الإمارات وأميركا.. عقود من التواصل والشراكة «التاريخية»
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
أخبار ذات صلةالعلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة الأميركية تعد نموذجاً متقدماً للتعاون الثنائي في منطقة الشرق الأوسط.
وتأتي زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دولة الإمارات في سياق الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين الصديقين والتي تقوم على علاقات تاريخية في المجالات كافة، وفي إطار مواصلة نهج جسور التواصل والحوار المشترك وبناء الشراكات والتعاون الدولي بين البلدين، والانطلاق نحو آفاق جديدة في التعاون وخاصة التعاون في صناعات المستقبل، إذ تركز المباحثات الإماراتية الأميركية، خلال الزيارة، على العديد من المجالات، وخاصة القضايا المرتبطة بدعم الاستقرار والأمن والسلم الإقليميين، ومجالات التكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والتجارة والاستثمار.
علاقات متجذرة
تعد العلاقات الإماراتية الأميركية متجذرة منذ تأسيس الدولة، حيث كانت أميركا الدولة الثالثة التي أقامت علاقات دبلوماسية رسمية مع الإمارات، حيث تم افتتاح السفارة الأميركية في دولة الإمارات عام 1974. وشهدت العلاقات خلال السنوات اللاحقة نقلة نوعية في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية، واتسمت العلاقة بالثبات والمرونة.
شريك فاعل وموثوق
تعد دولة الإمارات شريكاً استراتيجياً فاعلاً وموثوقاً به للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، حيث يعمل البلدان معاً على المساهمة في تعزيز الاستقرار في المنطقة، وضمان أمنها ومكافحة الإرهاب والتطرف، ويعتبر الحوار وبناء الجسور الدبلوماسية وخفض التصعيد أدوات ناجحة تؤمن بها دولة الإمارات للتعامل مع مختلف القضايا وخاصة القضايا المتعلقة بالنزاعات والصراعات.
وتسهم الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة الأميركية في تعميق الروابط الاقتصادية والسياسية بين البلدين مما يضمن شراكة استراتيجية طويلة الأمد وفي المقابل، تستثمر الشركات الأميركية في الإمارات، مستفيدة من بيئة الأعمال الجاذبة في الدولة وسوف تسهم الزيارة في تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة والاستفادة من الابتكارات والتقنيات الحديثة بما يسهم في تطوير قطاعات المستقبل في الإمارات وسياسة التنويع الاقتصادي الوطني.
وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، العام الماضي، إعلان إطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية؛ بهدف تعزيز وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وموثوق.
وترتبط الإمارات بشراكة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة الأميركية في مجال الطاقة، حيث إن الإمارات مصدر موثوق لإمدادات النفط، وفي الوقت ذاته تسعى بشكل فاعل إلى تطوير بدائل مستدامة في الغاز الطبيعي والغاز المسال وحلول منخفضة الكربون والبنية التحتية للطاقة. كما تولي الإمارات أهمية للاستثمار في شبكات الطاقة وتطوير البنية التحتية الرقمية والاستثمار في الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاء إدارة الطاقة.
التعاون الأكاديمي
يشهد التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين تطوراً مستمراً، حيث تستقطب الجامعات الأميركية عدداً متزايداً من الطلاب الإماراتيين، كما توجد جامعات ومؤسسات تعليمية أميركية في دولة الإمارات، مثل جامعة نيويورك أبوظبي، إضافة إلى ذلك، هناك برامج تبادل ثقافي وتعليمي تهدف إلى تعزيز الفهم المتبادل بين شعبي البلدين، إلى جانب التعاون في المجالات العلمية والبحثية، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
وهناك برامج مبتعثين إماراتيين إلى جامعات أميركية ضمن خطط تطوير الكفاءات الوطنية، إلى جانب منح دراسية تقدمها جهات أميركية للطلاب الإماراتيين.
محطات بارزة
من المحطات البارزة في العلاقات بين البلدين، إنشاء «الحوار الاستراتيجي الإماراتي الأميركي» في عام 2017 لتأطير التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات، وشهد العامان الماضيان تعاوناً متجدداً في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والمناخ.
ومع التحولات المتسارعة في النظام الدولي، تزداد أهمية العلاقات الإماراتية- الأميركية كركيزة للاستقرار والتعاون الإقليمي. فالشراكة بين البلدين ليست فقط أمنية أو اقتصادية، بل هي شراكة استراتيجية شاملة، تعكس رؤية بعيدة المدى لدى الطرفين في إدارة التحديات الإقليمية والدولية.
«إم جي إكس»
تعد «MGX» الإماراتية من بين المستثمرين الرئيسيين في مشروع «ستارغيت»، الذي يخطط لاستثمار 100 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع القادمة، إلى جانب OpenAI ،Softbank، و«Oracle».
كما أعلنت شركة «إم جي إكس»، وهي شركة إماراتية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تركز على تسريع تطوير وتبني الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، شراكة مع «بلاك روك» و«جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز» و«مايكروسوفت»، لإطلاق «الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي»، وذلك للاستثمار في مراكز البيانات الجديدة والموسعة، تلبية للطلب المتزايد على القدرة الحوسبية الفائقة.
كما تعمل الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بشكل فاعل مع قادة الصناعة، للمساهمة في تعزيز سلاسل إمداد الذكاء الاصطناعي. وبموجب هذه الشراكة، سيتم العمل على توظيف 30 مليار دولار من رأس المال الخاص من المستثمرين ومالكي الأصول والشركات، على أن يصل هذا إلى 100 مليار دولار من الاستثمار.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات وأميركا الإمارات أميركا العلاقات الإماراتية الأميركية البنیة التحتیة دولة الإمارات الأمیرکیة فی للاستثمار فی بین البلدین
إقرأ أيضاً:
قطر تطلق شركة متخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
أعلنت دولة قطر، اليوم الاثنين، عن إطلاق شركة "كاي" (Qai)، المتخصصة في تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي، وتهدف إلى بناء منظومات رقمية متقدمة تدعم الابتكار، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وأبدى رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني سعادته بإطلاق الشركة، وكتب على حسابه على منصة "إكس" إنها تعكس طموح الدولة في توطين التكنولوجيا المتقدمة وتوظيفها، وتطوير حلول رقمية داعمة لمسيرة التحديث والتطوير، وصولا إلى تعزيز مكانة الدولة كمركز مهم للتكنولوجيا والابتكار".
وأضاف رئيس الوزراء القطري "أننا نعول على هذه الخطوة في دعم التنمية الشاملة لوطننا".
سعداء بإطلاق شركة كاي (Qai) الوطنية للذكاء الاصطناعي، التي تعكس طموح الدولة في توطين التكنولوجيا المتقدمة وتوظيفها، وتطوير حلول رقمية داعمة لمسيرة التحديث والتطوير، وصولاً إلى تعزيز مكانة الدولة كمركز مهم للتكنولوجيا والابتكار. ونعوّل على هذه الخطوة في دعم التنمية الشاملة لوطننا.
— محمد بن عبدالرحمن (@MBA_AlThani_) December 8, 2025
ويأتي إطلاق الشركة الجديدة ضمن التوجه الوطني لتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة، وتطوير بنية تحتية رقمية تواكب التحولات العالمية المتسارعة، بما يدعم مسيرة التنويع الاقتصادي في الدولة، تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030، بحسب وكالة الأنباء القطرية ( قنا).
وتتبع شركة "كاي" (Qai) جهاز قطر للاستثمار، وتستفيد من انتشار استثمارات الجهاز في قطاعات متعددة في أنحاء العالم، إلى جانب نهجه الاستثماري طويل الأجل، علاوة على تعاونها الوثيق مع الأوساط العلمية والبحثية وصناع السياسات ومنظومة الابتكار في دولة قطر.
وتمكّن هذه الركائز الشركة من الاستفادة القصوى من منظومة الابتكار الوطنية، وتسريع تطوير واعتماد حلول ذكاء اصطناعي مسؤولة وعالية الأثر، وترسيخ مكانة دولة قطر كمركز تنافسي للذكاء الاصطناعي والصناعات المعتمدة على البيانات.
إعلانوستتولى شركة "كاي" تطوير وإدارة واستثمار منظومات وبنى تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي داخل دولة قطر وخارجها، على نحو يدعم مختلف القطاعات الحيوية بتقنيات ذكية آمنة وموثوقة.
كما ستعمل الشركة، بحسب "قنا"، على تمكين المؤسسات من الوصول إلى قدرات الحوسبة عالية الأداء، وتوفير شبكة متصلة من الأدوات والقدرات تتيح تدريب ونشر أنظمة ذكاء اصطناعي قابلة للتوسع وعالية الأثر في الأسواق المحلية والعالمية، بما يعزز الابتكار ويمنح الجهات القدرة على النمو واتخاذ القرار بثقة ووضوح.
وتنطلق "كاي" من قناعة راسخة بأن مستقبل الذكاء الاصطناعي يجب أن يوجه نحو ما يخدم الإنسان والمجتمعات.
وانطلاقا من هذا المبدأ تركز الشركة على تمكين الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات والمبتكرين والباحثين من بناء واستخدام حلول تعكس احتياجاتهم وقيمهم وتطلعاتهم.
كما ستعمل الشركة على استقطاب الكفاءات العالمية والباحثين المرموقين، وتعزيز التعاون مع مؤسسات بحثية دولية وشركات تكنولوجية عالمية ومستثمرين إستراتيجيين، بما يسهم في نقل المعرفة وبناء منظومة ابتكار متقدمة.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة "كاي" عبدالله بن حمد المسند إن العالم يشهد اليوم تحولا عميقا تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي ويمتد أثره إلى مختلف القطاعات، مضيفا أن مهمة الشركة
تتمثل في ضمان أن يتم هذا التحول بصورة مسؤولة، مع إبقاء الثقة ودور الإنسان في صميم هذا التحول.
وأكد المسند أن الشركة الجديدة تجسّد التزام قطر بوضع الإنسان والمجتمعات في قلب تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي"، مضيفا أن الشركة الجديدة ستعمل على بناء القدرات التي تتيح للحكومات والشركات والمبتكرين تطوير واعتماد حلول الذكاء الاصطناعي بثقة، كما ستشكل حلقة وصل موثوقة ضمن منظومة الذكاء الاصطناعي العالمية، بما يعزز ريادة المنطقة، ويرفع من تنافسية دولة قطر على الساحة الدولية".