أفادت "واشنطن بوست" الأمريكية بأن العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة شكل تذكيرا بالمعايير المزدوجة التي طالما سيطرت على المسرح العالمي، حسب ما أوردته الصحيفة في تقريرها.

وشددت الصحيفة على أن "التواطؤ الغربي في معاناة الفلسطينيين يعيق الدبلوماسية الأمريكية"، مستعرضة مثالا على ذلك خلال اجتماعات مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، حيث تعرض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لشكاوى من نظرائه بسبب رفض واشنطن مشروع قرار جزائري في مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.



وأشارت الصحيفة إلى أن عزلة الولايات المتحدة كانت واضحة في هذه القمة، على عكس قمة مجموعة العشرين العام الماضي في الهند، حيث تمت إدانة واسعة النطاق للعملية الروسية في أوكرانيا.





وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن "الحدث الراهن يظهر تراجع نفوذ الولايات المتحدة، وتغييرا في التحالفات، وتأكلا مستمرا للمبادئ العالمية المرتكزة على القانون الدولي".

من جانب آخر، اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية مشروع قرار على مجلس الأمن، يدعو إلى وقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزة، في أعقاب استخدامها "الفيتو" ضد مشروع قرار جزائري يطالب بوقف إطلاق نار دائم.

ويحذر مشروع القرار الأمريكي من مغبة التوغل البري المحتمل في رفح، التي نزح إليها مئات الآلاف ممن تعرضوا للقصف الإسرائيلي العشوائي والعنيف في شمال ووسط قطاع غزة، لكنها لم تحدد موعد طرح المشروع للتصويت.

ووفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، فقد قال مسؤول أمريكي كبير: "لا نخطط للتعجل في التصويت"، موضحا أن الإدارة "لا تعتقد أن على المجلس اتخاذ إجراء عاجل لتحديد موعد نهائي للتصويت" على مشروع القرار الذي يدعم إطلاق نار مؤقت في غزة شريطة إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.




وفي تبريرها لاستخدام حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الذي قدمته الجزائر، قالت مندوبة الولايات المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد: "لن تؤدي المطالبة بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار من دون التوصل إلى اتفاق يلزم حماس بإطلاق سراح الرهائن إلى سلام دائم، بل قد تؤدي بدلا من ذلك إلى إطالة أمد القتال بين حماس وإسرائيل، وإطالة فترة احتجاز الرهائن، وهي تجربة وصفها الرهائن السابقون بالجحيم، وإطالة الأزمة الإنسانية الأليمة التي يواجهها الفلسطينيون في غزة".

وكانت واشنطن و16 دولة أخرى قد أوقفت دعم الأونروا، وذلك بناء على مزاعم إسرائيلية بأن بعض موظفي الوكالة الأممية قد شاركوا في عملية طوفان الأقصى.

وأوقفت هذه الدول الدعم دون القيام بتحقيق مستقل في المزاعم الإسرائيلية، كما أن الأونروا نفسها فصلت بعض موظفيها أيضا دون القيام بتحقيق شفاف والتأكد من مزاعم الاحتلال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الغربي مجلس الأمن الولايات المتحدة الولايات المتحدة غزة مجلس الأمن الغرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

باحث إسرائيلي: زيارة ابن سلمان لواشنطن تفتح مرحلة استراتيجية جديدة مع أمريكا

أوضح الباحث الإسرائيلي برنارد هيكل، أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة تمثل تجديدا فعليا للتحالف مع واشنطن، مشيرا إلى أنها ستشمل اتفاقيات أمنية واقتصادية واسعة، وأن نتائجها ستنعكس على امتداد المنطقة من الخليج وصولا إلى إسرائيل وإيران.

ومن المنتظر أن يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن اليوم (الثلاثاء)، في أول زيارة له إلى الولايات المتحدة منذ عام 2018.

وفي حديثه لصحيفة "جيروزالم بوست"، وصف برنارد هيكل، الباحث المتخصص في شؤون شبه الجزيرة العربية وزميل معهد هدسون، هذه الزيارة بأنها "بالغة الأهمية"، معتبرا أنها تشكل نهاية مرحلة الفتور التي أعقبت مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وأشار هيكل إلى أن اللقاء المرتقب هو نتيجة سنوات من الاتصالات الهادئة بين واشنطن والرياض، موضحا أن بن سلمان "عومل بقسوة بعد مقتل خاشقجي، وهذا الاجتماع ينهي تلك المرحلة"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن إدارة بايدن دعمت عملية التقارب بشكل غير معلن.

واعتبر أن ما يحدث الآن هو تتويج لمسار طويل سيؤسس لتحالف استراتيجي بين الجانبين، متوقعا توقيع ست أو سبع اتفاقيات واسعة في مجالات الدفاع المشترك، ومبيعات السلاح، والتعدين والمعادن النادرة، والرقائق والتقنيات المتقدمة، إضافة إلى ملفات الاستثمار والصحة والثقافة، وهي اتفاقيات قال إنها ستُعمّق العلاقات بين البلدين بشكل كبير.



ولفت الباحث إلى أن واشنطن تأمل بإحداث اختراق دبلوماسي، ولو محدود، على صعيد العلاقة مع إسرائيل، قائلاً إن تقدماً قد يطرأ على الملف الإسرائيلي الفلسطيني، وإن السعودية قد تقدم على خطوة إيجابية باتجاه تل أبيب.

مع ذلك، يشدد هيكل على أن أي مسار تقارب سيجري ببطء شديد، موضحا أن ولي العهد ينظر إلى التطبيع كعملية تدريجية تختلف تماماً عن النموذجين الإماراتي والمصري؛ فلا سفارات فورية، ولا زيارات رسمية، ولا سياحة، بل بداية عبر مجالات الأعمال والتكنولوجيا والأمن، ثم يتطور الأمر لاحقاً مع الوقت الضروري لتهيئة الرأي العام.

وأوضح هيكل أن حرب غزة عقدت المشهد بشكل كبير، مشيرا إلى أن الرأي العام في السعودية والعالم العربي تأثر بشدة مما جرى هناك، ما يجعل من الضروري أنه يجب أن ينظر إلى السعوديين على أنهم يفعلون شيئا.

ومع ذلك، رجح أنه إذا تم التوصل إلى مرحلة جديدة من وقف إطلاق النار في غزة، فقد تقدم السعودية على خطوات محسوبة حتى دون الوصول إلى اتفاق سياسي شامل، قائلا: "قد نرى بداية تحول، لكنه لن يصل إلى تطبيع كامل".

وأشار هيكل إلى أن السعودية تنتظر التوصل إلى اتفاقية أمنية شاملة قد تنتهي بمعاهدة رسمية مع الولايات المتحدة، موضحاً أن الرياض تسعى إلى الحصول على "مظلة نووية كاملة" وضمانات واضحة ضد أي عدوان خارجي. وأضاف أن القلق السعودي يتركز تحديداً على إيران، ولا سيما في حال شعور طهران بالتهديد عقب أي هجوم إسرائيلي جديد.



ولفت إلى أن قضية البرنامج النووي المدني السعودي محور الاجتماع أيضا، حيث قال "إنهم يريدون الطاقة النووية بالتأكيد كما طرح السؤال الأهم وهو التخصيب، هل سيتخلون عنه، كما فعلت الإمارات بموجب اتفاقية 123 التي تحد من قدرات التخصيب أم سيصرون على الاحتفاظ به؟ إذا تخلوا عنه، فسيطلبون في المقابل حماية أمريكية أقوى".

وسيطرح ملف طائرة إف-35 للنقاش أيضا ، لكنها معقدة بحسب وصفه حيث قال "تتمتع الطائرة بآلية "إيقاف" يتحكم بها الأمريكيون، لا يريد السعوديون نظاما لا يخضع لسيطرتهم الكاملة إنها مسألة سيادة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الطائرة باهظة الثمن، وفي عصر التركيز على الأنظمة غير المأهولة، أصبحت أكثر جاذبية.

ويرى هيكل أن السعودية، رغم رغبتها المثالية في الحصول على طائرة إف-35، تواجه قيودا وخيارات أخرى، لافتا إلى أنه حتى في حال الموافقة الأمريكية، فإن مدة الانتظار الطويلة لاستلام الطائرة قد تدفع الرياض إلى إعادة تقييم قرارها لاحقا.



ويصف هيكل بن سلمان بأنه "براغماتي بامتياز"، مشددا على أنه يتحرك بدافع وطني ويعمل لتحقيق مصالح بلاده، وأن زيارته لواشنطن تأتي في إطار ترسيخ شراكة استراتيجية طويلة المدى مع الولايات المتحدة، ويقدر هيكل أن توقيع الاتفاقيات المتوقعة خلال الزيارة قد يشكل "أهم تطور في العلاقات الأمريكية السعودية منذ عقود"، مع تأثيرات تمتد من الخليج إلى إسرائيل وإيران.

مقالات مشابهة

  • سمو ولي العهد ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية يوقعان اتفاقية الدفاع الإستراتيجية بين البلدين
  • رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يستقبل سمو ولي العهد في البيت الأبيض ويرأسان القمة السعودية الأمريكية
  • مديرة DAWN: اتفاقيات ترامب وابن سلمان أداة نفوذ وسيطرة باقتصاد الولايات المتحدة
  • باحث إسرائيلي: زيارة ابن سلمان لواشنطن تفتح مرحلة استراتيجية جديدة مع أمريكا
  • الزهري الخلقي في أمريكا
  • ثاني أكبر مُصدّر بعد الولايات المتحدة ألمانيا تعاود تسليح إسرائيل
  • مقـ.تل طفل وفتاة جراء حادث إطلاق نار في الولايات المتحدة
  • لأول مرة منذ 7 سنوات.. ولي العهد السعودي يزور الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة الأمريكية.. إلى أين؟
  • واشنطن بوست: الهجمات على إيران لم تنجح بتدمير «البرنامج النووي» بالكامل