دراسة: كثير من كبار السن لا يدركون إصابتهم بالجلوكوما المسببة لفقدان البصر
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
سلطت دراسة أجريت في كلية الطب جامعة "ستوكهولم" بالسويد، الضوء على انتشار مرض الجلوكوما وطبيعته الخفية بين كبار السن.
ويضرب مرض «الجلوكوماأو المياه الزرقاء» سارق النظر، العيون بصمت، وغالبا دون أن يلاحظ المريض الضرر الكبير الذي لحق به، حيث تؤثر «الجلوكوما» بشكل أساسي على العصب البصري، وإذا ما تركت دون رادع، يمكن أن تؤدي إلى عمى لا رجعة فيه.
وركزت الدراسة، وهي جزء من مشروع "إتش 70" الشامل، المعني بمتابعة صحة كبار السن لمدة نصف قرن، على صحة عيون 560 فردا تصل أعمارهم إلى 70 عاما، وكانت النتائج مذهلة، حيث تم تشخيص ما يقرب من 5% منهم بالمياه الزرقاء، وكان الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو حقيقة أن نصف هذه التشخيصات لم تكن معروفة للأفراد حتى مشاركتهم في الدراسة، مما يسلط الضوء على فجوة حرجة في الاكتشاف المبكر للإصابة بالمرض.
وأكدت الدكتورة "هافستام جوهانسون"، أستاذ أمراض العيون في كلية الطب جامعة "ستوكهولم"، أهمية الاكتشاف المبكر في منع المزيد من الضرر فغالبا ما يمكن إدارة الجلوكوما بفعالية من خلال علاجات بسيطة مثل قطرات العين اليومية، والتي تعمل عن طريق تقليل الضغط الداخلي للعين وإبطاء تلف العصب البصري.
وأوضحت أن أحد الأسباب التي تجعل الجلوكوما يمر دون أن يلاحظه أحد هو ظهوره الخبيث، ففي المراحل المبكرة، تكون الحالة خالية من الأعراض تقريبا، وتعوض العين غير المصابة عن نظيرتها، وتخفي أي خسارة في الرؤية.
وكشفت الدراسة أيضا أن جزءا كبيرا من الأفراد الذين تم تشخيصهم حديثا لديهم ضغط طبيعي للعين، مما يتحدى الاعتماد التقليدي على هذا المقياس وحده للتشخيص.
كما توصل الباحثون إلى أن الاستعداد الوراثي للإصابة بـ"الجلوكوما"، يؤكد زيادة الخطر بين الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للحالة.. ومن المثير للاهتمام، اكتشاف أن نوعية الحياة لأولئك الذين يعانون من الجلوكوما لم تختلف اختلافا جذريا عن أولئك الذين لا يعانون منها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: كبار السن الجلوكوما المياه الزرقاء على العين
إقرأ أيضاً:
بقيادة جامعة الشارقة.. دراسة تمنح أملاً لمرضى السرطان
الشارقة: «الخليج»
كشفت دراسة دولية بقيادة باحث من «جامعة الشارقة» عن نتائج مهمة قد تُحدث نقلة في طريقة علاج مرضى «المايلوما المتعددة»، وهو نوع من سرطانات الدم، حيث أظهرت أن الاستماع لتقييم المرضى لحالتهم الجسدية قبل بدء العلاج بدواء «الداراتوموماب» يمكن أن يساعد الأطباء على التنبّؤ بمدى استجابتهم للعلاج.
قاد الدراسة الدكتور أحمد أبو حلوة، الأستاذ المساعد في كلية الصيدلة في الجامعة، وشملت 1804 مرضى مصابين، من ثلاث تجارب سريرية كبرى في مختلف أنحاء العالم، بالتعاون مع معهد «برجيل للسرطان» بالإمارات، و«جامعة فليندرز» في أستراليا، و«مركز موفيت» للسرطان و«جامعة نورث كارولينا» بالولايات المتحدة، وأظهرت النتائج، التي نُشرت في المجلة الأوروبية لأمراض الدم، أن المرضى ذوي القدرة البدنية المنخفضة الذين كانوا يواجهون صعوبة في أداء المهام اليومية مثل المشي أو ارتداء الملابس، حققوا فائدة أكبر عند البدء في العلاج بدواء «الداراتوموماب»، حيث انخفض خطر الوفاة لديهم 47% وخطر تطور المرض 66%. ولكن في المقابل، فإن المرضى الذين كانوا في حالة بدنية جيدة قبل العلاج حققوا فوائد أقل، حيث انخفض خطر الوفاة لديهم 14% فقط، وخطر تطور المرض 47%.وقال الدكتور أبو حلوة «تُظهر هذه الدراسة أن شعور المرضى قبل بدء العلاج لا يؤثر في جودة حياتهم فقط، بل في البقاء أحياء. وما يميز دراستنا أنها تعتمد على شعور المريض الذاتي بحالته، وليس على التقييم الطبي فقط. فقد وجدنا أن تقييم المريض لحالته الجسدية كان أكثر دقة في التنبّؤ بالاستجابة للعلاج من التقييم الطبي التقليدي».
وأشار إلى أن «هذه النتائج قد تغير الطريقة التي نختار بها العلاج لمرضى هذا النوع من السرطان. بدلاً من اعتماد المعايير الطبية التقليدية فقط، ولذلك يمكننا الآن الاستماع بعناية أكبر لما يشعر به المريض وتخصيص العلاج وفقاً لذلك» وتأتي هذه الدراسة في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعاً في أعداد المصابين بالمايلوما المتعددة، حيث سُجلت في عام 2022 نحو 188 ألف حالة، و121 ألف وفاة في العالم، ومن المتوقع ارتفاع هذه الأرقام 70% بحلول عام 2045.
وقال البروفيسور حميد الشامسي، المؤلف المشارك من معهد برجيل للسرطان «تُبرز هذه الدراسة الأهمية المتزايدة لرعاية المريض في علم الأورام. بالاستماع بعناية لما يشعر به المرضى قبل بدء العلاج، يمكننا تخصيص العلاجات بشكل أفضل وتحسين النتائج، خصوصاً لأولئك الأكبر سناً أو الأكثر هشاشة بدنياً. إنها خطوة نحو جعل رعاية السرطان أكثر دقة وإنسانية وفعالية».