنائي مع السجلات بعد توليه منصب نائب الرئيس، وفي تقرير نهائي، وصف هور بايدن، البالغ من العمر 81 عامًا آنذاك، بأنه "رجل مسن، حسن النية، وذو ذاكرة ضعيفة".
وأجرى بايدن مقابلات مع هور لمدة خمس ساعات على مدار يومين في خريف عام 2023، كجزء من تحقيق المحقق الخاص في تعامله مع مواد سرية، وفي مقطع فيديو مدته أربع دقائق ونصف تقريبًا، نشرته أكسيوس، سُئل بايدن عن مكان احتفاظه بأوراق تتعلق بمسائل كان "يعمل عليها بنشاط" بعد تركه منصبه كنائب للرئيس عام 2017. توقف بايدن طويلًا وقال: "لا أعرف"، ثم انتقل إلى الحديث عن أمور تبدو غير ذات صلة حدثت خلال تلك الفترة، مثل تشجيعه من قِبل أشخاص على الترشح للرئاسة عام 2016، كما واجه صعوبة في تذكر موعد وفاة ابنه الأكبر، بو، وكان بحاجة إلى تأكيد من الحاضرين.
"في أي شهر توفي بو؟" سأل بايدن قبل أن يتوقف قليلًا. "يا إلهي، 30 مايو..."
أكمل شخصان جملة الرئيس آنذاك: "2015".
"هل توفي في عام 2015؟" تساءل بايدن.
وفي مقطع فيديو ثانٍ من أكسيوس، عندما سُئل بايدن عما إذا كان يعلم أنه احتفظ بمذكرة تتعلق بأفغانستان، قال في البداية: "لا أعرف إن كنت أعلم"، لكن عندما أُلحّ عليه أكثر، قال بايدن: "أعتقد أنني أردت الاحتفاظ بها فقط من أجل الأجيال القادمة".
وفي فبراير من العام الماضي، رفض هور توجيه اتهاماتٍ إلى بايدن، لكنَّه ذكر في تقريرٍ نهائيٍّ أنَّ الرئيس السابق "احتفظ عمدًا بموادٍ سريةٍ وكشف عنها"، أما الجانبُ الأكثر ضررًا سياسيًا في نتائج هور، فقد تمثّل في وصفه للرئيس بأنه "رجلٌ مُسنٌّ حسنُ النية، ضعيفُ الذاكرة"، ومن المُرجَّح أن يكسبَ ثقةَ هيئةِ المحلِّفين إذا ما واجهَ المحاكمة.
وطعن بايدن وحلفاؤه بشدةٍ في وصف هور بأنه غير دقيقٍ وغير عادل، بما في ذلك رفضُهم لذكرِ المحقق الخاصِّ في تقريره أنَّه لا يتذكَّرُ متى توفي ابنه الأكبر بو.
وسعى الجمهوريون في مجلس النواب إلى الحصول على سجلاتٍ مُتعلِّقةٍ بالمقابلة، بما في ذلك نصوصٌ وتسجيلاتٌ صوتية، في تحقيقهم المُطوَّل في عزل بايدن، والذي انتهى إلى الفشل في النهاية.
وفي حين أن نصوص مقابلة بايدن مع هور قد نُشرت للعامة العام الماضي، فإن هذه المقتطفات هي أول تسجيل صوتي للمقابلة يظهر للعلن.
وأكد مسؤول في وزارة العدل الأمريكية صحة التسجيلات لشبكة CNN.
وقالت كيلي سكالي، المتحدثة باسم بايدن، لشبكة CNN: "أصدرت إدارة بايدن النصوص منذ أكثر من عام. التسجيل الصوتي لا يُقدم شيئًا سوى تأكيد ما هو معلن بالفعل".
ويأتي هذا التسجيل الصوتي في وقتٍ عادت فيه التساؤلات حول قدرات بايدن الجسدية والعقلية إلى الواجهة، بعد كتابٌ قادم بعنوان "الخطيئة الأصلية: تراجع الرئيس بايدن، والتستر عليه، وقراره الكارثي بالترشح مجددًا" من تأليف جيك تابر الزميل بشبكة CNN وأليكس طومسون من Axios، والذي يُفصّل علامات تراجع قدرات بايدن خلال فترة ولايته.