جريدة الوطن:
2025-05-10@08:59:20 GMT

الإمارات مستهدفة.. لماذا؟

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

الإمارات مستهدفة.. لماذا؟

يدرك المتابع للحملات الإعلامية التي تتعرض لها دولة الإمارات أن هذا نتاج طبيعي لعاملين اثنين..

العامل الأول: المكانة التي تتمتع بها الدبلوماسية الإماراتية والحيوية في الساحة الدولية من خلال بناء نفسها في مجالات تحقق لها الريادة العالمية وهي تختلف عن الآخرين من ناحية أنها تركز أكثر على “الإنجاز” كمعيار للتقييم وليس على الأفعال، حيث باتت الإمارات منافسا مؤثرا في ملفات اقتصادية ودولية عالمية تنافس فيها دولاً تعتبر من العالم المتقدم وهذا بلا شك أمر مزعج للبعض وهذا البعض قد يكون على شكل حكومات وعلى شكل أشخاص.

والعامل الثاني وهو الأخطر والأكثر قذارة: وجود أشخاص فاسدين في مراكز مؤثرة مثل الإعلام وليس لديهم مانع في لعب أدوار غير نزيهة، وعادة مثل هؤلاء يتسمون بالغرور والفوقية، فيخدعون أنفسهم ويتوهمون أنهم الأذكى والأشد مكراً من بين البشر على الإطلاق.

وبالتالي يظنون أنهم قادرون على خداع العالم واختلاق وقائع كاذبة وافتعال أحداث من الخيال. وهذا بالضبط هو حال أولئك الذين يبحثون عن ثغرات للنيل من مكانة وهيبة دولة الإمارات العربية المتحدة.

بعبارة أوضح أولئك الذي ينظمون حالياً حملات ممنهجة ومتعمدة ضد الإمارات، هدفها الوحيد هو تشويه صورتها والنيل من أهدافها النبيلة والتشكيك في سياساتها التي لم ترد يوماً للعالم سوى التقدم والازدهار والتعايش والتعاون.

ودلائل التعمد واضحة من اللحظة الأولى، لأنه ليست صدفة أن يبدأ استهداف دولة الإمارات بفيلم أو تحقيق تلفزيوني لا يمكن التحقق من صدقيته.

لكنه يبث عبر شبكة عالمية كانت لها سمعتها في الماضي، وما زال لها جمهور في مختلف أنحاء العالم. وبعد أن يتم بث المحتوى الإعلامي المضلل المتعلق بالدور الواجب الذي قامت به الإمارات في اليمن، تبدأ تحركات مشبوهة لتفعيل مسار قانوني دولي حول ادعاءات مرسلة بشأن التطورات الداخلية في السودان.

وهكذا، لن نفاجأ إذا ظهر ملف جديد أو برز على السطح “تريند” آخر للافتراء على الإمارات، في قضية ثالثة أو في ملف مختلف.

التعمد المكشوف في استهداف دولة الإمارات والكذب عليها، يتضح بسهولة من ذلك التزامن المريب في المسارات والوقائع المختلقة. كاتهامات لدولة الإمارات بالتورط في أعمال غير قانونية أو ذات أهداف سياسية، خاصة أن بعض تلك الاتهامات الزائفة تتعلق بسنوات مضت.

فمثلاً، انضمت الإمارات إلى التحالف العربي لتأييد ودعم الحكومة الشرعية في اليمن منذ سبع سنوات، وليس في ذلك ما تخفيه أو تتنصل منه. وينطبق الأمر نفسه على الحركة الخارجية النشطة لدولة الإمارات في ملفات وقضايا كثيرة، تشمل إلى جانب اليمن الوضع في السودان وأزمة ليبيا والتعاون مع الصومال ومع إثيوبيا، فضلاً عن قيادة مسيرة التهدئة والسلام الإقليمي بالشرق الأوسط.

يضاف إلى ما سبق، أن الحملة الحالية ضد الإمارات، بها من التناقض ما يكفي لنسف أي حجج أو منطق فيها. فهي تتناقض جذرياً مع السلوك الفعلي الواضح والعلني لدولة الإمارات. فدولة الإمارات لها مبدأ ثابت وهو رفضها بشكل كلي ونهائي، الاعتراف أو التعامل مع أي كيان غير نظامي أو طرف غير الدولة، سواء كان سياسياً فتعتبره تنظيماً محظوراً، أو كان عسكرياً فيكون بالنسبة لها مليشيات مسلحة.

والمعنى الواضح والمباشر لذلك، أن الدولة التي لا تتعامل سوى مع دولة مثلها ولا تعطي وزناً ولا قيمة لأي كيان أو فصيل مسلح أو غير مسلح ما دام ليس دولة، فإن الزعم بصلة ما أو تحركات مع قوى غير رسمية أو تجاه أشخاص أو كيانات غير الدول، يعد ضرباً من الخيال غير الواقعي بل غير المنطقي.

هي إذن حملة خبيثة وفاسدة، لكنها رد فعل منطقي على ما تقوم به الإمارات. فقد تبلورت تلك الانتقادات الحادة القائمة على سيناريوهات وقصص لا صلة لها بالواقع، في التوقيت الذي بدأت خلاله دولة الإمارات تتموضع خارجياً في مكانة متميزة إقليمياً وعالمياً، وتمارس أدواراً رائدة في مجالات تتماس مباشرة مع مستقبل البشرية وليس فقط حاضرها. وتباشر تحركات نشطة وسريعة في اتجاهات متعددة على التوازي، فتحقق بها إنجازات لم تتحقق طوال سنوات بل وعقود مضت.

والأهم من كل ذلك، أن دولة الإمارات في الأعوام الأخيرة بدأت تتخذ طريقها وتضع مسارها الذاتي باستقلالية كاملة وبإرادة منفردة تماماً، من منطلق واحد هو صالح دولة الإمارات والعالم سياسياً واقتصادياً وتكنولوجياً وثقافياً وفي كل أوجه الحياة.

ولعل هذا بالتحديد هو كلمة السر وراء ما تتعرض له دولة الإمارات حالياً من استهداف مقصود وتشويه متعمد. فقد أصبحت الدولة تتصدى لتحديات عالمية وتتبنى مبادرات رائدة لحماية وتأمين مستقبل أفضل لمواطنيها أولاً وللبشرية بدرجة الثانية من خلال الاستثمار في مجالات تنموية في العديد من مناطق العالم وكذلك حافظت على دورها التقليدي في خدمة الإنسانية من خلال رفض كل الأشكال المؤدية للفوضى والخراب.

لا شك أن في كل ذلك تهديداً مباشراً لمصالح وخطط وأهداف دول وأطراف ليست لديها القدرة على المنافسة الشريفة مع دولة الإمارات ولا لديها الرغبة في أن تشارك دولة الإمارات أهدافها النبيلة ولا القدرة على بث الروح الإيجابية للمنطقة وللعالم، فتقوم بتشويه العمل والسمعة. المصدر: العين الاخبارية


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

الإمارات ترد في بيان على قرار السودان بقطع العلاقات الدبلوماسية

أبوظبي- الوكالات

أعلنت الإمارات مساء الأربعاء، أنها "لا تعترف بقرار السودان قطع علاقاته الدبلوماسية معها".

وقالت الخارجية الإماراتية -عبر بيان الأربعاء- "إن الإمارات "لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان، باعتبار أن هذه السلطة لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان وشعبه الكريم"، على حد تقديرها".

وأضافت "أن البيان الصادر عن مجلس الأمن والدفاع لن يمس العلاقات الراسخة بين دولة الإمارات وجمهورية السودان وشعبيهما الشقيقين".

دولة الإمارات لا تعترف بقرار سلطة بورتسودانhttps://t.co/baBR1C1tof pic.twitter.com/A4zRpu56Xm

— MoFA وزارة الخارجية (@mofauae) May 7, 2025

واعتبرت أبو ظبي أن "قرار سلطة بورتسودان بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات رد فعل عقب يوم واحد فقط من رفض محكمة العدل الدولية الدعوى المقدمة من قِبل سلطة بورتسودان".

والثلاثاء، أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، متهما إياها بشن "عدوان" على البلاد، عبر دعمها قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني.

ونفت الإمارات، في أكثر من مناسبة، تقديمها أي دعم للدعم السريع، وشددت على عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للسودان.

والاثنين، رفضت المحكمة الدولية دعوى تقدم بها السودان يتهم فيها الإمارات بالضلوع في إبادة جماعية ضد مجموعة "المساليت" العرقية بإقليم دارفور (غرب)، وذلك لعدم الاختصاص.

كما اعتبرت الإمارات أن الاتهامات الموجهة إليها "مناورة للتهرب من مساعي وجهود السلام".

وقالت إنها تقف إلى جانب الشعب السوداني، خاصة الجالية السودانية الكبيرة المقيمة على أرض الإمارات والزائرين السودانيين الذين لن يتأثروا بالقرارات الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • سايكس بيكو.. جريمة مايو التي مزّقت الأمة
  • الإمارات: لا علاقة لنا بوجود أنظمة مدفع هاوتزر في السودان
  • مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين يدين الهجمات التي استهدفت المنشآت الحيوية والاستراتجية بالسودان
  • وسطي وليس محافظا.. التفاصيل الكاملة لاختيار بابا الفاتيكان الجديد
  • د.الدرديري محمد احمد: ملحمة الصمود .. الهدية التي قدّمتها لنا الإمارات وهي لا تدري!!
  • بعد فشل كل المسارات التي اتبعها السودان، يكون قطع العلاقات هو بداية للحل
  • الإمارات ترد في بيان على قرار السودان بقطع العلاقات الدبلوماسية
  • لماذا الهجوم على بورتسودان الآن؟
  • عام على رفح.. المدينة التي محاها القصف وبقيت تنتظر العالم
  • الإمارات ترد على قطع السودان العلاقات الدبلوماسية