الأسبوع:
2025-05-19@06:22:40 GMT

الأسبوع.. "بيتنا الكبير"

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

الأسبوع.. 'بيتنا الكبير'

سبعة وعشرون عاما مرت على صدور العدد الأول من صحيفتنا "الأسبوع" التى نحتفل كل عام وفى يوم السابع عشر من فبراير بانطلاقتها فى بلاط صاحبة الجلالة، بمدرسة مهنية مختلفة، جريدة مستقلة تقدم وجبة صحفية طازجة كل أسبوع، تحتض بين صفحاتها مداد قلم شباب من خيرة الصحفيين، ومقالات لكبار الكتاب، كان العمل اليومي فى تلك الأيام من عام 1997وما بعده لأعوام طويلة، على قدم وساق، ولم يكن للكمبيوتر مكان بعد فى العمل الصحفي، وكانت الورقة والقلم سيدي العمل، ولم يكن الهاتف المحمول قد وجد طريقه إلى حياتنا كما هو الحال الآن، وكان الهاتف الأرضي هو الوسيلة الوحيدة للتواصل مع المصادر، ولا عجب أن يرد أحد أفراد البيت ويقول لك إن فلانا نائم أو غير موجود الآن فتعاود الاتصال حتى تجده، لذا كان العمل شاقا ومرهقا، ويتطلب عمل تحقيق صحفي أياما حتى يخرج بالمستوى المطلوب، وفى أوقات كثيرة كان يتطلب الذهاب الى المصدر إلى مقر عمله أو حتى منزله للحصول على رأيه فى القضية التى تناقشها فى تحقيقك الصحفي.

أتذكر هذا الشغف وهذا الدأب والحرص على الوصول للمصدر دون كلل أو تعب، فذات يوم كنت أرغب فى عمل حوار مع عالم الطب النفسي الشهير الدكتور أحمد عكاشة، واتصلت مرارا وتكرارا فى منزله وفى العيادة والمستشفى، وعندما يرد عليّ أحدهم بضرورة معاودة الاتصال، لأن الدكتور غير متواجد حاليا، كنت أطلب منهم إبلاغه باسم المتصل، وذات يوم رد عليّ الدكتور بنفسه وحدد لى موعدا وذهبت إلى منزله بحي الزمالك بصحبة أحد الزملاء المصورين، وبمجرد أن رآني الدكتور عكاشة قال لى إنه حدد الموعد وكان حريصا على رؤية هذه الصحفية التى تمتلك هذا القدر من الإصرار، وكانت هذه الكلمات وساما على صدرى ودافعا لمواجهة عثرات كثر واجهتها فى مهنة البحث عن المتاعب.

نعود لتجربة الأسبوع التى أعتبرها جزءا لا يتجزأ من حياتي والتى تربطني بها علاقة وجدانية من نوع خاص، مازالت تتملكني بعد كل هذه السنوات الطوال وحتى يومنا هذا، كان عمر طفلي الأصغر "حسام" يتعدى الثلاثة أشهر بقليل عندما عاودت العمل، وقتها ولأن الأخ الأكبر رئيس التحرير مصطفى بكري، كان يقدر ظروف كبيرنا وصغيرنا، وهذا هو البعد الإنساني فى شخصيته والذى ترك بصمة فى حياة كل منا، استطعت خلال هذه الفترة التوفيق بين رعاية أطفالي والعمل، وتم قيدي بنقابة الصحفيين.

شرفت بتولي رئاسة قسم التحقيقات فى فترة ما بعد ثورة 25 يناير وحتى الآن، تلك التجربة التى أضافت لى الكثير من الزاد المعنوي والمهني، فقد حملت على عاتقي منذ البداية مسئولية تدريب عدد لا بأس به من الشباب من خريجي كليات وأقسام الإعلام، وجميعهم كانوا على قدر المسئولية المهنية، لم يدخروا جهدا فى متابعة الأحداث فى تلك الفترة المضطربة التى مر بها الوطن وتكبدوا فى سبيل ذلك الكثير من المخاطر، هم شباب "زي الورد" بعضهم ما زال يكمل المسيرة معنا والبعض الآخر انضم لصحف أخرى، هؤلاء هم جزء من تجربتي التى أعتز بها.

ونحن نحتفل بالعيد السابع والعشرين على صدور الأسبوع نتذكر روحا غالية افتقدنا وجودها معنا وأثرها الإنساني والمهني هى روح أخونا وأستاذنا محمود بكري الذى كان شعلة نشاط تدب فى المكان رحمة الله عليه.. كل عام وكتيبة الأسبوع بخير ونجاح مهنيا وإنسانيا..

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»

 

حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»

بكري الجاك

الحقيقة الموضوعية التى لايمكن مقارعتها بالغلاط و الهتاف ان السودان ظل فى حالة احتراب داخلي منذ ماقبل الاستقلال (أغسطس ١٩٥٥ حركة الأنانية ون) حينها كانت منطقة الخليج تحت الانتداب البريطاني و لم يكن هنالك دول مثل الامارات و قطر و لاغيرها و التى كانت موجودة كانت لا تملك قوت عامها.

و الحقيقة الموضوعية التى لا يمكن محوها انه كان هناك نظام يسمي الانقاذ أتى بانقلاب عسكري فى عام ١٩٨٩ و قام بتأجيج الحرب الأهلية باسم الجهاد و استثمر فى خلق الصراعات القبلية و تكوين المليشيات و تقنين الفساد و تطبيعه حتى ظن الناس الاستقامة هى ضرب من ضروب الخيال.

و الحقيقة الموضوعية التى لا يمكن تغييرها بالاكاذيب ان الشعوب السودانية قامت بثورة عظيمة فى ديسمبر ٢٠١٨ شاركت فيها كل فئات المجتمع السوداني و ان القيادة المدنية التى قادت مشروع الثورة اتخذت تقديرات سياسية اتضح لاحقا ان بعضها كان غير صحيح و لكن لم تفشل الفترة الانتقالية، و كما لا يمكن ان نساوي بين ٢٦ شهر للحكم الانتقالي و ثلاثين عاما من التخريب الممنهج و النهب المشاع للانقاذ، و لم تفشل المرحلة الانتقالية و لكن انقلب عليها من يتحاربون الآن، كما عمل على افشالها تحالف المال و السلطة الذي عماده الاسلاميين و ربائبهم بالتامر و التخريب اولا و الانقلاب ثانيا و اخيرا الحرب.

و الحقيقة الموضوعية التى لا يمكن نفيها بإعادة كتابة التاريخ ان حرب السودان بدأت بين السودانيين و لها عدة اسباب مباشرة و غير مباشرة من بينها الخلل البنيوي فى بنية الدولة حتى قبل اعلان استقلالها.

عليه اي محاولة لتصوير حرب السودان كحرب خارجية او غزو اجنبي او كلها محض عدوان خارجي هو ذهول عن رؤية قرص الشمس او رفض حقيقة ان الشمس تشرق من الشرق و هذا لا يعني انه ليس هناك عوامل خارجية ( شبكة مصالح و دول) اصبحت ذات تأثير عالي فى استمرار حرب ١٥ أبريل و هذه العوامل سيكون لها دور فى الطريقة التى ستنتهي بها الحرب.

و جوهر القول انه بدلا من ترديد ان الحرب غزو اجنبي كشكل من أشكال الهروب الي الا مام علينا ان نتسائل عن ما هو دورنا نحن كسودانيين لايقافها بدلا من لعن الظلام و الخارج؟ اية محاولة للوم الخارج فقط و كفي هو ليس فقط نوع من الكسل الذهني بل هو التخلي عن ال agency اي قدرتنا على الفعل.

قليل من الموضوعية لا يضر و مهما كانت المواقف من الحرب و الرؤي فى تفسيرها لا يوجد ما يجب ان يقدم على ايقافها باي صيغة كانت و الا فما قيمة ان يكون الفرد منا علي صواب فى التشخيص و لكن المريض قد أصبح جثة هامدة؟ فلنعمل جميعنا على إسكات البنادق و لنواصل اختلافنا و جدلنا عن ما حدث حينما نجد الامان فللحقيقة اوجه عدة.

بكري الجاك
١٨ مايو ٢٠٢٥

الوسومبكري الجاك حرب السودان حرب خارجية غزو اجنبي كتابة التاريخ

مقالات مشابهة

  • الدكتور هيثم الزبيدي..الفارس الذي إستعجل الرحيل
  • الدكتور عبد الرحمن عبد العال: جراحات التجميل لا تقتصر على تحسين الشكل فقط
  • ماذا لو أحببنا الوطن.. .؟
  • حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»
  • استشهاد الدكتور زكريا السنوار وأبنائه في قصف خيمة بالنصيرات
  • حوار بيني وبين جدران بيتنا
  • توريد 270 ألف طن قمح لصوامع أسوان
  • مقال «الأسبوع» يزلزل الاحتلال.. مرصد إسرائيلي يتهم الدكتور محمد عمارة بالتحريض ضد إسرائيل
  • زيارة رئيس مجلس النواب الدكتور محمود المشهداني الى مدارس النبراس ..
  • الذهب يتجه لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي في 6 أشهر