مؤسسة دبي للمستقبل تستعرض 10 توجهات كبرى في 2024 ستشكل ملامح مستقبل العالم
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
أصدرت مؤسسة دبي للمستقبل اليوم تقرير “10 توجهات كبرى تصمم مستقبل العالم في 2024” بهدف تسليط الضوء على أبرز التغيرات والتحولات التي يشهدها العالم في مختلف القطاعات الحيوية هذا العام والتي ستشكل ملامح مستقبلنا خلال السنوات والعقود القادمة.
تم إطلاق التقرير خلال أعمال اليوم الأول من “القمة العالمية للحكومات 2024” التي تنعقد فعالياتها تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل” خلال و تستمر حتى 14 فبراير الجاري في دبي بمشاركة أكثر من 25 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من 85 منظمة دولية وإقليمية ومؤسسة عالمية، و120 وفداً حكومياً، ونخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، لبحث التوجهات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 110 جلسات رئيسة حوارية وتفاعلية.
ويستعرض التقرير أبرز المؤشرات التي تشكل هذه التوجهات الكبرى، مدعومة بحقائق من الواقع الحالي والتوقعات المستقبلية. وتوفر هذه التوجهات رؤى مستنيرة لصانعي القرار وخبراء استشراف المستقبل حول مختلف القطاعات، والفرص المحتملة في كل منها.
– تعزيز الشراكات المحلية والدولية..
وأكد سعادة خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن إطلاق تقرير “10 توجهات كبرى تصمم مستقبل العالم في 2024″ يأتي في إطار جهود المؤسسة للتعريف بأهم التوجهات التي يمكن البناء عليها للاستفادة من الفرص الناشئة وتعزيز الشراكات المحلية والدولية للتغلب على التحديات الحالية والمستقبلية”.
وأضاف: “هذه التحديات التي تواجهنا خلال رحلتنا نحو المستقبل تستدعي منا أن نتمتع بالمرونة الكافية والقدرة على التأقلم مع المتغيّرات المتسارعة، والتنبّه للإشارات التي تظهر أمامنا لتخبرنا عن التوجهات الجديدة التي ستشكل ملامح هذا المستقبل، وبذلك نكون مستعدين لمواجهة التحديات واغتنام الفرص برؤية مستقبلية جريئة وواضحة”.
وقال إن “القمة العالمية للحكومات” تقدم المنصة الأمثل لمناقشة التحديات والتغيرات المتسارعة التي تفرض على مجتمعات العالم التصرف بشكل سريع وفعال للتجاوب معها، ولكن النظرة الإيجابية نحو الفرص الجديدة والاستعداد للاستفادة منها وتوظيفها هي حجر الأساس للنجاح في الاستعداد للمستقبل واستباق تحولاته.
-ثورة المواد..
وأشار تقرير “10 توجهات كبرى تصمم مستقبل العالم في 2024” إلى أن “المنتجات القابلة للتصليح” و”إعادة الاستخدام الإبداعي” و”المواد الجديدة” ستحدث نقلة نوعية في قطاع الصناعة، وستسهم الحلول المبتكرة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل البوليمرات الحيوية والمعامل الحيوية وإعادة التدوير الكيميائي، بتعزيز القدرة على تطوير منتجات عالية القيمة باستخدام المواد الحيوية، واكتشاف مواد جديدة تضاهي المواد البلاستيكية من حيث تكلفتها المنخفضة ومتانتها واستخداماتها المتنوعة.
– إتاحة البيانات بلا حدود..
ولفت التقرير إلى أن معدل توفر البيانات لدى الحكومات والشركات وداخل المجتمعات، ارتفع بأحجام وسرعات لم يسبق لها مثيل، وفي ظل تطور تقنيات شبكات الجيل الخامس والسادس، ستواصل البيانات الخام نموها من حيث الكم والتنوع، كما أن إنترنت الأشياء يواصل توسعه في قطاعات الرعاية الصحية والزراعة والمدن الذكية، وتعتبر منطقة الشرق الأوسط من الأكثر استخداماً لها.
– تزايد الثغرات التكنولوجية الأمنية..
وتناول التقرير الارتفاع المستمر في تكاليف الهجمات الإلكترونية ، وأهمية حماية البيانات والخصوصية في ظل التوقعات بأن إجمالي الخسائر السنوية الناجمة عن برمجيات الفدية الخبيئة سيصل إلى حوالي 265 مليار دولار بحلول عام 2031. كما سيستمر النقاش حول أهمية التمويل اللامركزي في رسم مستقبل قطاع التمويل، وسيكون هذا المجال محل اهتمام الخبراء حول العالم.
-تطور تقنيات الطاقة..
واستعرض تقرير “10 توجهات كبرى تصمم مستقبل العالم في 2024” أيضاً دور التقدم التقني والطلب المتزايد على الطاقة في تكثيف جهود استكشاف وابتكار مصادر طاقة جديدة وبديلة للأنظمة التقليدية. كما ستسهم المواد الجديدة والذكاء الآلي المتقدم في تحسين كفاءة إنتاج الطاقة ونقلها وتوزيعها إلى أي مكان على الأرض أو في الفضاء، وتطوير قطاع الطاقة إلى مستويات لم يسبق لها مثيل.
– إدارة النظم البيئية..
وأكد التقرير وجود تقدم ملحوظ في مسيرة تحول قطاع الطاقة وتسارع في التعاون العالمي لتحقيق الأهداف المناخية المستقبلية. حيث يشهد العالم حالياً تحوّلاً في منظور إدارة الأثر البيئي من السعي للحد من الأثر البيئي لعملية أو منتج أو خدمة معينة، إلى إدارة النظم البيئية ككل، وسيكون هذا التوجه مدفوعاً بضرورة تجنب التداعيات غير المرغوب فيها مثل ندرة الموارد، وتغيّر المناخ، والتحولات في القيم الاجتماعية.
– نمو اقتصادات الأعمال المستقلة..
وتناول التقرير كذلك نمو اقتصادات الأعمال المستقلة ووجود تغيرات مهمة على صعيد تبني العملات الرقمية وسلوك المستهلكين في العالم الرقمي، ومع سرعة التغيير المدفوع بالتطورات الهائلة في الاتصالات والحوسبة والذكاء المتقدم، ستؤثر طبيعة هذا العالم العابر للحدود بالتأكيد على أنماط الحياة والعمل والتواصل بين الأفراد.
– تسارع الانتقال إلى الواقع الرقمي الجديد..
أما بالنسبة لتسارع الانتقال إلى الواقع الرقمي الجديد، فقد أشار التقرير إلى أن توسع شبكات الجيل الخامس حول العالم والتجهيز للجيل السادس يسهم بتسريع التحول الرقمي، بما توفره من تجربة اتصال فعالة من حيث التكلفة والسرعة والموثوقية. وستصبح التجارب الافتراضية الغامرة قريبة جداً من الواقع، نتيجة زيادة تبني التقنيات الكمومية وزيادة موثوقيتها وقابليتها للتطوير، بما فيها تقنيات الحوسبة والاتصالات وتقنيات الاستشعار الكمومية.
– التعايش مع الروبوتات..
ووفقاً للتقرير، سيرتفع معدل استخدام الروبوتات والأتمتة في العديد من الصناعات، إن لم تكن جميعها، ولن يقف ذلك عند حدود صناعة السيارات والتصنيع والخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد وقطاع الخدمات، بفضل التقدم الهائل في تصميم الهندسة الميكانيكية، وعلوم المواد، والذكاء الآلي المتقدم، وشبكات الاتصال المتقدمة، وسيتيح ذلك فرصاً لتعزيز الكفاءة والابتكار، إلا أنه سيطرح تحديات أخلاقية ومجتمعية جديدة.
– إعادة تحديد الأهداف الإنسانية..
كما استعرض تقرير “10 توجهات كبرى تصمم مستقبل العالم في 2024” نشوء مفاهيم جديدة لمستقبل العمل والحفاظ على المواهب وتعزيز الإبداع وذلك عبر تحسين مهارات الموظفين، ووضع معايير جديدة لمكان العمل وتكييف الموارد البشرية لتتناسب مع المهارات المستقبلية غير التقليدية للموظفين، بدءاً من محو الأمية في العالم الرقمي وعالم الاتصالات، ووصولاً إلى التأقلم مع الثقافات المتنوعة وتعزيز الاستدامة بما يسهم بتعزيز جودة حياة الإنسان.
– تزايد الاهتمام بالصحة والتغذية..
ولفت التقرير أيضاً إلى تزايد الاهتمام بالصحة والتغذية بشكل عام في ظل التطورات غير المسبوقة التي يشهدها العالم لمواجهة تحديات ملحة مثل تغيّر المناخ، وندرة الموارد، والرغبة في طول العمر، وهو ما يؤكد دور هذا التوجه العالمي الكبير في تحسين الصحة بشكل ملحوظ في مراحل الشباب والشيخوخة، والحد من الأمراض المعدية وغير المعدية أو القضاء عليها، وتعزيز الاستخدام المستدام للمياه والغذاء، وتوفرهما للجميع، كما أن قدرة المستهلكين على تحمّل تكاليف الأغذية البديلة والمستدامة والمراعية للمعايير الأخلاقية عنصر جوهري في تعزيز انتشارها.
و يمكن الاطلاع على تقرير “10 توجهات كبرى تصمم مستقبل العالم في 2024” الذي أصدرته مؤسسة دبي للمستقبل باللغتين العربية والإنجليزية عبر الرابط الإلكتروني:
https://www.dubaifuture.ae/ar/navigating-10-megatrends-shaping-our-future-in-2024
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: دبی للمستقبل
إقرأ أيضاً:
الإمارات والولايات المتحدة.. شراكة تاريخية تخطو نحو مستقبل واعد
تمثل زيارة فخامة دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية إلى دولة الإمارات، محطة بارزة في مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والعمل على تعزيزها في المجالات المختلفة، بما يحقق مصالحهما المشتركة في التنمية والازدهار.
وتجسد الزيارة عمق العلاقات التاريخية الممتدة لنحو نصف قرن بين البلدين، والتي حافظت على متانتها وتطورها المستمر، إذ تعد الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقاً لوزارة الاقتصاد.
ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الزيارة بأنها "عودة تاريخية إلى الشرق الأوسط"، فيما يرى مراقبون أن اختيار ترامب الخليج مرة أخرى كأول محطة له يأتي تأكيداً على أهمية دور المنطقة في المجالات المختلفة.
وتأسست العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين البلدين، بعد فترة وجيزة من قيام اتحاد دولة الإمارات في عام 1971، وتم تدشين سفارة الإمارات في واشنطن عام 1974، كما تم افتتاح سفارة الولايات المتحدة في أبوظبي خلال العام نفسه.
وتشمل أوجه التنسيق الإماراتي الأميركي جوانب عدة أبرزها التنموية، والسياسية، والأمنية، والاقتصادية، والتجارية، والعسكرية، والشراكات المرتبطة بإعلان الاتفاقية الإبراهيمية للسلام.
ونجح البلدان في وضع أسس متينة لتعاون طويل الأمد في المجال الاقتصادي، وإقامة شراكات مبتكرة في مجالات جديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، واستكشاف الفضاء، وغيرها من المجالات ذات الأولوية في العلوم والتعليم والثقافة.
- علاقات اقتصادية
ويرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، ووفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد، فقد بلغت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع الولايات المتحدة الاميركية خلال العام 2024 ما قيمته 32.8 مليار دولار، فيما تعد الولايات المتحدة الشريك التجاري الـ6 عالمياً للإمارات خلال 2024 والأول عالمياً خارج قارة آسيا؛ إذ استأثرت بنسبة 4% من تجارة الإمارات غير النفطية خلال 2024.
وتعتبر الإمارات من المستثمرين الرئيسيين في الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ تقدر قيمة الاستثمارات بـ1 تريليون دولار تتوزع في قطاعات التجارة والطيران والتصنيع والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.
- الذكاء الاصطناعي
وشهد التعاون بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، في ملف الذكاء الاصطناعي، تطوراً ملحوظاً، خلال الفترة الماضية، مدفوعا برؤية إستراتيجية تهدف إلى تعزيز الابتكار وتوسيع إطار البنى التحتية الرقمية، وذلك بما يتواكب مع توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في صياغة مستقبل البشرية.
ووقع البلدان في العام 2024 العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار في المجال التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، ففي أبريل 2024 أعلنت كل من G42، الشركة القابضة الرائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات، ومايكروسوفت عن استثمار استراتيجي قدره 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت في G42.
وفي يونيو 2024، وقعت شركة World Wide Technology، وهي شركة تكامل تكنولوجي رائدة مقرها الولايات المتحدة الأمريكية، اتفاقية إستراتيجية مع NXT Global، لإنشاء وتطوير أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر في الإمارات.
وفي سبتمبر 2024، تم الإعلان عن إطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية.
وأعلنت مجموعة "جي 42" ومايكروسوفت في فبراير الماضي عن إطلاق "مؤسسة الذكاء الاصطناعي المسؤول" - المركز الأول من نوعه في الشرق الأوسط، الذي يهدف إلى تعزيز معايير الذكاء الاصطناعي المسؤول وترسيخ أفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والجنوب العالمي.
وشهد شهر مارس الماضي الإعلان عن العديد من الاتفاقيات، فقد أعلنت كل من "بلاك روك" و"جلوبال إنفراستركتشربارتنرز"، التابعة لـ"بلاك روك" و"مايكروسوفت"، و"إم جي إكس" الشركة الإماراتية الرائدة في دعم وتسريع تطوير الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، عن انضمام "إنفيديا" و"إكس إيه آي" إلى "الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي"، والتي أُعيدت تسميتها لتصبح "الشراكة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي".
وتهدف الشراكة بصورة أولية إلى تأمين 30 مليار دولار من رأس المال عبر المستثمرين وأصحاب الأصول والشركات، ما قد يسهم في توفير مخصصات تصل إلى 100 مليار دولار من إجمالي الاستثمارات المحتملة، عند احتساب التمويل بالديون.
وأعلنت كل من "القابضة" الإماراتية" التي تركز على الاستثمار في البنية التحتية الأساسية وشبكات التوريد، و"إنرجي كابيتال بارتنرز" أكبر شركة خاصة تعمل في قطاع توليد الطاقة والطاقة المتجددة في الولايات المتحدة الأمريكية، عن إبرام شراكة بالمناصفة لتأسيس مشروع مشترك مقره الولايات المتحدة، لاستثمار 25 مليار دولار في مشاريع جديدة لتوليد الطاقة.
- قطاع الفضاء
وأدى إطلاق دولة الإمارات مسبار الأمل في عام 2021، إلى تعزيز التعاون العلمي في مجال استكشاف الفضاء بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، الذي ظهر جليا من خلال مهمة الإمارات الجديدة إلى حزام الكويكبات بالتعاون مع جامعة كولورادو بولدر.
وفي السياق ذاته، تؤدي الإمارات دورا رئيسا في مشروع NASA,s Lunar Gateway، إذ ستطور وحدة مخصصة لإقفال الهواء الخاصة بالطاقم والعلماء، كما سترسل أول رائد فضاء إماراتي إلى مدار القمر، ومن المقرر إطلاق الوحدة التي تعد ضرورية لأمان الرواد وعمليات المهمة بحلول عام 2030.
- العمل المناخي
ويعد العمل المناخي، أحد أهم أوجه التعاون المثمر بين البلدين، ويبرز ذلك من خلال الشراكة من أجل تسريع الطاقة النظيفة PACE، التي تهدف إلى تعبئة 100 مليار دولار لإنتاج 100 غيغاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035.
وتشارك الإمارات في قيادة مبادرة AIM for Climate مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تشمل أكثر من 50 دولة و500 شريك، لتعزيز الزراعة المستدامة، إضافة إلى ذلك استثمرت شركة مصدر في 11 مشروعا للطاقة النظيفة في الولايات المتحدة الأميركية، بما في ذلك مشروع الطاقة الشمسية والبطاريات Big Beau بالقرب من لوس أنجلوس.