تفاؤل باجتماع باريس: اتفاق متوقع خلال اسبوعين
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
انعقد، أمس، الاجتماع الأمني - السياسي الرفيع، في العاصمة الفرنسية، لمناقشة فرص الوصول إلى صفقة تبادل أسرى محتملة، بين اسرائيل وحركة حماس.
وبحسب" الاخبار": كانت الولايات المتحدة علّقت آمالاً على هذا الاجتماع في أن ينجح في تأسيس أرضية صلبة يمكن البناء عليها للتوصّل إلى الصفقة المنشودة. وقبله بأيام، أجرى الأميركيون اتصالات واسعة في المنطقة، وكذلك زيارات مكّوكية، لإعداد مسوّدة اتفاق من أجل التفاوض عليها.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «مفاوضي الولايات المتحدة وضعوا مسوّدة اتفاق محتمل يدمج مقترحات إسرائيل وحماس بشأن صفقة لإطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة خلال الأيام الماضية». وذكرت الصحيفة، في تقرير نُشر أول من أمس، أن «المسوّدة المكتوبة ستُشكّل إطار عمل للتباحث في اجتماع باريس، وأنها قد تُفضي إلى إبرام اتفاق فعلي خلال الأسبوعين القادمين، يُحدث تحوّلاً في الصراع». وأشارت إلى أن «المفاوضين لديهم تفاؤل حذر بأن اتفاقاً نهائياً في متناول اليد»، مستدركةً بأنه «ما زالت هناك خلافات مهمّة قائمة»، وفقاً للمسؤولين الذين لم تُسمّهم.من جهتها، أوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مراحل صفقة التبادل المقترحة، وفق المصادر الأميركية، هي:
- المرحلة الأولى: وقف إطلاق النار لمدّة 30 يوماً، يُفرج خلالها عن النساء وكبار السنّ، وأسرى جرحى.
- المرحلة الثانية، يجري نقاشها خلال تنفيذ المرحلة الأولى، ويتمّ فيها وقف إطلاق النار لمدّة شهر إضافي، ويُفرج خلالها عن جنود و«مدنيّين» إسرائيليين آخرين.
وفي حين «لم يتمّ التوافق على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم مقابل كل أسير إسرائيلي»، إلا أنه «يمكن التغلّب على هذه القضية خلال التفاوض». كما توقّعت المصادر الأميركية «التوصّل إلى صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس خلال أسبوعين». وكانت «القناة الـ12»، قد أوردت، في وقت سابق، شروط «حماس» لصفقة تبادل أسرى جديدة، وهي، بحسب القناة: «100 أسير فلسطيني مقابل كل أسير إسرائيلي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من قطاع غزة، وتهدئة ما بين 10 - 14 يوماً قبل الإفراج عن أي أسير إسرائيلي، وتهدئة لمدة شهرين بين كل مرحلة وأخرى من مراحل الصفقة».
ومساء أمس، انتهى الاجتماع الباريسي، لتنقل قناة «كان» العبرية عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: «هناك تقدّم في المفاوضات». وأضافت القناة أن «اللقاء تناول خطة الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين من غزة على مراحل». وأشارت إلى «تفاؤل حذر في إسرائيل بعد اجتماعات اليوم (أمس) ومجلس الحرب يجتمع مساء الغد (اليوم) لمناقشة التفاصيل». كذلك، نقلت «القناة 13» العبرية، عن مسؤول سياسي في نهاية لقاء باريس، قوله: «هناك إشارات تقدّم في المحادثات نحو التوصّل إلى اتفاق». وسريعاً، أصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بياناً وصف فيه الاجتماع بأنه «بنّاء»، مشيراً إلى أنه «لا تزال هناك فجوات كبيرة، ستواصل الأطراف مناقشتها هذا الأسبوع في اجتماعات متبادلة إضافية». وكان نتنياهو أكّد، في بيان أول من أمس، التزامه بضمان إطلاق المحتجزين الذين لم يتمّ إطلاق سراحهم بعد. وقال: «حتى اليوم، أعدنا 110 من رهائننا ونحن ملتزمون بإعادتهم جميعاً، نحن نتعامل مع هذا، ونحن نفعل ذلك على مدار الساعة».
وفي تعليقه على ذلك، وفي مقال تحت عنوان «مضطرّون للموافقة على صفقة لإنهاء الحرب في غزة»، قال الكاتب في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، شمعون شيفر، إن «تل أبيب مضطرة في هذا الوقت للموافقة على صفقة لإنهاء حربها في قطاع غزة»، مشيراً إلى أنه «سيتمّ استئناف المفاوضات بهذا الشأن خلال الأسبوع الجاري». وذكر الكاتب أن «هناك مفاوضات أخرى تجري خلف الكواليس، حول اليوم التالي للحرب، وكيفية الخروج من هذه المعركة التي استنفدت عملياً». وتابع قائلاً: «في هذه اللحظة، يبدو أننا سنضطر للموافقة على صفقة، في إطارها نوقف القتال، ونسمح بعودة الغزّيين إلى بيوتهم، ويتمكّن الجيش الإسرائيلي من البقاء في مناطق متّفق عليها، ويشارك السعوديون بقوّة في إعمار قطاع غزة، وتطبيع علاقاتهم مع إسرائيل». ولفت إلى أن الصفقة ستشمل الإفراج عن آلاف الفلسطينيين الأسرى، مقابل تحرير الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بوتين: اتفاق مع إيران لبناء مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أن بلاده وقعت مع إيران عقودًا لبناء مفاعلين نوويين إضافيين في منشأة بوشهر النووية الواقعة جنوب إيران، إلى جانب المفاعل الموجود حاليًا والذي يعمل بالفعل منذ سنوات.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي المنعقد في مدينة سان بطرسبرج الروسية.
وأوضح بوتين أن أعمال الإنشاء مستمرة في الموقع رغم ما وصفه بـ"الأوضاع الأمنية الخطيرة"، مشيرًا إلى أن روسيا لم تتخذ أي خطوات لإجلاء موظفيها من هناك، رغم تصاعد التوتر في المنطقة بين إيران وإسرائيل.
وأضاف أن عدد الخبراء الروس العاملين في محطة بوشهر يبلغ حوالي 600 شخص، وفق الإحصاءات الأخيرة.
وكشف بوتين خلال تصريحاته أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعطى ضمانات شخصية بشأن تأمين سلامة العاملين الروس في محطة بوشهر النووية، وذلك بعد تنامي القلق الدولي من احتمال استهداف المنشأة ضمن العمليات العسكرية الجارية.
موسكو تجدد دعمها للبرنامج النوويوفي الوقت نفسه، شدد بوتين على أن موقف روسيا من البرنامج النووي الإيراني لم يتغير، مؤكدًا دعم موسكو "الكامل" لحق طهران في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية فقط. وقال الرئيس الروسي: "ندافع عن حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية"، مضيفًا أن هذا المبدأ ثابت في السياسة الخارجية الروسية، رغم التوتر القائم في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار بوتين إلى أنه قدّم في الأيام الماضية مجموعة من الأفكار والمقترحات لحل الأزمة الحالية خلال اتصالات مباشرة أجراها مع كل من القيادة الإيرانية والإسرائيلية، في محاولة لتهدئة التصعيد المتزايد بين الطرفين.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من اتساع رقعة النزاع بين إيران وإسرائيل، خاصة بعد تصعيد العمليات العسكرية المتبادلة خلال الأيام الماضية. وكانت موسكو قد أبدت قلقًا بالغًا من إمكانية تنفيذ هجوم عسكري أمريكي مباشر ضد إيران، محذرة من أن ضرب منشآت نووية مثل بوشهر قد يؤدي إلى "كارثة نووية" تهدد المنطقة بأسرها، بحسب تصريحات سابقة للكرملين.
وفي خضم هذه الأجواء المشحونة، شددت روسيا على ضرورة وقف الأعمال القتالية بشكل عاجل، داعية جميع الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل البحث عن مخرج سياسي ودبلوماسي يحول دون تدهور الأوضاع بشكل أكبر.