ملتقى العصر بالجامع الأزهر يوضح مفهوم العبادة وخصائصها في الإسلام
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر، اليوم الأربعاء، فعاليات ملتقى العصر "باب الريان"، تحت عنوان "مفهوم العبادة في الإسلام وخصائصها"، بحضور الدكتور حسن يحيى، المدير العام بهيئة كبار العلماء، والدكتور محمود عويس، عضو المركز العالمى للفتوى الالكترونية، وأدار الملتقى الشيخ محمد أبو جبل، الباحث بالجامع الأزهر الشريف.
في بداية اللقاء، أوضح الدكتور حسن يحيى، المدير العام بهيئة كبار العلماء، أن إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى هو الهدف الأساسى للخلق، مبينا أن العلماء قد عرفوا العبادة لغة بأنها التذلل والخضوع، واصطلاحا بأنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، كالصلاة والزكاة والصوم وصدق الحديث والوفاء بالعهد والإحسان إلى الجار، موضحا أن العبادة نوعان؛ عبادة شعائرية، وعبادة تعاملية، وأن مقام القرب لله عز وجل يحتاج إلى النية والإخلاص.
من جانبه، أكد الشيخ محمد أبو جبل، الباحث بالجامع الازهر الشريف، أن الإنسان ما خُلق إلا من أجل العبادة الخالصة لله عز وجل، وذلك بعد أن أنعم الله عليه بالاستخلاف في الأرض ليقيم العمران ويشيد البنيان والحضارات، كما جاء في قوله تعالى:«وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ»، موضحا الفرق بين مفهوم كلا من الإسلام والايمان والإحسان كما جاء في حديث رسول الله ﷺ حين جاءه جبريل عليه السلام يسأله عليهم. كما بيّن الدكتور محمود عويس، عضو المركز العالمى للفتوى الالكترونية، أن العبادة هي غاية التذلل والخضوع لله عز وجل، مشددا على أنه يجب على الانسان المسلم أن يكون عمله خالصا له سبحانه وحده، وأن تكون القربات التي يعملها ابتغاء وجه الله سبحانه، كما عليه أن يطبق قول الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في كل أمر من أمور حياته، حتى تصبح العادة عبادة فتصير الأمور العادية في حياته أمورا تعبدية يثاب عليها وترفع بها درجته.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
الانتماء الصادق للإسلام لا يتحقق إلا بهذه الأمور.. أزهري يكشف عنها
أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن الانتماء الصادق للإسلام يتجلى في حسن الخلق والالتزام به في جميع نواحي الحياة، مشيرًا إلى حديث النبي ﷺ: "أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا"، موضحًا أن تزكية النفس ليست مجرد سلوك اجتماعي بل ركن أصيل من الالتزام الديني.
وأوضح أن الإسلام هو دين أخلاق قبل أن يكون شعائر، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، مؤكدًا أن التدين يظهر في التعامل مع الناس جميعًا، حتى مع غير المسلمين والحيوانات.
كما شدد على أن من يدّعي حب الدين ثم يؤذي الناس، لا يملك انتماءً حقيقيًا، وأن حب الوطن والدفاع عنه جزء من الإيمان، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "من قُتل دون أهله فهو شهيد".
وفي سياق متصل، أشار الدكتور تمام إلى أن تعظيم شعائر الله من علامات تقوى القلوب، موضحًا أن المطلوب ليس فقط أداء الطاعات، بل تعظيمها بحب وصدق، وأن العبادة الحقيقية تكون بمراد الله لا بهوى النفس.
وأكد تمام على أن العمل الجاد والإتقان نوع من العبادة، وأن كل مهنة تؤدى بإخلاص تمثل إسهامًا في عمارة الأرض، وهو ما يأمر به الدين، لأن الإسلام لا يفصل بين العبادة والعمل، بل يجعلهما وجهين لعملة واحدة.
كما حذّر الدكتور هاني تمام من مظاهر الانتماء الزائف، موضحًا أن الانتماء لا يُقاس بالشعارات في أوقات الرخاء، بل يُختبر في أوقات الشدة والابتلاء، مستدلًا بقول الله تعالى: "ومن الناس من يعبد الله على حرف..."، لافتًا إلى أن من يربط التزامه الديني أو الوطني بالمصالح فقط، سرعان ما يتخلى عنهما عند أول اختبار.
وأكد أن المسلم الحقيقي هو من يظل ثابتًا على المبادئ، متمسكًا بدينه، مدافعًا عن وطنه، عاملًا على بنائه في كل الظروف.