صحيفة الاتحاد:
2025-05-19@06:35:48 GMT

محمد كركوتي يكتب: «دافوس».. سنة حرجة أخرى

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

ينطلق اليوم (الاثنين) منتدى دافوس العالمي الشهير بنسخته الـ 54، وسط مشهد عالمي بآفاق ليست واضحة تماماً. وهذا المنتدى، الذي يمثل منذ إطلاقه في 1971، أكبر ساحة دولية لتبادل الأفكار والطروحات، واستعراض المبادرات، وأثرها في الحراك الاقتصادي والتنموي العالمي عموماً، يواجه هذا العام معضلة ليست أسهل من المعضلة التي واجهها في نسخته الـ53، التي عقدت في أوج وصول الحرب في أوكرانيا إلى مستويات خطيرة.

 
فمخاطر هذه الحرب لا تزال قائمة، إلى جانب سلسلة لا تنتهي من المصاعب العالمية الأخرى، كعدم استقرار سلاسل التوريد، والتضخم الذي لا يزال مرتفعاً، ومعه تكاليف الاقتراض، والمواجهات الراهنة في الشرق الأوسط، ناهيك عن الصراعات الجيوسياسية بشكلها «البارد» أو «الساخن»، ومسائل أخرى تؤثر بصورة غير مباشرة في الحراك الدولي العام.
منتدى دافوس لهذا العام، أطلق شعاراً يتسق بالطبع مع طبيعة التطورات والتحولات الجارية على الأرض، هو «إعادة بناء الثقة». وهذا يعني، أن المشاركين فيه الذين يصل عددهم إلى نحو 2500، فضلاً عن حضور ممثلين عن 100 حكومة، أن الثقة الراهنة على الساحة العالمية لم تتراجع فقط، بل ولد تراجعها مواجهات مختلفة الأشكال، سواء اقتصادية أو سياسية، أو حتى عسكرية. 
ولا شك في أن ذلك يعمق المشاكل التي يمر بها العالم، ويعطل في الوقت نفسه مسار التعافي المطلوب للاقتصاد العالمي، بعد سنوات يمكن ببساطة وصفها بـ «العجاف»، بما في ذلك الجانب المعيشي الاجتماعي في غالبية البلدان الذي بلغ حدوداً صعبة حتى في الدول المتقدمة. 
التحديات كبيرة أمام «دافوس»، وغيره من التجمعات والمنظمات المعنية بالحراك العالمي عموماً. فهي تحديات إنسانية واجتماعية واقتصادية بالطبع، ومناخية أيضاً. 
وهذه النقطة باتت تمثل محوراً أساسياً في كل الأجندات بربطها بالتنمية والاستقرار الاقتصادي عموماً. لا أحد ينتظر حلولاً من هذا المنتدى، إلا أنه يبقى جهة عالمية مهمة للغاية توفر كل ما يحتاجه العالم من أفكار وخبرات وتجارب، للانطلاق نحو آفاق تعيده إلى مراحل كانت الأمور مستقرة فيها، بل ومزدهرة، خصوصاً في فترات الانفراج الدولي التي شهدت قفزات نوعية على ساحات التنمية والتجارة والتعاون الدولي والأمن. بمعنى آخر السعي لاستعادة ما يمكن وصفه بـ «القدرة الجماعية»، إلى جانب تعزيز المبادئ الأساسية للشفافية. والنقطة المهمة أيضاً هي تلك التي تعزز آليات الحوار بين أصحاب القرار حول العالم.
باختصار هناك ملفات لا حدود لها تطرح في «دافوس» هذا العام، تتصدرها بالطبع مسائل تحقيق الأمن والتعاون، والسعي لإيجاد النمو بصرف النظر عن مستوياته لمواجهة التحديات التي لا تتوقف.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: «بريكست» في الميزان محمد كركوتي يكتب: عام التشديد النقدي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر

إقرأ أيضاً:

فيلم سماء بلا أرض حديث العالم في مسابقة نظرة ما بمهرجان كان السينمائي الدولي

حدث وصلة من التصفيق لمدة 15 دقيقة
فيلم سماء بلا أرض حديث العالم في مسابقة نظرة ما بمهرجان كان السينمائي الدولي

 

 

و بلمسة ناعمة ورقيقة لكنّ صداها قوي، أخذت المخرجة أريج السحيري جمهور الدورة الـ 78 من مهرجان كان السينمائي الدولي ليلة أمس في افتتاح مسابقة نظرة ما، في رحلة إنسانية استثنائية بفيلمها الجديد "سماء بلا أرض" الذي ينافس ضمن المسابقة التي افتتحها، بحكاية بسيطة عن ثلاثة نساء يعشن في بيت واحد على وشك الانهيار، ويؤازرن بعضهن في مواجهة واقعهن القاسي.

عقب افتتاح المسابقة مباشرة يوم أمس وفي الساعة الـ 7:30، حضرت المخرجة أريج السحيري وبطلات فيلمها الثلاث آيسا مايغا وليتيسيا كي وديبورا ناني، وبطل الفيلم الممثل التونسي محمد جرايا ومديرة التصوير فريدا مرزوق وجميع المنتجين المشاركين، عرض فيلمهم سماء بلا أرض في قاعة ديبوسي الشهيرة، وأحدث العرض ضجيجًا حقيقيًا تمامًا ليحظى بعدها بوصلة من التصفيق امتدت لـ 15 دقيقة كاملين.

بعد العرض صعدت السحيري إلى المسرح، مرتدية دبوسًا عليه العلم الفلسطيني، في لفتة هادئة وجريئة. كانت شجاعة، متماسكة، ومتأثرة بوضوح، ألقت خطابًا اتسم بالامتنان والثقة. شكرت فريق مهرجان كان، وكل من شاركها في العمل من ممثلين وفريق العمل، وتمنّت لجميع صانعي الأفلام الآخرين النجاح الذي يستحقونه. قالت: "أنا فخورة، ومليئةٌ بالحب لكل من صنع هذا الفيلم معي. آمل أن يُسهم كل فيلم، بطريقته الخاصة، في إنهاء تهميش وتجريد الآخرين من إنسانيتهم". واختتمت كلمتها بتوجيه شكر صادق للجمهور الذي عاش معها الرحلة العاطفية التي نقلها الفيلم.

امتد تأثير الفيلم على الجمهور والنقاد لما بعد العرض، وبدأت الإشادات النقدية في الظهور منذ لحظة نهاية العرض. لخصّ آلان هانتر من سكرين دايلي الحالة التي أثارها الفيلم حيث كتب "فيلم "سماء بلا أرض" احتفالًا تشوبه مرارة بالصمود والتضحية، حيث تُقدّم الممثلة الجديدة البارزة ديبورا ناني أداءً رائعًا كروحٍ نابضة بالحياة، مُصمّمة على الصمود في وجه كل ما تُلقيه الحياة في طريقها".
أكمل هانتر "تبني السحيري القصة حول حول التحديات الفردية والجماعية التي تواجهها النساء. وهناك خط واحد حول الأمهات والبنات."

 


أما فابيان ليميرسييه من سينيروبا، فركز على الجانب الإنساني العميق في الفيلم، حيث كتب ""تأسر أريج السحيري المشاهدين بفيلم إنساني لا يُصدق، يُركز على ثلاث نساء محبوبات من إفريقيا جنوب الصحراء يعشن في تونس، ويُطورن وعيًا متزايدًا بالعالم". وأكمل ""بإيقاعه الرائع، وروحه الانسيابية المذهلة في الحركة والديكور، يزيح فيلم "سماء بلا أرض" ببطء ومهارة الستار عن الجوانب المختلفة لأبطاله الثلاثة".

تؤكد هذه المراجعات الأولية ما كان واضحًا منذ البداية، وهو أن سماء بلا أرض فيلم آسر ويترك انطباعًا دائمًا. بفضل أداءاته القوية وسرده القصصي المؤثر، يُحدث أحدث أعمال أريج السحيري ضجة كبيرة، وسيواصل بلا شك نيل إعجاب الجماهير حول العالم.

سماء بلا أرض من إخراج أريج السحيري وشاركت في تأليفه مع آنا سينيك ومليكة سيسيل لوات، وإنتاجه مع ديدار دومهري، وهو ثاني أفلامها الروائية.

يتتبع الفيلم ماري، قسيسة إيفوارية وصحفية سابقة، تعيش في تونس. يصبح منزلها ملاذًا لناني، الأم الشابة التي تسعى لمستقبل أفضل، وجولي، الطالبة الشجاعة التي تحمل آمال عائلتها. يُشكّل وصول طفلة يتيمة صغيرة تحديًا لروح التضامن لديهما في مناخ اجتماعي متوتر، كاشفًا عن هشاشتهما وقوتهما.

يستكشف سماء بلا أرض التوتر والتآزر اللذين ينشآن في أوقات الأزمات. وهو مستوحى من أحداث حقيقية وقعت في تونس في فبراير، عندما استُهدف المهاجرون من جنوب الصحراء الكبرى بعنف في وسائل الإعلام وفي الشوارع. وقد أجج الخطاب السياسي الملتهب موجة من العداء، أدت إلى اعتقالات تعسفية وطرد.

الفيلم من بطولة آيسا مايغا وليتيسيا كي وديبورا ناني، والممثل التونسي محمد جرايا، وتصوير فريدا مرزوق، المصورة السينمائية الفرنسية التونسية التي سبق لها العمل مع السحيري في فيلم "تحت الشجرة" وعملت مع عبد اللطيف كشيش في ألعاب الحب والصدفة وحياة أديل وشاركت في جميع أفلام جون ويك. وتتولى MAD Distribution توزيعه في العالم العربي.

مقالات مشابهة

  • دعامي يحكي أنّ ظلمَ المليشيا بات أكثرُ فداحةً مِنْ ظلم الدولة التي قاتلها
  • د.حماد عبدالله يكتب: العمل العام "والمصالح" !!
  • اليمن تحتفل باليوم العالمي للاتصالات وتطالب المجتمع الدولي برفع الحظر المفروض على دخول معدات الاتصالات المدنية
  • بينهم 4 في حالة حرجة.. 5 جرحى في حادث مرور بالطارف
  • آل مغني ينتقد توجه الهلال لاستعارة لاعبين من أندية أخرى
  • د.محمد عسكر يكتب: الذكاء الاصطناعي في التعليم.. ضرورة وطنية وليس خيارا تقنيا
  • رئيس الوزراء: السكرى أحد أفضل 25 منجما على مستوى العالم
  • الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب: التجربة الأمنية المغربية أصبحت نموذجاً يحتذى في العالم العربي
  • يأساً من الموقف الدولي.. الأمم المتحدة تطالب المجتمع المدني العالمي بالضغط لمساعدة غزة
  • فيلم سماء بلا أرض حديث العالم في مسابقة نظرة ما بمهرجان كان السينمائي الدولي