ماذا يحدث للجسم عند تكرار تمرين القرفصاء 50 مرة يوميا لمدة شهر؟
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
التمارين الرياضية مفيدة للصحة، وإذا تم دمجها في الروتين اليومي، فإنها ستساعد على رفع مستويات اللياقة البدنية وتقوية الجسم.
ويعد تأدية تمرين القرفصاء 50 مرة يوميا هدفا بسيطا يمكنك دمجه في روتينك اليومي، دون الحاجة إلى معدات تمرين أو عضوية في ناد.
ما تمرين القرفصاء؟القرفصاء هو تمرين تبدأ فيه بوضعية الوقوف ثم تخفض وركيك وجسمك نحو الأرض، قبل تحريك جسمك مرة أخرى إلى وضعية الوقوف.
يختلف العمق الذي يصل إليه كل شخص وفقا لقدراته البدنية وأهدافه في التمرين.
وتعتبر القرفصاء تمرينا ممتازا يعطي القوة، ويساعد في بناء عضلات الجزء السفلي من الجسم وبناء القوة الأساسية، حيث يستهدف عضلات الأرداف والمعدة والساق.
فوائد ممارسة 50 تمرين قرفصاء يوميا لمدة شهر: تقوية العضلاتسيؤدي أداء 50 تمرين قرفصاء يوميا إلى زيادة قوة العضلات في أسفلك والفخذين والساقين وأوتار الركبة والمعدة. سوف تبدأ في تعزيز قوتك، وستزيد من قوة الجزء السفلي من جسمك.
في كل يوم تقوم فيه بـ50 تمرين قرفصاء، ستبدأ في ملاحظة تحسن في قدرتك على أداء تمرين القرفصاء، والعمق الذي يمكنك القيام به، وعدد التكرارات التي يمكنك القيام بها في كل جلسة.
وتعتبر تمارين القرفصاء أيضا مهمة لتقوية عضلات المعدة المزعجة.
فقدان الوزنإلى جانب اتباع نظام غذائي متوازن وتمارين القلب، فإن ممارسة 50 تمرين قرفصاء يوميا سيساعدك على إنقاص الوزن وإعادة تشكيل جسمك.
لذلك جرب دمج المشي مع 50 تمرين قرفصاء يوميا في روتيننا اليومي.
مفيد للدماغيعد الانضباط المتمثل في أداء 50 تمرين قرفصاء يوميا أمرا مثيرا لتصفية ذهنك، والتركيز على هدف صغير كل يوم من شأنه أن يسهم في الصحة واللياقة البدنية بشكل عام.
لا يستغرق الأمر وقتا طويلاينبغي ألا يستغرق الأمر أكثر من 5 دقائق يوميا لأداء 50 تمرين القرفصاء. وإذا كان أداء 50 تمرين قرفصاء في وقت واحد يبدو كثيرا عند البدء، فحاول تقسيم تمرينات القرفصاء إلى 10 تمرينات قرفصاء في كل جلسة والقيام بها كل ساعتين، وبحلول نهاية اليوم ستكون قد أكملت 50 تمرين قرفصاء بسهولة.
لذا قم بتجريب القرفصاء ومعرفة ما إذا كان بإمكانك القيام بتحدي الـ50 قرفصاء يوميا، والاستمتاع بالفوائد المستمرة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث في الجانب الآخر من حدودنا الجنوبية؟
د. محمد بن عوض المشيخي **
اليمن السعيد الذي فارق السعادة والأمن والاستقرار منذ عقود طويلة بسبب الصراع على السُلطة، يدخُل مرحلة جديدة من الحروب العبثية التي انتقلت هذه الأيام مجددًا إلى محافظتي حضرموت والمهرة، والأخيرة على الحدود الجنوبية الغربية لسلطنة عُمان والتي ترتبط بحدود طولها 294 كيلومترًا.
الشرعية اليمنية المعترف بها دوليًا- والذي يمثلها المجلس الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي- انقلب عليها رفاق الأمس الذين هم أعضاء في المجلس الذي يُدير شؤون اليمن ويُمثِّلها في المحافل الدولية، والذي تشكَّل برعاية سعودية في الرياض قبل عدة سنوات. لكن دُعاة انفصال الجنوب عن الشمال والذين يروق لهم مجددًا تقسيم اليمن إلى كيانين سياسيين مستقلين، أصبحوا يتحدثون عن الانفصال وكأنه أمر أقرب للتحقُّق أكثر من أي وقت مضى. وبالفعل يعمل ما يُسمى "المجلس الانتقالي" بجهود مُضاعِفة لعودة دولة جنوب اليمن إلى الوجود، وقد عجَّل ذلك بالسيطرة الكاملة على ميناء نشطون وكذلك المطار في مدينة الغيضة، وتم استبدال العلم الرسمي اليمني بعلم آخر يتبع للحراك الجنوبي، إلى جانب التموضُع في منفذيْ شحن وصرفيت اللذين يربطان الجمهورية اليمنية مع سلطنة عُمان. ويبدو لي أنه لا يمكن أن يحصل ذلك دون تفاهمات إقليمية بين الدول الفاعلة في اليمن، وخاصة سلطنة عُمان والسعودية والإمارات العربية المتحدة.
وهكذا كأنَّ قدر هذا الشعب الأصيل أن يعيش مآسٍ ونزاعات بين أطيافه المختلفة بلا نهاية، وذلك بسبب حفنة من أمراء الحروب الذين استباحوا مُقدَّرات وخيرات هذا الشعب بلا رحمة.
والحقيقة الغائبة عن البعض؛ أنه لا يمكن بأيِّ حال من الأحوال، أن تنعم الدول المجاورة لليمن بالأمن والاستقرار بوجود يمنٍ مُمزَق، يسوده الدمار والعنف والأُمِّية التي وصلت إلى 65% بين أبناء هذا البلد العربي الشقيق. اليمن هو الحديقة الخلفية لدول الخليج العربية، وأمن شبه الجزيرة العربية جزءٌ لا يتجزأ من التنمية وتطور شعوب المنطقة. والمملكة العربية السعودية الشقيقة- التي تربطها حدود برية مع اليمن تمتد لأكثر من 1500 كيلومتر- تتجه الأنظار إليها في هذه الأيام للعمل مُجددًا مع سلطنة عُمان للحفاظ على وحدة التراب اليمني أولًا، ووقف نزيف الدم ثانيًا، والاستفادة من المبادرات العُمانية والمتمثلة في الهدن التي أرستها الدبلوماسية العُمانية بين الأطراف اليمنية خلال السنوات الماضية، وثالثًا تقديم المساعدات للشعب اليمني مباشرةً، وذلك من خلال تأسيس مشاريع تنموية عملاقة في قطاع الكهرباء؛ فكثير من المناطق اليمنية ترزح تحت الظلام الدامس، والأهم من ذلك كله بناء مدارس وجامعات وتحقيق التنمية للاقتصاد اليمني، وقبل ذلك كله تمكين الشعب اليمني من تقرير مصيره واختيار من يُدير هذا البلد بحكمةٍ بعيدًا عن الجنرالات والنافذين اجتماعيًا، الذين لا ينظرون إلّا لمصالحهم الشخصية وجمع الأموال.
إنَّ أكثر ما يحتاجه اليمن اليوم هو تنمية الإنسان اليمني وإيجاد فرص عمل للشباب وإعادة البسمة لوجوه المحرومين والناجين من جحيم الحروب والمؤامرات التي لا تنتهي، ومساعدته على تنمية واستخراج موارد بلاده الطبيعية من النفط والغاز والثروات الأخرى وما أكثرها؛ بدلا من ذهابها للأجانب وبعض القيادات المحلية التي اعتادت نهب المساعدات التي تأتي من الخارج، فيما يُحرَم منها فقراء اليمن طوال العقود الماضية.
لقد كانت لعُمان جهود خيرية في مساعدة الأشقاء في مختلف الميادين؛ منها تنفيذ العديد من المشاريع التنموية في المحافظات اليمنية المجاورة لعُمان؛ وخاصة محافظات المهرة وحضرموت وسقطرى، وقد تمثَّل ذلك في تسيير القوافل المُحمَّلة بالمواد الغذائية إلى جانب الأدوية والمُستلزمات الطبية الضرورية، إضافة إلى رفد المراكز الصحية في تلك المحافظات بسيارات الإسعاف والمولدات الكهربائية والمشتقات النفطية لضمان استمرار عملها، ولا ريب أننا نطمح لمضاعفة هذه الجهود الخيِّرة في قادم الوقت.
إنَّ أسوأ سيناريو ينتظر هذا البلد الشقيق الآن هو شبح التقسيم إلى دولة في الشمال تتولاها جماعة أنصار الله (الحوثي) ودولة أخرى جنوبية برئاسة "المجلس الانتقالي"؛ فاليمن الذي تربطنا به أواصر المحبة الصادقة- انطلاقًا من أن العلاقات العُمانية اليمنية نسيج واحد من التاريخ والثقافة والنسب والمصير المشترك- يجب أن يظلَّ الاحترام المُتبادل وحُسن الجوار قائم فيما بينهما، مع بذل كل الجهود- إن لم يكن بذل المستحيل- للوقوف معه بكل الطرق، لضمان الوصول به إلى بر الأمان بغض النظر عن من هو في الحكم.
وفي الختام.. على جميع أهل الحِل والعقد أن يدركوا أن الاستيلاء على السُلطة في اليمن بالقوة دون انتخابات حُرة مصيره الفشل، ولعلنا نتذكر ما حصل للقادة والرؤساء طوال العقود الماضية من تصفية جسدية ومؤامرات بين رفاق الدرب؛ فاليمن يستحق من أبنائه المُخلِصِين الشروع في حوار جاد ومناقشة صادقة لتحقيق مستقبل مشرق لجميع أفراد الشعب بلا استثناء، وتصحيح المسار، وبناء شراكة وطنية، ولَمّ الشمل، ومداواة جراح الماضي، والعبور بهذا البلد إلى المستقبل الواعد الذي يسوده العدل والديمقراطية والمساواة بين الجميع، ويجب أن لا يكون لمن تلطَّخت أياديه بدماء الشعب مكان في حكم اليمن.. وآخر دعوانا عسى أن يعود اليمني سعيدًا يومًا ما بعد أن تُزاح عنه الغُمَّة.
** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري
رابط مختصر