الثورة نت:
2025-05-15@18:08:03 GMT

الإنسان بين الضآلة والجبروت!

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

 

مثلما أن الجزء من الكل، فإن الكل ليس سوى مجموع الأجزاء، ينطبق هذا على الكون في علاقته بالمجرات والأجرام والكواكب والنجوم وكل تفاصيل الكون الأرحب واللامتناهي، كما ينطبق على (الأرض) وطن الإنسان المتعاظم الذي يتفنن في ابتكار كل أنواع الأسلحة الفتاكة والمدمرة وفي تلويث هذا الوطن الذي ملأه بالويلات والآثام، ومن الغريب أن هذا الكائن الضئيل المسمى إنساناً يمتلك من القدرات العقلية الهائلة المكتشفة ومنها قدرته على ابتكار أسلحة الدمار الشامل وكل فنون القتال المعروفة بما تنشره من آلام وفظائع وغير المعروفة أو مكتشفة انطلاقاً من مضمون الآية الكريمة : (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) ولا ندري إلى أين ستوصلنا هذه القدرات والملكات المستخدم معظمها في فنون التوحش، ومن المحزن أن هذا الإنسان الجبار عاجز عن رؤية حجمه قياساً بحجم الكون أو حتى بحجم وطنه (الأرض) الذي نرى كثيراً من الأغبياء يبحثون لهم عن هويات تبعدهم عن الوطن الصغير إلى وطن أصغر خدمة لبعض الأهواء المعتلة وتقصيهم عن رؤية آيات الجمال الطبيعي وتعدد المناخ وما تخلقه القدرة الكونية أو أي قدرة وفقاً لمختلف التصورات والعقول والأفكار والأفهام .


هذا الكائن يتفنن في صناعة أسباب الموت أكثر من تفننه في صناعة أسباب الحياة وتطويرها بما يحقق التوازن بين المادي والمعنوي.
الإنسان – كما قيل – عالم بذاته، فيه يختصر وطنه (الأرض) من بحار وجبال وأنهار وسهول وصحار ووديان وبراكين، ومُخُّه يشبه الكون – كما يقول بعض علماء الكونيات أو علم الكون، وفي عالمه تكمن كل المتناقضات، ومن خلال نشاطه – وأقصد هنا الإنسان الأكثر نشاطاً وحركة وتأثيراً، ومصدر كل ذلك تفاعل عوامل الخير والشر داخله كتفاعل عناصر الأرض، ومدى تغلب الخير والوئام والسلام أو التوتر والقلق والحروب الفتاكة، يلخص ما يؤول إليه تأريخ الإنسان منذ وَجِدَ، صراعٌ مستمر، إما اعتداءً أو دفاعاً استخدم فيه في بداية تأريخه قوته البدنية الطبيعية، ثم بدأ بتطويع الطبيعة في خدمته وتحقيق أغراضه ومطامعه بدءاً باستخدام الأحجار ثم الأخشاب والحديد في البناء وصناعة آلات الحرب البدائية، أي أنه صنع منها ما يخدم الحياة والموت معاً وتفنن في وسائل وأساليب القتال، ببساطة يبدو الإنسان موطن الخير والشر تحركه الغريزة والعقل، أو الغريزة قبل العقل لأنه الكائن الذي يجمع بينهما في ذاته، حيث يعرَّف بأنه حيوان عاقل، وحين يوصف بالعاقل فهذا لا يبعده عن الشر لأن العقل مثلما هو مصدر الخير هو كذلك مصدر الشرور التي لا يقوى على فعلها واتقائها أقوى الوحوش المفترسة، فعقل الإنسان ابتكر أسلحة صيد قادرة على قتل عدد كبير من الطيور بطلقة صيد واحدة تحتوي على كمية كبيرة من الشظايا أو المفرقعات، أي أن الشظية الواحدة تقتل طائراً في السماء بهمسة زر بندقية الصيد تفوق قوة الأسد العاجز عن الطيران للامساك بالطير، الإنسان المميز بالعقل المفترس بات أشرس من أكثر الحيوانات افتراساً بأنيابها ومخالبها، وقادر على إبادة سكان مدينتين بل سكان الأرض إن أراد بهمسة زر مفتاحه داخل حقيبة الموت المحفوظ بجيب رئيس من رؤساء الدول التي يُطلق عليها العظمى قد لا يكون بكامل قواه العقلية .
ومن أهم مزايا هذه الدول احتكار أسلحة الدمار الشامل مع حريتها وقدرتها على تدمير العالم باسم الشرعية الدولية وعلى صناعة الحكام الدمى في الدول الصغيرة، منها من تحكم باسم الديمقراطية والعلمانية، ومنها من تحكم باسم الدين والخرافات والعقائد الفاسدة بكل أشكالها، تحكم شعوباً يتم تجهيلها وتدجينها وتدوير عجلة التخلف بأبشع الأدوات والوسائل وكل أنواع العصبيات المريضة التي يجهل أصحابها أو يتجاهلون ضآلة هذا الكائن الذي يُدعى الإنسان، والأغلبية هم الجهلة ولكن القرار غالبا بيد جزء من المتجاهلين يدفعهم ذلك لتغليب الغريزة وتجاهل أهمية العقلانية واحترام العلم فيقربهم من خانة المجرمين أو المتنمرين وينشط نزعة الشر لديهم، فالجهل مصدر الشر والعلم مصدر الخير – كما يرى كثير من الفلاسفة، ولذلك فإن غالبية الحكام من الأشرار، وإلا فما الذي يدفعهم لتجهيل الشعوب وتدجينهم وتحويلهم إلى مجرد قطعان مطبوعين على السمع والطاعة عكس ما تدعو إليه الآية الكريمة ???? الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه )؟
والنتيجة المحزنة أول من يجني ثمارها الحاكم الذي تغلبت غرائزه على عقله فافترست غريزة روحه شهوة التسلط – أحط أنواع الشهوات عند من يعقل، هذا النهج الغرائزي للإنسان يتجلى في استخدام عقله الجبار في ابتكار أبشع أساليب الوحشية وكيل السباب والشتائم على الحيوانات والوحوش المسكينة لاستخدامها غريزة الافتراس مع تدبيج الخطب والمواعظ باسم الفضيلة والإنسانية عن الوحشية والتوحش مخاطباً غيره بفعل الخيرات واجتناب المنكرات، وهذا حال كل من يقولون ما لا يفعلون !!،
هو العدل عنوان كل تقي * ومحرابه المستطاب النقي

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اختتام برنامج التوعية بقضية الغارمين بالتعاون بين الأوقاف ومصر الخير

اختتمت فعاليات برنامج التوعية بقضية الغرم للمجموعة الثالثة للأئمة، وذلك بالتعاون بين وزارة الأوقاف ومؤسسة مصر الخير بأكاديمية الأوقاف الدولية بمدينة السادس من أكتوبر لعدد سبعة وعشرين (٢٧) إمامًا، وذلك في إطار الجهود المستمرة من وزارة الأوقاف للإعداد العلمي والفكري والدعوي للسادة الأئمة، واستمرارًا لخطة الوزارة في التدريب والتأهيل والتطوير.

جاء ذلك بحضور الدكتور أيمن أبو عمر رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة، والدكتور أشرف فهمي مدير عام التدريب، والدكتورة حنان درباشي رئيس لجنة قطاع الغارمين بمؤسسة مصر الخير، والدكتورة أميرة مرزوق مدير الدعم الفني والإداري بمؤسسة مصر الخير.


وقام الدكتور خالد أبو العز المدير الإداري لأكاديمية الأوقاف الدولية بتقديم فقرات اللقاء، وسط تفاعل من الحضور.

الأوقاف تُعلن موعد الاختبار الشفوي لأئمة وخطباء المكافأة بالدقهلية المرشحين للعمل بالخارجالأوقاف: الزلازل من جنود الله وآياته التي تقرع بها القلوبقافلة دعوية بالتعاون بين الأزهر والأوقاف إلى شمال سيناء الخميس والجمعة المقبلينبسبب التشاجر داخل المساجد.. الأوقاف توجه تحذيرا بشأن حرمة بيوت الله


وفي كلمته وجّه الدكتور أشرف فهمي مدير عام التدريب الشكر للدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف على رعايته الكريمة للأئمة، وحرصه الدائم على تنمية مهاراتهم الدعوية والعلمية والفكرية، كما توجه بالشكر للدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، وفريق العمل، على جهودهم المخلصة في دعم الغارمين والغارمات والتخفيف من معاناتهم.

من جانبها أكدت الدكتورة حنان درباشي رئيس لجنة قطاع الغارمين بمؤسسة مصر الخير على أهمية التوعية بقضية الغُرم، وضرورة بيان مخاطرها على الفرد والمجتمع، وسبل مواجهتها، مشيدةً بمستوى الأئمة المشاركين، والذي يؤكد جهود وزارة الأوقاف في الارتقاء بمستوى التأهيل والتدريب للأئمة.
 

جدير بالذكر أن هذه الدورة هي الثالثة من نوعها بأكاديمية الأوقاف الدولية، وقد عقدت على مدار ثلاثة أيام.


وفي ختام اللقاء تم تكريم الأئمة المشاركين في الدورة، الذين أشادوا بها وببرنامجها، وأعربوا عن مدى استفادتهم منها، مقدمين أسمى آيات الشكر والتقدير للأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف على دعمه المستمر للأئمة، ولفضيلة الأستاذ الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء ورئيس مجلس أمناء جمعية مؤسسة مصر الخير؛ على تقديمه ورعايته لهذه الدورة العلمية المتميزة.

طباعة شارك برنامج التوعية بقضية الغرم للمجموعة الثالثة للأئمة وزارة الأوقاف أسامة الأزهري

مقالات مشابهة

  • عمرو الليثي يعود ببرنامج أبواب الخير يوم الأحد المقبل
  • عودة برنامج «أبواب الخير» لـ عمرو الليثي على «راديو مصر» الأحد
  • اختتام برنامج التوعية بقضية الغارمين بالتعاون بين الأوقاف ومصر الخير
  • حلا شيحة تشارك فيديو لها بالحجاب وتعلق: أجمل حاجة في الكون كله الصلاة
  • حلا شيحة تشارك فيديو بالحجاب وتعلق: أجمل حاجة في الكون الصلاة
  • دراسة جديدة تكشف: نهاية الكون قد تأتي أسرع مما كان يُعتقد
  • دينا أبو الخير تحذر من ظلم النفس بالشرك بالله.. فيديو
  • دينا أبو الخير: صوت المرأة ليس بعورة
  • سنابل الخير.. توريد 135 ألف طن قمح لشون وصوامع البحيرة
  • دينا أبو الخير: الغش في الامتحانات محرم شرعًا حتى لو كان لتذكُر الإجابة