طيف أردوغان يلوح في الانتخابات الأوروبية بألمانيا
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
شكّل ألمان من أصل تركي تحالفا لخوض انتخابات البرلمان الأوروبي بغرض إيصال صوت جاليتهم التي تعد من كبرى الجاليات في البلاد، لكن مبادرتهم تثير مخاوف في برلين، وسط شكوك بارتباطها بأنقرة.
وتأسس "التحالف الديمقراطي من أجل التنوع والتجديد" -الذي يعرف اختصارا باسم (DAVA) أو "دعوة"- أواخر عام 2023.
ورغم أنه لم يصبح بعد رسميا حزبا سياسيا، فإنه يمكن لتحالف "دعوة" أن يخوض -باعتباره جمعية- الانتخابات الأوروبية المقررة في التاسع من يونيو/حزيران المقبل.
ويؤكد فاتح زينغال أحد أعضائه المؤسسين أن برنامج الحزب يركز على الاندماج، ويرغب حصرا في ملء "فراغ سياسي" للألمان من أصول أجنبية "الذين لا يشعرون براحة لممارسة السياسة، خصوصا في صفوف الأحزاب التقليدية".
وتعليقا على الشكوك المثارة بشأن صلات هذا التحالف بالحزب الحاكم في تركيا، قال زينغال (44 عاما) الذي يعمل محاميا: "لسنا فرعا لحزب العدالة والتنمية، ولسنا ذراعا عسكرية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وشغل زينغال -الذي سيكون على رأس قائمة مرشحي التحالف في الانتخابات الأوروبية- لفترة طويلة منصب المتحدث باسم اتحاد الديمقراطيين الدوليين. ويؤكد أنه لم يعد يتولاه حاليا.
ويعتقد زينغال أن الحزب الناشئ قادر على الفوز بمقعد واحد على الأقل من المقاعد الـ96 لألمانيا في الانتخابات.
ومن المرشحين الآخرين للتحالف الطبيب علي إحسان أونلو الذي تولى لأعوام رئاسة الفرع الإقليمي بولاية ساكسونيا السفلى للاتحاد التركي الإسلامي (ديتيب)، وهو أكبر منظمة إسلامية في ألمانيا يتم تأهيل أئمتها من قبل المؤسسة الدينية في أنقرة.
مخاوف وتطميناتوباتت الصحافة الألمانية تطلق تسمية "حزب أردوغان" على التحالف الناشئ الذي تنظر إليه أحزاب أخرى بريبة. وقال ماكس لوكس، النائب عن حزب الخضر المنضوي في الائتلاف الحكومي الألماني، إن كل الكوادر القيادية لتحالف "دعوة" مرتبطة حاليا أو سبق لها الارتباط "بمنظمات تابعة لحزب العدالة والتنمية، بشكل مباشر أو غير مباشر".
ورأى لوكس أن تحالف دعوة هو "ذئب متنكر بجلد حمل. بالنسبة إليه، لا هدف للتنوع ومناهضة العنصرية سوى في هذا الاتجاه"، واصفا إياه بـ"النسخة التركية من (حزب البديل من أجل ألمانيا)"، في إشارة إلى الحزب اليميني المتطرف.
وفي هذا الإطار، أبدى المحافظون في ائتلاف المستشار أولاف شولتس معارضتهم تعديلا قانونيا أتاح ازدواج الجنسية للمتحدرين من دول مثل تركيا، مما يسمح لهم بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الأوروبية في ألمانيا.
واتهم النائب في الاتحاد المسيحي الديمقراطي ثورستن فراي التحالف التركي بأنه "بوابة دخول جديدة للنفوذ الخارجي إلى السياسة الألمانية".
ويؤكد فاتح زينغال أنه انتمى سابقا إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه المستشار الحالي أولاف شولتس. ويقول "في الماضي، خصوصا عندما كنت طفلا، سمعت غالبا أن على أبناء المهاجرين أن ينخرطوا بشكل أكبر في الحياة السياسية… وها قد قمنا بتأسيس مجموعتنا".
من جهته، يدعو رئيس الجالية التركية في ألمانيا غوكان سوف أوغلو إلى التروي في مقاربة المسألة. ويقول إن تيارات أخرى قامت بمحاولات مماثلة "لكنها لم تنجح، ودعوة لن تنجح كذلك".
لكنه يرى أن الاهتمام الذي أثاره التحالف يظهر أن العديد من الألمان المتحدرين من أصول أجنبية "لا يشعرون بأن الأحزاب التقليدية تمثلهم".
وتقيم في ألمانيا -القوة الاقتصادية الكبرى في الاتحاد الأوروبي– أكبر جالية لذوي الأصول التركية في العالم، ويقدر عددهم بنحو 2.8 مليون نسمة.
ويتحدر غالبية هؤلاء من العمال الذين قدموا إلى ألمانيا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي لتعويض النقص في اليد العاملة. ويحمل نحو نصفهم جوازات سفر تركية فقط، بينما يحمل الباقون الجنسية الألمانية حصرا. ويحظى أردوغان بشعبية واسعة في صفوف الجالية في ألمانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الانتخابات الأوروبیة فی الانتخابات فی ألمانیا
إقرأ أيضاً:
توترات التحالف في الدار البيضاء تلقي بظلالها على الدورة العادية للمجلس
ألقت الانتخابات التشريعية المرتقبة في 2026 بظلالها على أشغال الدورة العادية لمجلس جماعة الدار البيضاء، اليوم الأربعاء، الذي يقوده التحالف المكون من حزب التجمع الوطني للأحرار، وحزب الأصالة والمعاصرة، بالإضافة إلى حزب الاستقلال، ثم حزب الاتحاد الدستوري.
وحسب ما يروج في كواليس الفرق الحزبية في الجماعة، فإن هناك تيارات حزبية تسعى إلى الإطاحة بحزب الحصان وإخراجه من التحالف الجماعي؛ مع التركيز على إقامة تحالف ثلاثي، عوض الاتحاد الدستوري الذي يقوده محمد جودار، وهو نفسه نائب عمدة الدار البيضاء.
كانت رئيسة جماعة الدار البيضاء نبيلة الرميلي حاسمة، ضمن كلمة لها، في أشغال الدورة العادية لشهر ماي، حيث دعت أعضاء المجلس ومختلف الفاعلين السياسيين والإداريين، إلى تغليب المصلحة العامة والعمل الجاد بعيدًا عن الحسابات السياسية.
وترى الرميلي، أن الظرفية الراهنة لا تحتمل التراخي أو الانشغال بالصراعات السياسية التي تعطل عجلة التنمية.
بينما رد يوسف الرخيص، رئيس فريق الاتحاد الدستوري بالمجلس، على ما يروج في الكواليس بالقول إن حزبه جزء لا يتجزأ من الأغلبية.
وشدد على أن « فريق الاتحاد الدستوري، سواء في مجلس جماعة الدار البيضاء وعلى مستوى المقاطعات، جزء لا يتجزأ من الأغلبية، ونحن نساند الأغلبية، كما أن جودار نائب للرئيسة داخل المكتب ».
وأضاف: « يجب إغلاق هذه الصفحة »، و »لو يقولون علينا البرتقالي، فنحن مع الأغلبية، ونسجل هذا الموقف، نحن مع الأغلبية ». في إشارة هنا إلى عبد الإله ابن كيران الذي خاطب الأمين العام لحزب الحصان محمد جودار، ضمن كلمة له أثناء المؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية قائلاً: « صاحبنا الليموني، رأيت الليمونيين فقط في الهامش، إذا أردتم أن تكونوا ليمونيين حقيقيين فادخلوا الوسط، ارجعوا للمعارضة »، مستطردًا: « ما أنتم في المعارضة ولا في الحكومة ».
بينما دعا مصطفى حيكر، رئيس فريق حزب الاستقلال، ضمن مداخلته اليوم الأربعاء، إلى أن « يبقى المكتب متماسكا، وقد وضعنا فيه الثقة بمختلف التحالف الرباعي إن لم نقل الثلاثي ».
وأضاف: « نرغب كذلك في الاستماع إلى المعارضة بجميع أطيافها السياسية ». وتابع: « حفاظا على تماسك التحالف الذي يربطنا به عقد سياسي واجتماعي داخل مدينة الدار البيضاء، لا يجب أن تُعاق مصالح الدار البيضاء من طرف التحالف المدبر. فمن يحضر اللجان يجب أن يتحالف حقيقة وتفعيلا لميثاق التحالف المركزي والجهوي والإقليمي.
كلمات دلالية التحالف الحزبي جماعة الدار البيضاء نبيلة الرميلي