الجثة تتحدث.. رواية قتل كاذبة كشفها الطب الشرعي
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
الموتى لا يكذبون، يخبرونك بالحقيقة، أو فقط يصمتون، هكذا هي الحياة داخل ثلاجة الموتى لا حديث سوى بالحقيقة، فهنا عالم لا يعرف الكذب والنفاق.
في عالم الموتى قصص وروايات لا يتحدث بها الموتى، بل يرويها الذين يعيشون لحظات ولو قليلة بالقرب منهم، ففي هذا العالم العديد من القصص التي تكشف فيه الجثث عن هوية من قتلها، فالجثة نعم تتحدث لكنها تتحدث بأساليب لا يفهمها سوى المختصين والذين يعيشون لحظات مقربة من هذه الجثث ومن بين هؤلاء الأطباء الشرعيين، الذين يساهمون بشكل كبير في كشف ألغاز وكواليس العديد من القضايا.
على مدار 30 حلقة في شهر رمضان المبارك يقدم اليوم السابع سلسلة" الجثة تتحدث"، عن قصص كشف فيها الطب الشرعي عن جرائم قتل غيرت مسار العديد من القضايا الجنائية.
هذه القضية من كتاب "أصدقائي الموتى شكرا" للدكتور محمد جاب الله عن دار إشراقة.
بدأت هذه القضية باستغاثة من ضابط المباحث للطبيب الشرعي، للحضور فورا إلى المشرحة لتشريح جثة شاب توفي، وسط حشد كبير من أهالي المتوفى الذين رفضوا تشريح الجثة، وأغلقوا الطرقات وحملوا الأسلحة وهددوا باقتحام المشرحة وافتعال الفوضى والعنف.
وصل الطبيب الشرعي إلى المستشفى وسط كم كبير من الشغب والتهديدات من قبل أهالي المتوفى، وتعزيزات أمنية كبيرة في الجانب الآخر، ليحاول الطبيب إقناع أهالي المتوفى بمباشرة عمله، لكنه قوبل بهجوم كبير، قبل أن يتدخل رجل من عائلة المتوفى ويمنح الطبيب ساعتين فقط لإنجاز عمله بشكل سريع.
بالكشف الأولى تبين أن الضحية في منتصف العقد الرابع من العمر، وكان نصف رأسه مهشماً، بالإضافة لمجموعة من الخدوش حول الرقبة.
زوجة المتوفى قالت في التحقيقات، إن المتوفى كان عائد من "الغيط" وبعد تناول العشاء طرق باب المنزل مجموعة من أطراف عائلة أخرى، فقام الزوج بفتح الباب قبل أن تنشب مشاجرة بينهما ويعتدوا عليه ثم قاموا بالهرب، فيما قامت الزوجة بإبلاغ عائلة زوجها لنقله إلى المستشفى لكنه قد توفى.
بعد تشريح الجثة تبين أن الضحية مصاب بكسر في العظم اللامي بالعنق، وهو ما يعني أنه توفي نتيجة "الخنق" وليس نتيجة إصابة الرأس، كما أن معدة المتوفى كانت خالية من أي طعام، وهو عكس رواية الزوجة التي أكدت تناولهما لوجبة العشاء.
بسؤال الزوجة في التحقيقات أكدت أنهما تناولا وجبة العشاء، وقام المتهمون بضرب زوجها على رأسه فتوفي.
بمواجهة الزوجة بتقرير الطب الشرعي، اعترفت بأنها كانت على علاقة مع شاب آخر في القرية، وقررا سويا التخلص من الزوج وإلصاق التهمة بعائلة على خلاف مع عائلة القتيل، وبالفعل فور عودة الزوج إلى منزله جاء الشاب العشيق واعتدى على الزوج، ثم أجهزت الزوجة عليه بخنقه حتى فارق الحياة، ثم أبلغت أسرته بالواقعة المكذوبة.
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: الجثة تتحدث الطب الشرعي اخبار الحوادث
إقرأ أيضاً:
متى تبدأ عدة المختلعة وما مدتها؟.. تعليق الفقهاء
قال الفقهاء إن عدة المرأة التي حُكم لها بالطلاق بعد دعوى خلع تبدأ من يوم صدور الحكم من المحكمة، أو من اليوم الذي يُطلق فيه الزوج زوجته بلفظه، وليس من تاريخ ترك الزوج المنزل أو هجرة لها.
وبيّن الفقهاء أن مجرد هجر الزوج لزوجته مدة طويلة لا يُعد طلاقًا شرعيًا، حتى وإن استمر عامًا كاملًا، لأن الطلاق لا يقع إلا بلفظ صريح من الزوج، أو بحكم قضائي يُنهي العلاقة الزوجية عن طريق الخلع.
وأوضح الفقهاء أن جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة يرون أن العدة واجبة على المرأة المختلعة، تمامًا كما تجب على المطلقة، إذ لا فرق بينهما في هذا الحكم.
كما بيّنوا أن المرأة التي لا تحيض لصغر سنها أو لكبرها أو لمرضٍ بها، فعدتها تكون ثلاثة أشهر، أما المرأة التي لا تزال تحيض فعدتها ثلاثة قروء أي ثلاث حيضات، بينما تكون عدة الحامل حتى تضع حملها كاملًا.
واستدل الفقهاء على ذلك بقول الله تعالى في سورة الطلاق:
«وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا» (الطلاق: 4).
وكذلك قوله تعالى في سورة البقرة:
«وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» (البقرة: 228).