غضب شعبي وإدانات واسعة لمجزرة رداع وتهرُّب حوثي من المسؤولية
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
لاقت مجزرة رداع بمحافظة البيضاء، إدانات واسعة وغضباً شعبياً كبيراً، إثر تفجير منازل المواطنين في حارة "الحفرة"، وسقوط عشرات الشهداء والجرحى، من بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، في الوقت ذاته تحاول المليشيات الحوثية التهرب من المسؤولية، من خلال بث الأكاذيب والشائعات التي تسعى من خلالها لتبرئة نفسها ورمي التهمة على مجموعة أشخاص وصفتهم بالمتمردين عنها، رغم أنهم في مناصب رفيعة تم تعيينهم فيها من قبلها.
وفي رصد خاص لوكالة خبر، فإن حالة من الغضب الشعبي تسود جميع المناطق والمديريات والمحافظات اليمنية، إثر جريمة تفجير المنازل في حارة "الحفرة" بمدينة رداع محافظة البيضاء، تزامنت مع محاولات حوثية للتهدئة وإيقاف الغضب الشعبي من خلال بث الأكاذيب والشائعات، لأنها تدرك النتائج في حال وجدت أي موجات سخط وغضب ضدها.
إلى جانب موجة الغضب الشعبي، فقد لاقت جريمة رداع إدانات واسعة من قبل شخصيات سياسية وثقافية، وجهات حكومية، ومنظمات محلية ودولية، بل لاقت استياء واسعا لدى جهات عربية ودولية، أكدوا جميعهم بأن تلك الجريمة لا تقل بشاعة عن الجرائم والمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة.
مراقبون أكدوا، أن ما تمارسه مليشيا الحوثي ضد اليمنيين مثل ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وأن ما حدث في مدينة رداع لا يقل جرماً عما حدث ويحدث في قطاع غزة، وأن من يقتل أبناء اليمن بذلك القبح والإجرام والوحشية لن تدمع عينه على أبناء غزة.
المليشيات الحوثية في حالة تخبط واسعة، عقدت اجتماعات متتالية وأقالت قيادات وعينت آخرين، وقد أقرت بجريمتها، وحاولت التنصل من مسؤوليتها عن الحادثة/ المجزرة. وفي استخفاف واضح وصريح قالت المليشيات إنها ستقدم التعويضات لأسر الضحايا، وهو ما زاد من حدة الغضب الشعبي الواسع في البيضاء خاصة واليمن عامة.
منازل هُدمت فوق رؤوس ساكنيها، وأطفال وكبار سن بين شهداء وجرحى، وآخرون تم انتشالهم من تحت الأنقاض، ومن بين الجرحى عدد ممن وصفت حالتهم بالحرجة، كل ذلك حدث بينما المواطنون آمنون في منازلهم، أثناء فترة النوم، وتفأجاوا بأنهم تحت الأنقاض بدون أي سبب يذكر، ولا يدرون ما الذنب الذي اقترفوه حتى يحدث ذلك.
إجرام وحشي، وعدوان حوثي همجي، ومتفجرات زرعت يدوياً، وعناصر مليشاوية حوثية بلباس مدني، أعقبها انفجار مدو وسط هتافات وصرخات طائفية، والضحايا كبار في السن ونساء وأطفال، وبيوت شعبية مجاورة هدمت، ودماء أبرياء سفكت، وسط صمت قبلي وتخاذل وتهاون أممي، وغياب العدالة أتاح للمليشيات الحكم وممارسة العنف والقتل والتدمير.
ورغم تكرار تلك الحوادث، واستمرار الإجرام الحوثي بحق المدنيين، إلا أن هناك صمتا مخزياً لبعض القبائل والمشايخ، قابلين حياة الإذلال والتركيع، وكان الأحرى والأجدى بهم أن يكون لهم موقف مشرف وعظيم ولم أبناء القبائل حولهم لدحر العصابة الحوثية الإرهابية، وإيقاف مسلسل الدم الذي يباح وينتهك بين الحين والآخر.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الغضب الشعبی
إقرأ أيضاً:
صفقات الغضب بين ترامب و نتنياهو
لترامب فلسفة في التعامل مع الصفقات خاصة السياسية منها، فأينما تواجدت تواجد هو معها ، ليس بهدف التنسيق المشترك بين واشنطن وحلفائها، وإنما بهدف تحقيق المصالح الأمريكية فقط التي هي بطبيعة الحال مصالح إدارته، حتى لو كان ذلك على حساب أقرب حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، -"إسرائيل"-، فما هي فلسفة تعامل ترامب مع نتنياهو ؟.
مصلحة ترامب.. وتجاهل الالتزامات التاريخية لإسرائيلحلفاء نعم.. لكن المصلحة الأمريكية هي الأولوية، هذه هي فلسفة تعامل ترامب مع نتنياهو ، فعلى مدار الأسابيع الماضية، غرد مسؤول البيت الأبيض خارج سرب التفاهمات التاريخية بين واشنطن وتل أبيب شأن الشرق الأوسط وقضاياه، وأصبحت تحركات ترامب قائمة وفق مصالح واشنطن وليس وفق للالتزامات التاريخية الأمريكية المعهودة تجاه إسرائيل.. وهو ما أغضب -"رجل الحرب في إسرائيل"-.
اتفاق محتمل بين واشنطن وطهرانالبداية كانت من إيران، حيث جاءت جولات المفاوضات بين واشنطن وطهران في مسقط وروما بشأن الملف النووي لإيران على عكس الرغبة الإسرائيلية التي كانت تريد التصعيد ضد طهران عبر العمل العسكري، لكن ترامب يرى في التفاوض مع إيران فرصة ومكسبا سياسيا واقتصاديا يمكن الاستفادة منها حال الوصول إلى اتفاق مشترك بين الولايات المتحدة وإيران.. وهو أمر على ما يبدو أقرب للحدوث.
التفاهم مع الحوثيين دون ضمانات لإسرائيلوجاء التفاهم الأمريكي مع الحوثيين في اليمن ليزيد من فجوة اختلاف الأولويات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث نجحت إدارة ترامب في إبرام صفقة مع الحوثيين عن طريق الوسيط العماني، توقف من خلالها الجماعة اليمنية استهداف السفن الأمريكية وسفن الحاويات في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، في الوقت الذي لم يتم الحديث فيه عن عدم استهداف إسرائيل مرة أخرى.
الإفراج عن عيدان ألكسندر.. طعنة إسرائيلوكانت غزة حاضرة أيضا في مشهد اختلاف الأولويات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث مثلت مفاوضات واشنطن الغير مباشرة مع حماس بشأن الإفراج عن المحتجز الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر - "طعنة"- كما وصفها المسؤولين في إسرائيل، حيث نجحت من خلال واشنطن الإفراج عن أحد أهم المحتجزين بالنسبة للولايات المتحدة، وكانت الصفقة في المقابل عنصر ضغط على إسرائيل من أجل إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع .. وهو ما حدث بالفعل.
تفادي تورط واشنطن في صدامات طويلةويعتمد ترامب في إدارة علاقات الولايات المتحدة مع الشرق الأوسط على عقلية رجل الأعمال وصانع الصفقات، واضعاً الاستثمارات والفرص الاقتصادية في قلب تحركاته الدبلوماسية، حتى لو كان ذلك يتعارض مع سياسات حلفاء واشنطن التقلدين والتاريخين، فترامب يسعى لتفادي التورط في صدامات طويلة.
بين الدبلوماسية المرنة والتلويح بالردع العسكري.. يتبنى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب نهج الغموض الاستراتيجي في سياسته الخارجية، لا سيما تجاه قضايا الشرق الأوسط، في محاولة لإعادة تشكيل معادلات القوة الإقليمية وتعزيز النفوذ الأميركي ضمن بيئة دولية معقدة ومتشابكة.