بن الوليد: إدوارد سعيد يرصد استفادة السلطة والاستعمار من “الاستشراق”
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
قال الدكتور يحيى بن الوليد، أكاديمي مغربي مختص في قضايا التراث والنقد الثقافي، إن سر نجاح إدوارد سعيد يكمن في جمعه بين السلطة والمعرفة في تناوله للاستشراق الذي كان يُطرح قبل ذلك بطريقة بدائية، قبل أن يُطرح في سياق التصادم مع الغرب، بصفته غزوا أو اختراقاً، حيث كانت الكتابات التي تناولته كلها عبارة عن ردود قومية متشنجة.
وأضاف بن الوليد خلال حلوله في أحدث حلقات برنامج “في الاستشراق”، الذي يقدمه الإعلامي المغربي ياسين عدنان على منصة “المجتمع”، أن الاستشراق بالنسبة لإدوارد سعيد طرح بشكل آخر “أي إن الاستشراق يتوفّر على المعرفة، غير أنها كانت في خدمة السلطة والاستعمار”.
وأشار الأكاديمي ذاته إلى أن الاستشراق بالنسبة لإدوارد سعيد يعني “تنميط الشرق والإنسان الشرقي واعتباره يعيش نوعاً من التخلف والظلام”، موردا أن الاستشراق “كان مغلفاً بالسلطة ونوع من الأنا (الغرب) والآخر (الشرق)”.
وأبرز أن الأكاديمي الأمريكي-الفلسطيني يعرّف الاستشراق بأنه “ذلك الفرق الوجودي المعرفي بين الشرق والغرب، لكنه في الوقت ذاته منطلق فكري لا يخلو من أبعاد سياسية”، معتبراً أن إدوارد سعيد “منسجم مع ذاته في هذه النقطة. كل ما هناك هو أنه يحلل بعدة معرفية، يفكك الأشياء ولا يثرثر”، وهو ما جعله، بالنسبة للباحث ذاته، في واجهة نقد الاستشراق بالرغم من كتابة كثيرين في هذا الموضوع.
وقال صاحب كتاب “المثقفون العرب” إن “إدوارد سعيد كان يمتلك أسلوب النقد الأدبي وبرع فيه، ويعتبر أن الأدب خدم الهوية الفلسطينية مقارنة بالسياسة التي يعتبرها ظرفية”.
من جانب آخر، ذكر يحيى بن الوليد أن تركيز إدوارد سعيد على الاستشراق في فرنسا وبريطانيا يرجع إلى ارتباط هذين البلدين بالقوى الاستعمارية قبل أن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية “حلبة الاستشراق” بعد الحرب العالمية الثانية.
ولفت ضيف “في الاستشراق” إلى أن إدوارد سعيد أدرك كيف يوفق بين هويتيه الفلسطينية والأمريكية، قائلا في هذا السياق: “إذا أردنا أن نصنّفه سنقول إدوارد سعيد الأكاديمي الأمريكي ثم المفكّر أو الكاتب الفلسطيني الذي كان ضد الأصولية الدينية والثقافية والقومية”.
وأورد الأكاديمي المغربي أن قوة إدوارد سعيد تكمن في تجنّبه الحديث بطريقة سياسية مباشرة، لا سيما فيما يتعلّق بفلسطين، التي لا يدرجها في كتاباته كجغرافيا بل كفكرة وحكاية، وهو ما يشترك فيه مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش.
وخلص المختص في قضايا التراث والنقد الثقافي إلى أن إدوارد سعيد كان “يسخر” من “الماركسيين العرب”، ولم يشر بتاتا إلى الاهتمام العربي باستشراقه الذي أثر خارج العالم العربي أو الشرق الأوسط.
هسبريس المغربية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: إدوارد سعید بن الولید
إقرأ أيضاً:
انطلاق مؤتمر “الصحافة العلمية بين الواقع وقيادة التغيير” في جامعة الشرق الأوسط بمشاركة عربية واسعة
صراحة نيوز– انطلقت، صباح الأحد 4 أيار 2025، فعاليات مؤتمر الصحافة العلمية الثاني تحت عنوان “الصحافة العلمية بين الواقع وقيادة التغيير” في كلية الإعلام بجامعة الشرق الأوسط، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين من الأردن، وفلسطين، والجزائر، والإمارات، ومصر، والعراق.
وشهد المؤتمر تقديم ومناقشة مجموعة من الأبحاث العلمية المتخصصة، ضمن جلسات علمية تناولت قضايا وتحديات الصحافة العلمية، وآفاق تطورها في ظل التغيرات البيئية والتكنولوجية المتسارعة.
أربعة محاور رئيسية ناقشت تحديات الحاضر وأدوات المستقبل
استهل المؤتمر أعماله بمحور الصحافة العلمية الصحية، حيث أكّد المشاركون على ضرورة تعزيز الوعي الصحي المستدام، ودور الإعلام العلمي في مكافحة الشائعات خاصة خلال الأزمات الصحية والجوائح. كما أشار عدد من المتحدثين إلى أن ضعف تأثير الصحافة الصحية في بعض الدول يعود إلى نقص التأهيل التخصصي للصحفيين وضعف التنسيق مع الجهات الصحية، داعين إلى بناء شراكات معرفية تضمن المصداقية والمهنية.
في المحور الثاني، ناقشت الأوراق العلمية الصحافة البيئية وتحديات المناخ، مؤكدين أن الإعلام العلمي قادر على قيادة وعي بيئي يوجه السياسات العامة نحو الاستدامة، وذلك من خلال استخدام أدوات تفاعلية وفتح قنوات حوار مجتمعية حول القضايا المناخية ومسبباتها.
أما المحور الثالث، فتناول موضوع العلاقات العامة وبناء الثقة في الصحافة العلمية، حيث شدّد الباحثون على أن الثقة لا تتحقق إلا عبر توازن دقيق بين الجاذبية والمعلومة، مؤكدين على أهمية العلاقات العامة كحلقة وصل استراتيجية بين المؤسسات العلمية والجمهور، خاصة في إدارة الأزمات.
وسلّط المحور الرابع الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في الصحافة العلمية، وناقش المشاركون إمكانات هذه التقنيات في تحسين دقة المحتوى وتوسيع انتشاره. كما حذرت الأوراق البحثية من المخاطر المحتملة على المصداقية، في حال غياب المعايير الأخلاقية والتحريرية الواضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
تصريحات رسمية تؤكد الالتزام الأكاديمي والمجتمعي
وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد عميد كلية الإعلام الدكتور رامز أبو حصيرة أن انعقاد المؤتمر يجسّد التزام الجامعة برسالتها في خدمة المجتمع، ويعكس إيمانها العميق بأهمية الإعلام العلمي في بناء وعي جماهيري مستنير، قادر على دعم أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف أبو حصيرة أن المؤتمر يُعدّ امتدادًا لمسار أكاديمي تتبناه الكلية، بهدف ترسيخ منصة حوار تجمع نخبة من الباحثين العرب، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الصحافة العلمية لمواكبة تحديات العصر.
من جانبه، قال الدكتور رصدام المشاقبة، عضو هيئة التدريس في الكلية، إن تنظيم هذا المؤتمر يعبّر عن التزام جامعة الشرق الأوسط بتعزيز المسارات المهنية للصحافة المتخصصة، خاصة الصحافة العلمية، مؤكدًا على ضرورة تأهيل كوادر إعلامية قادرة على نقل المعرفة العلمية بلغة دقيقة وموثوقة.
منصة فكرية عربية لتعزيز الصحافة العلمية
ويُشار إلى أن مؤتمر “الصحافة العلمية بين الواقع وقيادة التغيير” وفّر منصة فكرية ومهنية جمعت الإعلاميين والباحثين من مختلف الدول العربية، وقدّم رؤى متقدمة في مجالات الصحة، والبيئة، والعلاقات العامة، والتحول الرقمي، وسط إجماع على ضرورة دعم الصحافة العلمية كأداة أساسية للتنمية المستدامة وبوابة نحو مجتمعات أكثر وعيًا بالعلم والمعرفة.