مستشار أمن سيبراني: التكنولوجيا العصبية والذكاء الاصطناعي يمكنهما توفير مستقبل أفضل للجميع
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
قال الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، إن التكنولوجيا العصبية هي مجال علمي يهتم بدراسة الدماغ والأعصاب والعلاقة بينهما وبين السلوك والوظائف الحيوية.
وأوضح الدكتور محمد محسن رمضان إن من أبرز التطورات في هذا المجال:
فهم أفضل للدماغ، حيث ساعدت تقنيات التصوير العصبي على تحسين دقة وتفصيلية التشخيص للأمراض العصبية، مثل الزهايمر والسكتات الدماغية.كما ساعدت على فهم أكثر للعمليات العصبية المسؤولة عن الذاكرة والتعلم والانتباه والعواطف وغيرها.واجهات الدماغ الحاسوبية: ظهرت تقنيات جديدة تسمح للأشخاص بالتفاعل مع الأجهزة والكمبيوترات باستخدام العقل، مثل أجهزة التحكم بالعقل. هذه التقنيات تستخدم إشارات كهربائية تنبعث من الدماغ لإرسال الأوامر أو استقبال المعلومات.الأدوات العلاجية: تم تطوير أدوات وتقنيات جديدة لعلاج اضطرابات الدماغ والأعصاب، مثل العلاج بالتنظير والتحفيز العصبي العميق. هذه الأدوات تستخدم موجات صوتية أو كهربائية لتحفيز أو تثبيط نشاط الخلايا العصبية.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي هو مجال علمي يهتم بتطوير الأنظمة والبرامج التي تحاكي الذكاء البشري أو تتفوق عليه في بعض المهام، منوها بأن التعلم الآلي هو فرع من الذكاء الاصطناعي يهتم بتطوير الأنظمة التي تتعلم من البيانات والتجارب دون برمجة مسبقة.
وأفاد الدكتور محمد محسن رمضان بأن من أبرز التطورات في هذا المجال:
تطوير نماذج أكثر تقدمًا للذكاء الاصطناعي مستوحاة من العمليات العصبية في الدماغ، مثل الشبكات العصبية الاصطناعية والشبكات العصبية المتعمقة، فهذه النماذج تستخدم طبقات من الوحدات الحسابية تشبه الخلايا العصبية لمعالجة البيانات والتعلم منها.تطبيقات واسعة النطاق للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في مجالات مختلفة مثل الصحة والتعليم والترفيه والأعمال والأمن وغيرها، وهذه التطبيقات تستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحسين الخدمات والمنتجات والقرارات والابتكارات.واشار إلى أن التطورات في مجال التكنولوجيا العصبية والذكاء الاصطناعي لها تأثير كبير على المجتمع من حيث:
- تحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الدماغ والأعصاب: من خلال تشخيص أفضل وعلاجات أكثر فعالية.
- تطوير تقنيات التفاعل البشري الحاسوبي: يمكن أن يؤدي إلى تحسين التواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة وزيادة الإنتاجية والإبداع.
- تحسين الطاقة وإدارة الموارد: يمكن أن يؤدي إلى تحسين كفاءة استخدام الطاقة وإدارة الموارد، مثل المياه والكهرباء، من خلال التنبؤ بالاستهلاك وتحديد الفجوات في الكفاءة.
- توجيه القرارات الآلية: يمكن أن يؤدي إلى تحسين القدرة على التفاعل مع التحديات أو الفرص في الوقت الفعلي، مثل الاستجابة للحوادث الطارئة أو الاستفادة من الفرص الجديدة.
- تحليل البيانات الضخمة واكتشاف النماذج: يمكن أن يؤدي إلى استخلاص القيمة من البيانات الضخمة واكتشاف النماذج والاتجاهات والعلاقات التي تساعد على فهم الظواهر وحل المشكلات واتخاذ القرارات.
وأكد الدكتور محمد محسن رمضان أن هذه التطورات تفتح آفاقًا جديدة للمعرفة والابتكار والتنمية.
كما أكد أن التكنولوجيا العصبية والذكاء الاصطناعي هما من أهم المجالات التي تشهد تقدمًا هائلًا في عصرنا الحالي، وتتمتع هذه المجالات بإمكانيات هائلة لتحسين حياتنا في مختلف المجالات، مثل الرعاية الصحية والتعليم والأعمال التجارية والحياة اليومية، ومن خلال العمل معًا، يمكننا التأكد من أن التكنولوجيا العصبية والذكاء الاصطناعي يتم استخدامهما لتحسين حياتنا وخلق مستقبل أفضل للجميع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأمن السيبراني الجرائم الإلكترونية الذكاء الاصطناعي الذكاء البشري ذكاء الاصطناعي مجال التكنولوجيا الذکاء الاصطناعی یمکن أن یؤدی إلى
إقرأ أيضاً:
الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي (3- 5)
عبيدلي العبيدلي **
التعريفات والمفاهيم الأساسية
من أجل فهم عميق وشمولي يحدد أبعاد ومعالم الجدل الاقتصادي حول الذكاء الاصطناعي، من الضروري الوقوف على المفاهيم الأساسية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي؛ فالمفهوم الشائع يُشير إلى قدرة الأنظمة الحاسوبية على أداء مهام تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا، مثل التعرف على الصور والأصوات، فهم اللغة الطبيعية، اتخاذ القرارات، والتعلّم من التجارب السابقة. لكن في السياق الاقتصادي، يكتسب المفهوم أبعادًا أوسع، تتضمن:
الذكاء الاصطناعي العام (AGI): والمقصود بها تلك الانظمة القادرة على أداء أي مهمة معرفية يستطيع الإنسان القيام بها، مع قدرة على التكيف والتعلم المستمر. لذا فالذكاء الاصطناعي العام هو مجال نظري في علوم الحاسوب يهدف إلى إنشاء حاسوب قادر على التفكير المنطقي وحل المشكلات المعقدة، على غرار الذكاء البشري أو أفضل منه. الذكاء الاصطناعي الضيق (Narrow AI): وتحتويها أنظمة متخصصة في مهام محددة، وهي الأكثر انتشارًا في الاستخدامات الاقتصادية الحالية، مثل التنبؤ بالطلب أو إدارة سلاسل الإمداد. الذكاء الاصطناعي الضيق، وهو المعروف أيضًا بالذكاء الاصطناعي الضعيف. التعلُّم العميق (Deep Learning): وهو فرع من التعلم الآلي يستخدم الشبكات العصبية الاصطناعية لمحاكاة طريقة عمل الدماغ البشري، وقد أحدث طفرة في تطبيقات الرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغة. والتعلم العميق هو مجال متخصص ضمن التعلم الآلي، يستخدم الشبكات العصبية الاصطناعية متعددة الطبقات (الشبكات العصبية العميقة) لتحليل من الناحية الاقتصادية، يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره تقنية مُضاعفة للقوة الإنتاجية، نظرًا لقدرتها على تحسين الكفاءة، وخفض التكاليف، وفتح أسواق جديدة.الخلفية التاريخية للجدل الاقتصادي حول التقنيات
ولكي يتسنى لنا الوصول إلى فهم أفضل للجدل الحالي، يجدر استعراض الخلفية التاريخية للنقاشات الاقتصادية التي رافقت التحولات التقنية الكبرى:
الثورة الصناعية الأولى (أواخر القرن 18 – أوائل القرن 19): أثارت الماكينات البخارية مخاوف من بطالة واسعة النطاق، لكن المدى الطويل شهد توسعًا في الإنتاج وفرص العمل. الثورة الصناعية الثانية (أواخر القرن 19 – أوائل القرن 20): الكهرباء وخطوط الإنتاج الآلي عززت الإنتاجية وخفضت الأسعار، لكنها أعادت تشكيل علاقات العمل وضاعفت من شدة التركيز الصناعي. الثورة الرقمية (سبعينيات القرن 20 – اليوم): وهي الحواسيب والإنترنت، التي أعادت تعريف الاقتصاد العالمي، ومهدت الطريق أمام العولمة الرقمية، وخلقت فجوات بين الاقتصادات المتقدمة والنامية.في ضوء ذلك يمكن النظر إلى ثورة الذكاء الاصطناعي، على أنها امتدادًا لتلك الموجات، لكنه يتميز بسمتين أساسيتين: السرعة في الانتشار والعمق في التأثير، إذ أن قدرته على التعلم الذاتي والتطوير المستمر تجعله أكثر ديناميكية من أي تقنية سابقة.
ثالثًا: الإطار النظري للجدل الاقتصادي
يمكن تأطير الجدل الاقتصادي حول الذكاء الاصطناعي في ثلاثة محاور نظرية رئيسية:
نظرية النمو الاقتصادي المدفوع بالتكنولوجيا: ترى هذه النظرية أن الابتكار التكنولوجي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، هو المحرك الأساسي للنمو طويل الأجل. ووفقًا لـ"نموذج" روبرت سولو وهو اقتصادي وأكاديمي أمريكي ينتمي إلى المدرسة الكينزية في الاقتصاد (نسبة إلى الاقتصادي البريطاني جون مينارد كينز)، واشتهر بنظريته بشأن النمو الاقتصادي، حصل على جائزة نوبل في علم الاقتصاد عام 1987 تكريمًا لإسهاماته النيرة والمهمة في يرفع إنتاجية العمل ورأس المال، ويخلق فرصًا اقتصادية جديدة. نظرية الإزاحة التكنولوجية (Technological Displacement): تحذر هذه النظرية من أن التكنولوجيا قد تُقصي فئات من سوق العمل، خاصة الوظائف الروتينية، مما يزيد معدلات البطالة ويعمّق الفجوات الاجتماعية. نظرية التغيير الهيكلي (Structural Change): تشير إلى أن إدخال تكنولوجيا جديدة يغيّر البنية الاقتصادية نفسها، بما في ذلك القطاعات المهيمنة، سلاسل القيمة، ومراكز القوة الاقتصادي.لقد تحوّل الذكاء الاصطناعي من كونه مجالًا متخصصًا داخل المعامل والمختبرات إلى كونه عنصرًا جوهريًا في قلب السياسات الاقتصادية والاستراتيجيات التنموية للدول. ويمثّل اليوم لحظة انعطافيه في مسار تطور الاقتصاد العالمي، على غرار الثورة الصناعية أو الثورة الرقمية. غير أن ما يميز هذه الطفرة هو تسارعها غير المسبوق، وتأثيرها المركب على بنى العمل، والملكية، والمعرفة، والسلطة الاقتصادية.
الدروس المستفادة:
السياسات هي الفارق: الذكاء الاصطناعي ليس نعمة أو نقمة بذاته؛ السياسات الحاكمة هي التي تحدد ذلك. الإدماج الرقمي شرط للنجاح: لا يمكن تحقيق استفادة جماعية من الذكاء الاصطناعي دون بنية تحتية تتيح الوصول للجميع. ضرورة إشراك المجتمع: المشاريع التي تُبنى بالتشارك بين الحكومة والمجتمع تحقق نتائج أفضل من تلك التي تُفرض من الأعلى. الاستثمار في المهارات الرقمية: يعد هذا الاستثمار خط الدفاع الأول ضد البطالة التكنولوجية.وتكشف التجارب الواقعية أن الذكاء الاصطناعي قد يكون محركًا للنمو والابتكار أو أداة لتعميق الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، بحسب كيفية إدماجه في السياسات العامة. وتؤكد هذه الحالات أن الجدل الاقتصادي حول الذكاء الاصطناعي لا يُحسم في القاعات الأكاديمية، بل يُحسم في الميدان، حيث تؤدي السياسات الجيدة إلى التمكين، والسياسات الفاشلة إلى التهميش.
لقد تحوّل الذكاء الاصطناعي من كونه مجالًا مُتخصصًا داخل المعامل والمختبرات إلى كونه عنصرًا جوهريًا في قلب السياسات الاقتصادية والاستراتيجيات التنموية للدول. ويمثّل اليوم لحظة انعطافيه في مسار تطور الاقتصاد العالمي، على غرار الثورة الصناعية أو الثورة الرقمية. غير أن ما يميز هذه الطفرة هو تسارعها غير المسبوق، وتأثيرها المركب على بنى العمل، والملكية، والمعرفة، والسلطة الاقتصادية.
وعلى هذا الأساس، من الخطأ القاتل التعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة تقنية فقط؛ بل بوصفه "ظاهرة اقتصادية كونية" يُعاد من خلالها تعريف مفاهيم مثل القيمة، الكفاءة، النمو، والعدالة، كما يطرح أسئلة وجودية على مستوى مستقبل البشرية في ظل الخوارزميات.
** خبير إعلامي
رابط مختصر