منظمات إنسانية تحذّر من أن إجلاء المدنيين من رفح تمهيدا لهجوم بري تحد شبه «مستحيل»
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
القدس «أ.ف.ب»: تبقي إسرائيل المصمّمة على شن هجوم على رفح في جنوب قطاع غزة، الغموض قائما حول خططها لإجلاء مئات آلاف المدنيين، في عملية شبه «مستحيلة» وفق منظمات إنسانية.
ولا ينفك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يكرر مقولته «سندخل رفح»، المدينة المحاذية لمصر والتي لجأ إليها فلسطينيون فروا هربا من المعارك بين إسرائيل وحركة حماس في بقية أنحاء القطاع.
وفق الأمم المتحدة هناك نحو 1.5 مليون مدني يحتشدون في رفح التي كان عدد سكانها قبل الحرب 200 إلى 300 ألف نسمة.
خطط للإجلاء
نتانياهو الذي تعهّد بالقضاء على «آخر كتائب حماس» شدّد الأحد على أنه لن تكون هناك عملية في رفح «ما دام السكان محاصرين فيها»، وأشار إلى تلقيه من الجيش خططا للإجلاء.
وتتساءل الباحثة في منظمة «هيومن رايتس ووتش» نادية هاردمان: أين؟ ومتى؟ وكيف؟ ما زالت إسرائيل تبقي الغموض قائما في ما يتعلّق بعملية الإجلاء الكبرى هذه والتي تعد تحديا تعتبره جهات إنسانية عدة «مستحيلا» في القطاع المدمّر والذي يتعرّض للقصف وحيث «ما من مكان آمن».
وأبقى وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاثنين في تصريح لمحطة كان الإذاعية الرسمية الغموض سائدا بقوله: «قبل أي عملية كبرى سنجلي السكان. ليس باتّجاه الشمال بل باتجاه الغرب. هناك بلدان عربية يمكنها المساعدة بنصب خيام أو غير ذلك».
في الأسبوع الماضي تطرّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري في تصريحات لصحفيين إلى إنشاء «جزر إنسانية» في وسط قطاع غزة بمساعدة المجتمع الدولي، من دون إعطاء أي تفاصيل إضافية.
«مستحيل»
ويوم الاثنين قال المنسّق الأممي للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية جايمي ماكغولدريك إنه سواء كان المزمع إنشاؤه جزرا إنسانية أو قرى من المخيمات «بصراحة لا أعلم أين يفترض إنشاؤها.. هل إلى شمال وادي غزة أو جنوبه؟» في إشارة إلى المجرى المائي في وسط القطاع، مشيرا إلى سيناريو «بغاية الصعوبة» للمنظمات غير الحكومية في حال الإجلاء الجماعي.
وشدّد على أن «الأمم المتحدة لن تشارك في أي إجلاء قسري» للسكان.
وقالت هاردمان في تصريح لوكالة فرانس برس: «إجلاء 1.5 مليون شخص في منطقة مدمّرة أمر مستحيل تماما»، وأضافت «أين يفترض أن يذهب هؤلاء؟».
من جهتها طلبت الولايات المتحدة «الاطّلاع» على الخطط الإسرائيلية وحذّرت من أنها لن تدعم أي تحرّك لا يأخذ المدنيين في الاعتبار.
والاثنين اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن هجوما بريا واسع النطاق للجيش الإسرائيلي في رفح سيشكل «خطأ». وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان إن نتانياهو وافق على طلب بايدن إرسال وفد من مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى إلى واشنطن لمناقشة هذا الهجوم و«نهج بديل» محتمل.
من جهته قال نتانياهو الاثنين إنه أكد لبايدن تصميم إسرائيل على «تحقيق جميع أهداف الحرب» بما في ذلك «القضاء على حماس».
حدّدت إسرائيل مناطق إنسانية آمنة خصوصا «المواصي»، المنطقة الساحلية في جنوب القطاع والواقعة بين خان يونس ورفح. لكن فيها حاليا مئات الآلاف من النازحين يعيشون في خيام وقد قُصفت المنطقة مرارا منذ بدء الحرب قبل خمسة أشهر ونيّف.
وقالت هاردمان: «الناس لا يفهمون ولا يعرفون إلى أين يذهبون»، مشيرة إلى خليط من توجيهات الإخلاء التي «لا معنى لها».
يسود الإحباط النازحين في رفح. ويقول حسين الحلو البالغ 38 عاما ويعيش حاليا في المواصي في خيمة مع زوجته وأولاده الستة ووالدته: «ليفعلوا ما يشاؤون. إنهم يكذبون. ما من مكان آمن».
وتقول صباح الأسطل (50 عاما) المتحدّرة من خان يونس وقد نزحت مع عائلتها إلى غرب رفح: «إلى أين سنذهب إذا دخلوا رفح، أين سنجد خياما وأفرشة وأغطية؟ هجّرونا ودمّروا منازلنا، ماذا قد يفعلون بنا أكثر؟».
لعبة مخادعة
نتانياهو مصمّم على شن الهجوم الذي أعلنه قبل أكثر من شهر على الرغم من «الضغط الدولي».
لكن بالنسبة لدافيد خلفا المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة جان جوريس، التهديد هو أيضا جزء من «الحرب النفسية».
واعتبر أن «الإسرائيليين يبقون الغموض قائما حول خططهم لأنهم لا يريدون كشف أوراقهم وذلك لإبقاء حماس في حال من عدم اليقين».
وقال إن «التهديد بهجوم واسع النطاق في رفح هو ورقة في لعبة مخادعة مع حماس، ووسيلة ضغط تهدف إلى إجبارها على تليين مواقفها في المفاوضات»، وأضاف: «لسنا على وشك عملية برية واسعة النطاق في رفح».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی رفح
إقرأ أيضاً:
ناشطون: عملية المتحف اليهودي بواشنطن نتيجة طبيعية لجرائم إسرائيل
وأشارت حلقة 2025/5/22 من برنامج "شبكات" إلى أن الحادث الذي استهدف المتحف اليهودي بالعاصمة الأميركية واشنطن أدى إلى استنفار أمني وتدخّل واسع من السلطات.
وقالت الشرطة إن الحادث وقع عند التاسعة من مساء أمس الأربعاء، حيث أطلق رجل النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية بعد مغادرتهما فعالية دبلوماسية في "متحف كابيتال اليهودي".
ووقع الحادث على بعد كيلومترين اثنين فقط من البيت الأبيض وعلى مقربة من مبنى الكابيتول، ومنفذه هو أميركي في الـ30 من عمره يدعى إلياس رودريغيز، وهو من مدينة شيكاغو.
وتقول تقارير صحفية إن رودريغيز ناشط حقوقي يساري، وإنه شارك سابقا في احتجاجات للدفاع عن حقوق السود. ولم يهرب المنفذ من موقع الحادث، لكنه دخل المتحف وطلب إحضار الشرطة، وبالفعل تم توقيفه سريعا من قبل عناصر الأمن، وردد أثناء اعتقاله عبارة "الحرية لفلسطين".
تعليق أميركي إسرائيلي
وعلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الحادث عبر منصته "تروث سوشيال" قائلا "يجب أن تنتهي هذه المجازر المروعة في واشنطن العاصمة -والتي تستند بوضوح إلى معاداة السامية- فورا".
من جانبه، ربط وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الحادث بما سماه "التحريض ضد السامية وضد الإسرائيليين"، حيث قال "اليوم اثنان من موظفي السفارة قُتلا، وهذا مرتبط بالتحريض ضد السامية وضد الإسرائيليين".
إعلانوأضاف ساعر أن "هناك العديد من القادة في الدول والمنظمات الدولية -خاصة في أوروبا- يستخدمون كلمات قاتلة مثل الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وقتل الرضع، كل هذا يقود إلى جرائم القتل، البيئة العامة تسببت في إراقة دماء الإسرائيليين واليهود".
نتيجة طبيعيةلكن مواقع التواصل كان لها رأي آخر، حيث اعتبر ناشطون أن ما جرى هو نتيجة لما تقوم به قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، ووصفها بعضهم بالبطولية، فقد كتب عبد الله "عملية في قلب واشنطن، لكي يعلم الصهاينة قتلة الأطفال أن لا مفر، لا بلد يحميهم وسيصبحون قريبا منبوذين من كل دول العالم".
كما كتبت ندى "هذه العملية البطولية ستضع أميركا في موقف محرج جدا، فالمنفذ ليس مسلما ولا عربيا ولا فلسطينيا، إنها فكرة الانتفاضة والتحرير تصل لكل بقاع العالم".
في المقابل، قالت ناتاشا "المتطرفون باتوا يحركون مشاعرهم السياسية في الشارع الأميركي، هل حان الوقت لمراجعة سياسات حماية البعثات الأجنبية؟".
وفي أعقاب الهجوم أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعزيز الأمن في جميع سفارات إسرائيل وممثلياتها حول العالم، كخطوة استباقية في ظل ما تعتبره تل أبيب تصاعدا بالمخاطر المرتبطة بمعاداة السامية وامتداد الاحتجاجات ضد سياساتها في غزة إلى العواصم الغربية.
22/5/2025