تمثل زيارة فخامة دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية إلى دولة الإمارات، محطة بارزة في مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والعمل على تعزيزها في المجالات المختلفة، بما يحقق مصالحهما المشتركة في التنمية والازدهار.
وتجسد الزيارة عمق العلاقات التاريخية الممتدة لنحو نصف قرن بين البلدين، والتي حافظت على متانتها وتطورها المستمر، إذ تعد الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقاً لوزارة الاقتصاد.


ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الزيارة بأنها "عودة تاريخية إلى الشرق الأوسط"، فيما يرى مراقبون أن اختيار ترامب الخليج مرة أخرى كأول محطة له يأتي تأكيداً على أهمية دور المنطقة في المجالات المختلفة. 
وتأسست العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين البلدين، بعد فترة وجيزة من قيام اتحاد دولة الإمارات في عام 1971، وتم تدشين سفارة الإمارات في واشنطن عام 1974، كما تم افتتاح سفارة الولايات المتحدة في أبوظبي خلال العام نفسه.
وتشمل أوجه التنسيق الإماراتي الأميركي جوانب عدة أبرزها التنموية، والسياسية، والأمنية، والاقتصادية، والتجارية، والعسكرية، والشراكات المرتبطة بإعلان الاتفاقية الإبراهيمية للسلام.
ونجح البلدان في وضع أسس متينة لتعاون طويل الأمد في المجال الاقتصادي، وإقامة شراكات مبتكرة في مجالات جديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، واستكشاف الفضاء، وغيرها من المجالات ذات الأولوية في العلوم والتعليم والثقافة.
- علاقات اقتصادية
ويرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، ووفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد، فقد بلغت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع الولايات المتحدة الاميركية خلال العام 2024 ما قيمته 32.8 مليار دولار، فيما تعد الولايات المتحدة الشريك التجاري الـ6 عالمياً للإمارات خلال 2024 والأول عالمياً خارج قارة آسيا؛ إذ استأثرت بنسبة 4% من تجارة الإمارات غير النفطية خلال 2024.
وتعتبر الإمارات من المستثمرين الرئيسيين في الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ تقدر قيمة الاستثمارات بـ1 تريليون دولار تتوزع في قطاعات التجارة والطيران والتصنيع والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.
- الذكاء الاصطناعي
وشهد التعاون بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، في ملف الذكاء الاصطناعي، تطوراً ملحوظاً، خلال الفترة الماضية، مدفوعا برؤية إستراتيجية تهدف إلى تعزيز الابتكار وتوسيع إطار البنى التحتية الرقمية، وذلك بما يتواكب مع توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في صياغة مستقبل البشرية.
ووقع البلدان في العام 2024 العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار في المجال التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، ففي أبريل 2024 أعلنت كل من G42، الشركة القابضة الرائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات، ومايكروسوفت عن استثمار استراتيجي قدره 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت في G42.
وفي يونيو 2024، وقعت شركة World Wide Technology، وهي شركة تكامل تكنولوجي رائدة مقرها الولايات المتحدة الأمريكية، اتفاقية إستراتيجية مع NXT Global، لإنشاء وتطوير أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر في الإمارات.
وفي سبتمبر 2024، تم الإعلان عن إطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية.
وأعلنت مجموعة "جي 42" ومايكروسوفت في فبراير الماضي عن إطلاق "مؤسسة الذكاء الاصطناعي المسؤول" - المركز الأول من نوعه في الشرق الأوسط، الذي يهدف إلى تعزيز معايير الذكاء الاصطناعي المسؤول وترسيخ أفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والجنوب العالمي.
وشهد شهر مارس الماضي الإعلان عن العديد من الاتفاقيات، فقد أعلنت كل من "بلاك روك" و"جلوبال إنفراستركتشربارتنرز"، التابعة لـ"بلاك روك" و"مايكروسوفت"، و"إم جي إكس" الشركة الإماراتية الرائدة في دعم وتسريع تطوير الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، عن انضمام "إنفيديا" و"إكس إيه آي" إلى "الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي"، والتي أُعيدت تسميتها لتصبح "الشراكة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي".
وتهدف الشراكة بصورة أولية إلى تأمين 30 مليار دولار من رأس المال عبر المستثمرين وأصحاب الأصول والشركات، ما قد يسهم في توفير مخصصات تصل إلى 100 مليار دولار من إجمالي الاستثمارات المحتملة، عند احتساب التمويل بالديون.
وأعلنت كل من "القابضة" الإماراتية" التي تركز على الاستثمار في البنية التحتية الأساسية وشبكات التوريد، و"إنرجي كابيتال بارتنرز" أكبر شركة خاصة تعمل في قطاع توليد الطاقة والطاقة المتجددة في الولايات المتحدة الأمريكية، عن إبرام شراكة بالمناصفة لتأسيس مشروع مشترك مقره الولايات المتحدة، لاستثمار 25 مليار دولار في مشاريع جديدة لتوليد الطاقة.
- قطاع الفضاء 
وأدى إطلاق دولة الإمارات مسبار الأمل في عام 2021، إلى تعزيز التعاون العلمي في مجال استكشاف الفضاء بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، الذي ظهر جليا من خلال مهمة الإمارات الجديدة إلى حزام الكويكبات بالتعاون مع جامعة كولورادو بولدر.
وفي السياق ذاته، تؤدي الإمارات دورا رئيسا في مشروع NASA,s Lunar Gateway، إذ ستطور وحدة مخصصة لإقفال الهواء الخاصة بالطاقم والعلماء، كما سترسل أول رائد فضاء إماراتي إلى مدار القمر، ومن المقرر إطلاق الوحدة التي تعد ضرورية لأمان الرواد وعمليات المهمة بحلول عام 2030.
- العمل المناخي
ويعد العمل المناخي، أحد أهم أوجه التعاون المثمر بين البلدين، ويبرز ذلك من خلال الشراكة من أجل تسريع الطاقة النظيفة PACE، التي تهدف إلى تعبئة 100 مليار دولار لإنتاج 100 غيغاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035.
وتشارك الإمارات في قيادة مبادرة AIM for Climate مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تشمل أكثر من 50 دولة و500 شريك، لتعزيز الزراعة المستدامة، إضافة إلى ذلك استثمرت شركة مصدر في 11 مشروعا للطاقة النظيفة في الولايات المتحدة الأميركية، بما في ذلك مشروع الطاقة الشمسية والبطاريات Big Beau بالقرب من لوس أنجلوس.

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة: 84 ألف متضرر من فيضانات الصومال الإمارات وأميركا.. عقود من التواصل والشراكة «التاريخية» المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الإمارات الإمارات والولایات المتحدة الولایات المتحدة الأمریکیة الذکاء الاصطناعی دولة الإمارات الشرق الأوسط بین البلدین ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

أڤيڤا تسلّط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تمكين المؤسسات من تحقيق أهداف الحياد المناخي خلال مشاركتها في مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2025”

 

أعلنت أڤيڤا، الرائدة عالمياً في مجال البرمجيات الصناعية التي تدعم التحول الرقمي والاستدامة، عن مشاركتها في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2025” الذي يُقام في أبوظبي خلال الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر 2025. وتستعرض الشركة خلال الحدث منصتها CONNECT، وهي منصة الذكاء الصناعي المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تتيح لشركات الطاقة الاستفادة من التحليلات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتطوير عمليات أكثر ذكاءً واستدامة.

وتعرض أڤيڤا قدرات منصة CONNECT عبر تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي، لتسلّط الضوء على كيفية دعم المنصة لمختلف مراحل دورة الحياة الصناعية – من التصميم والبناء إلى التشغيل والصيانة والتحسين. وتُمكّن المنصة المؤسسات من دفع عجلة الابتكار وتحسين الأداء وتعزيز أهداف الاستدامة في ظل سرعة تطور المشهد الرقمي.

وتقدّم أڤيڤا لشركات الطاقة حلول البرمجيات الصناعية الشاملة التي تربط بين الهندسة والعمليات والأداء بسلاسة، مما يمكّنها من تعزيز تنفيذ المشاريع وتحسين موثوقية الأصول وتحقيق تقدم ملموس نحو أهداف الحياد الكربوني.

وفي تعليقه على الأمر قال خيسوس هيرنانديز، النائب الأول للرئيس لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى أڤيڤا: “مع انتقال قطاع الطاقة نحو مستقبل أكثر استدامة، تسهم تقنياتنا – بدءاً من التوائم الرقمية ووصولاً إلى التحليلات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي – في مساعدة الشركات على تحسين العمليات وتعزيز موثوقية الأصول ودفع التقدم نحو أهداف الحياد الكربوني. ونتطلع إلى لقاء عملائنا وشركائنا في المنطقة خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول لاستعراض دور حلولنا في دعمهم بمواجهة التحول المعقد وتعزيز الأداء والمرونة المؤسسية.”

ومن جانبه قال نايف بوشعيا، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا لدى أڤيڤا: “يواجه قطاع الطاقة في المنطقة العديد من التحديات، بدءاً من إدارة تنفيذ المشاريع المعقدة وتحسين كفاءة النفقات الرأسمالية، وصولاً إلى الحد من فترات التوقف غير المخطط لها ومعالجة أوجه القصور التشغيلي. وهناك تزايد ملحوظ في أهمية تحقيق أهداف الاستدامة، ولا سيما في تتبع الانبعاثات والإبلاغ عنها. وسنسلّط الضوء خلال مشاركتنا في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك” على كيفية مساهمة مفهوم “الذكاء الصناعي كخدمة” في تمكين المؤسسات في الشرق الأوسط من تحقيق الكفاءة والاستدامة والنمو، وذلك من خلال الجمع بين قدرات الذكاء الاصطناعي والبيانات والخبرة البشرية.”

يتواجد خبراء أڤيڤا أثناء الفعالية في القاعة 4، الجناح رقم 4410 لتقديم عرض حي لمنصة CONNECT، أكبر منصة برمجيات صناعية في العالم، والمزوّدة بتوأم رقمي ذكي يدمج الرؤى عبر كامل النظام الصناعي. وسيساعد العرض التفاعلي الزوار والعملاء على فهم كيفية تحسين الأداء وتعزيز الاستدامة وتحقيق قيمة ملموسة وتعظيم العائد على الاستثمار.


مقالات مشابهة

  • رئيسة كوسوفو: نرغب في التعاون مع المملكة بمجال الذكاء الاصطناعي  
  • أڤيڤا تسلّط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تمكين المؤسسات من تحقيق أهداف الحياد المناخي خلال مشاركتها في مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2025”
  • الوزراء: 10.9 تريليون دولار إجمالي مساهمة القطاع السياحي في الناتج العالمي خلال 2024
  • انخفاض الذهب مع ارتفاع الدولار وآمال الوصول لاتفاق بين الولايات المتحدة والصين
  • تامر عاشور يُحيي حفلاً غنائياً في الإمارات أول ديسمبر المقبل
  • انطلاق مؤتمر "مستقبل التعليم في ضوء مستحدثات الذكاء الاصطناعي" بتربية المنصورة
  • الولايات المتحدة تتجاوز حاجز 38 تريليون دولار في الدين العام لأول مرة في التاريخ
  • الدين العام الأمريكي يبلغ قمة تاريخية للمرة الأولى.. كم بلغ حجمه؟
  • ارتفاع صفقات الغاز الطبيعي الأمريكي في 2025 بفضل الطلب على الذكاء الاصطناعي
  • بدء محادثات تجارية جديدة بين الصين والولايات المتحدة