قال الجيش الأمريكي، الأحد، إن حمولة السفينة البريطانية “روبيمار” والتي غرقت بشكل كامل هذا الأسبوع نتيجة الأضرار التي أصابتها جراء هجوم قوات صنعاء عليها، أصبحت تشكل خطراً بيئياً في البحر الأحمر، وهو أيضاً ما قالته بريطانيا قبل أيام، فما حقيقة ذلك؟

بيان القيادة المركزية الأمريكية الذي أكد غرق السفينة قال إن “ما يقرب من 21 ألف طن متري من سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم التي كانت تحملها السفينة يشكل خطراً بيئياً في البحر الأحمر”.

وأضاف أنه “عندما تغرق السفينة، فإنها تمثل أيضاً خطراً تحت السطح على السفن الأخرى التي تعبر ممرات الشحن المزدحمة في الممر المائي”.

وقد تم التحقق بشكل مستقل من خصائص هذه المادة وحجم سميتها، حيث أظهر دليل أمان مفصل لشركة “سيمبلوت” الأمريكية للأعمال الزراعية حول “سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم” أن هذه المادة غير خطرة على البيئة البحرية.

وجاء في القسم الـ 12 من الدليل (التأثيرات البيئية) في الفقرة الأولى (السمية) أنه “لا يعتبر المنتج ضاراً للأحياء المائية ولا يسبب أضراراً طويلة المدى”.

هذا أيضاً ما أظهره دليل آخر مشابه أصدرته شركة “بوردر كيميكال” المحدودة لتصنيع المواد الكيماوية والأسمدة، ومقرها في كندا.

وجاء في القسم الـ11 من دليل هذه الشركة (معلومات السمية) أن هذا السماد يحمل “سمية منخفضة للأسماك”.وتنفي هذه المعلومات الموثقة بوضوح، ما ذكرته القيادة المركزية الأمريكية حول خطر وقوع كارثة بيئية في البحر الأحمر نتيجة غرق السفينة البريطانية.

وتترك هذه المعلومات أسئلة حول هدف الولايات المتحدة وبريطانيا من الحديث عن وجود تهديد بيئي نتيجة لغرق السفينة البريطانية “روبيمار”.

ويرى مراقبون أن الهدف هو “تدويل” قضية استهداف السفينة وخلق صورة تهديد عالمي لتحشيد المواقف الدولية ضد حكومة صنعاء، خصوصاً وأن الولايات المتحدة وبريطانيا تركتا السفينة غارقة جزئياً لقرابة أسبوعين ولم تتحركا لقطرها.
ووفقاً لتقرير نشرته شبكة “سي إن إن” قبل نهاية فبراير الماضي ورصده موقع “يمن إيكو”، فقد قال مسؤولون أمريكيون للشبكة إن “وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون بدءاً بالعمل على تأليب اليمنيين والمجتمع الدولي ضد الحوثيين بشكل أكبر، وقد بدأتا في تحدي روايتهم بقوة”.

وأشارت الشبكة إلى أن حديث الناطق باسم البنتاغون في ذلك الوقت عن “خطر بيئي كبير على المنطقة” نتيجة إصابة السفينة البريطانية “روبيمار” يأتي في سياق هذا العمل.

أما الهدف من تأليب الرأي العام الدولي ضد حكومة صنعاء فيبدو أقل غموضاً، حيث تسعى الولايات المتحدة وبريطانيا بوضوح إلى الحصول على المزيد من الدعم الدولي لعملية “حارس الازدهار” وحملة القصف على اليمن والتي رفضت العديد من الدول الانضمام إليها، حيث تريد واشنطن أن تقنع العالم بأن عمليات قوات صنعاء تشكل تهديداً بيئياً دولياً يستدعي الانضمام إلى الحملة.وينطبق الأمر نفسه على الاتهامات التي وجهت مؤخراً لحكومة صنعاء باستهداف الكابلات الدولية في البحر الأحمر، والذي نفت الشركة المالكة للكابلات علاقة الحوثيين به.”

مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: البحر الاحمر السفينة البريطانية اليمن روبيمار غرق السفينة البريطانية السفینة البریطانیة فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

البحرية اليمنية تغيّر معادلة الصراع.. من البحر الأحمر إلى كسر الهيمنة الغربية

يمانيون | تقرير تحليلي
في خضمّ المواجهة المستعرة في البحر الأحمر، لم تعد العمليات اليمنية مجرّد ردود فعل على العدوان الأمريكي الصهيوني، بل تحوّلت إلى أداة استراتيجية تعيد رسم خارطة النفوذ العالمي في المنطقة.

هذا التحول، كما وصفته صحيفتا “ديلي ميل” البريطانية و”ذا إنترسبت” الأمريكية، يتجاوز الأبعاد العسكرية، ليبلغ مستوى عميقًا من التحدي السياسي والاستراتيجي للأطماع الغربية، ويكشف في الوقت ذاته تصاعد مكانة صنعاء كفاعل إقليمي محوري في معركة كسر الهيمنة وإعادة تعريف مفهوم الردع والسيادة.

صنعاء تُفكّك الأسطورة العسكرية الغربية
في تقريرها الموسع، كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن أن الضربات اليمنية على السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني أظهرت “هشاشة المنظومة الغربية”، مؤكدة أن الولايات المتحدة فشلت في حماية مصالحها البحرية رغم استخدام أحدث تقنياتها العسكرية.

الهجمات التي نُفّذت بصواريخ مضادة للسفن وطائرات مسيّرة محمّلة بالمتفجرات، لم يتم اعتراضها في معظم الحالات، ما يعكس عجز المنظومة الدفاعية التي كان يُفترض بها أن تضمن تفوقًا أمريكيًا في البحر الأحمر.

الصحيفة أشارت إلى أن الغارات التي شنّتها واشنطن على اليمن تجاوزت 1000 هدف، واستُخدمت فيها أكثر من 2000 ذخيرة متطورة، لكنها لم تتمكن من كبح جماح الهجمات اليمنية، التي باتت أكثر دقة وتعقيدًا، وهو ما وصفه المحللون بـ”الإخفاق الاستخباراتي والتكتيكي المزدوج” للولايات المتحدة و”إسرائيل”.

 انهيار الردع الأمريكي… وصنعاء في طليعة الصراع
ما تكشفه الهجمات اليمنية المتصاعدة، وفق التقرير، ليس فقط فشلًا في منع الضربات، بل انهيارًا لمفهوم الردع ذاته، الذي بنته أمريكا لعقود في المنطقة.

إذ لم يعد للتهديدات الأمريكية وزن يُذكر في معادلة صنعاء، بل قابلتها الأخيرة بتكتيكات هجومية شملت استخدام طائرات مسيّرة بحرية، وقدرات تنقل متقدمة، واستهداف دقيق ومباشر للسفن المعادية.

ولعل الأخطر في تقديرات الصحيفة أن صنعاء، التي كانت تُصنَّف – وفق المنظور الغربي – كأضعف حلقة في محور المقاومة، تجاوزت هذا التصنيف عمليًا، لتصبح اليوم الطرف الأكثر تأثيرًا في البحر الأحمر، بل والمبادر في تحديد زمن ومكان المعركة، بما يعكس مرونة استراتيجية وخبرة ميدانية راكمتها القوات اليمنية على مدى سنوات.

تكتيكات جديدة تربك تحالف العدوان
تقرير “ديلي ميل” يشير بوضوح إلى أن السفن التجارية الغربية والإسرائيلية، لم تعد تملك وسائل دفاع فعّالة أمام الطائرات المسيّرة اليمنية، ولا حتى ضد وحدات الكوماندوز التي تنفذ عمليات إنزال نوعية.

فرق الحماية التجارية، التي لا يتجاوز عدد عناصرها ثلاثة، باتت عاجزة أمام تكتيكات الحوثيين المتطورة، ما جعل البحر الأحمر منطقة تهديد دائمة للمصالح الغربية.

ويضيف التقرير أن القوات المسلحة اليمنية، بعد إعادة هيكلة عملياتها، دخلت مرحلة جديدة من العمل البحري، تعتمد على التنسيق العالي بين الجو والبحر، والمباغتة، واستخدام أسلحة لا تكتشفها الرادارات بسهولة، وهو ما جعل من كل سفينة تمرّ في المنطقة هدفًا محتملاً، ومن كل تحرك أمريكي أو صهيوني خطرًا قابلًا للارتداد.

 “ذا إنترسبت”: صعود اليمن كقوة إقليمية مستقلة
أما التقرير الأمريكي في موقع “ذا إنترسبت”، فقد قدّم رؤية متقدمة للدور اليمني، بوصفه “تحولًا جيواستراتيجيًا” في المنطقة، لا سيما في ظل عجز التحالف عن فرض أي سيطرة جوية أو بحرية رغم كل ما أنفقه من موارد.

فالموقع الأمريكي أشار إلى أن واشنطن “أنفقت ملايين الدولارات وأطلقت آلاف الغارات، لكنها لم تستطع منع الهجمات اليمنية ولا تأمين الممرات البحرية”.

بل إن كل عملية جديدة من القوات المسلحة اليمنية تُحدث صدمة داخل أروقة القرار الأمريكي وتطرح علامات استفهام حول مستقبل الهيمنة العسكرية.

وفي السياق ذاته، اعتبر الموقع أن اليمن لم يعُد حليفًا تقليديًا لطهران فحسب، بل فاعلًا مستقلًا في هندسة موازين القوى الإقليمية، حيث بات يملك زمام المبادرة في البحر، ويتصرف وفق أولوياته الاستراتيجية، لا كأداة بيد الآخرين، بل كلاعب مكتمل السيادة.

اليمن يعيد صياغة المشهد… وصنعاء تقود مرحلة ما بعد الردع
في ضوء ما قدّمته “ديلي ميل” و”ذا إنترسبت”، لا شك أن اليمن، وبقيادة صنعاء، أصبح طرفًا رئيسيًا في معادلة الشرق الأوسط، ليس من حيث التأثير العسكري فقط، بل من حيث إعادة تعريف النفوذ والردع والسيادة.

فقد سقطت رهانات أمريكا و”إسرائيل” على تحييد اليمن، وانهارت منظومتهم الأمنية أمام ما وصفته الصحافة الغربية بـ”الضربات النوعية الخاطفة”.

وها هي صنعاء اليوم تُثبت أنها ليست فقط حاضرة في الدفاع عن فلسطين، بل قادرة على زلزلة المصالح الأمريكية في عمق البحر الأحمر.. وهذا ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة، عنوانها: صنعاء تقود معركة كسر الهيمنة الغربية، من البحر إلى فلسطين… ومن صنعاء إلى القدس.

مقالات مشابهة

  • البحرية اليمنية تغيّر معادلة الصراع.. من البحر الأحمر إلى كسر الهيمنة الغربية
  • اقرار امريكي بالهيمنة اليمنية البحرية
  • وسائل اعلام صهيونية تشيد بحكومة المرتزقة
  • حصيلة هجوم الحوثيين على السفينة “إترنيتي سي” ترتفع إلى 4 قتلى
  • وول ستريت جورنال: الحوثيون منعوا انقاذ طاقم السفينة “إيترنيتي سي”
  • وزيرة البيئة: حماية البحر الأحمر وتطويره البيئي يخضعان لرؤية علمية دقيقة
  • الحوثيون يُوزّعون مشاهد استهداف وإغراق السفينة "إترنيتي سي" في البحر الأحمر
  • ترجيحات أمنية باحتجاز الحوثيين 6 من بحارة السفينة الغارقة في البحر الأحمر
  • بدء إجلاء طاقم السفينة اليونانية "إتيرنتي سي" بعد هجوم قبالة سواحل اليمن
  • واشنطن تصدر تحذير ناري للحوثيين بعد اختطاف ناجين من طاقم السفينة الغارقة