أمين «البحوث الإسلامية» لـ «الأسبوع»: نعمل على نشر خطاب دعوي مستنير لا إفراط فيه ولا تفريط
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
حوار مفتوح أجرته «الأسبوع» مع الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، للتعرف على الدور الفكري والتوعوي الذي يقوم به مجمع البحوث الإسلامية، بالإضافة إلى دوره في تصحيح المفاهيم، وأيضا تحديد واختيار الحملات والقوافل.
وإلى نص الحوار.. .
- ما الدور الفكري والتوعوي الذي يقوم به مجمع البحوث الإسلامية؟
المجمع كمؤسسة من مؤسسات الأزهر الشريف يسير وفق خطة علمية ودعوية من خلال أبحاث وكتب علمية تعمل على إبراز رؤية المجمع، التي تنبثق عن رؤية الأزهر العلمية والعالمية، وذلك من خلال انتشار وعاظه بين الناس بخطاب دعوي مستنير لا إفراط ولا تفريط فيه، خطاب يتخذ من منهج الأزهر الوسطي سبيلا لخدمة الناس وتحصينهم من كل محاولات العبث بعقولهم أو تشتيت أذهانهم أو بث الأفكار الشاذة فيما بينهم، مع ضرورة الوضع في الحسبان لآليات الوضع وطبيعة القضايا وأطر وأساليب الحل.
- وكيف يمكن تنفيذ هذا الخطاب وآلياته على أرض الواقع؟
يتم العمل من خلال محاور عدة، فهناك المحور العلمي البحثي ويدور هذا حول محاولة حصر القضايا الجدلية وتفكيك الأسس التي يقوم عليها هذا الفكر، وذلك بأساليب علمية موثقة بالأدلة المتنوعة والحقائق التاريخية، إلى جانب هذا هناك محور التحركات الميدانية من خلال القوافل التي تجوب الجمهورية لعرض صحيح الدين وبيان محاسنه، فضلا عن التواصل المستمر مع مختلف مؤسسات الدولة لتكثيف التواصل مع الشباب والاستماع إليهم وتحصينهم من خطر الفكر التكفيري والمضلل، كما يتم تكثيف التواجد في المناطق الحدودية لتنفيذ العديد من البرامج التوعوية لحماية قاطني تلك الأماكن من خطر الفكر التكفيري، والرد على أسئلتهم واستفساراتهم حول كل ما يلامس واقعهم ويرتبط بشأنهم ارتباطًا مباشرًا، كذلك هناك محور آخر من خلال اللجان المنبثقة عن المجمع، بحيث يمكن من خلالها إصدار نشرات دورية تحدد هذه الأفكار وتناقشها بالأسلوب الأمثل الذي يناسب الحال.
- وماذا عن دور مجمع البحوث في تصحيح المفاهيم الخاطئة في المجتمع وبخاصة جيل الشباب؟
بالنظر في الدين الإسلامي يُعلم يقينًا بأن الإسلام دين رحمة وليس عنفًا ونصوصه وأحكامه تؤيد ذلك وممارسة الصحابة الذين نهلوا من فيض النبوة، ذلك، فليقرأ الناس الإسلام من علمائه والتاريخ الصحيح، ولكن تعاليم الإسلام المثالية التي تحقق لسكان المعمورة الأمن والتعايش السلمي المجتمعي وقبول الآخر يرفضها أصحاب الأجندات الخاصة ومثيرو الفتن من أجل مآربهم الخبيثة، وإذا نظرنا إلى تلك الجماعات المتطرفة فإنها تعمل على استقطاب الشباب بأكثر من طريقة، من ناحية العاطفة الدينية لدى بعض الشباب، ومن ناحية الجهل ببعض تعاليم الدين الإسلامي السمحة، ومن ناحية الأهواء والمتطلبات الشخصية.
وفي إطار الخطة التوعوية الكبيرة التي يقوم بها الأزهر الشريف بشكل غير تقليدي في التواصل مع الناس يقدم المجمع مجموعة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تستهدف توعية المواطنين في جميع أنحاء الجمهورية بالعديد من القضايا والمشكلات التي يعاني منها المجتمع وتمثل تحديا يعرقل مسيرة التنمية في الوقت الحالي، حيث ينتشر وعاظ وواعظات الأزهر الشريف في جميع قرى ومدن ومراكز الجمهورية، بالإضافة إلى النشر الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي».
ـ وكيف يتم تحديد واختيار هذه الحملات والقوافل؟
يتم تحديد واختيار الحملات والقوافل التوعوية بناء على دراسة واقع الناس والقضايا المجتمعية التي يحتاج إليها الناس في كل وقت، وتنفذ تلك الحملات والقوافل من خلال انتشار الوعاظ في مراكز الشباب والنوادي والمصانع والشركات والمدارس ودور الرعاية والمقاهي الثقافية، فضلا عن النشر الإلكتروني، هذا بالإضافة إلى إصدارات السلسلة العلمية للمجمع، والتي يتم إتاحتها للجمهور بأشكال مختلفة سواء من خلال النشر الورقي أو الإلكتروني، في إطار تعظيم سبل الاستفادة من إصدارات المجمع، واستعادة دوره في تشكيل وعي ووجدان المجتمع، وحماية العقول من محاولات العبث الفكري التي تتم ممارستها باسم الدين، حيث قدم المجمع العديد من الإصدارات العلمية التي تعالج قضايا مختلفة مثل: معالجة القضايا الفكرية وفق الضوابط والقواعد المنطقية، والتي ترفض السطحية في القراءة والفهم، ومعالجة المشكلات المجتمعية من خلال رؤية ومنهج القرآن في التعايش بين الناس وفي إقرار السلم والأمن المجتمعي، وأزمات الإنسانية وما قدمه القرآن في هذا الشأن من حلول واقعية ترتبط بحياة الناس ارتباطا مباشرا، بالإضافة إلى الحديث والسيرة واللغة والتاريخ.
- وماذا عن الوافدين، هل يضعهم المجمع في الحسبان؟
وضعت الأمانة العامة للجنة العليا لشئون الدعوة الإسلامية برنامجًا دعويًا للطلاب الوافدين يوميا بعد صلاة الظهر وبين ركعات التراويح يوميا بمسجد مدينة البعوث الإسلامية يتوافق مع احتياجاتهم العلمية والدعوية والتربوية خلال شهر رمضان المعظم، ويقوم على تنفيذه نخبة علماء الوعظ، إضافة إلى تنفيذ برنامج لإقراء الطلاب الوافدين بمدينة البعوث الإسلامية القرآن الكريم بالروايات القرآنية بعنوان: «فرسان التلاوة والإنشاد الديني»، والذي يقوم على تنفيذه نخبة من أصحاب الفضيلة أعضاء لجنة مراجعة المصحف بالأزهر الشريف، وذلك يوميا بعد صلاة العصر بمسجد مدينة البعوث الإسلامية.
- نود أن نتعرف من فضيلتكم على فضل ليلة القدر، وكيف يفيد منها العبد بالتقرب إلى الله؟
«كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها بالصلاة والقراءة والدعاء، حرصًا منه على الاجتهاد في ختم العبادة، وكذلك على اغتنام ليلة القدر، حيث حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام ليلة القدر واغتنام فضلها إيمانا واحتسابا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، ويستحب للمسلم في ليلة القدر الإكثار من طاعة الله تعالى وعبادته من الصلاة وقراءة القرآن والذكر.
ـ هل يوجد دور للمجمع في دعم القضية الفلسطينية وتقديم المساعدات لأهالي غزة؟
قام المجمع خلال الشهور الماضية بالتركيز على قضية فلسطين بشكل عام بجوانبها المختلفة سواء كانت تتعلق بالقدس أم بالقضية الفلسطينية أم بالصهيونية أم بالإشكالية اليهودية، فأصدرنا أعداد مجلة الأزهر عن القضية الفلسطينية وجاءت الهدايا عبارة عن مجموعة من الأبحاث العلمية التي صدرت عن مؤتمرات الأزهر أو مجمع البحوث الإسلامية، كلها تقوم بتجلية الحقيقة تجاه هذه القضية، إضافة إلى موجز لتاريخ القدس من خلال أحد المؤلفات العلمية، وكذا الصهيونية العالمية للمفكر والناقد عباس العقاد، وأيضًا مجلة الأزهر دارت في شقها الأكبر حول هذه القضية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل كان أحد عناصر الندوة الشهرية للمجلة يتحدث عن القضية الفلسطينية وعن دور مصر والأزهر في قضية فلسطين والعنصر الآخر كان عن الشعب الفلسطيني وصموده ومواجهته للتهجير الذي يسعى إليه هذا العدوان الغاشم.
ـ وما أهم القضايا المجتمعية التي يهتم بها المجمع؟
المجمع لديه رؤية واضحة في التعامل مع القضايا المجتمعية، فهو ينطلق فيما يقدمه من توعية عبر القوافل والحملات من واقع اهتمامات الناس المتنوعة، وهو ما يمكن تحديده من خلال ما يتم رصده من الأسئلة الواردة من الجمهور داخل لجان الفتوى على مستوى الجمهورية والتي يمكن من خلالها الوقوف على أبرز اهتمامات الناس وإشكالياتهم في الحياة.
ـ كيف يستعد الفرد منا لتوديع الشهر الفضيل واستقبال عيد الفطر المبارك؟
الإنسان الفطن هو الذي يحرص على أن يكون حاله بعد رمضان كحاله في رمضان، صائمًا عن كل ما يغضب الله ويخالف أوامره سبحانه، كما أن المسلم قادر على أن يحدد مدى قبول عمله في رمضان عندما ينظر إلى حاله بعد انتهاء الشهر الفضيل فإذا كان للأحسن في علاقته مع ربه وتعامله مع الخلق فإن ذلك أدعى لقبول أعماله وأن الله قد قبله عنده في عباده الصالحين.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أمين البحوث الإسلامية البحوث الإسلامية مجمع البحوث الإسلامية مجمع البحوث الإسلامیة القضیة الفلسطینیة الأزهر الشریف بالإضافة إلى لیلة القدر من خلال
إقرأ أيضاً:
أوروبا تنتفض الآن ضد إسرائيل.. والويل كل الويل للخونة
وقفتنا هذا الأسبوع نستكمل فيها رحلة كفاح الكلمة ضد الصهاينة الطغاة وغشوميتهم الباغية على أشقائنا الأحباب الشعب الفلسطيني.
في الأيام الأخيرة لاحظنا انتفاضة أصبحت واضحة من دول أوروبا الكبرى، ضد الكيان الصهيوني ما بين مقاطعات اقتصادية وسياسية وحتى وصلت للتهديد بحظر تصدير السلاح للصهاينة، مالم يتوقفوا عن حرب الإبادة ضد غزة والشعب الفلسطيني بل إن منهم من بدأ يعلن اعترافه ودعمه لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وأيضا بدأت تظهر في الأفق وعلى السطح السياسي بوادر خلاف كبير بين ترامب ونتنياهو، من المؤكد ستظهر تبعاتها في الأيام القادمة، فحسابات ترامب الآن بدأت تتضح شيئا فشيئا والتي يفهم منها أنا وأمريكا أولا ومن بعدنا الطوفان، رجل رغم علامات الاستفهام الكثيرة على العديد من أفعاله وتصرفاته إلا أنها يفهم منها أنها تؤدى إلى طريق واحد مصلحته ومصلحة أمريكا سياسيا واقتصاديا ومعه رجال الأعمال الأمريكان المقربون وأهمهم إيلون ماسك.
ونتنياهو أصبح الآن في خطر داهم وعدى مرحلة البراميل بالبحر وأصبح الآن في مرحلة الغرق لا هو قادر يعوم نحو شاطئ وبر الأمان السياسي والاقتصادي وحتى العسكرى ولا أحد يمد يده له إلا قلة معروفة لا داعى لذكرها فهم يعرفون أنفسهم جيدا وغالبا مع سقوطه سيسقطون معه سقطة مدوية فالويل كل الويل للخونة.
فنتنياهو الآن خسر الأغلبية خارج إسرائيل وداخل إسرائيل وأيامه أظن أصبحت معدودة فاليوم الذى يمر أعتقد لن يرى مثله العام القادم احتمال كبير جدا، لأن أوراقه كلها أصبحت مكشوفة للجميع، نتنياهو غرق ومع غرقه نسى قضية أسراه لدرجة أنه يريد أن ينام ويصحو فلا يجدهم على وجه الأرض، وأفعاله كلها تؤكد أنه تخلى عنهم تماما إلا إذا تدخل ترامب التدخل الأخير بإجباره على وقف الحرب والا.. .!، وكلما صمد الشعب الفلسطيني الأبيّ، اقترب سقوط ورقة التوت الأخيرة من على نتنياهو، وعلى الباغي تدور الدوائر.
إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع أدعو الله أن أكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم، إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.
اقرأ أيضاً«الزراعة» ترفع درجة الاستعداد القصوى بجميع المجازر الحكومية
السيدة انتصار السيسي تشيد بالهلال الأحمر المصري في مواجهة عاصفة الإسكندرية
مجمع محاكم مجلس الدولة بـ «الدقي» يطلق خدمة الشهر العقاري