سواليف:
2025-06-27@23:32:22 GMT

عندما يُجزم النّصر بالجهل

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

عندما يُجزم النّصر بالجهل

بقلم/ #حمزة_الشوابكة

كثيراً ما تطرقت إلى بيان مفهوم #النصر، وأن من أسباب النصر القدرة على تحقيقه بالمفهوم السليم، حيث أن القدرة معتبرة شرعا وعرفا، وفي بعض الأحيان يكون الصلح السياسي مع الصبر نصراً! فعندما يدرك الواحد بأن القدرة معتبرة، وأنه ليس مستعداً لتحقيقها؛ تراجع وأعاد حساباته، وذلك حقنا للدم وستراً للأعراض، ليكون بذلك قد انتصر على أهواء النفس وفوضى الشياطين من الإنس والجان، فعندما يتحدث عن النصر وصوره من يجهل ذلك؛ لابد وأن يجزم بأن ما يروج له الكثير من الناس بأنه نصر بل ونصر كبير! وذلك لأنه فريسة سهلة وقعت في شباك حزبيين متلونين يصطادون في بِرَك الغثائية، حاشدين بذلك تأييد الكثيرين للنصر الكبير -زعموا-، فما كان إلا أن وجدوا مبررات ومبررات وغثائيين يدافعون عن مجهول، فواحد هناك وآخر هنا، كلهم يحرض ويتوعد كذبا وبهتانا، وفي النهاية، أرصدة ترتفع بأموال؛ كانت مدخلات إنتاجها دماء أبرياء وأرض مقدسة ودعوات مظلومين.

.!

فأقول لهم: ويل لكم من ربكم، فقد كذبتم على الله ورسوله، فسوف تقفون بين يدي ربكم، فأروني ماذا ستقولون لله، فيكفي شهادة جلودكم وأيديكم وأرجلكم وأبصاركم، فوالله لستم إلا من قال فيهم خير البرية: …”لإن أدركتهم لأقتلنهم…”، أجل؛ يا خوارج العصر!

مقالات ذات صلة كيف تصنع نفسك؟ 2024/03/25

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: النصر

إقرأ أيضاً:

محاولة اسقاط فكرة الدولة والهوية

ان كان هناك بصيص أمل في ان نستعيد الدولة والهوية ، التي تفككت بسبب قوى الصراع، من مناطق وسلالات وقبائل ورايات (اعلام)، حتى جعلت من الوطن خرقة بالية يتنازعها الجميع، فجريمة اعتقال الشيخ الكازمي إمام وخطيب مسجد ساحة المنصورة، فجر يوم الخميس، بطريقة واسلوب المافيا( العصابات) لا توحي ان من امر باقتحام المسجد في وقت الصلاة الفجر رجل دولة، ولا القوة المقتحمة تمثل أمن الدولة.

الحقيقة ان الدولة اغتيلت بتشكيلات عسكرية لا تمثلها، ولا تواليها، بل تمثل من يدفع لها ومن شكلها بتشكيل مناطقي قبلي ومذهبي، أي تشكيل عسكر القبيلة والمذهب، وعسكرة القبيلة يأتي في اطار ضرب مفهوم الدولة المدنية التي ينشدها العامة من الناس، فالقبيلة مثخنة بالثأر، والمذهب مبتلى بالاختلاف، وعسكرتهما لغرض ترسيخ حالة الثأر الاجتماعي والسياسي الذي اتخذ من القبيلة وسيلة حسم معاركه القديمة مع الاخر، وهذا ما شهدناه في التصفيات الجسدية منذ الاستقلال حتى حرب 94م ، واتت حرب 2015م لترسخ الصراع العقائدي صراع المذاهب.

كل هذا من اجل اغتيال الدولة، بشواهد ان الشرعية التي كانت تحكم برئيس منتخب، صارت اليوم تحكم بثمانية رؤوس، تمثل القوى العسكرية المسيطرة على الاراضي، وهي الارضي الذي يتم اعدادها لتقسيم اليمن لكنتونات ضعيفة وهشة، بدون سلاح يحمي سيادتها، وبدون قرار وطني يعزز من مكانتها بين الدول، والهدف كنتونات مغتصبة، تديرها قوى مرتهنة للمغتصب، والهدف هي الارض البكر وما تحمله في باطنها من ثروة.

يمكن القول ان الحرب مع الحوثي انتهت، لتتحول لحرب في مواجهة فكرة الدولة اينما كانت، وفكرة وحدة الصف و وحدة الامة، هذه الحرب لا تحتاج لغير اعلام يروج للمزيد من الصراع المناطقي والمذهبي ، ليحول البلد لمناطق وهويات متناحرة، وهذا ما يحتاج لناشطين يعرفون من اين تؤكل كتف الوطن، والنتيجة انقسام مجتمعي حاد، وصراع بيني مدمر، انتج لنا لوبي من اللصوص والمنتفعين والفاسدين، ومجتمع مسحوق وناس محبطة، ومجتمع مدني مروّض، يتلقى الصفعة تلو الصفعة دون ان يوحد كلمته في مواجهة ما يحدث، ويشكل نخبة تؤمن بالوطن وحدته وسيادته، حتى صار الوطن يباع قطعة قطعه في سوق العمالة والارتزاق.

بدأ السقوط عندما سقطت راية الوطن، وكلا بدأ يبحث في الماضي عن بقايا راية منتهية الصلاحية ، وعندما سقط الوعي الوطني ليستبدل بالوعي المناطقي ، وثقافة الكراهية والعنصرية ، لتعرض الارض للبيع( خذوا الجنوب تبعكم ونبصم لكم بالعشر)، وعندما تم اقصاء كل مسؤول وطني رفض الانخراط في البيعة، ورفع راية السيادة، واستبدل بمسؤول تمرد على الدولة، وتماهى مع صفقة بيع الوطن، من تسليم الجزر وتعطيل المرتكزات الاقتصادية، وتشكيل تشكيلات عسكرية تتقاسم الارض وايرادات الدولة وتفرض الجبايات والاتاوات، ولا تعترف بمؤسسات الدولة ومصب ايراداتها البنك المركزي، حتى صار كل من تماهى مع المؤامرة مسؤولا تنفيذيا وسياسيا، يعيش واسرته خارج الوطن في نعيم الفساد والمال الحرام، والناس في الداخل تصارع الفقر والجوع والمرض، تصارع الحمى والظمأ.

عندما تحول السلاح من رمز لتحرير الارض، لأداة لاحتقار الدولة ، وحماية الاطماع والفاسدين والمرتزقة، عندما اصبح بعض رجال الامن مجرد كلب حراسة لكبار الناهبين وبياعي الارض والعرض.

بعد ان ضاقت الحياة بالناس وبلغت القلوب الحناجر، كان لابد لهم ان يتظاهروا رافضين لسياسة التجويع، والفشل المؤسسي وغياب الخدمات الضرورية، والمطالبة بحقوقهم المكفولة، وكان المتوقع ان تجد تلك التظاهرات صدى، والذي حدث انها قمعت، وتصدى لها رجال الامن والتشكيلات التي يفترض انها في خدمة الشعب ، مما يؤكد انها تشكيلات لا وطنية، وجدت من اجل ان تحمي الاطماع وادوات الارتزاق والتبعية، تحمي الفساد والناهبين للثروة وبياعي الارض، وتضرب بيد من حديد من يصرخ وجعا مما يحدث، وتدوس على الفقراء والجياع.

مع التأكيد ان ارادة الجماهير لا تقهر، وان بدأت التظاهرات صغيرة لكنها مؤثرة ستكبر وتكبر حتى تصير طوفان جارف، سيجرف كل هذا العبث وادواته المصطنعة، طوفان لن يستطيع ايقافه لا سلاح ولا طقم ولا مدرعة عسكرية، ولا ونان وهراوة، كلها ستسقط امام غضب الجماهير ، كما قال ابو قاسم الشابي

(إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.. ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي • ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ)

فلن تنفع كل تلك المظاهر المسلحة والاقتحامات للبيوت والمساجد والاسواق، بل ستكون وابلا على اصحابها ،وسيكون النظام والقانون هو السائد، وكلا سيتحسس رقبته حينما يأتي الانصاف وان غدا لنظارة لقريب

 

مقالات مشابهة

  • بعد تسلم أبو العينين رئاسة الاتحاد من أجل المتوسط | أستاذ قانون دولي: يمنح القاهرة القدرة على التأثير في الأجندة الإقليمية والدولية
  • الفلسفة السياسية والنظرية السياسية (2): الأيديولوجيا
  • خبير نووي بارز لـعربي21: إيران لا زالت تمتلك القدرة على صنع قنبلة نووية
  • وزير الداخلية السيد أنس خطاب يُصادق على قرار يقضي بتخفيض الرسوم المستوفاة لقاء منح جوازات السفر وذلك في إطار التسهيلات المقدّمة للمواطنين وحرصاً من الوزارة على تخفيف الأعباء عنهم
  • هل لكل مجتهد نصيب؟!
  • محاولة اسقاط فكرة الدولة والهوية
  • تراجع الطلب على الألبسة بنسبة 50% في الأردن
  • نتنياهو: الضربات على المنشآت النووية الإيرانية عطلت القدرة على إنتاج أسلحة نووية
  • ترامب عن خطط إيران لتخصيب اليورانيوم: لن نسمح بذلك لأغراض عسكرية
  • شركة نظارات البركات توفر وظائف شاغرة