هذا ما كشفته رسالة الراعي الفصحية
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
كشفت رسالة الفصح للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بما لا يقبل الشك أن في لبنان فئتين من اللبنانيين هما على ضفتين متقابلتين ومتناقضتين، في الشكل والمضمون، وأن لكل منهما تفكيرًا مختلفًا في الجوهر وفي الأداء، وأن ما يباعد بينهما أكثر بكثير مما يقرّب بينهما، وإن كانا يعيشان تحت سماء واحدة، وفي ظل قانون واحد ولو نظريًا، وأن تلاقيهما على قواسم مشتركة قد أصبح من سابع المستحيلات، إذ لكل منهما نظرته الخاصة عن أي لبنان يريد، وكيفية العيش فيه.
ومقابل الفئة التي تعبّر "بكركي" عن هواجسها وتحرّك الفئة التي تضع نفسها في خانة الاعتدال، فإن الفريق "الممانع"، والذي تعبّر عنه "حارة حريك" يرى أنه لو لم تفتح "المقاومة الإسلامية" جبهة الجنوب "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة واسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة" لكان الإسرائيلي "يتنزّه" اليوم في شوارع الحمرا وفي جونيه، تمامًا كما كانت الحال يوم تصدّى "حزب الله" لـ "داعش" و"النصرة" في الجرود لمنعهما من الوصول إلى الساحل الكسرواني مثلًا. وهذا ما عبّر عنه بوضوح المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في ردّه على البطريرك الراعي. فهذا الاختلاف في النظرة إلى لبنان وكيفية الدفاع عنه، سواء بـ "الحياد" الذي ينادي به الراعي، أو بـ "المقاومة"، التي يدعو إليها "حزب الله" كسبيل وحيد لإنقاذ لبنان، يُترجم يوميًا بمواقف متصاعدة ومتدرجة، بحيث تبلغ مستوى يصعب معه النزول عن الشجرات الباسقة، على أن الحل الممكن متوافر، وهو اللجوء إلى دستور الطائف، الذي لا يزال ساري المفعول، والاحتكام إليه وحده في الاستحقاقات الداهمة، ومن بينها بالطبع الانتخابات الرئاسية، وكذلك المؤسسات الشرعية، التي لا تزال قائمة وتعمل، ومن بينها مؤسسة الجيش، الذي أثبت عبر التجارب السابقة أنه الضمانة الوحيدة لوحدة بدأت معالمها تتلاشى تدريجيًا وتصاعديًا.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يواصل خرق الهدنة في لبنان.. شهيدان في قصف على بنت جبيل
قُتل شخصان، الخميس، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي استهدف جرافة ودراجة نارية في منطقتين متفرقتين جنوب لبنان، في أحدث انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار الساري بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله منذ أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان رسمي، إن "الجريح الذي أُصيب صباح الخميس بغارة لطائرة مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي استهدفت جرافته بين بلدتي شقرا وبرعشيت في قضاء بنت جبيل، استُشهد في المستشفى متأثراً بجراحه البالغة".
وفي حادث منفصل، ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية عند المدخل الغربي لبلدة بيت ليف باتجاه وادي العيون، ما أسفر عن سقوط شهيد آخر.
وزارة الصحة:
ارتقاء المواطن الذي أصيب في الغارة الإسرائيلية على جرافة بين بلدتي شقرا وبرعشيت في الجنوب.#الميادين_لبنان pic.twitter.com/OkPvbARU2L — الميادين لبنان (@mayadeenlebanon) June 26, 2025
وفي سياق متصل، واصلت المسيّرات الإسرائيلية التحليق بكثافة في أجواء الجنوب اللبناني، إذ سُجل مرورها فوق عدد من قرى قضاء النبطية، منها كفرملكي، وكفرحتى، وكفرفيلا، وعربصاليم، وعين قانا، والمحمودية، والعيشية، والجرمق، وسهل الميدنة.
كما أفادت الوكالة بتحليق ثلاث طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مناطق الزهراني والغازية ومغدوشة بمحافظة الجنوب، باتجاه الساحل اللبناني، في محيط مدينة صيدا.
وأشارت الوكالة إلى أن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت أيضاً سيارة في صيدا، دون ذكر تفاصيل إضافية عن الأضرار أو الخسائر البشرية.
تفجيرات للاحتلال بمحاذاة الحدود
وفي تطور ميداني آخر، نفذ الجيش الإسرائيلي تفجيراً في محيط جبل بلاط، من جهة الأراضي المحتلة، مقابل بلدتي مروحين وراميا في قضاء صور، ضمن القطاع الأوسط للجنوب اللبناني.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شن عدواناً على لبنان في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، سرعان ما تحول إلى حرب واسعة النطاق اعتباراً من 23 أيلول/سبتمبر 2024، وأدى إلى سقوط أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، بحسب إحصائيات رسمية.
ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، إلا أن الاحتلال ارتكب، وفقاً لإحصاء أجرته وكالة الأناضول استناداً إلى مصادر رسمية، نحو 3 آلاف خرق للاتفاق، أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 215 شخصاً وإصابة 508 آخرين.
وفي تحدٍ صريح للاتفاق، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحاباً جزئياً من بعض المناطق التي سيطر عليها خلال الحرب، لكنه لا يزال يحتل خمس تلال لبنانية في الجنوب، ما يُبقي التوتر قائماً على طول الحدود.
ويحتل الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود أراضٍ لبنانية وفلسطينية وسورية، وتواصل رفضها الانسحاب منها، كما ترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.