هل يتمكن الكونغرس الأمريكي من إغلاق تيك توك؟
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
يحاول أعضاء الكونغرس تمرير مشروع قانون يجبر مالكي تيك توك على البيع، فكيف سيؤثر هذا القانون على المستخدمين الأمريكيين؟ ميغان ماكارديل – واشنطن بوست
يخشى بعض المسؤولين الأمريكيين في الكونغرس من تأثير تيك توك على المؤسسات ووسائل الإعلام والجامعات والمشاهير. ومن الواضح أنه كلما كان التأثير أعمق، خاصة من الجانب السياسي، كلما تعاظمت المخاوف.
في الواقع يحصل حوالي ثلث الشباب الأميركيين على أخبارهم بانتظام من تيك توك. ولكن حتى لو كان تيك توك امتدادا لوسائل الإعلام الصينية، إلا أن هناك طرقا ومواقع أخرى يحصل الأمريكيون من خلالها على الأخبار، ولا تمتلكها الصين. وقد يكون لدى تيك توك القدرة على دفع عدد قليل من الناس نحو وجهات نظر أكثر ودية للصين، ولكن الوضع حساس في هذه الحالة؛ إذ أن هناك مغامرة بثقة المستخدم.
ولسوء الحظ، عندما طرحت لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب مشروع قانون من شأنه أن يجبر شركة بايت دانس على سحب استثماراتها، يبدو أن أحد الأشخاص في تيك توك فكر: "يا لها من فرصة عظيمة لإثبات أن الصقور في الصين على حق!"
كان من الحكمة أن تظل هادئًا وأن تعمل عبر القنوات الخلفية، مما يطمئن أعضاء الكونغرس القلقين إلى أن معظم مستخدمي تيك توك مشغولون جدًا بمحاولة إتقان التشاتشا، بحيث لا يمكنهم القلق بشأن السياسة. لكن تطبيق تيك توك فعل العكس وبدأ في إرسال رسائل تحث هؤلاء المستخدمين على الاتصال بالكونغرس لتقديم شكوى.
وسرعان ما غمرت المكالمات الهاتفية أعضاء مجلس النواب، والتي بدا أن بعضها يأتي من المراهقين. وبطبيعة الحال، لا يشكل المراهقون قاعدة تصويت موثوقة. لكن الأمر أثار خوف بعض أعضاء الكونغرس، وتمت الموافقة على مشروع القانون الذي يتطلب سحب الاستثمارات من اللجنة بالإجماع. ويقول زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز، جمهوري عن ولاية لوس أنجلوس، إنه قد يطرحه للتصويت في وقت مبكر من يوم الأربعاء.
واصل تيك توك حملته اعتبارًا من يوم الاثنين، الأمر الذي يزيد الأمور سوءًا. ورغم أن مشروع القانون قد يواجه مقاومة أشد في مجلس الشيوخ، فكلما أظهرت الشركة قدرتها على التأثير على الرأي العام الأمريكي، كلما زاد حرص الكونغرس على المضي في القانون. ولكن حتى لو تم تمريره ووقعه بايدن، فلا يزال هناك الكثير من العقبات لإتمام عملية البيع فعليًا.
يجب أن يحظى هذا القانون أو أي قانون مماثل بموافقة المحاكم، حيث سيواجه تدقيقا إضافيا لأنه يهدد منصة حيث يمارس عشرات الملايين من الأميركيين حقوقهم التي يكفلها التعديل الأول للتعبير عن أنفسهم. هذه ليست مشكلة لا يمكن التغلب عليها، خاصة إذا كنا نتحدث عن سحب الاستثمارات بدلا من الحظر.
لقد قامت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بتقييد الملكية الأجنبية لمحطات البث، وتم الضغط على المالكين الصينيين لتطبيق Grindr للمواعدة لسحب الاستثمارات في عام 2020 بسبب مخاوف الأمن القومي. ولكن السؤال: هل سيتمكن الكونغرس من دفع شركة Dance Byte للبيع خلال 180 يومًا؟
من المؤكد أن تيك توك ستبيع نفسها مقابل الكثير من المال. فقد بيعت Grindr بحوالي 600 مليون دولار. ويعدّ تيك توك أحد أكثر تطبيقات الوسائط الاجتماعية نجاحًا في العالم، ومن المرجح أن يصل سعره إلى مئات المليارات.
وبما أن الإطار الزمني لمشروع القانون الحالي قصير بسبب صعوبة العثور على مشتر، سيكون الطرح العام الأولي غير عملي. ويمكن أن تتقدم إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى، والتي لديها رأس مال كبير وخبرة كبيرة لدمج تيك توك. لكن هذا يتعارض مع نهج مكافحة الاحتكار الذي تتبعه إدارة بايدن، ومن غير المعروف كيف ستكون المنافسة بين شركات التكنولوجيا العملاقة التي ستتدخل في المعركة لتقديم عرض.
والأهم من كل ذلك هو أنه إذا حاولت الحكومة الصينية منع البيع فسيتم إغلاق التطبيق في الولايات المتحدة، مما سيكلف أصحابه المليارات، وسيثير غضب أولئك الذين يستخدمونه.
كل هذا يجعل المستقبل غامضا إلى حد ما، فحتى لو تم تمرير مشروع القانون بشكل ما، عليّ أن أراهن أنه ربما سيتم بيع تيك توك يومًا ما. لكنني لا أراهن بالضرورة على حدوث ذلك يومًا ما قريبًا.
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الكونغرس الأمريكي تكنولوجيا تيك توك مواقع التواصل الإجتماعي مشروع القانون تیک توک
إقرأ أيضاً:
ميزانية ترامب تجتاز اختباراً مفصلياً أمام مجلس النواب
رحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الخميس بإقرار مشروع قانون الميزانية الضخم في مجلس النواب، والذي يتضمن تمديد التخفيضات الضريبية الهائلة التي أطلقها خلال ولايته الأولى.
وأكد ترامب عبر منصته "تروث سوشال" أن "القانون الكبير والجميل أُقرّ في مجلس النواب. هذا بلا شك أهم نص تشريعي سيتم التوقيع عليه في تاريخ بلدنا".
وبات ينبغي الآن طرح النصّ على مجلس الشيوخ حيث سبق للأعضاء الجمهوريين أن أعلنوا عن نيّتهم إجراء تعديلات كبيرة عليه. ومن المتوقع أن تتواصل السجالات البرلمانية بشأن مشروع القانون هذا الذي يكتسي أهمية خاصة للرئيس الأميركي.
وأضاف ترامب "لقد حان الوقت الآن لأصدقائنا في مجلس الشيوخ لأن ينصرفوا إلى العمل ويرسلوا هذا القانون إلى مكتبي في أقرب وقت ممكن".
وكان رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون يدفع لاعتماد هذا القانون في أقرب مهلة، في ظل سعيه لتقديم نصر تشريعي للرئيس. واعتمد مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون مشروع القانون صباح الخميس مع 215 صوتا مؤيدا و214 معارضا، اثنان منها لجمهوريين.
وقبل بدء التصويت، قال رئيس مجلس النواب الذي واجه معارضة شديدة لهذه المبادرة في معسكره إن "هذا القانون الكبير والجميل هو أهمّ تشريع يعتمده حزب في تاريخه".
"ميدك إيد"وبالنسبة إلى دونالد ترامب، يقضي الرهان الرئيسي بتمديد التخفيضات الضريبية الكبيرة التي أقرّت في ولايته الرئاسية الأولى والتي تنتهي صلاحيتها في نهاية العام.
وبحسب عدد من الخبراء المستقلين، من شأن هذه التخفيضات أن تزيد عجز الدولة الفدرالية من ألفي مليار إلى أربعة آلاف مليار في العقد المقبل.
وينصّ مشروع القانون أيضا على إلغاء الضرائب المفروضة على الإكراميات، وهو ما تعهّد به ترامب خلال حملته الانتخابية في بلد يعوّل الكثير من العمّال على هذه العطيّات كمصدر دخل أساسي.
وبغية تعويض ازدياد العجز بجزء منه، ينوي الجمهوريون الاقتطاع من بعض النفقات العامة، مثل التأمين الصحي "ميدك إيد" (Medicaid) الذي يعتمد عليه أكثر من 70 مليون أميركي من ذوي الدخل المحدود.
وبحسب تحليل أجراه مكتب الميزانية في الكونغرس CBO، فإن التخفيضات المخطط لها حاليا لهذا البرنامج العام تهدد بحرمان أكثر من 7,6 ملايين شخص من التأمين الصحي بحلول عام 2034.
ومن المتوقع أيضا أن يتأثر بشدة من هذه الاقتطاعات برنامج المساعدات الغذائية العامة الأكبر، "سناب" Snap.
ويتوقع مكتب الميزانية في الكونغرس أن يؤدي مشروع القانون إلى زيادة الدخل لدى أغنى 10 بالمئة من الأسر، في حين ستشهد أفقر 10 بالمئة من الأسر انخفاضا في مداخيلها.
ويدعو مشروع القانون أيضا إلى إلغاء العديد من الحوافز الضريبية للطاقة المتجددة، والتي تم اعتمادها في عهد جو بايدن.
"احتيال ضريبي"عارض الديموقراطيون النص جملة وتفصيلا. وقال زعيم الديموقراطيين في مجلس النواب حكيم جفريز بعد التصويت إن "عملية الاحتيال الضريبي للحزب الجمهوري تعمل على حرمان ملايين الأشخاص من الرعاية الصحية والمساعدات الغذائية من أجل منح التخفيضات الضريبية للأثرياء".
ويخشى بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين المعتدلين أيضا من أن تشكل التخفيضات المفرطة في البرامج العامة المحببة لدى الناخبين خطرا انتخابيا كبيرا، قبل عام ونصف العام من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.
لكنّ النواب المحافظين للغاية المؤيدين لخفض الدين العام، هم الذين بدوا منزعجين من الأرقام الضخمة التي تضمنها "القانون الكبير والجميل" وهددوا بالتصويت ضده.
ولم يكن هؤلاء وحدهم الذين أثار مشروع الميزانية قلقهم. فقد وصل العائد لفترة عشر سنوات على سندات الخزانة الأميركية الأربعاء إلى أعلى مستوى له منذ فبراير، وسط مخاوف المستثمرين من نمو العجز الفدرالي بشكل كبير.
وبعد الحصول على بعض التنازلات، قرر النواب المترددون في نهاية المطاف دعم النص.
وكان دونالد ترامب بذل جهودا شخصية لإقناعهم، إذ ذهب إلى مبنى الكابيتول للّقاء بهم واستقبل بعضهم الأربعاء في البيت الأبيض.
ويبدو أن الرئيس ترامب ورئيس مجلس النواب مايك جونسون قد نجحا أخيرا في تحقيق رهانهما، قبل اختبار مجلس الشيوخ. ومن المفترض أن يعود النص إلى مجلس النواب بصيغة جديدة تماما.