شاهد: بسبب أزمة سوء التغذية في مخيم زمزم بالسودان.. يموت طفل كل ساعتين
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
قالت منظمة اطباء بلا حدود إن طفلاً واحداً على الأقل يموت كل ساعتين في مخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور، بسبب سوء التغذية وانعدام الغذاء والرعاية الطبية،
تستمر معاناة النازحين الذين يعيشون في مخيم زمزم شمالي دارفور بسبب المستويات العالية من سوء التغذية الناجمة عن عدم كفاية المساعدات الإنسانية بعد مرور نحو عام على بدء أعمال العنف.ويعيش نحو 300 ألف نازح بسبب الحرب في السودان ظروفاً صعبة في المخيم الواقع على بعد 15 كم جنوب غرب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، احد اكبر وأقدم مخيمات النازحين في البلاد. والأطفال هم الأكثر تضرراً من سوء الأوضاع بسبب نقص الرعاية والغذاء.
وتقول النازحة مناظير بخيت أحمد:" إنهم لم يتلقوا "شيئاً" منذ وصولهم إلى المخيم".وتضيف: "إنهم كانوا يحصلون على بطاقات الطعام، لكن حتى هذه البطاقات توقفت الآن، مما جعلهم بلا طعام".
وتحدثت النازحة ماجدة أحمد بشيرعن تجربتها مع طفلتها المريضة بالقول إن" معظم المستشفيات مغلقة بسبب النزاع، أي أن أقرب مستشفى يبعد ساعتين ونصف"، مما جعل من الصعب عليها الحصول على العلاج لابنها الذي " لا يزال مريضاً".
يونيسيف تدق ناقوس الخطر: 700 ألف طفل في السودان معرضون للموت بسبب نقص التغذية الحادووصف رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في السودان، جان غي فاتو الوصع الراهن بأنه "كارثي حقاً"، وقال إن معدل الوفيات في المخيم أعلى "بعشر مرات تقريباً" مما كان متوقعاً وأعلى بمرتين ونصف من معدل الطوارئ.
وأكد فاتو أيضاً أن الوضع الغذائي في المخيم "ليس جيداً"، مشيراً إلى أن واحداً من كل أربعة أطفال يعاني من سوء التغذية الحاد بينما يعاني 7% من سوء التغذية الحاد الشديد. وأضاف فاتو قوله إن هؤلاء الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية سيموتون "في غضون أسابيع" إذا تركوا دون علاج.
ودعت منظمة أطباء بلا حدود إلى التعبئة الجماعية للمجتمع الدولي والاستجابة الإنسانية السريعة من أجل إنقاذ الأرواح.
ووفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود، يموت طفل واحد كل ساعتين بسبب أزمة سوء التغذية في مخيم زمزم.
ودخل السودان في حالة من الفوضى في نيسان/ أبريل الماضي، بسبب معارك الشوارع بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع المتنافسة في العاصمة الخرطوم، والتي امتدت إلى مناطق أخرى.
وكانت ولاية غرب دارفور، التي مزقتها إراقة الدماء والفظائع في عام 2003، بؤرة للصراع الحالي، وهي ساحة للعنف العرقي حيث تهاجم القوات شبه العسكرية والميليشيات العربية المتحالفة المجموعات العرقية الأفريقية.
وفي وقت سابق من شهر شباط/ فبراير، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس المجتمع الدولي على التعبئة وبذل كل ما في وسعه لوقف الحرب في السودان.
وقال إن الوقت قد حان لكي يبدأ الخصمان المتحاربان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية الفريق محمد حمدان دقلو، الحديث عن إنهاء الصراع الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 12 ألف شخص، أجبر أكثر من 7 ملايين شخص على الفرار من منازلهم.
بعد نزوح سبعة ملايين شخص.. مجلس الأمن "قلق" إزاء انتشار العنف في السودانساحة مدرسة شمال شرق السودان تتحول إلى معسكر لتدريب النساء على حمل السلاحالدعوات إلى تسليح المدنيين تتصاعد مع اتساع نطاق الحرب في السودانووفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود، منذ بداية الحرب في السودان، فر 1.6 مليون شخص من البلاد بحثاً عن الأمان، بما في ذلك ما يقدر بنحو 610 ألف شخص عبروا الحدود إلى تشاد.
ووجه منسق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، نداءً للحصول على دعم دولي بقيمة 4.1 مليار دولار للمدنيين المحاصرين في السودان.
المصادر الإضافية • ا ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حرس الحدود العراقي ينشر قواته على الحدود بعد تكثيف تركيا قصفها للمنطقة تقرير أممي: حركة الشحن البحري عبر قناة السويس انخفضت بمقدار الثلثين وزيرة إسرائيلية: "فخورة بالدمار الذي أحدثه جيشنا في غزة وسنقطع رأس السنوار" مجاعة جمهورية السودان حرب أهلية إقليم دارفور مخيمات اللاجئين أطفالالمصدر: euronews
كلمات دلالية: مجاعة جمهورية السودان حرب أهلية إقليم دارفور مخيمات اللاجئين أطفال قطاع غزة الشرق الأوسط إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني رفح معبر رفح الحرب في أوكرانيا فلاديمير بوتين روسيا فرنسا ألمانيا طوفان الأقصى قطاع غزة الشرق الأوسط إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني رفح معبر رفح الحرب فی السودان من سوء التغذیة أطباء بلا حدود فی مخیم زمزم یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
السودان: حرب بلا معنى (2)
خالد بن عبد الرحمن العوض
اشتهر أشقاؤنا السودانيون بروح الأخوّة والجماعة والتعاطف بينهم إلى الدرجة التي يُصاب فيها المرء بالحيرة عندما يحاول فهم هذه الحرب البغيضة بينهم داخل السودان. ولهذا يجد المرء مرارة في قراءة هذا الصراع بين السودانيين، وخاصة الطريقة الغامضة التي نشأت فيها وبرزت بها ميليشيا الدعم السريع، والتي تضم مقاتلين من خارج السودان، بعضهم في سن المراهقة، والتي تتلقّى الدعم من قوى أجنبية لا تهمها مصلحة السودان. لقد ارتكبت هذه الميليشيا الكثير من الجرائم في هذه الحرب العبثية.
من الصحفيين القلائل الذين حاولوا نقل الصورة البشعة لهذه الحرب وعواقبها الوخيمة على الشعب السوداني، الصحفي البريطاني أنتوني لويد، الذي تمكّن من الدخول إلى الخرطوم وأم درمان وكشف عن جانب مظلم تستخدمه ميليشيا الدعم السريع كسلاح في هذه الحرب.
يسرد الكاتب البريطاني هذه القصة بعد أن أجرى مقابلة مع والدة إحدى الفتيات التي تعرّضت للاغتصاب. اختارت الفتاة المراهقة أن تنام في غرفتها بدلاً من النوم مع أمها وبقية الأطفال في الرواق، حيث النسيم العليل القادم من النيل، في أحد أحياء الخرطوم الذي كانت تسكن فيه هذه الأسرة، والذي يخضع لاحتلال ميليشيا الدعم السريع. لم يخطر ببالها أنه في الهزيع الأخير من الليل سيدخل ثلاثة جنود يحملون السلاح من نافذة المنزل ذي الدور الواحد، ثم إلى غرفتها، دون أن تلاحظ ذلك الأم التي كانت تغط في نوم عميق. لم يكن والدها موجودًا في المنزل ذلك اليوم. كان هؤلاء يبحثون عن أي شيء يسرقونه، وإذا لم يجدوا شيئًا أمعنوا في إهانة أهل هذا الحي بارتكاب جرائم الاغتصاب التي يحجم الكثير من الضحايا عن التصريح بها مخافة العار والفضيحة في مجتمع ديني محافظ. لم يجد هؤلاء الجنود الثلاثة أي ذهب أو مال أو هاتف محمول، فأقدموا تحت تهديد السلاح على ارتكاب هذه الجريمة التي أصبحت، بحسب تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، “منتشرة” في هذه الحرب، رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة لهذه الاعتداءات بسبب صعوبة حصرها أثناء الحرب، وبسبب الخوف الذي يعتري الضحايا من التصريح بها.
عندما وجدت الأم ابنتها ترتجف خوفًا بجانبها في الظلام، أدركت أنها أمام وقت عصيب. لم تُجدِ الصرخات التي أطلقتها في الشارع وأيقظت الجيران الذين ملأوا ساحة بيتها، ولم تنفعها الشكوى لدى نقطة التفتيش التابعة للدعم السريع في نفس الشارع. تكرر السيناريو ذاته بعد ثلاثة أشهر، عندما هجم ثلاثة أفراد من الميليشيا على المنزل وأخذوا الفتاة من يدها، لكن الجيران أنقذوا الموقف بعد سماع صيحات الأم. لم تُخبر الأم والد الفتاة الغائب بما حلّ بابنته، ولا تدري كيف ستكون ردّة فعله لو أخبرته بالأمر. غادرت الأسرة هذه المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيا، متوجهة إلى أم درمان، دون التفكير في العودة إلى المنزل الذي أصبح مكانًا للذكريات المؤلمة.
لم تنتهِ قصة الأم المكلومة، فأمامها الكثير من الجهد لتساعد ابنتها على تجاوز هذه المعضلة.
هذا جانب واحد فقط من الأعراض الجانبية للحرب. فما بالكم بالحرب نفسها؟