خيارات «شارع المذاق» تستقطب زوار «كتارا»
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
تواصل المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا فعالياتها المصاحبة لكأس آسيا، وسط اقبال جماهيري كبير من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، الذي تابع العروض الفنية من العرضة القطرية وعرض كتيبة الموسيقى للقوات المسلحة القطرية في ساحة الحكمة بشغف وحماس كبيرين. مما جعل الحي الثقافي مكاناً نابضاً بالحياة كما لاقت ورش العمل التفاعلية مشاركة واسعة من الأطفال وتميزت الأمسيات الفنية التي ينظمها مركز العود بمشاركة فنانين مشهورين وناشئين، مما خلق أجواء فريدة وملهمة.
ومن المقرر ان ينظم مركز العود اليوم الأربعاء أمسية خليجية للفنان فيصل نجم في مركز آلة العود مبنى رقم 6.
فيما يشهد شارع المذاق في كتارا اقبالا لافتا من قبل الزوار وجمهور المشجعين، الذين يتوافدون الى الحي الثقافي لمشاهدة الفعاليات المصاحبة لبطولة كأس آسيا قطر 2023، حيث تقدم المحلات المنتشرة في هذا الشارع لهم فرصة الاستمتاع بقائمة متنوعة وغنية بأشهى الوجبات السريعة والأطباق المحلية والعربية والعالمية، وذلك ضمن أجواء استثنائية وبيئة جاذبة وتنافسية،
من جهة أخرى، عبر الكثير من زوار وضيوف كتارا عن سعادتهم وسرورهم بزيارة شارع المذاق الذين يجدون في أرجائه كل ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات الساخنة والباردة، إلى جانب الحفاوة والترحيب وكرم الضيافة، حيث تقدم المحلات التي تفتح أبوابها من الساعة الثالثة عصرا حتى بعد منتصف الليل خيارات واسعة وتشكيلات متنوعة من الأكلات والوجبات التي تعكس مختلف الثقافات، علاوة على ما تتميز به من تصاميم جذابة تزاوج بين الحداثة والتراث المحلي، وما توفره قوائمها من الطعام يجمع بين المطبخ الشرقي المحلي واصناف المأكولات الغربية، وذلك وسط لأجواء الثقافية والفنية والترفيهية التي أعدتها كتارا لجمهور البطولة القارية.
من جانب آخر تستعد المؤسسة لإطلاق مهرجان كتارا الدولي للخيل العربية 2024 في كورنيش كتارا في الأول من فبراير وحتى الحادي عشر من نفس الشهر، وذلك بمشاركة 27 دولة من مختلف دول العالم.
وقد نظمت كتارا مجموعة من الفعاليات المصاحبة للمهرجان من معارض فنية وورش تعليمية وترفيهية ومن بين هذه المعارض نذكر معرض الخيل فخامة وأناقة للفن أندريه غيمارايش، ومعرض خيول وألوان للفنان علي النظير والفنانة محاسن الأحرش ومعرض ثنايا الذي سيقدم لوحات لمجموعة من الفنانين القطريين.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر كأس آسيا الحي الثقافي كتارا
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد الثقافي
مدرين المكتومية
سُعدتُ كثيرًا على مدى 3 أيام بحضور وتغطية المؤتمر الدولي حول "المتاحف ودورها في التنمية السياحية "، والذي نظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بتعاونٍ مُميز مع متحف عُمان عبر الزمان، الذي استضاف الحدث، في قاعاته الفخمة الأنيقة، ووزارة التراث والسياحة، المعنية بالارتقاء بالقطاع السياحي الواعد وتعزيز دوره في تنمية اقتصادنا الوطني.
لقد فتح هذا المؤتمر نافذة كبيرة على جانب مهم وفاعل في نمو الاقتصادات، والذي يُعرف باسم "الاقتصاد البنفسجي" عند كثير من الخبراء، لكن من وجهة نظري أن الأجمل أن نُبقي على اسمه الطبيعي الذي يفهمه كل مواطن، ألا وهو "الاقتصاد الثقافي"؛ أي الاقتصاد المُرتكز على الثقافة بكُل مشتملاتها، من فنون وموسيقى وسينما ومسارح وأوبرا ومتاحف، وقلاع وحصون، وغيرها من المرافق التي تُعزز من السياحة الثقافية.
ومن خلال متابعتي لكافة مجريات المؤتمر، عُرضت أوراق عمل وجرت مناقشات موسعة حول دور المتاحف في التنمية السياحية، إذ شهد هذا الحدث مشاركة أكثر من 42 باحثًا وأكاديميًّا وخبيرًا من 21 دولة، وهذه الأوراق لم تكن مجرد بحوث أعدها المتخصصون في هذا المجال، لكنها كانت بمثابة دراسات مُعمَّقة في كيفية الاستفادة من المتاحف في تعزيز نمو القطاع السياحي، ولذلك تضمنت توصيات المؤتمر التأكيد على أهمية "تعزيز الإدارة المتكاملة للتراث الثقافي عبر التوثيق الرقمي، والرواية الشفهية، والشراكات المؤسسية، لتكريس المتحف بوصفه ذاكرة حية ومحركًا للتنمية السياحية والثقافية المُستدامة". والحقيقة أن قضية الاستدامة باتت الشغل الشاغل للمختصين في العديد من المجالات، والسياحة واحدة من المجالات ذات الصلة بمسألة الاستدامة، سواء على المستوى الاقتصادي من خلال ضمان تدفق السياح على مدار العام وتعزيز إسهاماتهم في زيادة الإنفاق وإنعاش الأسواق، أو على المستوى البيئي وارتباطه بحماية البيئة وصونها.
التوصيات التي طرحها المؤتمر تؤكد ضرورة العناية بهذا القطاع، لما له من أدوار مُهمة في نمو الاقتصاد؛ حيث دعا المشاركون في المؤتمر إلى "ترسيخ دور المتاحف في التخطيط الحضري والسياحي، بوصفها مراكز إبداعية تفاعلية، قادرة على تحفيز الاقتصاد المحلي، وخلق مسارات سياحية تعليمية وتجريبية، وتوظيف ريادة الأعمال الثقافية والتحول الرقمي لتطوير نماذج متاحف ذكية تولد دخلًا مُستدامًا، وتدعم التنويع الاقتصادي في إطار الاقتصاد الثقافي، إلى جانب تعزيز نماذج الحوكمة التشاركية، والشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع، لرفع كفاءة الاستثمار المتحفي، وتوسيع تأثيره السياحي والاجتماعي ضمن أجندة التنمية المستدامة".
وهذه كلها نقاط محورية يجب الانتباه إليها في ضوء ما نشهده من تطور في القطاع السياحي، وما يرتبط به من خدمات، توفر الكثير من فرص العمل، وتستنهض همم الشباب، وتُحفِّزهم على الانخراط في مجالات عمل تُدر عليهم دخلًا جيدًا ومُستدامًا، لا سيما وأن وطننا الحبيب ينعم بالاستقرار والهدوء، ويتميز بالتنوع البيئي والطبيعة الخلابة، وهي من بين عوامل عديدة تساهم في نمو القطاع السياحي.
ومن جانب آخر، نأمل أن يشهد القطاع السياحي، وخاصة السياحة الثقافية، مزيدًا من عمليات الرقمنة، وأتمتة الخدمات، وبالتحديد التركيز على الذكاء الاصطناعي وتوظيف التقنيات الحديثة في "تعميق تجارب الزوار وتعظيم الأثر الثقافي والسياحي للمحتوى المتحفي"، وهي توصية بالغة الأهمية أطلقها المشاركون في المؤتمر.
ولعل من أبرز ما شهده هذا المؤتمر، إقامة حفلين موسيقيين مَلحمييْن، من خلال تقديم العمل الرائع والمميز "سيمفونية أحمد بن ماجد.. أسطورة البحر"، من تأليف الدكتور ناصر بن حمد الطائي، والذي استطاع أن يُطوِّع الموسيقى والإبداع لخدمة الأهداف الوطنية، من خلال هذه السيمفونية، التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ عُمان، وتحتفي بالإرث البحري الخالد الذي تركه البحّار العُماني الكبير أحمد بن ماجد السعدي. لقد نجح الدكتور ناصر الطائي في أن يمزج اللحن مع الشعور، والنغمات مع الأحاسيس، في سيمفونية مُذهلة، أدتها بنجاح منقطع النظير الأوركسترا السلطانية العُمانية، وحازت على إعجاب الجمهور الذين تجشموا عناء التوجه إلى ولاية منح بمحافظة الداخلية، من أجل حضور هذا الحفل الرائع، ليتأكد للجميع أنَّ الفن والموسيقى والإبداع، عناصر أساسية في صناعة السياحة، وضمان تطورها ونموها.
رابط مختصر