«معلومات الوزراء»: 42% من مواطني 33 دولة يتوقعون ارتفاع تكلفة السلع في 2024
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
أطلق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، عددا جديدا من نشرته الدورية التي يصدرها بعنوان «نظرة على استطلاعات الرأي المحلية والعالمية»، والتي تضمنت نخبة لأبرز نتائج استطلاعات الرأي التي تجريها تلك المراكز العالمية في المجالات المختلفة.
تضمن العدد استطلاعًا للرأي أجراه مركز إبسوس على عينة من المواطنين في 33 دولة حول العالم للتعرف على رؤية مواطني هذه الدول للأوضاع الاقتصادية في بلادهم، حيث أوضح 46% من المواطنين في الدول التي شملها الاستطلاع أن الأوضاع الاقتصادية في بلادهم في حالة ركود.
وتوقَّع 42% من المواطنين بالعينة أن ترتفع تكلفة السلع والخدمات خلال عام 2024، في حين توقَّع 12% أنها ستنخفض، وقد أفاد 59% من المواطنين في الـ 33 دولة بأن تكلفة المنتجات ترتفع لكن حجم المنتج كما هو ثابت، ورأى 46% أن حجم المنتجات ينكمش ولكن السعر ظل كما هو، في حين رأى 22% أنه تم تغيير المكونات المستخدمة في الأطعمة والمنتجات الأخرى مع الاحتفاظ بالسعر نفسه.
وتوقَّع 62% من المواطنين بالعينة ارتفاع معدل التضخم خلال عام 2024، كما توقّع 59% ارتفاع نسبة البطالة في بلادهم، وتوقَّع 58% ارتفاع أسعار الفائدة، و53% توقعوا ارتفاع نسبة الضرائب التي يدفعونها خلال عام 2024.
الأوضاع الاقتصاديةوتوقَّع 69% من المواطنين في الدول التي شملها الاستطلاع ارتفاع تكاليف مشترياتهم من الطعام خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024، كما توقَّع 68% ارتفاع تكاليف المرافق الخاصة بهم مثل المياه والكهرباء والغاز خلال الأشهر الستة الأولى من 2024، وتوقَّع 66% ارتفاع تكاليف التسوق الأخرى، و64% توقعوا ارتفاع تكاليف وقود السيارات، فيما رأى 70% من المواطنين بالعينة أن الأوضاع الاقتصادية على مستوى العالم تسهم في ارتفاع تكاليف المعيشة في بلادهم في الوقت الحالي.
ورأى 68% أن ارتفاع أسعار الفائدة في بلادهم هو السبب في ارتفاع تكاليف المعيشة، و66% رأوا أن سياسات حكوماتهم الوطنية هي التي تسهم في ذلك، و62% من المواطنين بالعينة رأوا أن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا هي التي أسهمت في ارتفاع تكاليف المعيشة في بلادهم خلال الوقت الحالي، وقد ارتفعت هذه النسبة في إندونيسيا 80%، تلتها إيطاليا 75%، ثم كل من الفلبين وتايلاند 71% لكل منهما.
استطلاع عن أوضاع الساحة العالميةواستعرض مركز المعلومات من خلال العدد استطلاع آخر لمركز إبسوس على عينة من المواطنين في 30 دولة للتعرف على رؤيتهم لاتجاه سير الأوضاع على الساحة العالمية، حيث أعرب 84% من المواطنين بالعينة خلال الاستطلاع أن العالم خلال عام 2022 أصبح أكثر خطورة، وقد ارتفعت هذه النسبة في بيرو 91% تلتها السويد 89%، ورأى 47% من المواطنين بالعينة أن الأمور تتحسن في الوقت الحالي أكثر من كونها تزداد سوءًا، وقد ارتفعت هذه النسبة في الهند 85% تلتها تايلاند 79%.
فيما أعرب 74% من المواطنين بالعينة عن شعورهم بالتهديد من التعرض للاختراق بغرض الاحتيال أو التجسس خلال عام 2024، يليه الخوف من حدوث هجوم نووي في العالم بنسبة 71%، ثم الخوف من حدوث كارثة طبيعية في بلادهم 70%، والخوف من انتشار وباء صحي كبير 63%.
وفقًا للاستطلاع، أكد 79% من المواطنين أنه يجب على بلادهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التركيز بشكل أكبر على الداخل أكثر من الاهتمام بالعالم الخارجي، كما أعرب 78% أنه يجب التعاون مع الدول الأخرى لتحقيق الأهداف العالمية حتى لو لم تحصل دولهم على ما تريده بشكل كامل، ورأى 72% أن بلادهم يجب أن تكون قدوة ودولة قائدة تحتذي بها الدول الأخرى، فيما رأى 77% من المواطنين في الدول التي شملها الاستطلاع أن القوة الاقتصادية أهم من القوة العسكرية في الشأن العالمي، وقد ارتفعت هذه النسبة في تايلاند 88%، يليها كل من إندونيسيا والهند 85% لكل منهما، ثم جنوب أفريقيا 83%.
وأوضح 62% بالعينة أنه في ظل المخاطر التي يمر بها العالم في الوقت الحالي فإنه يجب على حكومة بلادهم إنفاق المزيد على القوة العسكرية، وتوقَّع 70% من المواطنين بالعينة أن تشهد الخمس والعشرون عامًا القادمة حدوث صراع عالمي يشمل القوى العظمى مثلما حدث بالحرب العالمية الأولى والثانية، ورأى 61% من المواطنين في الدول محل الاستطلاع أن المنظمات الدولية التي تتعاون من أجل مواجهة التحديات العالمية مثل الوباء العالمي والتغير المناخي والسلام الدولي قامت بعمل جيد في التعامل مع هذه التحديات، وأفاد 83% بالعينة بأن العالم بحاجة إلى مؤسسات واتفاقيات دولية جديدة تكون بقيادة دول ديمقراطية، وقد ارتفعت هذه النسبة في تايلاند 93%، تلتها جنوب أفريقيا وإندونيسيا 90%.
استطلاع عن أسباب الشراء عبر الحدودوتناول العدد استطلاعاً آخر لشركة DHL على عينة من المواطنين في 23 دولة حول العالم للتعرف على أسباب تفضيلهم للشراء عبر الحدود من الدول الأخرى، حيث أوضح 47% من المواطنين بالعينة أن إمكانية الحصول على سلع بأسعار مخفضة هو السبب الأساسي الذي يجعلهم يفضلون الشراء عبر الانترنت من دول أخرى، يليها توافر خيارات أوسع من المنتجات 38%، ثم السبب الخاص بعدم توافر هذه المنتجات في بلادهم 35%، ثم جاء الحصول على منتجات بجودة أفضل 32%، فيما أفاد 30% من المواطنين في الدول التي شملها الاستطلاع بأنهم يشترون البضائع عبر الإنترنت مرة واحدة في الشهر، و26% يقومون بالتسوق مرة واحدة في الأسبوع، و22% يتسوقون من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا.
تسعير المنتجات بالعملات المحليةورأى 65% من المواطنين بالعينة أن الشحن المجاني هو أفضل الطرق التي يمكن بها تحسين التسوق عبر الانترنت، تليه سرعة استلام المشتريات 43%، ثم الاسترجاع المجاني وتقديم أفضل وصف للمنتجات 40% لكل منهما، فيما رأى 50% من المبحوثين أن تسعير المنتجات بالعملات المحلية أكثر ما يشجعهم على التسوق عبر الحدود، تليه سهولة سياسة الإرجاع المجاني للمنتجات 49%، ثم توافر معلومات واضحة عن الرسوم الجمركية 47%، والتغليف الجيد 34%، وقد أفاد 63% من المواطنين في الدول محل الاستطلاع بأن الملابس والأحذية أكثر المنتجات التي يفضلون شراءها عبر الحدود، تليها المنتجات الإليكترونية (31%) والمنتجات الرياضية والترفيه 24%، وأوضح 71% من المواطنين بالعينة أنهم يهتمون بالاستدامة عند التسوق عبر الانترنت، وأكد 98% من المواطنين بالعينة أن تقييمات العملاء السابقة تؤثر على قرارات الشراء الخاصة بهم، وقد رافعت هذه النسبة في بولندا وتايلاند ونيجيريا والصين 99%.
واستعرض العدد استطلاع شركة إرنست أند يونغ بالتعاون مع مجموعة فايننشيال تايمز على عينة من المديرين التنفيذيين في 21 دولة حول العالم، للتعرف على رؤيتهم لمدى استفادة شركاتهم من تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث أعرب 80% من المديرين التنفيذين بالعينة أن تقلبات الاقتصاد الكلي ومخاطر السوق سيكون لهما تأثير على أعمالهم، كما أعرب 78% عن أن يكون للصراعات أو التوترات الجيوسياسية تأثير على أداء مؤسساتهم، ورأى 75% من المديرين التنفيذيين بالعينة أن قدرات وإنتاجية موظفيهم سوف يتم تعزيزها من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، فيما أكد 70% من العينة أنه يجب على شركاتهم أن تتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي حتى لا يتم منح منافسيهم ميزة استراتيجية، وتوقَّع 66% من المديرين التنفيذيين بالعينة نمو إيرادات شركاتهم (سواء بشكل كبير 13% أو قليل 53% ) خلال عام 2024 مقارنًة بعام 2023، مقابل 65% توقعوا زيادة الأرباح خلال 2024 مقارنة بـ 2023.
ووفقًا للاستطلاع، أوضح 93% من المديرين التنفيذيين بالعينة أنهم يقومون بإجراء تغييرات على استراتيجية المهارات الخاصة بشركاتهم لإدارة زيادة التكاليف مع مراعاة عدم خفض عدد الموظفين، وتوقَّع 73% من العينة زيادة الاستثمارات في مجال البحث والتطوير في عام 2024 مقارنًة بعام 2023، بينما أعرب 71% عن أنهم يخططون لزيادة النفقات الرأسمالية خلال عام 2024 مقارنًة بعام 2023، وتوقَّع 70% من المديرين التنفيذيين بالعينة ضخ المزيد من الاستثمارات في مجال التقنية خلال عام 2024 مقارنًة بعام 2023، كما توقَّع 69% زيادة الاستثمارات في رأس المال الاستثماري لشركاتهم، وتوقَّع 64% من المديرين التنفيذيين في الشركات التي شهدت وجود تأثير لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أنها ستغير نظام العمل وعملياته داخل شركاتهم، وتوقَّع 38% من المبحوثين أن يكون لتقنيات الذكاء الاصطناعي تأثير على زيادة الإنتاجية والكفاءة في شركاتهم خلال الفترة من ثلاث إلى خمس سنوات قادمة، و37% توقعوا أن يكون لتقنيات الذكاء الاصطناعي تأثير على نمو الإيرادات وعلى عمل الوظائف الداخلية وإعادة تعريف عملهم ونماذج التشغيل الخاصة بشركاتهم.
ومن الاستطلاعات الأخرى التي أوردها مركز المعلومات في نشرته، استطلاع لمركز جالوب على عينة من المواطنين الأوكرانيين للتعرف على رؤيتهم للأوضاع الاقتصادية في بلادهم في ظل الأزمة مع روسيا، وقد أكد 53% من الأوكرانيين أنهم يجدون صعوبة في شراء الطعام الذي يحتاجون إليه هم وأسرهم، وقد ارتفعت هذه النسبة بواقع 11 نقطة مئوية مقارنًة باستطلاع 2021 قبل الحرب مع روسيا حيث كانت 42%، وقد أعرب 48% من الأوكرانيين بالعينة أنهم يواجهون صعوبة في توفير المسكن المناسب، فيما رأى 64% من الأوكرانيين بالعينة أن الأوضاع الاقتصادية أصبحت أسوأ في حين رأى 15% أن هناك تحسنًا في أوضاعهم الاقتصادية، وأعرب 53% بالعينة أن لديهم شعورًا بالقلق بسبب الأوضاع في بلادهم، و39% يشعرون بالحزن، و32% يشعرون بالضغط، و22% يشعرون بالغضب.
كما سلَّط مركز معلومات مجلس الوزراء الضوء على استطلاع أيضاً لمركز إبسوس على عينة من المواطنين البريطانيين، للتعرف على تقييمهم للأوضاع الاقتصادية في بلادهم، حيث أكد 61% من البريطانيين أن تخفيف الأعباء المعيشية وتوفير الأمان المالي للمواطنين يعدان أهم الأولويات بالنسبة لهم، يليهما خفض قوائم انتظار الخدمات الصحية 55%، ثم ضمان حصول المواطنين على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها بسرعة أكبر 52%، ثم جاءت تنمية الاقتصاد بنسبة 38%، وقد أوضح 79% من البريطانيين أن تأثير أزمة فيروس كورونا هو الذي أسهم في الصعوبات الحالية التي تواجه اقتصاد بلادهم، تلته حالة الاقتصاد العالمي 73%، ثم السياسات الاقتصادية لحزب المحافظين في الحكومة على مدى الثلاثة عشر عامًا الماضية 68%.
وتناول العدد استطلاع آخر لمركز إبسوس على عينة من المواطنين في إيطاليا للتعرف على رؤيتهم لدور بلادهم في الوساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد أحداث السابع من أكتوبر، وقد أبدى 80% من الإيطاليين قلقهم إزاء الصراع الحالي بين البلدين مقابل 20% لا يشعرون بالقلق حيال الأمر، وأعرب 33% من مواطنو إيطاليا عن أن أكثر ما يقلقهم في هذا الصراع هو إمكانية توسيع نطاقه ليشمل دولًا أخرى، و29% يرون أن عواقبه الإنسانية على المدنيين هي أكثر ما يقلقهم، و17% قلقون من خطر هجمات إرهابية في أوروبا، و12% قلقون من العواقب الاقتصادية.
ارتباطًا، أكد 52% من الإيطاليين بالعينة أنه ينبغي لبلادهم الوساطة بين الطرفين لتجنب تصعيد الصراع، مقابل 15% أكدوا أن بلادهم يجب أن تدين حماس لكن مع دعم القضية الفلسطينية، و6% يرون أنه يجب على بلادهم أن تدعم إسرائيل دون تردد، فيما رأى 46% من مواطنو إيطاليا أن الضربات الشديدة التي قامت بها إسرائيل في قطاع غزة بعد أحداث 7 أكتوبر كانت غير متناسبة مع القانون، و27% يرون أن رد الفعل الإسرائيلي متوقع.
كما تناول المركز استطلاع مجلس شيكاغو للشؤون الدولية على عينة من المواطنين الأمريكيين للتعرف على تقييمهم لأهمية العلاقات الثنائية بين بلادهم وكوريا الجنوبية، وقد أفاد 79% من الأمريكيين أن العلاقات بين بلادهم وكوريا الجنوبية يجب أن تركز على منع كوريا الشمالية من بناء المفاعلات النووية، يليه الحد من تنامي قوة الصين، وتشجيع كوريا الجنوبية على إنفاق المزيد على دفاعها 73% لكل منهما، ورأى 49% أنه يجب التركيز على تعزيز الاستثمارات الكورية الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية، و47% يرون أنه يجب المحاولة لإحداث تغير في النظام في كوريا الشمالية.
ووفقًا للاستطلاع نفسه، أبدى 79% من الأمريكيين تأييدهم لقيام بلادهم بالتركيز على القضايا الأخرى التي تواجههم إلى جانب الاهتمام بكوريا الجنوبية، وقد اتفق على هذا الرأي كل من الديمقراطيين والجمهوريين والمستقلين على التوالي 81%، 80%، 79%، فيما وافق 75% من الأمريكيين على قيام بلادهم بفرض عقوبات اقتصادية على كوريا الشمالية بسبب استمرارها في بناء برنامجها للأسلحة النووية، كما وافق 75% من الأمريكيين على التعاون مع كوريا الشمالية من أجل عودة رفات الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا أثناء الحرب الكورية، وقد أفاد 51% بالعينة أنهم يدعمون إرسال وفد من الكونجرس لزيارة كوريا الشمالية، وقد ارتفعت هذه النسبة بين المستقلين 54%، يليها الديمقراطيين 53%، كما يدعم 28% اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية إجراءات عسكرية لإجبار كوريا الشمالية على التخلي عن أسلحتها النووية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المنتجات تسعير المنتجات مركز المعلومات مجلس الوزراء تقنیات الذکاء الاصطناعی الأوضاع الاقتصادیة کوریا الجنوبیة کوریا الشمالیة ارتفاع تکالیف من الأمریکیین الوقت الحالی الاستطلاع أن خلال عام 2024 عبر الحدود بلادهم فی تأثیر على لکل منهما یرون أن أنه یجب یجب على
إقرأ أيضاً:
معلومات الوزراء: تحديات تواجه النظام التجاري العالمي بفعل التوترات الجيوسياسية
أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء حرصه على متابعة ورصد وتحليل كل ما يرد داخل مراكز الفكر والمؤسسات الدولية ووكالات الأنباء الإقليمية والعالمية فيما يتعلق بتناولها لتداعيات الأحداث الاقتصادية إقليميًا وعالميا، مع دراسة أبرز التوجهات والتأثيرات والآراء المتنوعة التي تتناول الشأن المصري أو تدخل في نطاق اهتمامه.
وفي هذا الإطار استعرض مركز المعلومات عددا من أبرز التقارير الدولية الصادرة عن وكالة فيتش، ووكالة بلومبرج، والبنك الدولي، والأونكتاد، والتي تقدم قراءات دقيقة ومتكاملة لمجريات المشهد التجاري العالمي الراهن، وتكشف عن ملامح مرحلة جديدة في مسار التجارة العالمية، حيث أشار المركز إلى أن التجارة العالمية تشهد خلال عام 2025 مرحلة شديدة التقلب، بفعل تصاعد النزعات الحمائية، وتزايد التوترات الجيوسياسية، وتبدل التحالفات التجارية، الأمر الذي أفرز تحديات مباشرة وغير مباشرة على النظام التجاري العالمي.
فيتش: تزايد القيود والتوترات التجاريةوأوضح تقرير نشرته وكالة فيتش في 10 يوليو الجاري أن السياسات الجديدة التي تم الإعلان عنها في مجال التجارة والاستثمار خلال الأسبوع الأول من الشهر تُؤكد استمرار القيود على التجارة العالمية، وذلك في ظل سعي الحكومات لحماية الصناعات المحلية وسط تصاعد حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي. ولدعم إعادة توطين الصناعات، تُوجِّه الحكومات بشكل متزايد المساعدات المالية لتعزيز القدرة التنافسية للقطاعات الاستراتيجية. في المقابل، يُلاحظ تخفيف تدريجي وانتقائي لبعض الحواجز التجارية، لاسيما في الصناعات الاستهلاكية، بما يعكس سعيًا لموازنة التوجهات الحمائية مع الانفتاح التجاري، دعمًا للدول الحليفة.
واتصالًا، فإنه خلال الأسبوع الأول من يوليو 2025، كان 75% من 12 إجراءً جديدًا واسع النطاق في السياسة الخارجية أُعلن عنها عالميًّا تقيد التجارة العالمية، حيث تفرض تلك الإجراءات حواجز إضافية للتجارة الدولية وتقيد الوصول إلى الأسواق، وخلال الأسبوع الأول من يوليو الجاري أعلنت خمسة أسواق رئيسية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، عن تدخلات كبيرة في السياسة الخارجية، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية والهند الأكثر نشاطًا.
هذا، وقد اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية نهجًا ثنائيًا، حيث خففت قيود تصدير أشباه الموصلات للصين، وفي المقابل فرضت رسومًا جمركية مرتفعة على أسواق آسيوية وأوروبية وإفريقية، استعدادًا لتطبيق رسوم متبادلة اعتبارًا من 1 أغسطس 2025. ومن ضمن هذه الإجراءات، فرضت واشنطن رسومًا بنسبة 50% على النحاس بموجب المادة 232 لأسباب متعلقة بالأمن القومي.
كما أعلنت الإدارة الأمريكية عن تعديلات جمركية تستهدف دولًا منها اليابان وكوريا الجنوبية وكازاخستان وماليزيا وتونس، حيث فرضت رسومًا إضافية تراوحت بين 25% و40%. في المقابل، تم منح إعفاءات لأكثر من 1500 منتج من هذه الدول، خاصة تلك التي تخضع لرسوم المادة 232.
واستمرارًا لنهج الإدارة الأمريكية في مجال السياسات التجارية، فقد أعلن الرئيس الأمريكي في 11 يوليو 2025 فرض رسومًا جمركية بنسبة 35% على واردات من كندا، مع التهديد برفعها على معظم الدول الأخرى لتتراوح بين 15% و20%. وبرر ذلك بأن كندا تفرض حواجز تؤدي إلى عجز تجاري غير عادل.
ورغم الاستثناءات الجزئية لبعض السلع ضمن اتفاقية (USMCA)، ظل قطاعا الفولاذ والألمنيوم خاضعين لرسوم تصل إلى 50%. كما استثني قطاع السيارات جزئيًا نظرًا للروابط العميقة بين السوقين.
وفي تطور أكثر حدة، أشارت صحيفة فايننشال تايمز في تقرير نشرته 9 يوليو 2025 إلى فرض الرئيس الأمريكي ترامب رسومًا بنسبة 50% على السلع البرازيلية، مما أدى لانهيار الريال البرازيلي وتراجع سوق الأسهم هناك. وجاء التصعيد على خلفية محاكمة الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، وسط تهديدات بفتح تحقيق تجاري ضد البرازيل.
وفى هذا السياق رفض الرئيس البرازيلي الحالي "لولا دا سيلفا" الضغوط، وتوعد برد مماثل بموجب قانون المعاملة بالمثل، مؤكدًا أن البرازيل لن تقبل الإملاءات.
على صعيد آخر، فقد لفتت وكالة فيتش الانتباه لإعلان الهند في 3 يوليو 2025 عن نيتها تعليق بعض التنازلات الممنوحة للولايات المتحدة الأمريكية بموجب اتفاقية الضمانات في منظمة التجارة العالمية ردًا على استمرار الأخيرة في فرض رسوم جمركية على سيارات الركاب الهندية، مما يكشف عن تصاعد المواجهة التجارية بين البلدين.
وبحسب وكالة فيتش أيضًا فإن الصين والاتحاد الأوروبي دخلا كذلك في دوامة من القيود والردود، حيث فرضت الصين رسوم إغراق بنسبة 32.2% على منتجات النبيذ والبراندي الأوروبي، كما فرضت قيودًا على المشتريات الحكومية من المعدات الطبية الأوروبية، ردًا على إجراءات أوروبية مشابهة.
الأثر الاقتصادي للرسوم وحالة عدم اليقين بشأن السياسات:أشارت الإيكونوميست في تقرير نشرته بتاريخ 9 يوليو 2025 إلى إنه قبل نحو ثلاثة أشهر، أدى إعلان ترامب عن رسوم جمركية جديدة إلى هزة مؤقتة في الأسواق المالية. غير أن ردود الأفعال لاحقًا اتسمت بالفتور، وهو ما تجلى بوضوح في 7 يوليو 2025 حينما لوّح الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية "متبادلة" على 14 دولة، تراوحت بين 25% على اليابان وكوريا الجنوبية، و50% على النحاس، و200% على الأدوية، دون أن يُسجَّل تأثر واضح في الأسواق العالمية.
وترى الإيكونومست أن هذا الهدوء في ردود الأفعال أثار تساؤلات متعددة، فالبعض اعتبر أن الرئيس الأمريكي لا ينوي تنفيذ هذه التهديدات فعليًا، بينما رأى آخرون أن التأثير الاقتصادي لها لم يكن كارثيًا كما خُشي سابقًا. فريق ثالث افترض أن ترامب سيتراجع عندما تظهر العواقب السلبية، إلا أن هذه التفسيرات الثلاثة تبدو غير دقيقة عند مقارنة التصريحات بالتطبيقات الفعلية للسياسات الجمركية، حيث واصلت الرسوم الجمركية صعودها، وبلغ متوسطها حتى الآن 10% مقارنة بـ2.5% في العام الماضي، مع ترجيحات بزيادتها إلى 17%. وحتى الاتفاقيات الجديدة التي أبرمتها الولايات المتحدة الأمريكية مع دول مثل بريطانيا وفيتنام، احتفظت بمستويات مرتفعة من الحواجز الجمركية مقارنة ببداية العام.
وتشير البيانات إلى أن هذه السياسات بدأت تُحدث ضررًا ملموسًا على الاقتصاد الأمريكي، حيث تباطأت وتيرة الاستهلاك والمبيعات، ومن المتوقع أن يتراجع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة خلال العام الجاري إلى نصف مستواه المسجل في عام 2024. ومع أن التضخم لا يزال تحت السيطرة نسبيًا، إلا أن مؤشرات ارتفاع الأسعار بدأت تظهر، نتيجة اقتراب نفاد المخزون المستورد، وهو ما قد يؤدي إلى تجاوز التضخم مستوى 3%.
ووفقًا للإيكونومست فإن الاعتماد على فرضية تراجع الرئيس الأمريكي قبل أن تقع الأضرار يُعد مخاطرة بحد ذاته، لأن غياب ردود الأسواق على تهديداته يُشجعه على المضي قدمًا. كذلك فإن الزيادة التدريجية في الرسوم تُخفي جزءًا من الأثر السلبي، مما يؤدي إلى تآكل بطيء في النمو الاقتصادي، مشابه لما شهدته بريطانيا بعد مغادرتها الاتحاد الأوروبي.
وإن كان الرد الانتقامي من الدول الأخرى محدودًا حتى الآن، فإن توجه ترامب إلى تحويل السياسات التجارية إلى مفاوضات ثنائية دائمة لا يخدم الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل. إذ يدفع ذلك الشركات إلى التركيز على النفوذ السياسي للحصول على امتيازات، بدلًا من تحسين الكفاءة أو الابتكار، مما يشكل تهديدًا هيكليًا على أداء الاقتصاد الأمريكي، وفقًا للإيكونومست.
وفي ظل هذه البيئة المليئة بعدم اليقين، فإن إدراك التأثير الحقيقي لهذه الرسوم قد يتأخر، إلا أن المؤكد أن الأضرار ستظهر تباعًا. وقد يكون التآكل التدريجي للنمو غير ملحوظ مثل الأزمات المباشرة، لكنه يحمل خطورة لا تقل عنها، وقد يُقوض في نهاية المطاف استقرار الاقتصاد الأمريكي على المدى البعيد.
تباطؤ نمو التجارة العالمية وسط تزايد المخاطرأما البنك الدولي فقد أوضح في تقرير له أن التجارة العالمية التي بدأت بقوة مع بداية 2025، -مدفوعة بعمليات الشحن الاستباقية قبل فرض التعريفات-، تشهد الآن تباطؤًا حادًا، ويتوقع أن ينخفض نمو التجارة من 3.4% في 2024 إلى 1.8% في 2025، وهو أقل من نصف متوسط العقدين السابقين على جائحة كورونا.
وأرجع البنك الدولي أبرز أسباب التباطؤ إلى الزيادة الحادة في الرسوم الجمركية والإجراءات الانتقامية، واضطرابات سلاسل التوريد، وارتفاع مستوى عدم اليقين بشأن السياسات.
واتصالًا بتقديرات وتوقعات البنك الدولي فقد أشارت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) في تقرير لها إلى أن التجارة العالمية شهدت نموًا معتدلًا في الربع الأول من عام 2025، حيث أظهرت بيانات التجارة العالمية في الربع الأول من عام 2025 نموًا بنسبة 1.5% على أساس ربع سنوي وبنسبة 3.5% على أساس سنوي. وقد بلغ نمو التجارة في الخدمات سنويًّا حوالي 9%، مما يعكس ديناميكية القطاع.
وتظل التقديرات الآنية للأونكتاد إيجابية للربع الثاني من عام 2025، حيث تشير إلى نمو على أساس ربع سنوي بنحو 2% في كل من السلع والخدمات، ما يعزز التوقعات الإيجابية للنصف الأول من عام 2025.
ومع ذلك فإن استمرار نمو التجارة في النصف الثاني من العام الجاري يعتمد على وضوح السياسات العالمية والتطورات الجيوسياسية وقدرة سلاسل التوريد على التكيف. ومن المتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي عالميًا، مما قد ينعكس سلبًا على التجارة. وتشير مؤشرات مثل انخفاض مؤشر مديري المشتريات في الصين إلى تراجع محتمل في النشاط الصناعي.
في المقابل يوفر التكامل الإقليمي بعض الدعم رغم بقاء مؤشرات الشحن البحري دون متوسطات عام 2024.
ووفقًا للأونكتاد فإن هناك مخاطر مستقبلية قد تعيق نمو التجارة العالمية، أبرزها: استمرار الغموض بشأن السياسة التجارية الأمريكية، كما أن زيادة السياسات الصناعية الحمائية قد تؤدي إلى احتكاكات تجارية أوسع، خاصة إذا اتخذت الدول الأخرى إجراءات انتقامية.
ختامًا، تكشف الرؤى الصادرة عن المؤسسات الدولية أن التجارة العالمية تقف عند مفترق طرق. فبينما يحاول البعض الحفاظ على قواعد النظام التجاري المتعدد الأطراف، تتصاعد النزعة الأحادية والصفقات الثنائية القائمة على الضغوط.
ويبدو أن التجارة الدولية باتت مهددة بفقدان الشفافية والاتساق على المدى الطويل، وفي ظل هذه المعطيات لن تكون عواقب ارتفاع الرسوم والحمائية مجرد تباطؤ اقتصادي، بل قد تعيد تشكيل خريطة التجارة العالمية بالكامل، وتفرض واقعًا جديدًا يتطلب إعادة صياغة للتحالفات وقواعد اللعبة الدولية.
اقرأ أيضاًوزيرة التضامن تبحث مع ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تعزيز القدرات المؤسسية والبشرية
وزير الدولة للإنتاج الحربي يتفقد خطوط إنتاج شركة هليوبوليس للصناعات الكيماوية