مصادفة غير معقولة.. الاشتباه بتقديم سفينة إيرانية غامضة معلومات استخباراتية للحوثيين
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
شكك خبراء بحريون في أن سفينة تجارية إيرانية غامضة تقوم بمساعدة المتمردين الحوثيين في اليمن، لاستهداف حركة المرور التجارية في البحر الأحمر، حسبما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
وانتقلت سفينة "بهشاد"، التي تبدو ظاهريا وكأنها ناقلة بضائع عادية، إلى خليج عدن في يناير، بعد سنوات في البحر الأحمر، مع تصاعد الهجمات على السفن في الممر المائي الحيوي قبالة اليمن.
ومنذ ذلك الحين، اتبعت "بهشاد" مسارا غير تقليدي وبطيئا ومتعرجا حول تلك المياه القريبة من مدخل البحر الأحمر، بحسب الصحيفة. ولاحظ الخبراء أيضا انخفاضا في هجمات الحوثيين خلال الشهر الماضي، عندما كانت "بهشاد" على ما يبدو خارج نطاق العمل.
وقال جون غاهاغان، وهو رئيس شركة "سيدنا غلوبال" المتخصصة في المخاطر البحرية، إنه بالنسبة لسفينة شحن مفترضة، فإن سلوك "بهشاد"، المسجلة في إيران وترفع علمها، كان "غير عادي للغاية".
وأضاف عن تحركاتها وصلاتها بالهجمات: "إنها تطرح أسئلة كبيرة حول دورها في الأزمة الحالية. إذا لم تزود نظام الحوثيين بمعلومات استخباراتية عن تحركات السفن، فماذا تفعل؟".
وبعد سنوات من الثبات تقريبا في البحر الأحمر، أبحرت السفينة الإيرانية جنوبا في 11 يناير عبر مضيق باب المندب الضيق إلى خليج عدن، حسبما تظهر معلومات من موقع "مارين ترافيك" لتتبع السفن.
وبعد هذه الخطوة مباشرة، وقعت سلسلة من الهجمات على السفن في تلك المياه جنوب اليمن، وفقا لصحيفة "فايننشال تايمز"، التي أشارت إلى أن "حجم خليج عدن الأكبر يجعل من الصعب اكتشاف السفن واستهدافها هناك مقارنة بالبحر الأحمر الأصغر".
ومنذ نوفمبر الماضي، استهدفت جماعة الحوثي المصنفة على لائحة الإرهاب الأميركية، سفنا تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، قائلين إن ذلك يأتي دعما لقطاع غزة الذي يشهد حربا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر. ومع ذلك، شن المتمردون هجمات حاولت استهداف سفن لا علاقة لها بإسرائيل.
وأنشأت الولايات المتحدة في ديسمبر، تحالفا بحريا متعدد الجنسيات لحماية الملاحة في البحر الأحمر، في مواجهة هجمات الحوثيين التي أجبرت السفن التجارية على تحويل مسارها وتجنب الممر البحري الذي تعبره 12 بالمئة من التجارة العالمية.
وفي محاولة لردعهم و"حماية" الملاحة البحرية، تشن القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للمتمردين منذ 12 يناير. وينفذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيّرات معدة للإطلاق.
وتزايدت التكنهات بشأن تورط سفينة "بهشاد" في تقديم معلومات للحوثيين منذ الهجوم الذي وقع، الأربعاء، على سفينة "ترو كونفيدنس"، التي كانت تحمل الصلب والشاحنات من الصين إلى السعودية، مما أسفر عن مقتل 3 من أفراد طاقمها.
والخميس، توعدت الولايات المتحدة بـ"محاسبة" الحوثيين بعد مقتل 3 من طاقم السفينة التي استهدفوها في خليج عدن، وهي أول ضربة للمتمردين اليمنيين تسفر عن سقوط ضحايا منذ بدء هجماتهم.
وكانت "بهشاد" على بعد 43 ميلا بحريا عندما تم ضرب سفينة "ترو كونفيدنس". وجاء هذا الهجوم بعد 6 هجمات أخرى في خليج عدن أو عند مدخل البحر الأحمر على مدى 15 يوما فقط.
ويشير الخبراء أيضا إلى تراجع وتيرة هجمات الحوثيين في فبراير، بعد الهجوم السيبراني على "بهشاد" الذي أوردته شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية.
وتُظهر البيانات الواردة من موقع تتبع السفن "مارين ترافيك" من ذلك الوقت تقريبا، أن السفينة أمضت أكثر من أسبوعين بعيدا عن منطقة إبحارها العادية.
وكان المسؤولون الأميركيون قد اتهموا إيران بتقديم "معلومات استخباراتية تكتيكية" للحوثيين، لدعم هجماتها على السفن التجارية. وتنفي إيران تقديم معلومات للحوثيين وتصر على أن الجماعة تتصرف بشكل مستقل عنها.
ومع ذلك، اعتبر غاهاغان أن الروابط بين تحركات "بهشاد" والهجمات الحوثية "صدفة غير معقولة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر خلیج عدن
إقرأ أيضاً:
بعد غارات إسرائيلية.. إعلان هام من ميناء الحديدة
ميناء الحديدة (وكالات)
شهد ميناء الحديدة، اليوم، مؤتمراً صحفياً سلط الضوء على الأضرار الواسعة التي لحقت بموانئ البحر الأحمر نتيجة الغارات الجوية التي نفذها التحالف الصهيوني-الأمريكي خلال الأشهر العشرة الماضية، إلى جانب استعراض الجهود المبذولة لضمان استمرار العمليات الملاحية والخدمية.
نظم المؤتمر مؤسسة موانئ البحر الأحمر، بحضور عدد من المسؤولين البارزين، من بينهم وزير النقل والأشغال العامة محمد قحيم، ومحافظ الحديدة عبدالله عطيفي، والسفير إسماعيل المتوكل ممثل وزارة الخارجية، بالإضافة إلى وفد أممي برئاسة ماريا روزاريا برونو، مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وعدد من ممثلي وكالات أممية أخرى.
اقرأ أيضاً فاكهة خضراء "سحرية" تنظّف شرايينك وتطرد الكوليسترول الضار بصمت 25 مايو، 2025 صحفي يكشف الحقيقة: لا دخول لليمنيين إلى الكويت والحديث عن فتح التأشيرات "مجرد وهم" 25 مايو، 2025تم خلال المؤتمر استعراض حجم الدمار الذي طال موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، بما في ذلك تضرر البنية التحتية والمنشآت التشغيلية، والخسائر المباشرة وغير المباشرة التي تجاوزت مليار و387 مليون دولار. وقد شملت الأضرار تدمير أرصفة رئيسية، ورافعات ومولدات كهرباء، إلى جانب مرافق خدمية كانت تستخدم لتفريغ المساعدات الغذائية والدوائية.
وأكد وزير النقل أن هذه الاعتداءات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، مشيداً بجهود فرق العمل التي واصلت تشغيل الموانئ رغم حجم الدمار. واعتبر أن استهداف المنشآت المدنية يهدف إلى الضغط السياسي بسبب الموقف اليمني الداعم للقضية الفلسطينية.
بدوره، شدد محافظ الحديدة على أن موانئ البحر الأحمر تُعد شرياناً حيوياً لما يزيد عن 80% من واردات الغذاء والدواء في اليمن، مؤكداً جاهزية ميناء الحديدة الكاملة لاستقبال السفن.
من جهتها، أعربت مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن تفهم المنظمة لحجم الأضرار، مشيدة بالدور المحوري الذي يلعبه ميناء الحديدة في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
وفي بيان صادر عن مؤسسة موانئ البحر الأحمر خلال المؤتمر، أكدت أن الموانئ استمرت في أداء مهامها رغم الاستهداف، محملة الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الهجمات، بما في ذلك تهديد الأمن الغذائي والصحي في اليمن. كما دعت المؤسسة الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف واضح إزاء هذه الانتهاكات، وتقديم دعم فوري لإعادة تأهيل المرافق المتضررة.
عقب المؤتمر، قام الوفد الأممي بجولة ميدانية للاطلاع عن كثب على حجم الأضرار التي طالت الأرصفة والبنية التحتية، حيث استمع إلى شرح مفصل من قيادة المؤسسة حول الأولويات العاجلة لإعادة التشغيل الكامل للميناء وضمان استمرار العمل الإنساني.ِ