فاينانشال تايمز: حشائش وأعلاف لسد الجوع.. المجاعة تفتك بالأطفال شمال غزة
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
كشف تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن معظم العائلات في شمال قطاع غزة باتت تعتمد على علف الحيوانات والحشائش والصبار لسد رمقها، مع استفحال المجاعة بالقطاع.
مع نفاد البضائع من المتاجر، وندرة وصول المساعدات الإنسانية إلى شمالي القطاع يعتبر المحامي إبراهيم الخرابيشي، الذي يسكن في مدينة جباليا، نفسه محظوظاً لأنه تمكن من إعداد بعض الخبز لعائلته الجائعة باستخدام علف طيور الحمام وهو مزيج من القمح والشعير والذرة ، وذلك في الأسابيع الأولى من الحرب.
لكن الخرابيشي يقول إن تلك الأيام أصبحت الآن "مجرد حلم"، حيث اختفى علف الحمام من السوق منذ أسابيع، وباتت عائلته تخبز بقشر فول الصويا المطحون الذي يستخدم عادةً كعلف للماشية.
وكانت النتيجة خبزاً يابساً "يكسر الأسنان"، رفض أطفاله أكله. وقال الخرابيشي: "من الصعب على الأب أن يسمع بكاء أطفاله طلباً للطعام". ومثل كثيرين في الشمال، اضطر إلى البحث عن الحشائش لغليها من أجل أطفاله.
عائلة الخرابيشي في جباليا هي من بين ما يقدر بنحو 300.000 شخص يواجهون المجاعة والظروف البائسة بشكل متزايد في شمال قطاع غزة.
وأشار الرجل إلى أنه يدرب أطفاله على تناول كميات أقل "حتى تنكمش بطونهم"، لافتاً إلى أن زوجته الحامل "لم تحصل سوى على القليل من الطعام، لدرجة أنها ليس لديها طاقة وبالكاد تستطيع المشي".
غزة تستقبل رمضان بلا هدنة.. قصف متواصل على رفح وجوع يتفاقم في جميع أنحاء القطاعشاهد: إنزال جوي للمساعدات في قطاع غزة بقيادة الولايات المتحدةوكانت الأسرة تعيش على نظام غذائي يتكون من القهوة سريعة التحضير في وجبة الإفطار، لأنها "تشبع الأطفال". وفي وقت لاحق من اليوم، يتناولون أعشابا مسلوقة "إن وجدت"، أو الحساء المصنوع من مكعبات المرقة.
كان شمال القطاع، الذي توجد فيه مدينة غزة بمبانيها السكنية متعددة الطوابق والفنادق وقاعات الزفاف وجزء كبير من القطاع التجاري، أول ما تعرض للقصف، حيث عمد الجيش الإسرائيلي إلى تجريف مساحات واسعة لتشكيل نقاط انطلاق لقواته، وفق الصحيفة.
ومع تحرك الجيش الإسرائيلي بشكل منهجي جنوباً، ترك وراءه أرضاً مدمرة، معزولة عن بقية القطاع بواسطة نقاط التفتيش، مما أدى إلى قلة وصول المساعدات إلى الشمال.
وقالت الأمم المتحدة، إن الجيش الإسرائيلي "يمنع في أغلب الأحيان" شاحنات المساعدات التابعة لها من الوصول.
نهب المساعداتكما أشارت "فاينانشال تايمز" إلى أن "عناصر الأمن في القطاع يرفضون تأمين القوافل من اللصوص، لأن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت زملاءهم باعتبارهم من بقايا سلطة حركة حماس".
ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة، إن من يقومون بنهب المساعدات، وهم في كثير من الأحيان مجرد مدنيين جائعين، أو عصابات تعيد بيع الطعام في السوق السوداء، يتسلقون عادة الشاحنات المحملة بالطعام، ويمنعون التوزيع المنظم الذي يضمن حصة لكبار السن والضعفاء والمعاقين، وفق الصحيفة.
ولم تتمكن سوى 6 قوافل مساعدات من إيصال المساعدات إلى شمالي غزة خلال فبراير-شباط بأكمله حيث تم تداول صور لأطفال بأجسام هزيلة على أسرة المستشفيات، عبر منصات التواصل الاجتماعي، في الأيام الأخيرة.
وقال جيمي ماكغولدريك، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، الأسبوع الماضي، بعد زيارة استمرت يومين إلى غزة: "لقد وصل الجوع إلى مستويات كارثية". "الأطفال يموتون من الجوع.".
وفي مستشفى كمال عدوان في الشمال، أفادت التقارير أن "ما لا يقل عن 10 أطفال ماتوا جوعا"، إذ قال الطبيب، حسام أبو صفية، لصحيفة فاينانشال تايمز، إن "أعمار الأطفال تراوحت بين 25 يوما و8 سنوات".
وتابع: "لم يكن لدى عائلاتهم ما يكفي من الطعام أو الحليب.. لقد وصلوا وهم في حالة متقدمة من الجفاف وسوء التغذية، لذا فقدناهم بكل أسف".
شاهد: وصول المساعدات إلى غزة عبر المظلاتالحرب على غزة مستمرة لليوم الـ156.. اشتباكات في القطاع وتوتر في محيط المسجد الأقصىوحاول برنامج الغذاء العالمي الوصول إلى الشمال دون نجاح يذكر، فقد أعاد الجيش الإسرائيلي قافلة مكونة من 14 شاحنة الأسبوع الماضي، بعد انتظار دام 3 ساعات عند حاجز وادي غزة.
وقال برنامج الأغذية العالمي، إن الشاحنات التي تم تغيير مسارها، أوقفت في وقت لاحق من قبل "حشد من الأشخاص اليائسين الذين نهبوا الطعام وأخذوا حوالي 200 طن".
لا وجبات سحور ولا إفطار للطواقم الطبية خلال رمضانومع دخول شهر رمضان قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، مساء الأحد، إن أكثر من 2000 كادر صحي شمالي قطاع غزة سيبدأون رمضان بلا وجبات سحور أو إفطار.
وأضاف القدرة في بيان نشره عبر "تليغرام"، أن الطواقم الطبية تمارس عملها على مدار الساعة شمالي القطاع ولا تجد ما تقتات عليه، مبيناً أن أفراد الطواقم الطبية في الشمال نحلت أجسامهم نتيجة عدم توفر وجبات طعام.
وطالب القدرة المؤسسات الدولية والإغاثية بتوفير وجبات طعام جاهزة لتمكن الطواقم الطبية من ممارسة عملها.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأحد، عن ارتفاع ضحايا سوء التغذية والجفاف في القطاع المحاصر إلى 25 قتيلاً، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر-تشرين الأول الماضي.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: طرود إغاثة في غزة تسقط كالقنابل.. قتيلان ومصابون في عملية إنزال جوي واقع الأم الفلسطينية في يوم المرأة العالمي: 37 يُقتلن يوميا في غزة و60 ألف حامل يعانين سوء التغذية الأمم المتحدة: أكثر من 500 ألف شخص في غزة على شفا المجاعة مجاعة إسرائيل قطاع غزة حركة حماس المساعدات الانسانيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية مجاعة إسرائيل قطاع غزة حركة حماس المساعدات الانسانية غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل فلسطين حركة حماس إيطاليا قطاع غزة طوفان الأقصى المسلمون ضحايا رمضان السياسة الأوروبية غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل فلسطين حركة حماس إيطاليا السياسة الأوروبية الجیش الإسرائیلی فاینانشال تایمز الأمم المتحدة یعرض الآن Next فی الشمال فی القطاع حرکة حماس قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
منظمات دولية: فتح جميع المعابر ضروري لإنقاذ سكان غزة من المجاعة
دعت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الثلاثاء إلى فتح كل المعابر المؤدية إلى غزة لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية الحيوية بالنسبة للقطاع المحاصر والمدمر.
وأكدت الهيئتان الدوليتان بأن الهدنة التي توصل إليها في غزة في إطار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتطلب فتح المعابر للسماح بتدفق المساعدات إلى القطاع الذي يعاني المجاعة.
أخبار متعلقة "العالم الإسلامي" تتطلع لتنفيذ مخرجات "شرم الشيخ" لتخفيف معاناة أهالي غزةرغم وقف إطلاق النار.. استشهاد 6 فلسطينيين بنيران إسرائيلية في غزةوقال المتحدث باسم الصليب الأحمر كريستيان كاردون للصحفيين في جنيف: "هذا ما يدعو إليه العاملون في المجال الإنساني، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الساعات الأخيرة، وهو ضمان إمكان فتح جميع نقاط الدخول نظرا إلى الاحتياجات الهائلة".
معابر مدمرة جزئيًاوقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس ليركه: "نحتاج إلى فتحها كلها".
وأقر بأن بعض المعابر حاليًا "مدمرة جزئيًا"، بينما توجد حاجة لإزالة الأنقاض من شوارع في غزة لإفساح المجال لدخول الشاحنات.
وقال: "ندعو إلى إصلاحها المعابر ليكون بالإمكان تشغيلها".
وأكد ليركه الثلاثاء أن الأمم المتحدة لديها 190 ألف طن من المساعدات المعدة بانتظار إدخالها إلى غزة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الهدنة تتطلب فتح المعابر للسماح بتدفق المساعدات إلى غزة - وفا
وفي 22 أغسطس، أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في غزة بعدما حذر خبراء من أن 500 ألف شخص يواجهون تهديدًا كارثيًا.
وفرض الاحتلال حصارًا كاملًا على قطاع غزة في الثاني من مارس، ومنعت دخول أي مواد، قبل أن تسمح بمرور محدود لشاحنات المساعدات في أواخر مايو.
مستوى الدمار هائلوأوضح المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ريكاردو بيريس أن المنظمة تملك 1370 شاحنة جاهزة لدخول القطاع.
وأضاف: "مستوى الدمار هائل إلى درجة أننا نحتاج إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًا، وهو الهدف الذي نسعى إليه، لكننا ما زلنا بعيدين عن ذلك".
تكثيف إيصال الإمدادات الطبيةوشدد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش على ضرورة "تكثيف إيصال الإمدادات الطبية، لأن الضغط على المستشفيات لن يخف بين ليلة وضحاها"، مضيفًا أنه "علينا أن نُدخل أكبر كمية ممكنة من المواد الطبية الآن، لضمان أن يمتلك العاملون الصحيون ما يحتاجون إليه للاستمرار في تقديم الرعاية".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الدمار في غزة يكاد يصعب استيعابه - وفا
وأشار إلى أن المنظمة تمكنت، منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، من إدخال 8 شاحنات فقط من الإمدادات الطبية إلى غزة.
وحذر ليركه من أن توزيع المساعدات داخل القطاع لا يزال بالغ الصعوبة بسبب الوضع المتقلب جدًا على الأرض، مشيرًا إلى أن نحو 310 آلاف فلسطيني نزحوا من جنوب غزة إلى شمالها خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما تحرك 23 ألفًا في الاتجاه المعاكس.
دمار يصعب استيعابهوقال ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمساعدة الشعب الفلسطيني ياكو سيلييرز إن الدمار في غزة يكاد يصعب استيعابه، موضحًا أن "الركام وحده يمكن أن يملأ حديقة سنترال بارك في نيويورك حتى ارتفاع 12 مترًا، أو ما يعادل حجم 13 هرمًا من أهرامات الجيزة".
وأضاف أن إزالة الأنقاض أمر حاسم لضمان وصول المساعدات، مؤكدُا أن الدمار "كارثي".