كيف يتأثر اليمن "الهش" بتوترات البحر الأحمر؟
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
تتصاعد الأصوات القلقة التي تطلقها منظمات إغاثة دولية، بشأن الآثار السلبية التي تخلفها هجمات جماعة الحوثي اليمنية الموالية لإيران (المدرجة على قوائم الإرهاب) على السفن في البحر الأحمر، والرد العسكري الأميركي والبريطاني عليها، معتبرة أن مثل هذا التصعيد، يعمق الأزمة الإنسانية في بلد مزقه العنف ويفتقر السكان فيه للاحتياجات الأساسية.
وتسبب عقد من الحرب الأهلية في نزوح ملايين الأشخاص من منازلهم، وانتشار الجوع والفقر. وبحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإن الصراع الجديد الذي يستهدف فيه الحوثيون سفنا في البحر الأحمر، ورد الولايات المتحدة وبريطانيا بتوجيه ضربات ضد مواقع تابعة للجماعة، سيعطل جهود السلام.
وكانت 26 منظمة إغاثية قد أصدرت بيانا في وقت سابق من يناير الجاري، وذكرت أن سنوات الحرب تركت نحو 21 مليون شخص في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدات المنقذة للحياة، معربة عن قلقها إزاء التأثير السلبي على الأوضاع الإنسانية في أعقاب التصعيد العسكري الأخير.
ودعت المنظمات التي تضم "كير" و"أنقذوا الأطفال"، جميع الأطراف الفاعلة إلى "منح أولوية للقنوات الدبلوماسية" على الخيارات العسكرية، لتهدئة الأزمة وحماية التقدم المحرز في جهود السلام باليمن.
أكد مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن سيعيد الأربعاء تصنيف الحوثيينعلى لائحة المنظمات الإرهابية العالمية بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224.
وفي سياق تصدي الولايات المتحدة للهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر، دعما لحركة حماس في غزة، اتخذت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قرارا هذا الشهر، بإعادة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية، في محاولة لعزل الجماعة المدعومة من إيران.
وأعرب عمال إغاثة عن قلقهم من أن يؤدي ذلك إلى تعقيد الجهود المبذولة لتقديم المساعدات والإغاثة في اليمن.
وأشار تقرير "واشنطن بوست"، إلى أن هناك مشكلة أخرى تتضمن تساؤلا حول ما إذا سيسمح الحوثيون للمنظمات الإغاثية بالعمل في مناطق سيطرتهم أم لا، وذلك "بالنظر إلى تاريخهم في فرض قيود مشددة على عمل مثل هذه المجموعات".
وحصلت الصحيفة على بيان لوزارة الإعلام التابعة للحوثيين، صدر يوم 20 يناير، جاء فيه أن "المواطنين الأميركيين والبريطانيين العاملين في الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية الأخرى، عليهم الاستعداد لمغادرة اليمن في غضون 30 يوما".
وأعلن برنامج الغذاء العالمي في ديسمبر الماضي، أنه سيوقف عمليات توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين، مما سيؤثر على 9.5 مليون شخص يعانون من تحديات تخص الأمن الغذائي شمالي اليمن.
ونقلت "واشنطن بوست" عن منسقة الشؤون الإنسانية في منظمة "كير"، بشرى الدخينة، قولها: "الوضع بالفعل صعب للغاية".
وأضافت أن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من جانب الولايات المتحدة "يزيد من التحديات أمام منظمة كير وجميع الجهات الإنسانية الأخرى العاملة في اليمن".
وفي السابع عشر من يناير الجاري، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية، بعدما كانت قد رفعت اسمها من قائمة الإرهاب قبل 3 سنوات.
قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن جيك سوليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض ضغط على وزير الخارجية الصيني وانغ يي لاستخدام نفوذ بكين للمساعدة في كبح دعم إيران لجماعة الحوثي اليمنية التي تهاجم سفنا تجارية بالبحر الأحمر.
وأشار بيان صادر عن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى أن "هذا التصنيف يسعى إلى تعزيز المحاسبة على الأنشطة الإرهابية للجماعة. وإذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن، فستعيد الولايات المتحدة تقييم هذا التصنيف".
ويشن الحوثيون هجمات على السفن في الأحمر باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ منذ 19 نوفمبر، ويقولون إن ذلك ردا على العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وإثر ذلك، شنت طائرات حربية وسفن وغواصات أميركية وبريطانية، عشرات الغارات على أهداف للحوثيين في اليمن.
ونقلت "واشنطن بوست" عن عامل إغاثة مقيم في اليمن قوله، إن هناك "مخاوف كثيرة" بشأن كيفية تأثر القطاع الإنساني بإعادة تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية، وتساءل: "هل سيكون هناك ضمانات كافية للبنوك الدولية وشركات الشحن والموردين؟"، في إشارة إلى المخاوف من تعرضهم للعقوبات.
انخفض حجم التجارة عبر قناة السويس التي تُعاني من جراء هجمات جماعة الحوثي "التي تصنفها واشنطن جماعة إرهابية" في البحر الأحمر، بنسبة 42 بالمئة خلال الشهرين الماضيين، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة القلقة من التداعيات على التجارة العالمية بكاملها.
ويعتمد اليمن في الغالبية العظمى من احتياجاته من الغذاء والدواء والوقود على الواردات، بحسب الصحيفة.
وأوضح عامل الإغاثة الذي تحدث للصحيفة، أنه في حال تحققت المخاوف من تعريض الهدوء الحالي في العمليات القتالية باليمن، للخطر، فإن اليمن سيواجه "ارتفاعا في الأسعار وربما مؤشرات على أزمة وقود، وبالتأكيد سيزداد الوضع الاقتصادي سوءًا".
يذكر أن الولايات المتحدة أنفقت نحو 738 مليون دولار خلال السنة المالية 2023، كمساعدات إلى اليمن، لتوفير الغذاء ومياه الشرب والضروريات الأخرى.
ووعدت إدارة بايدن بالحفاظ على التزامها نحو اليمنيين. وقال المسؤولون إنهم سيبذلون جهودا مكثفة لضمان ألا يتسبب مثل هذا التصنيف في تفاقم الأوضاع في البلاد، وفق "واشنطن بوست".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الحوثي اقتصاد الملاحة الدولية الولایات المتحدة فی البحر الأحمر جماعة الحوثی واشنطن بوست فی الیمن
إقرأ أيضاً:
ياسين سعيد نعمان: الحوثي كـ "الضبع" بقوته الغاشمة التي تعكس البطش المحمول على سيقان مرتعشة
أكد السفير اليمني لدى المملكة المتحدة ياسين سعيد نعمان، الجمعة، أن الحوثي يشبه حيوان "الضبع" بقوته الغاشمة التي تعكس البطش المحمول على سيقان مرتعشة، في تعليقه على القوة المفرطة التي يتعامل بها الحوثي ضد المواطنين بمناطق سيطرته المسلحة.
وقال السفير ياسين سعيد نعمان في مقال نشره على صفحته بمنصة فيسبوك: "الضبع حيوان شرس، وهو أبشع حيوان من بين كل الحيوانات المفترسة. الضبع هو الوحيد الذي يأكل الجيف ويتحرك في جماعات لأنه جبان بطبيعته. وفي حين أن الحيوانات المفترسة تحجم عن ملاحقة الفريسة عندما لا تكون جائعة، فإن الضبع لا يترك فرصة إلا واستغلها للافتراس، أو منازعة الآخرين على فريستهم، أو ينتظر البقايا في حالة أن وجد نفسه في وضع ضعيف".
وأضاف: "الضبع، بسبب تهوره وبشاعته وجبنه، يستعجل نهايته حينما يندفع باستعراض قوته مجسدًا طبائعه التي رسمتها له الطبيعة، وهي تضع القواعد التي تنتظم وفقًا لها دورة الحياة في الغابة، وتدرك بقية الحيوانات أنه عندما يبدأ الضبع يتصرف على هذا النحو فهو إنما يكون قد أصابه الخوار وبات يتصرف على هذا النحو ليخفي حقيقة ما آل إليه حاله من ضعف وهوان".
وأردف: "القوة الغاشمة تعكس البطش المحمول بسيقان مرتعشة ونفوس وجلة وجبانة، وهي علامة على تحول القوة إلى جبن، وقد سجلها التاريخ على هذا النحو وهو يرصد النشوء والتطور والسقوط للجماعات البشرية في كياناتها المختلفة".
واختتم نعمان بالقول: "الحوثي، وهو يقتل وينهب ويختطف ويحرق، نموذجًا".
وتأتي تعليقات "نعمان" عقب أيام قليلة من إقدام جماعة الحوثي على قتل الشيخ السبعيني صالح حنتوس بطريقة مروعة، إثر قصف عنيف استهدف منزله في عزلة بني نفيع بمديرية السلفية بمحافظة ريمة، وبالتزامن مع حملة اختطافات واسعة تشنها الجماعة ضد المواطنين بمحافظة إب وسط اليمن.