هالة الخياط (أبوظبي)

أخبار ذات صلة أمير قطر والرئيس الأميركي يشهدان توقيع اتفاقية ومذكرات تفاهم الإمارات.. أهم شريك تجاري عربي للولايات المتحدة زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط تابع التغطية كاملة

العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة الأميركية تعد نموذجاً متقدماً للتعاون الثنائي في منطقة الشرق الأوسط.

وتطورت منذ عقود لتصبح شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، تستند إلى المصالح المشتركة في الاستقرار الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، والتنمية الاقتصادية، والتعاون الدفاعي والدبلوماسي.
وتأتي زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دولة الإمارات في سياق الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين الصديقين والتي تقوم على علاقات تاريخية في المجالات كافة، وفي إطار مواصلة نهج جسور التواصل والحوار المشترك وبناء الشراكات والتعاون الدولي بين البلدين، والانطلاق نحو آفاق جديدة في التعاون وخاصة التعاون في صناعات المستقبل، إذ تركز المباحثات الإماراتية الأميركية، خلال الزيارة، على العديد من المجالات، وخاصة القضايا المرتبطة بدعم الاستقرار والأمن والسلم الإقليميين، ومجالات التكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والتجارة والاستثمار.

علاقات متجذرة 
تعد العلاقات الإماراتية الأميركية متجذرة منذ تأسيس الدولة، حيث كانت أميركا الدولة الثالثة التي أقامت علاقات دبلوماسية رسمية مع الإمارات، حيث تم افتتاح السفارة الأميركية في دولة الإمارات عام 1974. وشهدت العلاقات خلال السنوات اللاحقة نقلة نوعية في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية، واتسمت العلاقة بالثبات والمرونة.

شريك فاعل وموثوق 
تعد دولة الإمارات شريكاً استراتيجياً فاعلاً وموثوقاً به للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، حيث يعمل البلدان معاً على المساهمة في تعزيز الاستقرار في المنطقة، وضمان أمنها ومكافحة الإرهاب والتطرف، ويعتبر الحوار وبناء الجسور الدبلوماسية وخفض التصعيد أدوات ناجحة تؤمن بها دولة الإمارات للتعامل مع مختلف القضايا وخاصة القضايا المتعلقة بالنزاعات والصراعات.
وتسهم الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة الأميركية في تعميق الروابط الاقتصادية والسياسية بين البلدين مما يضمن شراكة استراتيجية طويلة الأمد وفي المقابل، تستثمر الشركات الأميركية في الإمارات، مستفيدة من بيئة الأعمال الجاذبة في الدولة وسوف تسهم الزيارة في تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة والاستفادة من الابتكارات والتقنيات الحديثة بما يسهم في تطوير قطاعات المستقبل في الإمارات وسياسة التنويع الاقتصادي الوطني.
وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، العام الماضي، إعلان إطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية؛ بهدف تعزيز وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وموثوق.
وترتبط الإمارات بشراكة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة الأميركية في مجال الطاقة، حيث إن الإمارات مصدر موثوق لإمدادات النفط، وفي الوقت ذاته تسعى بشكل فاعل إلى تطوير بدائل مستدامة في الغاز الطبيعي والغاز المسال وحلول منخفضة الكربون والبنية التحتية للطاقة. كما تولي الإمارات أهمية للاستثمار في شبكات الطاقة وتطوير البنية التحتية الرقمية والاستثمار في الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاء إدارة الطاقة.

التعاون الأكاديمي
يشهد التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين تطوراً مستمراً، حيث تستقطب الجامعات الأميركية عدداً متزايداً من الطلاب الإماراتيين، كما توجد جامعات ومؤسسات تعليمية أميركية في دولة الإمارات، مثل جامعة نيويورك أبوظبي، إضافة إلى ذلك، هناك برامج تبادل ثقافي وتعليمي تهدف إلى تعزيز الفهم المتبادل بين شعبي البلدين، إلى جانب التعاون في المجالات العلمية والبحثية، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
وهناك برامج مبتعثين إماراتيين إلى جامعات أميركية ضمن خطط تطوير الكفاءات الوطنية، إلى جانب منح دراسية تقدمها جهات أميركية للطلاب الإماراتيين.

محطات بارزة 
من المحطات البارزة في العلاقات بين البلدين، إنشاء «الحوار الاستراتيجي الإماراتي الأميركي» في عام 2017 لتأطير التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات، وشهد العامان الماضيان تعاوناً متجدداً في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والمناخ.
ومع التحولات المتسارعة في النظام الدولي، تزداد أهمية العلاقات الإماراتية- الأميركية كركيزة للاستقرار والتعاون الإقليمي. فالشراكة بين البلدين ليست فقط أمنية أو اقتصادية، بل هي شراكة استراتيجية شاملة، تعكس رؤية بعيدة المدى لدى الطرفين في إدارة التحديات الإقليمية والدولية.

«إم جي إكس» 
تعد «MGX» الإماراتية من بين المستثمرين الرئيسيين في مشروع «ستارغيت»، الذي يخطط لاستثمار 100 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع القادمة، إلى جانب OpenAI ،Softbank، و«Oracle».
كما أعلنت شركة «إم جي إكس»، وهي شركة إماراتية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تركز على تسريع تطوير وتبني الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، شراكة مع «بلاك روك» و«جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز» و«مايكروسوفت»، لإطلاق «الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي»، وذلك للاستثمار في مراكز البيانات الجديدة والموسعة، تلبية للطلب المتزايد على القدرة الحوسبية الفائقة.
كما تعمل الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بشكل فاعل مع قادة الصناعة، للمساهمة في تعزيز سلاسل إمداد الذكاء الاصطناعي. وبموجب هذه الشراكة، سيتم العمل على توظيف 30 مليار دولار من رأس المال الخاص من المستثمرين ومالكي الأصول والشركات، على أن يصل هذا إلى 100 مليار دولار من الاستثمار.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات وأميركا الإمارات أميركا العلاقات الإماراتية الأميركية البنیة التحتیة دولة الإمارات الأمیرکیة فی للاستثمار فی بین البلدین

إقرأ أيضاً:

حمدان بن محمد يزور مكاتب «جوجل» في دبي ويطّلع على أحدث مبادراتها في مجال الذكاء الاصطناعي

أكد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، أن دولة الإمارات تولي عملية التحوّل الرقمي اهتماماً كبيراً بوصفه خياراً استراتيجياً يدعم بطموحاتها ترسيخ مكانتها مركزاً لصُنع المستقبل وشريكاً فاعلاً في دفع جهود تطوير كل ما يرتبط به من تقنيات، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، حيث تواصل مسيرتها في ترسيخ قدراتها التقنية بشراكات نموذجية تجمعها بكبرى مطوري التكنولوجيا في العالم.

جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها سموّه إلى مكاتب «جوجل» (Google)، الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا، في دبي، حيث كانت في استقبال سموّه لدى وصوله إلى مقر الشركة، روث بورات، الرئيس، المدير التنفيذي للاستثمار والشؤون المالية في «ألفابت» و«جوجل»، وأنتوني نقاش، المدير العام لـ «جوجل» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعدد من قيادات الشركة، والذين أعربوا عن بالغ ترحيبهم بزيارة سموّه، واعتزازهم بالشراكة المتنامية مع دولة الإمارات، وتقديرهم لما تقدمه من نموذج مُلهِم في تبنّي التقنيات المتطورة وحلول الذكاء الاصطناعي.

واستمع سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الزيارة، إلى شرح حول جهود الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، وما تقدمه Google من إسهامات في هذا المجال، كما استمع سموه إلى شرح حول «مركز جوجل لاكتشاف تقنيات الوصول» التابع للشركة في دبي، والذي تم افتتاحه في سبتمبر 2024، وهو أحد سبعة مراكز تابعة للشركة حول العالم، والمركز الأول والوحيد لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كما اطّلع سموّه على أهم النتائج التي أوردها «تقرير جوجل للأثر الاقتصادي لعام 2024»، والذي أظهر مساهمة منتجات الشركة، مثل: محرك البحث الخاص بها وموقع يوتيوب وخرائط جوجل، إضافة إلى الخدمات السحابية والإعلانات الرقمية، في اقتصاد دولة الإمارات خلال العام 2024.

أخبار ذات صلة عبدالله بن زايد يستقبل وزير خارجية إيران طحنون بن زايد يلتقي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة AMD

وأكد القائمون على Google التزام الشركة بدعم توجهات التحول الرقمي في دولة الإمارات.

وفي ختام الزيارة، أعرب سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الزيارة، عن تقديره للدور الكبير الذي تضطلع به شركة جوجل، سواء على مستوى دولة الإمارات أو على صعيد المنطقة بشكل عام، مؤكداً التزام دبي بتسخير التطور التكنولوجي في تسريع جهود التنمية المستدامة، وبناء مستقبل مدفوع بالتقنيات الرقمية المتقدمة.

رافق سموّه خلال الزيارة، معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ومعالي هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي.

مقالات مشابهة

  • الإمارات وأميركا.. شراكات في الذكاء الاصطناعي من أجل المستقبل
  • الإمارات وأميركا.. مواقف متقاربة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين
  • الإمارات وأميركا.. معاً لمواجهة «التغير المناخي»
  • نيابة عن رئيس الدولة.. ولي عهد أبوظبي يترأس وفد الإمارات في القمة الخليجية - الأميركية في الرياض
  • «التعاون الخليجي» وأميركا.. شراكة استراتيجية ومصالح مشتركة
  • «بينها الذكاء الاصطناعي والتعاون الدفاعي».. أبرز اتفاقيات القمة السعودية الأميركية
  • منتدى الرياض.. الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحيوية يتصدران الشراكة السعودية الأميركية
  • العلاقات السعودية الأمريكية.. 92 عامًا من التعاون والشراكة الاستراتيجية
  • حمدان بن محمد يزور مكاتب «جوجل» في دبي ويطّلع على أحدث مبادراتها في مجال الذكاء الاصطناعي