حاج ماجد: رحلتي مع البحث عن العلاج (3)

الأصدقاء الأعزاء كما ذكرت في مقدمة الجزء (1) فإن هدفي الرئيسي من وصف رحلتي في البحث عن العلاج هو تصوير و عكس جزء بسيط من معاناة المرضى في بلادي بعد التدمير الممنهج الذي تعرضت له المنشئات و المرافق الصحية في أي مكان وطئته أقدام المليشيا المتمردة المجرمة الإرهابية .

بعد قرار الطبيب بأن أي تدخل لإجراء عملية يتطلب السيطرة على نسبة السكر التراكمي و ضغط العين و الذي يتطلب حسب تقديره مدة زمنية قد تصل إلى شهرين مع إستخدام العلاج ، و أثناء تواجدي في مروي و أنا أفكر في كيفية قضاء هذه المدة تواصل معي عدد كبير من الأهل و الأصدقاء من بينهم أطباء و ذلك بغرض الإطمئنان على صحتي و لتزويدي ببعض النصائح ، و اقترح علي بعضهم أن أتوجه إلى مدينة بورتسودان التي يوجد بها مركز خاص يقوم بإجراء عمليات الشبكية ، و بعضهم اقترح علي السفر إلى الخارج .

بعد تفكير و تشاور مع الأسرة قررت التوجه إلى بورتسودان خاصة بعد إلحاح الأخ علي أحمد دقاش و ملاحقات الأخ الصديق عبد الله محمد علي بلال و المتابعة اللصيقة للشاب الودود محمد سيد الذي أجبرته الظروف على الإقامة في المملكة العربية السعودية التي كان يتواجد بها لأداء العمرة عندما اندلعت الحرب ، و قد قام بإجراء إتصالات مكثفة مع مستشفى مكة ببورتسودان .

لحسن الحظ وجدت أن هناك بص يتحرك من مروي مرورا بعطبرة – هيا – جبيت – سواكن – ثم بورتسودان .

كانت رحلتي أيضاً طويلة و شاقة إستغرقت أكثر من 15 ساعة ، و عندما توقف بنا البص في محطته النهائية بالسوق الشعبي وجدت في انتظاري إثنين من مساعدي الأخ عبد الله محمد علي الشاب الخلوق الضي و صاحب الهمة العالية محجوب أبو كلام (ود النوبة) و الذان نقلاني إلى منزل الأخ عبد الله في (حي سللاب) و ظلا يحيطاني بعناية كاملة طوال الأيام التي أمضيتها في بورتسودان – فأنا مدين لهما – في اليوم الثاني من وصولي بدأت برفقة الأخ محجوب أبو كلام إجراءات الحجز لمقابلة الدكتور طارق عمر إختصاصي الشبكية بمركز دكتور مجدي للعيون و هو المركز الوحيد الذي يقوم بإجراء عمليات الشبكية بعد خروج ولاية الخرطوم و مدني من الخدمة !!

و كانت الصدمة عندما وجدت أن أول موعد سيكون يوم 12 فبراير أي بعد ثلاثة أسابيع من وصولي بورتسودان ! و بعد محاولات تحصلنا على موعد أقرب و لكن بعد نهاية العيادة ، و بعد المقابلة و الكشف و الصور جاء قرار الطبيب مطابقا لقرار لزميله في مستشفى مروي ،

وخلال فترة تواجدي في بورتسودان نشطت محاولات بعض الأصدقاء بالداخل و الخارج للحصول على فيزا دخول لإحدى دول الجوار التي تتوفر فيها خدمات علاجية أفضل و لكن كل محاولاتهم لم تنجح !! إلى هنا إتخذت قرار العودة إلى مقر إقامتي و انتظار الموعد الذي حدده الطبيب ليقرر بعده بشأن العملية .
غداً بإذن الله سأقدم وصفا لرحلة العودة .
#المقاومة_الشعبية_خيارنا
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
20 فبراير 2024

المصدر: موقع النيلين