الجزيرة:
2025-12-03@01:51:22 GMT

محافظة شمال سيناء منفذ الغزيين إلى العالم

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

محافظة شمال سيناء منفذ الغزيين إلى العالم

إحدى محافظات مصر، تقع شمال شبه جزيرة سيناء، وتتمتع بموقع إستراتيجي فريد، كونها المعبر البري الوحيد بين قارتي آسيا وأفريقيا، وقد شكلت عبر العصور طريقا تجاريا حيويا بين الشرق والغرب، ومسرحا للعمليات العسكرية وممرا للجيوش وقوافل الحجاج.

وأدّت دورا محوريا في المنطقة بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948، إذ أصبحت خط الدفاع الأول في وجه المطامع الإسرائيلية التوسعية غربا، والمنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى العالم عقب الحصار الإسرائيلي الخانق، والوجهة المرشحة في المشروع الإسرائيلي لتوطين سكان غزة.

الموقع والمساحة

تقع محافظة شمال سيناء شمالي شرق مصر، ويحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، وتمتد شرقا على طول الحدود المصرية الدولية مع فلسطين المحتلة، وغربا من قرية بالوظة في الشمال، وصولا إلى ممر متلا في الجنوب، ويمثل حدودها الجنوبية الخط الممتد من ممر متلا حتى رأس النقب.

وتستوعب هذه المحافظة نحو النصف الشمالي من شبه جزيرة سيناء، بمساحة تقدر بنحو 27.5 ألف كيلومتر مربع، أي 2.8% من مساحة مصر الكلية، وتحيط بها 4 محافظات، هي: بورسعيد والإسماعيلية والسويس من الغرب، محافظة جنوب سيناء من الناحية الجنوبية، أما من الشرق فيتخامها قطاع غزة وصحراء النقب في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

التضاريس

تتميز مظاهر السطح الطبيعية في محافظة شمال سيناء بنوعين رئيسيين، هما:

السهول الساحلية: وتمتد شمالا بمحاذاة البحر الأبيض، بطول يقارب 220 كيلومترا، وعمق يتراوح بين 20 و40 كيلومترا، وهي أرض منبسطة تغطي رقعتها الكثبان الرملية، وتكثر فيها الوديان والعيون وروافد مياه الأمطار. هضاب وسط سيناء: وتغطي باقي رقعة المحافظة في الوسط والجنوب، وهي منطقة هضاب، وبها عدد من الجبال المرتفعة المتقطعة، مثل جبل "يلق" الذي يبلغ ارتفاعه 1094 مترا، وجبل "الحلال" الذي يرتفع 881 مترا فوق سطح البحر.

وتتخلل المرتفعات الجبلية مجموعة من الوديان، أكبرها وادي العريش، الذي يمتد من جنوب المحافظة حتى شمالها، ويصب في البحر المتوسط عند مدينة العريش.

المناخ

يتغير مناخ محافظة سيناء باختلاف الإقليم الجغرافي، فتتمتع مناطقها الساحلية الشمالية بمناخ البحر المتوسط، ويتحول تدريجيا كلما اتجهنا جنوبا، ليصبح صحراويا وشبه صحراوي، وتتفاوت تبعا لذلك درجات الحرارة ونسبة هطول الأمطار.

ويكون المناخ عموما دافئا شتاء وحارا صيفا، ويزيد معدل هطول الأمطار كلما اتجهنا شمالا، لا سيما الجهة الشمالية الشرقية، إذ يتراوح معدل الهطول السنوي فيها بين 200 و300 ملليمتر.

حدود سيناء مع قطاع غزة (رويترز) التقسيم الإداري

قسمت سيناء عام 1979 إلى محافظتين: جنوب سيناء وشمال سيناء. وأصبحت الأخيرة تشتمل على 6 مراكز إدارية، هي: "رفح" و"بئر العبد" و"العريش" و"الشيخ زويد" و"نخل" و"الحسنة". وتضم المراكز 84 قرية و556 منطقة تابعة.

وعاصمة هذه المحافظة مدينة العريش، ويأتي مركز بئر العبد في المرتبة الأولى من حيث المساحة، ثم يليه مركز رفح.

السكان

يبلغ عدد سكان محافظة شمال سيناء 450 ألفا و531 نسمة وفق تقديرات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في يناير/كانون الثاني 2024، بما يعادل نحو 0.5% من إجمالي عدد السكان في البلاد.

وتعد المحافظة ذات كثافة سكانية منخفضة، ويميل السكان إلى الاستقرار في المناطق الساحلية والمراكز الحضرية، وبحسب مؤشرات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية فإن المساحة المأهولة لا تتجاوز 7.2% من المساحة الكلية للمحافظة.

الأهمية

تتمتع محافظة شمال سيناء بموقع إستراتيجي مميز، فهي الممر البري الوحيد الذي يربط قارتي آسيا وأفريقيا، وبذلك تمثل مركزا حيويا للتنقلات والحركة التجارية والحملات العسكرية البرية بين الشرق والغرب، وهي معبر قوافل الحجاج من أفريقيا إلى الحجاز.

وعلى المستوى المحلي، تعد شمال سيناء الحصن الشرقي لمصر، وخط الدفاع الإستراتيجي الأول لحمايتها.

وللمنطقة أهمية تاريخية ودينية، فقد قامت على أرضها كثير من الحضارات التي خلفت عددا من المواقع التاريخية المهمة، وقد كانت شمال سيناء معبر النبي إبراهيم عليه السلام ومكان ولادة زوجته هاجر، وممر خُطى الأنبياء يعقوب ويوسف وموسى وهارون عليهم السلام، ومعبر السيدة مريم بالنبي عيسى عليهما السلام، وإلى هضبة التيه فيها يُنسب تيه بني إسرائيل الذي امتد 40 عاما.

كما تمتاز المحافظة بأراضيها الزراعية الخصبة ومياها الوفيرة في السهول الشمالية، إضافة إلى ما تختزنه من ثروات طبيعية كالنفط والكبريت والجبس والصوديوم والسيليكون، فضلا عن الثروة السمكية المميزة التي يوفرها البحر المتوسط وبحيرة البردويل.

وتحظى شمال سيناء بإمكانات سياحية، لتوفر الشواطئ بها والمناخ الدافئ وانخفاض نسبة التلوث، فتمثل بيئة مثالية للترفيه والرياضات المائية. وتمثل البيئة الصحراوية والمحميات الطبيعية فيها موقع جذب لعشاق الصحراء ومراقبة الطيور المهاجرة.

التاريخ

منذ عصور ما قبل التاريخ، فطن حكام مصر لأهمية شمال سيناء كدرع لحماية البلاد من جهتها الشرقية، فحصن الفراعنة المنطقة وشيدوا القلاع والأبراج وعززوها بحاميات عسكرية، لتأمين الحدود من الغزو، ولحماية طرق التجارة، لأنها عُدّت محطة استراحة مهمة للقوافل التجارية، وموضعا للتبادل التجاري. وفي الوقت نفسه، ممرا للجيوش المصرية في طريقها للقتال في فلسطين وما وراءها.

وفي فترات ضعف الفراعنة، غزت شعوب الشرق مصر عبر سيناء، فقد دخل عبرها الآشوريون في القرن الثامن قبل الميلاد، ثم الفرس عام 525 قبل الميلاد.

وعام 333 قبل الميلاد دخل الإسكندر الأكبر شمال سيناء وعسكر في قاطية، التي تُعرف في بعض كتب التاريخ باسم "معسر الإسكندر" ثم انطلق منها للسيطرة على مصر، وبعد وفاته عام 323 قبل الميلاد بدأ عهد البطالمة الذين اتخذوا سيناء معبرا لجيوشهم إلى فلسطين.

رفع العلم المصري فوق سيناء في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 (مواقع التواصل-أرشيف)

وبسط الأنباط عام 169 قبل الميلاد نفوذهم على الطريق التجاري شمال سيناء، وعام 30 قبل الميلاد، سيطر الرومان على المنطقة، وشيّدوا قلاعا على طول الطريق الساحلي المؤدي إلى بلاد الشام، ورابطت بها حامية عسكرية، وظلت سيناء تحت سيطرتهم حتى دخلها الفتح الإسلامي في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وقد دخل القائد عمرو بن العاص (رضي الله عنه) رفح عام 639، ثم فتح العريش ومن بعدها الفرما، قبل أن يعم الحكم الإسلامي كافة أنحاء البلاد.

وفي العهد الإسلامي، تبوأت سيناء مكانة مهمة، فقد كانت طريقا رئيسيا لقوافل الحجاج، وعبرها انطلقت جيوش المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي لتحرير بيت المقدس من الصليبيين، وبنى فيها المسلمون الحصون والقلاع لتأمين طرق الحج والتجارة وصد العدوان القادم من الشرق.

التاريخ الحديث

غزت جيوش نابليون بونابرت شمال سيناء فاستولوا على قاطية والعريش عام 1799، ومنها انطلقوا لاحتلال الشام. وعام 1800 وقع العثمانيون والفرنسيون معاهدة العريش التي نصت على الانسحاب الفرنسي من مصر.

وتولى محمد علي باشا حكم مصر عام 1805، ووُضعت سيناء تحت إشراف الجيش المصري ونظارة الحربية، ثم انطلقت منها الجيوش المصرية للاستيلاء على فلسطين وسوريا ثم الأناضول، ولكنها أُجبرت على التراجع إلى مصر عام 1840 إثر معاهدة لندن.

عام 1882 احتلت بريطانيا مصر، وبرزت معها مطامع اليهود في إقامة مستعمرات لهم شمال سيناء، وبعد إعلان دولة إسرائيل عام 1948 اجتاح الجيش المصري الحدود الشرقية عبر سيناء، ونشبت الحرب مع إسرائيل التي انتهت بخسارة العرب.

وعام 1956 تحالفت إسرائيل وفرنسا وبريطانيا ضد مصر، فيما يُعرف بالعدوان الثلاثي، وفي تلك الحرب احتلت القوات الإسرائيلية سيناء. وفي غضون بضعة أشهر، تم وضع قوة طوارئ دولية في سيناء، وسحبت إسرائيل قواتها منها.

وحشد حينها الرئيس المصري جمال عبد الناصر عام 1967 القوات المصرية في سيناء، وطالب الأمم المتحدة بسحب قوات الطوارئ الدولية، ثم أغلق مضايق تيران وصنافير في وجه الملاحة الإسرائيلية. وإثر ذلك اندلعت الحرب، واحتلت إسرائيل سيناء والجولان السورية والضفة الغربية الفلسطينية، وفي العام نفسه شيدت أول مستعمرة لها في سيناء (ناحال يام) وأصدرت الأمم المتحدة قرارا يدعو تل أبيب للانسحاب من الأراضي التي احتلتها.

ولم ترضخ إسرائيل للقرار الدولي، فدخلت القوات المصرية عام 1973 سيناء وحطمت التحصينات الدفاعية التي أقامتها إسرائيل باسم "خط بارليف" وبعد ما يزيد على أسبوعين أصدرت الأمم المتحدة قرارا بوقف القتال، ولم تلتزم إسرائيل به، وعاودت الهجوم.

وفي مايو/أيار 1974 انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك، ووافقت إسرائيل على إعادة ضفة قناة السويس الشرقية لمصر.

وظل الاحتلال الإسرائيلي في سيناء حتى عام 1979، حين وقعت مصر وإسرائيل معاهدة "كامب ديفيد" وبموجبها انسحبت القوات الإسرائيلية من المنطقة على 3 مراحل.

وبقيت مدينة رفح تحت الاحتلال حتى عام 1982، وحينها أصبحت محافظة شمال سيناء تحت الحكم المصري بالكامل.

بوابة غزة إلى العالم ومشروع توطين

شكلت محافظة شمال سيناء محورا مركزيا فيما يتعلق بتطورات ومستقبل قطاع غزة، فمنذ فرضت إسرائيل حصارا خانقا على القطاع عام 2007، أصبحت محافظة شمال سيناء ملاذ الغزيين للحصول على احتياجاتهم الأساسية، وغدا معبر رفح المنفذ الوحيد للقطاع إلى العالم.

ومع فرض قيود مشددة على معبر رفح أو إغلاقه، أجبر الغزيون على اللجوء إلى شمال سيناء بطرق أخرى.

ففي مطلع 2008 وبعد إغلاق معبر رفح لمدة تزيد على 6 أشهر، اضطر آلاف من الفلسطينيين إلى اجتياز الحدود المصرية، بعد تدمير جزء من الجدار الحدودي، لتأمين احتياجاتهم من الطعام والوقود وغيرها من المؤن.

ومع استمرار الحصار لسنوات، ابتدع الغزيون أسلوب حفر الأنفاق تحت الحدود للوصول إلى رفح المصرية، والحصول على احتياجاتهم الأساسية.

وعقب معركة "طوفان الأقصى" التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تبعها من عدوان إسرائيلي على القطاع، عادت الخطة الإسرائيلية الداعية إلى تهجير الغزيين إلى شمال سيناء للظهور من جديد، بعدما تم إجهاضها مرارا في السابق.

وأخذت السلطات الإسرائيلية تدفع السكان جنوبا باتجاه الحدود المصرية. وفي الوقت نفسه، بقيت السلطات المصرية مصرة على موقفها الرافض للتهجير القسري لسكان غزة، ودفعهم للهجرة إلى سيناء.

الاقتصاد

تساهم محافظة شمال سيناء بحوالي 1.8% من إجمالي الناتج القومي المحلي لمصر، ويبلغ معدل النمو الحقيقي لها حوالي 3.2%.

ويمثل النفط القطاع الأكبر لاقتصادها بنسبة تقدر بنحو 82%، بينما يبلغ قطاع الخدمات 5%، والصناعات التحويلية 4% من نشاطها الاقتصادي، وتتوزع نسبة 9% على القطاعات الأخرى، بما فيها الزراعة وصيد الأسماك والسياحة. (مؤشرات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ديسمبر/كانون الأول 2020).

مبنى أقدم مكتبة في سيناء (الجزيرة)

وتزيد نسبة السكان الواقعين تحت خط الفقر بهذه المحافظة على النسبة العامة في البلاد، والتي بلغت 32.5% عامي 2017 و2018، فقد وصلت في المحافظة إلى 38.4% في الفترة نفسها.

ويبلغ معدل البطالة بين الذكور 32.3%، وتزيد بين الإناث لتصل إلى 73.6%. (مؤشرات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ديسمبر/كانون الأول 2018).

المعالم البارزة

تضم محافظة شمال سيناء العديد من المعالم البارزة، أشهرها:

منطقة بيلوزيوم الأثرية (الفرما): وتعد أهم المواقع الأثرية في شمال سيناء، وتقع شمال قرية بالوظة، وتضم المنطقة المدينة الأثرية، والتي تشتمل على مسرح كبير وقلعة يعودان للعصر الروماني ومجموعة من الحمامات، بالإضافة إلى مجموعة من التلال الأثرية، مثل تل الكنائس وتل الشهداء. التلال الأثرية: تضم المحافظة عددا من التلال الأثرية التي ترجع إلى عصور مختلفة، منها الفرعوني والنبطي والروماني والإسلامي، مثل: تل الدراويش وتل قصراويت وتل المحمديات وتل الكرامة. قلعة العريش: وهي المعلم الوحيد الباقي في مدينة العريش، بناها السلطان سليمان القانوني سنة 1560، على أنقاض قلعة فرعونية قديمة وضمت بئرا وحديقة ومساكن الجند. محمية الزرانيق: تقع في الناحية الشرقية من بحيرة البردويل، وتبلغ مساحتها حوالي 250 كيلومترا مربعا، وتشتهر بكونها مركزا لمرور الطيور المهاجرة، كما تقيم فيها وتتكاثر بعض الطيور بصفة دائمة، وتعتبر منطقة ملائمة لوضع بيض السلاحف الخضراء البحرية المهددة بالانقراض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: محافظة شمال سیناء إلى العالم قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تقرير: رحلات "هجرة صامتة" تغري الغزيين بالنجاة و"مجد أوروبا"

لأشهر عديدة استمرت جنين (ب)، من سكان دير البلح وسط قطاع غزة ، تتواصل مع قائمين على إعلان ممول عبر “السوشيال ميديا”، يهدف لاستقطاب الغزيين للهجرة إلى الخارج. وعمد الإعلان إلى تحديد الوجهة “إلى أوروبا” لتحفيزهم بشكل أكبر، باستغلال الحرب الدامية في القطاع.

الإعلان الممول عبر “فيسبوك” حمل اسم مؤسسة “المجد أوروبا”، التي يسمع بها الغزيون داخل القطاع للمرة الأولى، ما أثار الكثير من التساؤلات حول مصداقية تلك الإعلانات، إلا أن البعض لم يتوانَ عن التواصل مع رقم هاتف “واتساب” ذُيّل به الإعلان، بحثاً عن ضوء في نفق مظلم، أو بصيص أمل يمنحهم حياة مختلفة بعيداً عن أصوات القصف وأهواله التي لم تتوقف على مدار عامين.

رحلة محفوفة بالكتمان

لم يكن الوصول إلى أحد الغزيين الذين استقلوا تلك الرحلات بالأمر اليسير؛ ففضلاً عن السرية المطبقة التي أحاطت وتحيط بخروجهم من القطاع وسط ظروف أمنية وإنسانية سيئة للغاية، فإن ظروفهم الحالية وأوضاعهم القانونية لم تتثبت بعدُ في البلدان التي وصلوا إليها. ومن قريب إلى آخر، وبشبكة ثقة عبر أفراد الأسرة المقربين، تواصلنا عبر “واتساب” مع جنين التي تحدثت إلينا بعد تردد كثير، وفضّلت عدم ذكر هويتها كاملة، خشية الملاحقة من الدولة الموجودة فيها حالياً.

وتقول جنين لصحيفة ”الشرق الأوسط” إنها للوهلة الأولى كانت مترددة جداً في التواصل مع الرقم الذي وضعته المؤسسة في إعلانها، ثم قررت المجازفة والتواصل، وبعد التأكد من أنها تتحدث مع أشخاص يستعملون أرقاماً إسرائيلية، قررت وضع اسمها وزوجها وثلاثة من أبنائها، ضمن من قرروا الهجرة من غزة، بحثاً عن حياة آمنة.

تشير جنين إلى أنها كانت تخشى أن تقع ضحية عملية نصب كما جرى مع الكثير من الغزيين خلال وقبيل الحرب، إلا أنها تلقت تطمينات ممن كانوا يتحدثون معها بأن دفع المال بالنسبة لهم يأتي كـ”خطوة أخيرة ولا يهتمون به”، وهذا ما شجعها على استكمال خطواتها نحو البحث عن أمل جديد لها ولعائلتها التي عانت كثيراً خلال الحرب.

وكشفت السيدة أن الإجراء بدأ بإرسال معلومات تفصيلية عنها وعن أفراد عائلتها الراغبين في السفر، مثل الاسم الرباعي ورقم الهوية ورقم جواز السفر، ومعلومات شخصية متكاملة، ثم قالت إنه طُلب منها مبلغ 1500 دولار عن كل فرد بمن فيهم الأطفال، وإنها أبدت استعدادها لدفع المبلغ عند اكتمال الإجراءات.

تدقيق أمني في الأسماء

وبقيت جنين تتواصل بين الفينة والأخرى مع القائمين على المؤسسة لمعرفة تفاصيل عن مواعيد السفر، مشيرةً إلى أنها كانت تتلقى “تطمينات بأن العملية مستمرة وفق الخطوات المطلوبة”، ولافتةً إلى أن المؤسسة أوضحت لها أن “هناك إجراءات فحص أمني مشددة تجري حول كل شخص” سيخرج من القطاع، حتى لا يكون “بينهم عناصر من ( حماس ) أو أي فصيل فلسطيني آخر يوصف بأنه إرهابي”.

وذكرت أنه بعد 3 أشهر ونصف الشهر تلقت رسالة مفاجئة على هاتفها الجوال، وكذلك هاتف زوجها، تبلغهم بالاستعداد خلال 6 ساعات للتجهّز، وألا يجلبوا إلا الأوراق الثبوتية اللازمة، مشيرةً إلى أنه تم تحويل الأموال المطلوبة للسفر قبل ذلك بأيام عبر حسابات تتعامل بشكل أساسي مع العملات المشفرة، وعبر التطبيقات الإلكترونية للمحافظ الخاصة بالعملات الأجنبية.

من دير البلح عبر مطار رامون

وبحسب جنين، خرجت العائلة بحافلة صغيرة من مكان قرب دير البلح وسط قطاع غزة، نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الجاري، حملتها وعائلتها مع نحو 40 شخصاً آخرين، وتوجهوا إلى المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وصولاً إلى نقطة عسكرية في ما يبدو أنها شرق خان يونس أو رفح، ومنها نُقلوا إلى داخل معبر كرم أبو سالم، ثم إلى مطار رامون الإسرائيلي في النقب، ومن هناك سافروا إلى جنوب أفريقيا. ولفتت جنين إلى أنه كان هناك عدد آخر من سكان القطاع وصلوا قبلهم من خان يونس.

ومنذ اللحظة التي انطلقت فيها الحافلة حتى وصولها للموقع الإسرائيلي ما بين خان يونس ورفح، حلقت طائرتان مسيّرتان فوق الحافلة ورافقتاها حتى وصولها لنقطة العبور إلى الداخل الإسرائيلي.

وكانت جنين (ب) وأفراد عائلتها جزءاً من الرحلة الأولى التي تنظمها مؤسسة “المجد أوروبا”، وتمت عملية وصولها ودخولها إلى جنوب أفريقيا عبر دولة أخرى، أسهل بكثير مما واجهه فلسطينيون آخرون احتُجزوا ساعات طويلة في طائرة أقلّتهم من نيروبي بعد أن اكتشفت السلطات أنهم لا يمتلكون أوراقاً كاملة، منها تذاكر عودة، وكذلك ختم جوازات سفرهم من قبل إسرائيل، كما كان في الرحلة التي على متنها جنين (ب).

رحلات “المجد أوروبا”

وتظهر بعض الشهادات لفلسطينيين أن مؤسسة “المجد أوروبا” نجحت في تسيير 3 رحلات جوية لفلسطينيين من داخل قطاع غزة، من مايو (أيار) حتى نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2025، وكانت الأولى وجهتها إندونيسيا، وعلى متنها 57 من سكان القطاع، بعد أن هبط من كانوا على متنها في بودابست، انطلاقاً من مطار رامون نفسه، في حين كانت الرحلة الثانية في أكتوبر الماضي للانتقال من مطار رامون باتجاه نيروبي، ومنها إلى جنوب أفريقيا، وهي الحال ذاتها مع الرحلة الأخيرة خلال الشهر الماضي.

وأثارت هذه الرحلات العديد من التساؤلات حول مؤسسة “المجد أوروبا”، التي تعرّف نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها “منظمة إنسانية تأسست عام 2010 في ألمانيا، متخصصة في تقديم المساعدات وجهود الإنقاذ للمجتمعات المسلمة في مناطق النزاع والحروب”.

وأشارت المؤسسة إلى أن مقرها الرئيسي في القدس ، وتحديداً حي الشيخ جراح، لكن زيارة صحافيين فلسطينيين في القدس إلى الموقع المذكور كشفت أنه لا يوجد أثر فعلي للمؤسسة، وأن المقر الذي وضعته تبيّن أنه لمبنى مهجور.

وتزعم المؤسسة أنها منذ العام الماضي تركز جهودها بشكل أساسي على دعم أهل غزة، مع التركيز على مساعدة الجرحى والمصابين، بما يشمل تسهيل وصول المرضى إلى الرعاية الطبية الحرجة، وتأمين السفر إلى الخارج للعلاج، وضمان مرافقة ذويهم لهم طوال فترة العلاج.

هل “الصحة العالمية” متورطة؟

ي فتح هذا الأمر تساؤلات كثيرة حول ما إذا كانت مؤسسة “المجد أوروبا” هي مَن أدارت وتدير فعلياً عمليات خروج بعض الجرحى ومرافقيهم من داخل قطاع غزة، تحت ستار التنسيق مع “منظمة الصحة العالمية”، للعلاج في الخارج، ومن ثم مغادرتهم لدول أوروبية وغيرها.

وتفيد مصادر أمنية من غزة لصحيفة ”الشرق الأوسط” بأنه في الحقيقة كان هناك العديد من الرحلات التي تم تسييرها من داخل القطاع في خضم الحرب، وكان هناك استغلال واضح للظروف الأمنية وملاحقة رجال الأمن والمقاتلين وغيرهم، الأمر الذي سهّل عمليات السفر بهذه الطريقة المشبوهة.

وتشير المصادر إلى أن هناك عائلات خرجت بذريعة المرض والحاجة للعلاج، وهناك أيضاً مرضى فعليون سافروا إلى دول عربية وأوروبية للعلاج، وذلك من خلال آلية رسمية وعبر منظمة الصحة العالمية التي كانت جهزت قوائم للمرضى ذوي الأولوية، ومنهم جرحى الحرب.

بالعودة إلى مؤسسة “المجد أوروبا”، فإنه عند فتح موقعها الإلكتروني تظهر تنويهات، منها وضع أرقام شخصين حملا اسم “عدنان” و”مؤيد”، وأحدهما يحمل رقماً فلسطينياً والآخر إسرائيلياً، في حين وُضع رقمان آخران من إسرائيل للمؤسسة للتواصل عبر “واتساب”، داعيةً في التنويه من يدخل الموقع إلى ضمان سير إجراءات التنسيق بشكل سليم، ودفع الرسوم عبر الأرقام التي وُضعت، وعدم التعامل مع أي أرقام أخرى. كذلك تحذّر المؤسسة في تنويه آخر من التعامل مع أي وسيط خارجي، مؤكدةً أنه لا يوجد وساطة في عملية التسجيل، أو تسريع الحصول على تصريح أمني للسفر، أو تفضيل شخص على آخر، في طريقة تهدف إلى تنبيه من يسجل للسفر من الوقوع في الاحتيال أو النصب.

تنفيذ لخطة إسرائيلية

ذهب البعض في قطاع غزة وخارجه إلى التأكيد أن المؤسسة تتبع بشكل مباشر جهات رسمية إسرائيلية، وتأتي في إطار تشجيع الهجرة من غزة لتفريغها. وبالإضافة للأخطاء الإملائية الكثيرة التي ترد في تعريفها بنفسها، وحتى في اسمها، فإن الأرقام المستخدمة إسرائيلية، والأهم أن المؤسسة تقوم بالحصول على موافقات أمنية للسفر إلى الخارج، ما يؤكد أنها على صلة وثيقة بالسلطات الإسرائيلية، وتنطلق رحلاتها من مطار إسرائيلي، ونشاطاتها بدأت تبرز بشكل أساسي بعد سيطرة إسرائيل بشكل أكبر أمنياً على القطاع .

وأكثر من ذلك، كشف مختصون في التكنولوجيا، بينهم فلسطينيون وعرب، أن الموقع التابع للمؤسسة تم إنشاؤه في الثاني من فبراير (شباط) من العام الجاري، وتم تسجيله في آيسلندا.

وأقرت مصادر إسرائيلية في تقرير لصحيفة “هآرتس” العبرية بأن مؤسسة “المجد أوروبا” سلّمت الجيش الإسرائيلي ووحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية قوائم مسبقة تتضمن بيانات الفلسطينيين الراغبين في الهجرة، والذين سجلوا أنفسهم عبر الموقع الإلكتروني أو بالتواصل مع القائمين على المؤسسة.

وبحسب تحقيق صحيفة “هآرتس” العبرية، فإن مؤسسة “المجد أوروبا” مرتبطة بشركة “تالنت غلوبس”، وهي شركة مسجلة في إستونيا، ومؤسسها تومر جانار ليند، وهو إسرائيلي - إستوني. وأشارت الصحيفة إلى أن المؤسسة تنسق مع إدارة في وزارة الدفاع الإسرائيلية أُنشئت بدورها في فبراير من العام الجاري، بهدف “تسهيل الهجرة الطوعية” للغزيين، وقد تم استحداثها بشكل أساسي في أعقاب اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب فتح باب الهجرة الطوعية لسكان القطاع.

في الثامن عشر من نوفمبر من العام الجاري أصدرت المؤسسة بياناً أكدت فيه أنها تتعرض لحملة تشويه وتشهير كبيرة، بهدف تجريد سكان غزة من حريتهم في اختيارهم وتقرير مكان عيشهم، وإجبارهم على البقاء تحت خطر مباشر ومعاناة يومية، وحرمانهم من أي فرصة لإنقاذ حياتهم أو تأمين مستقبل أفضل لأطفالهم، مؤكدةً أنه لا علاقة لها بإسرائيل سوى تنسيق عمليات الخروج معها، ومشددةً على أنه لا علاقة لها بـ”الموساد” أو أي جهة استخباراتية.

تبادل اتهامات ومصاير مجهولة

واتهمت المؤسسة دبلوماسيين يتبعون السلطة الفلسطينية باستدعاء المسافرين الذين غادروا من خلالها للاستجواب والتهديد.

ويقول أحمد (غ) البالغ من العمر (33 عاماً)، مفضّلاً عدم ذكر هويته، والذي غادر عبر الرحلة الثانية لمؤسسة “المجد أوروبا”، إنه لم يتلقَّ أي تهديدات من أي جهة فلسطينية عقب مغادرته قطاع غزة. لكنه أشار في المقابل إلى أنه تلقى تحذيرات من بعض العاملين في إحدى السفارات الفلسطينية من التعامل مع هذه المؤسسة، وأنه تم الاستفسار منه عن آلية التسجيل والخروج، والأشخاص الذين قابلهم في مطار رامون، بحسب ما أوضح لـ”الشرق الأوسط”.

ويوضح أحمد أن رحلته انطلقت من مطار رامون إلى جنوب أفريقيا عبر نيروبي، مشيراً إلى أنه “كان سعيداً جداً بالهجرة مع زوجته ومغادرة قطاع غزة”، وإن اصطدم بواقع حياتي صعب نسبياً.

ويلفت الشاب إلى أنه بعد مغادرتهم مطار نيروبي لم يعد أحد من المؤسسة يتابع ظروفهم، وبقي مصيرهم مجهولاً، دون أن يكون هناك من ينتظرهم في جنوب أفريقيا، مشيراً إلى أن وفداً من المؤسسة استقبلهم فقط في مطار رامون، وفي مطار نيروبي، وبعد مغادرتهم الأخيرة لم يكن أحد برفقتهم على متن الطائرة أو في مطار “أو آر تامبو” في جوهانسبرغ. وقال: “تُركنا نواجه مصيرنا وحدنا بعدما نقلتنا مركبات كانت تنتظرنا أمام المطار إلى بيوت ضيافة بسيطة وعلى نفقتنا الشخصية”. علماً إن السلطات في جنوب أفريقيا اعلنت رفضها استقبال مزيد من الوافدين الفلسطينيين على متن هذه الرحلات خوفاً من أن تكون فعلاً تنفيذ لمخطط إسرائيلي بإفراغ غزة والقطاع من السكان.

ولكن على الرغم من كل ذلك كله، ما زال أحمد وزوجته سعيدين بخروجهما من الواقع المأساوي الذي يعيشه السكان في قطاع غزة، كما قال.

بين “حماس” والسلطة

تقول المصادر الأمنية بغزة، وهي من حكومة “حماس”، إنها لم تكن تعلم بحقيقة تلك الرحلات والجهة التي تقف خلفها، وكان الاعتقاد السائد أنهم من المرضى، أو ممن لديهم أقارب في أوروبا، ويتم تسهيل سفرهم عبر سفارات تلك الدول للمّ الشمل.

وأكدت المصادر أنها لم تستجوب أو تتواصل مع أي من المسافرين للحصول على المعلومات اللازمة لهم، ولكنها تعمل حالياً لمنع محاولات جديدة من السفر.

وبينما لم يصدر تعقيب رسمي من السلطة الفلسطينية على الأحداث أو الاتهامات التي وُجهت إليها من مؤسسة “المجد أوروبا”، اكتفت “الخارجية الفلسطينية” بإصدار بيان حذرت فيه من “الوقوع فريسة لشبكات الاتجار بالبشر وتجار الدم ووكلاء التهجير”، مؤكدة عزمها على ملاحقة المنظمة واتخاذ الإجراءات القانونية ضدها.

وكانت سفارة فلسطين لدى جنوب أفريقيا أصدرت في الرابع عشر من نوفمبر من العام الجاري تحذيراً شديد اللهجة من استغلال جهة “مضللة ومشبوهة”، كما وصفتها، الأوضاع الإنسانية لسكان القطاع، وخداعهم لتنظيم عملية سفرهم بطريقة غير قانونية وغير مسؤولة. كما قالت في أعقاب أزمة الرحلة الأخيرة التي وصلت إلى جوهانسبرغ، مؤكدةً أن تلك الجهة حاولت التنصل من أي مسؤولية بمجرد ظهور التعقيدات والإجراءات الروتينية عند وصول المسافرين إلى الدولة المحددة لهم للسفر إليها.

وتقول مصادر أمنية من حكومة “حماس” إنه بعد أن دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ورغم أن الظروف الأمنية غير مستقرة وتحاول إسرائيل رصد أي تحركات، فإنها ستسعى لمنع مثل هذه الرحلات المشبوهة، وإنها ستتصدى لمثل هذه المحاولات، لكنها لن تعترض أي رحلات هدفها سفر المواطنين للعلاج أو حالات إنسانية، لكن مثل هذه العمليات التي تقف خلفها جهات مشبوهة ستتصدى لها وستعمل على منعها، لمنع تنفيذ الخطة الإسرائيلية - الأميركية، الهادفة إلى تهجير السكان.

الملاحقة والاستمرارية

ويبدو أن المؤسسة تعاني من ملاحقة حقيقية، وتتعرض لحملات إلكترونية مثل الاختراق، ولإجراءات قانونية تُتخذ ضدها من قبل بعض الجهات، الأمر الذي دفع تطبيق “واتساب” لحظر أرقامها المعلنة عبر وسائل التواصل وعبر موقعها الإلكتروني.

واتهمت المؤسسة في منشور لها عبر “فيسبوك” جهات لم تسمها بأن عملية حظر أرقامها جاءت كجزء من “الهجمة” الموجهة ضد نشاطاتها، مؤكدةً الاستمرار في عملها، وأنها تعمل على معالجة هذه القضية وترتيب أرقام جديدة للتواصل، وأنها ستتواصل مع متابعيها من أرقام بديلة عند جهوزيتها.

وعلى الرغم من كل هذا الضجيج حول المؤسسة وعملها، فإنها ما زالت تواصل استقبال طلبات المسافرين من سكان قطاع غزة، كما يظهر على موقعها الإلكتروني، ومن خلال صفحتها على “فيسبوك”، إلى جانب استمرار الإعلانات الممولة التي تظهر للغزيين عبر شبكات التواصل.

الغزي نادر (ع)، من سكان مدينة غزة، والذي فضّل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، وهو يبلغ من العمر (41 عاماً)، ومتزوج ولديه 4 أطفال، كان أحد من تسابقوا للتسجيل مجدداً لدى المؤسسة، منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، وما زال في عملية تواصل مستمر مع الأرقام التي وضعتها المؤسسة.

ويقول نادر إن الظروف الحياتية الصعبة أجبرته على التفكير في الهجرة، والبحث عن مستقبل أفضل له ولعائلته، معرباً عن أمله أن تنجح مساعيه في السفر، وأن يحالفه الحظ كما حالف آخرين.

وأضاف: “كل ما أريده أن أخرج من قطاع غزة إلى أي دولة، ومنها سأغادر إلى أي جهة كانت... ما يهمني أن أرتاح من حياة الخيام، وأن أبحث عن حياة آمنة لي ولزوجتي وأطفالي”.

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الأوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاحتلال يجبر مواطنين على إخلاء منازلهم في حي الجابريات بمدينة جنين الاحتلال يشن حملة مداهمات واعتقالات واسعة بالضفة بعد يوم من الانسحاب - الجيش الإسرائيلي يعيد اقتحام طوباس ويحظر التجوال الأكثر قراءة محدث: بالأسماء: 4 شهداء إثر استهدافات إسرائيلية في غزة وخانيونس "تلاعب بالتوقيت".. خدعة إسرائيلية في اغتيالات غزة الأخيرة! مجلس الأمن الدولي يناقش اليوم القضية الفلسطينية أبرز عناوين الصحف الفلسطينية الصادرة اليوم الإثنين عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • نتائج انتخابات مجلس النواب 2025 بمحافظتي شمال وجنوب سيناء.. صور
  • أوقاف شمال سيناء تنظّم ندوات تثقيفية بالمدارس حول «توقير كبار السن وإكرامهم»
  • إسرائيل تقر بقتل طفلين شمال غزة وإكس يكذّب رواية الاحتلال
  • وكيل صحة شمال سيناء جولاته ميدانية مفاجئة بمستشفى العريش العام
  • خبير عسكري: توغل إسرائيل شمال الضفة الغربية يهدف لوأد حل الدولتين
  • تقرير: رحلات "هجرة صامتة" تغري الغزيين بالنجاة و"مجد أوروبا"
  • "بلدي شمال الشرقية" يناقش تطوير الخدمات وتعزيز المؤشرات التنموية
  • وكيل صحة شمال سيناء يتفقد المستشفيات والأفرع
  • دوي انفجارات متتالية شمال محافظة صعدة
  • إصابة مزارع بطلق نارى فى ظروف غامضة بقنا