الصفدي: الاحتلال لا يقول فقط إنه ضد حل الدولتين بل يعمل على تقويضه
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
الصفدي: الحكومة الإسرائيلية لا تقول فقط إنها ضد حل الدولتين، ولكنها تعمل بشكل ممنهج، ومنذ سنوات على تقويض حل الدولتين
شارك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم الاثنين، في اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، لبحث تطورات الأوضاع في غزة، والجهود المبذولة لوقف الحرب وضمان حماية المدنيين.
وأكد الصفدي، خلال الاجتماع الذي شارك به وزراء خارجية السعودية ومصر، ضرورة التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة للأشقاء الفلسطينيين في جميع أنحاء قطاع غزة.
كما التقى الصفدي، على هامش أعمال الاجتماع نظرائه وزراء خارجية كل من إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، وفنلندا إلينا فالتونين، وبلغاريا ماريا غابرييل، وإيرلندا ميهال مارتن، وهولندا هانكي برونز سلوت، ومفوض شؤون التوسع والجوار في الاتحاد الأوروبي أوليفير فارهيلي، في اجتماعات استعرضت التطورات الخطيرة التي تشهدها الأوضاع في غزة، والجهود المبذولة لوقف الحرب وضمان حماية المدنيين.
وشدد الصفدي على ضرورة وقف الحرب المستعرة على غزة وتداعياتها الكارثية التي تتنافى وقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وجميع القيم الإنسانية والأخلاقية، وعلى ضرورة امتثال إسرائيل للإرادة الدولية الداعية لوقف الحرب، وعلى ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع.
كما جدد الصفدي التأكيد على رفض المملكة المطلق لتهجير الفلسطينيين داخل وطنهم أو إلى خارجه، وعلى أن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة هو حل الدولتين الذي يلبي طموحات وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في الدولة المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
كما عقد الصفدي ووزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان، قبيل انعقاد اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، اجتماعاً تنسيقياً في إطار عملية التشاور والتنسيق المستمرة بين البلدين الشقيقين إزاء تطورات الأوضاع في غزة، والجهود المبذولة لوقف الحرب المستعرة على القطاع وتداعياتها الكارثية. وشددا على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً فاعلاً ومؤثراً لوقف إطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء القطاع.
وفي تصريحات صحافية قبيل انطلاق أعمال الاجتماع، قال الصفدي "اجتماع اليوم هو اجتماع هام مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لنبحث معاً كيفية الخروج من هذه الكارثة التي يستمر العدوان الإسرائيلي على غزة في مفاقمتها"، مشدداً "أولوياتنا واضحة؛ وقف فوري لإطلاق النار، جهد حقيقي لإدخال ما يكفي من المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة، والتأكيد على أن هذا العدوان لم يجلب إلا الدمار والخراب ولم يؤدي إلا إلى المزيد من الكراهية وانعدام الثقة بالعملية السلمية".
وشدد الصفدي على "أن السبيل الوحيد من أجل تحقيق الأمن للجميع هو حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".
وزاد "اليوم هو اليوم ال 108 لهذا العدوان، أكثر من 25 ألف فلسطيني ارتقى خلاله، البنية التحتية لغزة دمرت، المستشفيات هوجمت، حتى المستشفى الميداني الأردني الذي أرسلناه للمساعدة في تقديم الخدمات الطبية للفلسطينيين أيضاً هوجم من قبل إسرائيل يوم الأربعاء الماضي".
وأضاف الصفدي "أوروبا لها دور رئيس في حفظ الأمن ودور رئيس في المنطقة، ونتوقع اليوم حواراً واضحاً صريحاً ونأمل أن نصل إلى اقتناع جامع بأن المزيد من القتل لن يؤدي إلا إلى تعريض الأمن والسلم ليس فقط في المنطقة ولكن الأمن والسلم الدوليين إلى الخطر أيضاً، ونريد أن نعمل معاً من أجل وقف النار".
وفي رد على سؤال حول الهجمات على إقليم كردستان العراق قبل أسبوع، قال الصفدي "المنطقة كلها تعاني الكثير من التوترات، وما نريده هو أن نعمل معاً من أجل إنهاء كل هذه التوترات على أسس تضمن الأمن والسلام للجميع وتضمن احترام سيادة كل الدول".
وفي إجابة على سؤال حول ما قاله نتنياهو ورفضه حل الدولتين، قال الصفدي "قلنا بوضوح أن الحكومة الإسرائيلية لا تقول فقط إنها ضد حل الدولتين، ولكنها تعمل بشكل ممنهج، ومنذ سنوات على تقويض حل الدولتين وبالتالي على قتل فرص السلام، والعالم الآن عليه أن يقرر إذا كان العالم كله يقول أن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام للجميع هو حل الدولتين، الحكومة الإسرائيلية تقول إنها ترفض حل الدولتين، وبالتالي على العالم أن يتخذ إجراءات ضد الجهة التي تحول دون حق شعوب المنطقة في العيش بأمن وسلام".
وفي رد على سؤال حول اجتماع اليوم مع الاتحاد الأوروبي، وأي مقاربة مشتركة للوصول إلى حل الدولتين، قال الصفدي "نحن كدول عربية متفقون في المطلق، والوفد العربي قمنا معاً في زياراتنا للدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وموقفنا واحد، وقف فوري لهذا العدوان، إدخال مساعدات كافية ومستدامة لجميع أنحاء قطاع غزة، رفض التهجير، رفض كل ما تقوم به إسرائيل من جرائم حرب في المنطقة، والتأكيد على أن السبيل الوحيد للسلام هو حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967". وزاد "الموقف العربي واضح، نتطلع إلى حوار معمق وشفاف وواضح مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي، لنعمل معاً من أجل وقف هذه الكارثة التي تطال تبعاتها الجميع، سواء من ناحية انعدام ثقة الناس في الشرعية الدولية، سواء الاقتناع بازدواجية معايير في تطبيق القانون الدولي، والكل يتأذى من ذلك، وبالتالي ثمة مصلحة مشتركة، وثمة ضرورة حتمية لوقف هذا العدوان وللبدء في خطة حقيقية لتطبيق حل الدولتين تبدأ بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ومن ثم نعمل معاً على معالجة كل التبعات التي تضمن الأمن والسلام للجميع".
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الاحتلال الاتحاد الاوروبي الحرب في غزة وزير الخارجية ايمن الصفدي المساعدات الإنسانیة الاتحاد الأوروبی أن السبیل الوحید وعاصمتها القدس هو حل الدولتین قال الصفدی لوقف الحرب فی المنطقة على ضرورة وقف الحرب من أجل
إقرأ أيضاً:
ما دلالات المشاهد التي نشرتها “القسام” لمحاولة أسر جندي إسرائيلي في خان يونس؟
#سواليف
أعادت مشاهد محاولة #أسر_جندي_إسرائيلي شرقي #خان_يونس، والتي بثّتها #كتائب_القسام مؤخرًا، تسليط الضوء على تحوّل نوعي في أداء #المقاومة، لا سيما في ما يتعلق بتنفيذ عمليات جريئة ومعقّدة خلف خطوط #قوات_الاحتلال.
ويرى #محللون #سياسيون و #عسكريون، أن ما جرى يتجاوز كونه اشتباكًا ميدانيًا عابرًا، ليحمل في طياته #رسائل_استراتيجية متعددة الأبعاد، من حيث التوقيت، والأسلوب، والأثر النفسي، ما يعكس تطورًا ملحوظًا في قدرات المقاومة، في مقابل اهتزاز متزايد في بنية الجيش الإسرائيلي.
ويشير هؤلاء المحللون إلى أن هذه العملية قد تمثل تحوّلًا تكتيكيًا مدروسًا في نهج المقاومة، عبر تفعيل خيار “الأسر الميداني” كأداة ضغط فعالة، سواء على المستوى العسكري أو التفاوضي، بما يربك حسابات الاحتلال ويفرض عليه أثمانًا سياسية وأمنية متصاعدة.
مقالات ذات صلةرسائل عسكرية ونفسية
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن “المشاهد التي ظهرت في عبسان تحمل دلالات مكانية وزمانية لافتة، إذ وقعت العملية خلف خطوط الاحتلال، في وقت يدور فيه القتال على تخوم خان يونس. وهذا يؤكد أن المقاومة نفذت هجومًا نوعيًا داخل العمق الإسرائيلي، وهي من أصعب وأعقد العمليات في العقيدة العسكرية، كونها تجري في مناطق يسيطر عليها العدو”.
وأضاف في حديث لـ”قدس برس” أن “التوقيت الزمني له دلالة واضحة، حيث جاءت العملية تزامنًا مع تصاعد الخطاب الإعلامي للمقاومة حول ملف أسر الجنود، ما يشير إلى محاولة مقصودة لتعزيز الضغط النفسي على جنود الاحتلال، ودفعهم لحالة من الحذر المفرط، ما يؤدي إلى ارتباك العمليات وعدم تحقيق الأهداف”.
وأشار أبو زيد إلى أن العملية “كشفت أبعادًا إعلامية واحترافية واضحة، إذ أُنجزت بتصوير احترافي عبر ثلاث كاميرات، رغم مرور أكثر من 640 يومًا من المعركة، ما يؤكد استمرار المقاومة في الحفاظ على الجاهزية الميدانية والإعلامية”.
ولفت إلى أن “الجسارة اللافتة لعناصر المقاومة قابلها انعدام رغبة في القتال لدى جنود الاحتلال، إذ يظهر المقطع مقاومًا يصل إلى هدفه مباشرة، بينما يفرّ جندي إسرائيلي مسلح من ساحة المواجهة، في مشهد يناقض الرواية الإسرائيلية التي زعمت إصابته نتيجة اشتباك”.
وأوضح أن “الجرافة المستهدفة لم تكن عسكرية، لكنها كانت تُقاد من قبل جندي احتلال، ما يدل على نقص في الآليات الهندسية، خصوصًا جرافات D9 المستخدمة في عمليات الهدم والبحث عن الأنفاق، وهو تطور يعكس أزمة متصاعدة في القدرات اللوجستية الإسرائيلية”.
أما من الناحية التكتيكية، فبيّن أبو زيد أن “المقاومة بدأت بالهجوم على الجرافة، ثم طوّرت الموقف ميدانيًا بمحاولة أسر الجندي الفارّ. لكن يبدو أن المقاوم قدّر أن إصابة الجندي بليغة، ما يجعل عملية أسره صعبة ومكلفة، فآثر الاستيلاء على سلاحه والانسحاب، وهو ما يعكس وعيًا ميدانيًا سريعًا وقدرة على اتخاذ القرار في لحظة فارقة”.
ورقة ضغط جديدة
من جانبه، قال المحلل السياسي إياد القرا إن “الحدث الأخير يحمل دلالة استراتيجية واضحة، إذ يُظهر أن المقاومة تتجه نحو اعتماد خيار أسر الجنود ميدانيًا، وهو ما بدا جليًا من محاولة الأسر التي ظهرت بوضوح في الفيديو”.
وأشار في حديث لـ”قدس برس” إلى أن “هذا التوجه يعكس قرارًا داخل المقاومة، مفاده أنه إذا استمرت إسرائيل في تعطيل صفقة التبادل ورفض دفع الثمن، فإن المقاومة ستسعى إلى أسر جنود خلال المواجهات، رغم صعوبة الظروف الميدانية”.
وأوضح القرا أن “هذا الأسلوب يهدف إلى خلق ورقة ضغط جديدة على أكثر من صعيد، أبرزها توجيه رسالة للمجتمع الإسرائيلي مفادها أن الجيش في غزة يعاني من الفشل والإرهاق، وأن جنوده ليسوا في مأمن، بل قد يتكرر هذا المشهد في جبهات أخرى داخل القطاع”.
وأضاف أن “الرسالة الثانية موجهة لمسار التفاوض، إذ تعني أن على إسرائيل أن تتعامل مع واقع جديد مفاده وجود أسرى جدد أحياء، ما يعيد تحريك ملف التبادل، ويزيد من كلفة بقائها في القطاع”.
وختم بالقول إن “امتناع المقاوم عن سحب جثة الجندي القتيل، والتركيز بدلًا من ذلك على محاولة الأسر، يدل على أن هدف المقاومة هو الضغط على الاحتلال لإجباره على الانسحاب، وأن تكرار هذا النموذج قد يشكّل معادلة ردع جديدة داخل غزة”.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، إياد القطراوي، إن نشر مشاهد محاولة أسر جندي إسرائيلي من قبل المقاومة في خان يونس يحمل أبعادًا سياسية وإعلامية عميقة، ولا يمكن النظر إليه كحدث عابر أو مجرد “مشهد عسكري” فقط.
وأضاف في حديث لـ”قدس برس” أن هذا النشر جاء في توقيت حساس يعكس جمودًا أو تعثرًا في مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى، حيث تُستخدم هذه المشاهد كرسالة واضحة لإسرائيل بأن المقاومة ما زالت تحتفظ بالقدرة على أسر جنود، ما يعني أن ملف التفاوض، وخصوصًا ملف الأسرى، لا يزال مفتوحًا وقد يتعقد أكثر.
وأشار إلى أن المشاهد تكشف عن فشل أمني وعسكري رغم الانتشار الكبير لقوات الاحتلال في خان يونس، مما يضع الحكومة الإسرائيلية في موقف محرج أمام الرأي العام، خصوصًا عائلات الجنود الأسرى والمفقودين، ويزيد من الضغوط السياسية الداخلية على رئيس الحكومة.
وأكد القطراوي أن هذه المشاهد تؤكد استمرار فعالية المقاومة ومبادرتها رغم مرور أكثر من تسعة أشهر على اندلاع الحرب، وتوجه رسالة حاسمة لحلفائها وشعوب المنطقة بأن مشروع المقاومة ما زال قويًا ويشكل تحديًا مباشرًا للاحتلال.
وقال أيضًا إن المشاهد تخاطب الجمهور الفلسطيني والعربي، وتعزز ثقتهم في قدرة المقاومة على المبادرة والمواجهة حتى في أصعب الظروف، لا سيما في ظل الحملات النفسية الإسرائيلية التي تحاول تصوير المقاومة على أنها منهارة في الجنوب.
وأضاف أن هذه المشاهد جزء من حرب إعلامية تهدف إلى إبراز سيطرة المقاومة على زمام المبادرة، وبث الرعب والارتباك في صفوف الجنود الإسرائيليين، خصوصًا في المناطق الحدودية الجنوبية.
وأشار إلى أن محاولة الأسر، حتى وإن لم تنتهِ بأسر فعلي، تحمل رمزية كبيرة تكسر هيبة الاحتلال وتعيد إلى الأذهان تجربة أسر الجندي شاليط، مما يمنح المقاومة ورقة ضغط معنوية هامة.
وبين أن هذه المشاهد تشكل تهديدًا ضمنيًا قويًا، مفاده أن المقاومة قادرة على أسر مزيد من الجنود في أي وقت، ما قد يعيد تشكيل موازين التفاوض، كما يمكن استثمار هذا التطور لتحريك أو تأخير المفاوضات وفقًا لمصالح المقاومة، وربما إدخال شروط جديدة مثل وقف إطلاق النار، فتح المعابر، وضمانات دولية.
وختم بالقول، إن هذه الخطوة تعني أيضًا أن الاحتلال لم يحقق أهدافه العسكرية المعلنة، مما يضعف موقفه التفاوضي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وبثت كتائب “القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الخميس، مشاهد حصرية توثق محاولة أسر أحد جنود الاحتلال خلال عملية نوعية نفذها مقاتلوها في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأظهرت المشاهد لحظة تنفيذ الإغارة على تجمع لجنود الاحتلال وآلياته في منطقة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، حيث اشتبك عناصر “القسام” مع القوات الإسرائيلية، قبل أن يستحوذوا على سلاح أحد الجنود بعد فراره من حفار عسكري، في محاولة انتهت بقتله نتيجة تعذر استكمال الأسر.
وأوضحت “القسام” أن العملية تندرج ضمن سلسلة عمليات “حجارة داود”، التي أطلقتها كتائب المقاومة رداً على الهجوم الإسرائيلي المسمى “عربات جدعون”.