أصدرت وزارة الخارجية بيانا صحفيا اليوم جددت فيه في سياق ردها المفصل على التقرير الأخير للمفوض السامي لحقوق الإنسان حول أوضاع حقوق الإنسان بالسودان جددت التزام القوات المسلحة السودانية بالقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان واعلنت فيه رفضها محاولات المساواة بين القوات المسلحة، الجيش الوطني المهني، والمليشيا الإرهابية وتسميتهما بطرفي النزاع ورحبت بإيراد التقرير للفظائع غير المسبوقة للمليشيا وخروقاتها الصارخة والموثقة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان وفيما يلي تورد سونا نص البيان:- تقدمت حكومة السودان برد مفصل على التقرير الأخير للمفوض السامي لحقوق الإنسان حول أوضاع حقوق الإنسان بالسودان وتضمن الرد ملاحظات وتصويبات لما جاء في التقرير، خاصة فيما يتصل بتوصيف الأزمة في السودان .

وجددت الحكومة السودانية في ردها التزام القوات المسلحة السودانية بالقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان أثناء قيامها بواجبها الدستوري في الدفاع عن السودان وشعبه، بما في ذلك التقيد الصارم بقواعد الاشتباك في المناطق الحضرية. ورفض الرد محاولات المساواة بين القوات المسلحة، الجيش الوطني المهني، والمليشيا الإرهابية وتسميتهما بطرفي النزاع. وترحب الوزارة بإيراد التقرير للفظائع غير المسبوقة للمليشيا وخروقاتها الصارخة والموثقة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، والتي تواترت في تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ووثقتها ايضاً كبريات وسائل الإعلام.

وتعيد الوزارة التأكيد بأن هذه المليشيا المتمردة قد استوفت كافة المعايير اللازمة لإعلانها مجموعة إرهابية. كما تجدد الوزارة تأكيد التزام الحكومة بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية واعتماد سياسة المسار السريع لتنفيذ كل إجراءات ومطلوبات المنظمات الإنسانية وتهيب بالمجتمع الدولي أن يدين بأقوى العبارات إعاقة المليشيا المتمردة للعمل الإنساني بالتنصل عن تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاقية جدة بتاريخ ٢٠ مايو ٢٠٢٣ واستمرارها في احتلال المرافق الاستراتيجية والخدمية والأعيان المدنية وإقامة الارتكازات على الطرق الرئيسية ونهب مستودعات المنظمات الانسانية. كما تطالب المقرر خلال استعراضه المرتقب أمام المجلس بتضمين الملاحظات والتصويبات الواردة في رد السودان، إذ أن العلاج الناجع لأي أزمة يبدأ بالتوصيف الصحيح وتسمية الأشياء بمسمياتها.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوات المسلحة

إقرأ أيضاً:

جبهة حماس القادمة؟ جيش السودان الإسلامي والتهديد الإفريقي لاسرائيل

 

جبهة حماس القادمة؟ جيش السودان الإسلامي والتهديد الإفريقي لاسرائيل

رأي
بقلم: أمجد طه، إيتان نيشلوس
4 مايو 2025

لم يعد السودان مجرد ساحة قتال، بل يتحول بسرعة إلى مركز للإرهاب، يتموضع استراتيجياً بالقرب من الجناح الجنوبي لإسرائيل والممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر.

في الوقت الذي تحتفل فيه إسرائيل بالذكرى السابعة والسبعين لاستقلالها، عليها أن تواجه تهديداً متنامياً: لقد أصبح الجيش السوداني بمثابة حماس إفريقيا، والجناح المسلح لجماعة الإخوان المسلمين.
مدعومون بالمتطرفين، ومؤججون بالأيديولوجيا، ومخترقون بالإرهابيين، قد يتحول هذا الجيش قريباً إلى منصة انطلاق لهجوم جديد على غرار هجوم 7 أكتوبر، ولكن هذه المرة من إفريقيا.

كان السودان في السابق يُنظر إليه كشريك واعد ضمن اتفاقات أبراهام، لكنه ينهار الآن ليصبح معقلاً للجهاديين العالميين.
مؤخراً، أحبطت الاستخبارات الإماراتية شحنة أسلحة غير مشروعة كانت متجهة إلى القوات المسلحة السودانية (SAF)، التي أصبحت تصطف علناً مع الجماعات الإسلامية المتطرفة.
هذه الشبكة نفسها كانت تدعم الإرهابيين الذين يقفون وراء الهجمات الأخيرة في كشمير بالهند، وتهرب الأسلحة الإيرانية إلى حماس، ودربت سابقاً مقاتلي أسامة بن لادن – كل ذلك تحت حماية القوات المسلحة السودانية.

السودان لم يعد مجرد ساحة قتال؛ بل يتحول بسرعة إلى مركز إرهابي يتموضع استراتيجياً قرب الجناح الجنوبي لإسرائيل والممرات الحيوية للبحر الأحمر.

لواء براء بن مالك، العامل تحت مظلة القوات المسلحة السودانية، يمجد علناً سيد قطب، المهندس الأيديولوجي للجهادية.
قائده، المصباح أبو زيد، الذي يُشار إليه أحياناً بـ “يحيى السنوار السوداني”، يظهر في صور مع شخصيات مثل مختار بدري، المعروف بالتحريض المعادي للسامية وصلاته بالإرهاب العالمي.

كما عاد أبو حذيفة السوداني من تنظيم القاعدة إلى الواجهة، داعياً جيلاً جديداً من الشباب السوداني للانخراط في الجهاد العالمي.
دعواته للشهادة وحرب العصابات تعكس الأيديولوجيا ذاتها التي قادت إلى مجزرة 7 أكتوبر التي نفذتها حماس.

في الوقت ذاته، يستغل مقاتلو داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) فوضى السودان لغسل الأموال، وتحريك الأسلحة، واستهداف الممرات البحرية الحيوية بالقرب من خطوط الملاحة الإسرائيلية.
أصبح البحر الأحمر، الضروري للتجارة العالمية ولأمن إسرائيل، الآن تحت التهديد المباشر.

رغم أن الجنرال عبد الفتاح البرهان يزعم أنه يدعم التطبيع مع إسرائيل، إلا أن الحقائق على الأرض تروي قصة مغايرة.
شخصيات إسلامية مثل علي كرتي – الذي يعتبره كثيرون “إسماعيل هنية الخرطوم” – ومحمد علي الجزولي، عادوا إلى المشهد السياسي السوداني، مستغلين القوات المسلحة كمنصة لإعادة بسط نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة.

إيران كلاعب رئيسي في عودة الإسلاميين
تلعب إيران أيضاً دوراً محورياً في هذه العودة الإسلامية.
تحولت مدينة بورتسودان بهدوء إلى عقدة رئيسية لشبكة تهريب الأسلحة الإيرانية في المنطقة.
عبر شحنات بحرية سرية وعقود عسكرية، بدأت إيران في تزويد القوات المسلحة السودانية بطائرات مسيرة من نفس النوع الذي يستخدمه الحوثيون لاستهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.

لم تعد هذه مجرد شراكة تكتيكية، بل أصبحت توسعاً استراتيجياً.
بورتسودان مهيأة لتصبح مركزاً لوجستياً رئيسياً لإيران لتسليح وكلائها عبر إفريقيا، من القرن الإفريقي إلى منطقة الساحل.
وقد أفادت مصادر استخباراتية بالفعل بزيادة في نقل الطائرات المسيرة عبر شركات واجهة إيرانية تعمل بالقرب من الميناء.

التاريخ يقدم تحذيراً صارخاً. ففي عامي 2009 و2012، نفذت إسرائيل ضربات جوية ضد قوافل سودانية كانت تهرب أسلحة إيرانية إلى غزة عبر شبه جزيرة سيناء المصرية.
عرفت تلك العمليات باسم “عملية بلو” و”عملية كلاود”، وكشفت عن ممر تهريب أسلحة متجذر بين إيران والسودان وحماس.
اليوم، عاد هذا الممر إلى النشاط، لكنه أكثر تطوراً، وأكثر خفاءً، وأكثر خطورة بكثير.

مع استخدام إيران لبورتسودان للالتفاف على العقوبات وتزويد حلفائها المتطرفين بالسلاح، لم يعد البحر الأحمر مجرد ممر جيوسياسي، بل بات ساحة معركة.

لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهل هذا التصعيد.
إن تلاقي عودة الإسلاميين في السودان ودبلوماسية الطائرات المسيرة الإيرانية قد يعيد رسم الخريطة الأمنية لإفريقيا ويعيد تعريف التهديدات الإسرائيلية من الجبهة الجنوبية.

هذه ليست مجرد أزمة داخلية سودانية؛ إنها جبهة إسرائيلية جنوبية جديدة.
غزة إفريقية قيد التشكل.

ماذا يجب أن تفعل إسرائيل وحلفاؤها؟
على إسرائيل وحلفائها أن يكشفوا تحالفات السودان الإسلامية ويمنعوا وصول الأسلحة والتمويل إليها؛
وأن يعيدوا صياغة تصور الحرب في السودان بحيث لا تكون فقط كارثة إنسانية بل تهديداً إرهابياً استراتيجياً؛
وأن يحموا البحر الأحمر عبر تعزيز المراقبة البحرية وعمليات الردع، لأن موجة الإرهاب التالية بأسلوب حماس قد لا تنطلق من غزة، بل قد ترتفع من ضفاف النيل.

يجب أن تتطابق سنوات صمود إسرائيل الـ77 مع البصيرة.
وتبدأ البصيرة بمراقبة السودان… قبل أن يضرب.

https://www.jpost.com/opinion/article-852544

الوسومإسرائيل الجيش السوداني السودان حماس ساحة قتال غزة مركز إرهابي

مقالات مشابهة

  • المرصد الوطني الأردني لحقوق الإنسان يزور مديرية الإعلام العسكري
  • السودان: مقتل وإصابة 18 عنصرا من ميليشيا الدعم السريع في الفاشر
  • الإمارات ترحب بقرار "العدل" الرافض لادعاءات الجيش السوداني
  • القانون الدولي ينتصر للإمارات.. محكمة العدل تشطب دعوى الجيش السوداني
  • الحفيتي: على المجتمع الدولي القيام بدور حاسم لوقف معاناة السودان.. والإمارات ملتزمة بدعم الشعب السوداني الشقيق
  • الإمارات: آن الأوان كي يتوقف القتل في السودان فوراً.. وملتزمون بالدعم الإنساني (فيديو)
  • وكيل الخارجية يطمئن المجتمع الدولي والسلك الدبلوماسي بأن القوات المسلحة قادرة على التصدي لاستهداف وهجوم المليشيا
  • راشد عبد الرحيم: الجيش والنهود
  • جبهة حماس القادمة؟ جيش السودان الإسلامي والتهديد الإفريقي لاسرائيل
  • الإمارات.. نزاهة تنسف ادعاءات القوات المسلحة السودانيـة