تكثف وزارة التموين والتجارة الداخلية، من استعداداتها لاستقبال شهر رمضان الكريم، من خلال زيادة ضخ السلع الأساسية بكافة المنافذ لتلبية احتياجات المواطنين سواء من الأصناف المدعمة والحرة، بجانب التنسيق مع الغرف التجارية لإقامة معارض «أهلا رمضان» بمختلف المحافظات والتي ستنطلق منتصف فبراير المقبل ولمدة شهر.

وقال الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، إن هناك توجيهات من القيادة السياسية بتوفير احتياطي استراتيجي يتخطى الـ 6 أشهر لبعض السلع الأساسية، منوها بالتعاون مع الشركات المنتجة والموزعين، من أجل استمرار توفير السلع الغذائية بالمنافذ سواء التابعة للوزارة وكذلك السلاسل التجارية والقطاع.

وأوضح المصيلحي أن الشركات التابعة القابضة للصناعات الغذائية ستشارك في معارض أهلا رمضان بالمحافظات بالإضافة إلي المعرض الرئيسي مع تكثيف المعروض لتلبية احتياجات المواطنين خاصة في المناطق النائية والحدودية عبر المنافذ الثابتة والمتنقلة.

من جانبه قال اللواء أحمد حسنين رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية، إنه سيتم إقامة معرض رئيسية بكل محافظة، وبحد أدنى 3 معارض إضافية فضلاً عن الشوارد والسيارات المتنقلة تنفيذاً لتوجيهات الدكتور علي المصليحي وزير التموين.

وأوضح حسنين أن الشركة القابضة ستوفر كوبونات سلعية بفئات مختلقة وطرحها للشراء من جانب المواطنين أو الجهات الراغبة في توزيعها على الأسر الأكثر احتياجاً لشراء مستلزماتهم الغذائية من المجمعات الاستهلاكية و فروع جمعيتي.

بدوره، قال من محمد الباهي، العضو المنتدب التنفيذي للشركة المصرية لتجارة الجملة بوزارة التموين، إنه سيتم إقامة 65 شادر لمعارض« أهلا رمضان» في القاهرة بالإضافة 13 محافظة بالوجه القبلي متواجدة بها الشركة، موضحاً أنه سيتم ضخ 1000 ذبيحة بالإضافة إلي كميات تتراوح بين 600 و1000 طن لحوم مجمدة خلال شهر رمضان المواطنين بأسعار مخفضة.

وأوضح خلال جولة علي أحد مخازن الجملة بمنطقة الهرم بالجيزة، لمتابعة توافر وضخ السلع الأساسية، أن الشركة المصرية تعمل على توفير المقررات التموينية لنحو 27 مليون مواطن علي مستوي المحافظات المتواجدة عبر 14 الف بدال تموييني و 4 آلاف منفذ جمعيتي، فضلاً عن 151 فرع تجزئة تابع للشركة، منوها بأن 80% من فروع الشركة تتعامل بالفاتورة الإلكترونية حيث من المتوقع تعميمها بنهاية العام الجاري.

ولفت الباهي إلى المصرية لتجارة الجملة يتبعها 191 مخزنا رئيسيا و 608 ملاحق تابعة، مؤكدا على ميكنة و حوكمة جميع فروع الشركة، وربطها إلكترونيا بالشركة القابضة ووزارة التموين لمعرفة الرصيد المتواجد والكميات المنصرفة وأماكن الاحتياج.

وكشف العضو المنتدب التنفيذي للشركة المصرية لتجارة الجملة، قيام الشركة بضخ نحو 34 الف طن سكر ضمن مبادرة مجلس الوزراء لخفض الأسعار بسعر 27 جنيها للكيلو الواحد منذ انطلاقها في أكتوبر الماضي.

ولفت الباهي إلى أن الشركة بصدد افتتاح 3 هايبر ماركت تابعين لها في الشيخ زايد وأكتوبر و العبور خلال النصف الثاني من العام الحالي، بالتعاون مع القطاع الخاص الذي سيتولى عمليات الإدارة تحت إشراف الشركة بينما تقوم المصرية لتجارة الجملة بتوفير كافة السلع للهايبر ماركت.

من جهته قال هشام الدجوي رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة التجارية بالجيزة، إن معدلات صرف السلع التموينية لشهر يناير 2024 بلغت نحو 80٪ عبر 2500 بدال تموييني ومنفذ جمعيتي.

وأشار الدجوي إلى أنه يتم صرف السكر الحر بسعر 27 جنيها شهريا على البطاقات التموينيةـ بواقع 1 كيلو للبطاقة 3 أفراد فأقل، 2 كيلو التي تضم 4 أفراد فأكثر.

فيما أكد رمضان الشحات مدير المركز الإعلامي بوزارة التموين والتجارة الداخلية استمرار جهود الوزارة في زيادة توفير السلع الغذائية للمواطنين بالأسعار المناسبة، فضلا عن التأكد من تيسير عدد كبير من الحملات اليومية المكثفة علي المنافذ لضمان توافر السلع.

اقرأ أيضاًتحرير 96 مخالفة تموينية خلال حملات على المخابز البلدية والأسواق بالمنيا

بأسعار مُخفضة.. موعد إقامة معارض أهلا رمضان 2024 بأمر وزير التموين

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التموين سعر السكر معارض اهلا رمضان 2024 وزارة التموين أهلا رمضان

إقرأ أيضاً:

النكف القبلي في اليمن .. سلاح الأرض والعقيدة في وجه الغزاة

حين تُنتهك السيادة، ويُداس الحق، وتُحاك المؤامرات لتمزيق الوطن، لا صوت يعلو فوق صوت القبيلة، ولا راية تُرفع أعلى من راية النكف! إنه النداء الذي لا يُرد، والصيحة التي توقظ الدم في العروق، وتجمع السواعد من كل وادٍ وسهلٍ وجبل، ليقف اليمني  كما كان دومًا حارسًا لأرضه، وصائنًا لعرضه، وسدًّا منيعًا في وجه الغزاة والطامعين.

يمانيون/ تقرير/ طارق الحمامي

 

النكف القبلي ليس مجرد تقليد أو موروث، بل هو إعلان تعبئة شاملة، وراية وحدة تلتف حولها القبائل اليمنية حين يُدق ناقوس الخطر،  وهو اللحظة التي يتحول فيها الصوت الفردي إلى جَمع، والانتماء العائلي إلى انتماء وطني جامع، والموقف المحلي إلى موقف أمّة بأسرها.

في هذا التقرير، نسلّط الضوء على المعنى الحقيقي للنكف، ونغوص في تاريخه الضارب في جذور اليمن، ونكشف كيف تحوّل إلى سلاح اجتماعي فاعل يواجه العدوان ويُفشل مشاريع التفرقة والفتنة، ويُعيد رسم خريطة التضامن الوطني.
كما نستعرض كيف تجاوز النكف حدوده الجغرافية، ليُصبح موقفًا قوميًّا شجاعًا من قضايا الأمة، وفي طليعتها فلسطين، القضية التي تسكن وجدان كل يمني حر ، إنه تقرير عن الشرف، عن الهوية، عن اللحظة التي يقول فيها اليمني ’’ لن نُهزم ما دام فينا قبائل تُجيب نداء النكف، وتصون عهد الدم والعرض والوطن’’ .

 

ما هو النكف القبلي؟

النكف في اللغة العربية يُقصد به: الاستنفار والدعوة السريعة للنصرة،  أما “النكف القبلي” في العُرف اليمني، فهو استدعاء قبلي يُعلن في ظروف استثنائية لمواجهة خطر داهم، سواء كان اعتداءً خارجيًا، أو فتنة داخلية تهدّد السلم المجتمعي ، يتم الإعلان عن النكف بواسطة رموز عرفية أو رسائل شفوية أو مكتوبة، وغالبًا ما يترافق مع إرسال خيوط قماش (مقطّعة من ملابس النساء – وتُعرف بـ “المرقة”)، أو سلاح شخصي، كدلالة رمزية على استعجال الحضور والمشاركة، وقد تصل إلى القبائل المجاورة أو الحليفة خلال ساعات معدودة.

 

الخلفية التاريخية للنكف القبلي

النكف القبلي ليس وليد اليوم، بل هو تقليد موغل في القدم، وارتبط دومًا بهيبة القبيلة وقدرتها على حماية أبنائها ومبادئها، في التاريخ اليمني، استخدم النكف كأداة لمجابهة الحملات العسكرية، الثأر للكرامة، أو ردع الظلم، وغالبًا ما كان يُعلن عقب حادثة تستدعي ردًا جماعيًا، كقتل شيخ، أو الاعتداء على امرأة، أو خرق واضح للعرف والسلم، واستخدمت القبائل النكف لمساندة المجاهدين، أو لردع الغزو العسكري،  كما ظهر جليًا خلال الصراع مع الاستعمار البريطاني في الجنوب، وفي مقاومة الاحتلال العثماني في الشمال.

 

النكف القبلي في وجه العدوان الحديث

في ظل ما يتعرض له اليمن من عدوان خارجي منذ العام 2015، عاد “النكف القبلي” للواجهة، لكن هذه المرة بمعناه الأشمل والأنبل ’’النكف من أجل الوطن’’ ، أطلقت قبائل يمنية من مختلف المحافظات نداءات نكف إلى بقية القبائل للالتحاق بجبهات القتال، والدفاع عن السيادة الوطنية، والمشاركة في رفد الجبهات بالرجال والمؤن، وقد شكّل هذا الحضور زخمًا شعبيًا حاسمًا في تثبيت الجبهة الداخلية، وصد محاولات تمزيق اليمن على أسس طائفية أو مناطقية.

ففي صنعاء ، والجوف، ومأرب، وعمران، وذمار، وصعدة، وحجة ، والمحويت ، ورداع، والحديدة، وكل المحافظات الحرة ، تكرر مشهد النكف العفوي والرسمي، كرمز للتلاحم المجتمعي، ورفضٍ قاطع للمشاريع الخارجية التي ترمي إلى إشعال الفتنة وإعادة اليمن إلى عهد التبعية والتقسيم.

 

النكف القبلي .. سلاح ضد الفتنة

في لحظات الفوضى، لا صوت يعلو فوق صوت العقل الجمعي، و”النكف القبلي” أضحى اليوم منصة لتوحيد المواقف، وتغليب مصلحة الوطن على الانقسامات، لم يعد مقتصرًا على نصرة أبناء قبيلة أو ثأر محلي، بل صار وسيلة جماعية لدرء الفتنة ، فحين تُستهدف النساء، وتُنتهك القيم، ويُهدد الأمن، تعلو صيحات النكف ليس للانتقام، بل لاستعادة التوازن وفرض هيبة الدولة والمجتمع معًا.

 

النكف القبلي .. وسيلة تجمع حول الثوابت الوطنية وقضايا الأمة

في عمق النكف القبلي، لا يكمن فقط البعد المحلي أو العرفي، بل تنبع منه روح وطنية وأممية تعكس مدى ارتباط القبائل اليمنية بثوابتها ومبادئها الكبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية والإسلامية.

لقد أصبح النكف القبلي، في كثير من محطاته خلال السنوات الأخيرة، يتجاوز نطاق الجغرافيا، ليعبّر عن موقف قومي جامع، يتسق مع موقف الشعب اليمني الأصيل من الظلم والاستعمار والهيمنة الأجنبية، أينما كانت، فحين تتعرض فلسطين لعدوان، أو تُنتهك حرمة المسجد الأقصى، لا تتأخر القبائل اليمنية في إعلان النكف الرمزي، تضامنًا واحتجاجًا ومساندة.

رمزية النكف في المواقف من فلسطين

خلال الاعتداءات الصهيونية على غزة، برزت مظاهر النكف في عدة محافظات يمنية، حيث أعلنت قبائلها مواقف موحدة تؤكد على أن معركة الأمة ضد العدو الصهيوني هي معركتها، وأن فلسطين قضية لا تقبل المساومة أو النسيان.

وشهدت الساحات اليمنية خروج القبائل اليمنية بالسلاح،  ومبادرات دعم رمزية ومادية، تؤكد أن النكف لم يعد حكرًا على قضايا محلية، بل أصبح أداة ضغط وتفاعل مع الهمّ العربي.

النكف القبلي والتربية الوطنية

من خلال هذا المفهوم، بات النكف أحد روافد التربية الوطنية والقومية داخل المجتمع اليمني، خاصة في المناطق القبلية، حيث يُعلّم الأب أبناءه أن الاستجابة لنداء النكف لا تكون فقط لحماية حدود القبيلة، بل لحماية القيم الكبرى، مثل العدل، الحرية، والكرامة، وهذه كلها تتجسد في موقف اليمنيين من قضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين.

 

النكف اليوم .. بين الأصالة والتحديث

رغم طابعه التقليدي، إلا أن النكف القبلي بات يتخذ أشكالًا أكثر تنظيمًا وتنسيقًا، إذ تتفاعل معه مختلف الجهات الاجتماعية، من زعماء قبائل، إلى علماء الدين، والنخب الثقافية، وصولًا إلى الفعاليات المدنية، وقد رافقته اليوم حملات إعلامية رقمية، وبيانات موحدة، تعبّر عن وحدة الصف ورفض الانقسام.

 

خاتمة

النكف القبلي ليس مجرد صيحة حرب، بل هو إعلان للكرامة ،  وإعلان بأن المجتمع اليمني، برغم ما مرّ به من محن، لا يزال متمسكًا بجذوره، بثقافته الراسخة، وبقدرته على التوحد عند الخطر، في زمن تفككت فيه الهويات في كثير من الأوطان، ظل “النكف اليمني” شاهدًا على قوة التلاحم القبلي، وعلى معادلة بسيطة ولكن فعالة، إذا كانت الدولة تُغيب أحيانًا، فالقبيلة تحضر، وحين تحضر القبيلة فإنها تحضر بوطنية لا تُشترى.

مقالات مشابهة

  • النكف القبلي في اليمن .. سلاح الأرض والعقيدة في وجه الغزاة
  • 30 سلعة بأسعار مخفضة من التموين لأصحاب بطاقات الدعم
  • أخبار الوادي الجديد: استمرار حملات التموين على الأسواق.. استقرار أسعار الخضر والفاكهة والدواجن والبيض
  • ملتقى إماراتي تونسي لتعزيز الصناعات الغذائية والتقنيات الزراعية
  • سعر كيلو السكر في التموين اليوم 11-7-2025
  • الجديد: يجب أن تبدأ مراجعة الاعتمادات على يد الشركة الدولية المكلفة
  • 148.6 مليار درهم تجارة الإمارات من السلع الغذائية خلال 2024 بنمو 16.8%
  • عاجل.. أسعار السلع على بطاقات التموين لشهر يوليو 2025
  • السكر بكام؟.. التموين تواصل صرف سلع شهر يوليو 2025
  • أسعار الخضروات والفواكه في سوق الجملة بعدن 10 يوليو 2025م