توزيع السلال النقدية لأسر الأسرى ومعاقي الحرب
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
وأكد مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى، العلامة محمد مفتاح، أهمية المشروع في إعانة أسر الأسرى ومعاقي الحرب رغم أنه قليل في حقهم تجاه تضحياتهم الكبيرة.
كما أكد أهمية أن تكون لشريحة الشهداء والجرحى والأسرى ومعاقي الحرب وذويهم الأولوية في الاهتمام والرعاية من أعلى رأس الهرم في الدولة كواجب تجاه هذه الفئة المضحية العظيمة التي سطرت أعظم البطولات وقدمت التضحيات الكبيرة.
وثمن الجهود الكبيرة التي تقوم بها دائرة الرعاية الاجتماعية بوزارة الدفاع، في حصر وجمع وتدقيق البيانات الخاصة بهذه الشريحة، داعيا إلى ضرورة أن يكون هذا الملف في أولوية اهتمامات الهيئة العامة للزكاة والجهات المعنية في الرعاية والاهتمام الدائم في مختلف حياتهم المعيشية والتعليمية والاقتصادية.
وفي التدشين، بحضور وزير الإعلام، ضيف الله الشامي، ومساعد وزير الدفاع، اللواء علي الكحلاني، أكد عضو مجلس الشورى اللواء يحيى المهدي، ضرورة اهتمام الدولة ممثلة بوزارة الدفاع وبقية الجهات الرسمية والمجتمع ورجال المال والتجار بشريحة أسر أسرى ومعاقي الحرب وأن يكون لهم دور ومساهمة في دعم أسرهم ومساندتهم وفاءً لتضحياتهم.
ودعا القائمين على دائرة الرعاية الاجتماعية بوزارة الدفاع وجميع مؤسسات الدولة إلى النزول الميداني لتفقد أسر الأسرى ومعاقي الحرب وتلمس احتياجاتهم برفقة قيادات الدولة والتجار والميسورين في مختلف المحافظات.
وشدد على أهمية تضافر الجهود واستشعار الجميع المسؤولية في التكافل والتراحم تجاه أسر الأسرى، ولملمة جراحهم ورعاية أطفالهم، لافتا إلى ضرورة تفعيل التكافل الاجتماعي على مستوى المديريات والأحياء والحارات بشكل كبير.
بدوره أكد وكيل الهيئة العامة للزكاة، علي السقاف، أن الهيئة شريك رئيس وأساس مع الجهات ذات العلاقة في الاهتمام بهذه الشريحة العظيمة التي قدمت التضحيات بدمائها وأعضائها وجوارحها وبفضلهم ننعم بالأمن والعزة والكرامة.
وأوضح أن المشروع يستهدف 11 ألفا و 700 مستفيد من أسر الأسرى ومعاقي الحرب كواجب ديني وأخلاقي ووطني وإيماني تجاه تضحياتهم ووفائهم.
وقال: " المسؤولية ليست على هيئة الزكاة ودائرة الرعاية الاجتماعية فحسب بل على الجميع، ويجب علينا بدءا من قيادة الدولة حتى أصغر مؤسسة القيام بواجبنا ومسؤوليتنا نحو هؤلاء الشهداء الأحياء الذين قدموا أنفسهم ودمائهم من أجلنا جميعا".
وأشاد بجهود دائرة الرعاية الاجتماعية وجمعية مستقبل اليمن ومؤسسة أحرار اليمن في الاهتمام وتقديم الرعاية لهذه الشرائح العظيمة.
فيما أكدت كلمة مؤسسة أحرار اليمن وجمعية مستقبل اليمن ،التي ألقاها محمد البهلولي، الواجب الوطني والإنساني الملقى على عاتق الجميع،وأهمية تكامل الجهود بين منظمات المجتمع المدني إلى جانب الهيئات والمؤسسات الرسمية تجاه أسر الأسرى والمعاقين الذين ثبتوا وصمدوا مع شعبهم في جبهات العزة والكرامة وتعزيز الأمن والاستقرار.
وأشار إلى أنه تم تقديم المساعدات وفق الإمكانيات بعد التوصل إلى استيفاء كل ما يتعلق بالأسرى وأسرهم والمعاقين من حيث المستوى المعيشي والصحي في مختلف المحافظات بعد المسح الميداني من قبل جمعية مستقبل اليمن ومؤسسة أحرار اليمن.
وثمن دور هيئة الزكاة الداعم والشريك المباشر في الميدان تجاه رعاية أسرى الأسرى والمعاقين والحالات النفسية ومتابعة كل من يستحق المساعدة وفقا للمصارف الشرعية.
تخلل فعالية التدشين التي حضرها، نائب وزير التعليم العالي ،علي شرف الدين، ووكيل هيئة الزكاة لقطاع التوعية والتأهيل ، أحمد مجلي، ومدير دائرة الرعاية الاجتماعية بوزارة الدفاع ،العميد مهند المتوكل ، وعدد من أعضاء مجلس إدارة هيئة الزكاة، ومديرو عموم ديوان الهيئة، قصيدة شعرية للشاعر شليف وربورتاج يجسد واقع أسر الأسرى ومعاقي الحرب.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: دائرة الرعایة الاجتماعیة بوزارة الدفاع هیئة الزکاة
إقرأ أيضاً:
4 أفكار عن تشدد ترامب تجاه إيران
ترجمة أحمد شافعي
ليس لدينا من سبيل لنعرف معرفة اليقين إلى أين تمضي سياسة دونالد ترامب بشأن إيران إلا أن ننتظر. ننتظر أن يلقي الرئيس بكامل ثقله مع الإسرائيليين، أو ننتظر محاولة جديدة للدبلوماسية مع النظام الإيراني، أو ننتظر حتى أن تستمر أمريكا في موقف المراقب الذي تتبناه حاليا، أو لنقل إنه موقف المشجع أو المشارك الثانوي.
ولكننا في الوقت الذي لا نملك فيه غير أن ننتظر، إليكم بعض التعليقات السريعة على الجدل الدائر حاليا بشأن الحرب:
(1) ما من شيء مفاجئ حقا في سماح دونالد ترامب بحرب إسرائيل على إيران ودعمه غير المباشر لها. فلقد تبنى دونالد ترامب بصفة عامة سياسة صقورية تجاه إيران خلال رئاسته الأولى، ولم يتبن قط عدم التدخل على سبيل المبدأ، وطريقته المعتادة في إبرام الصفقات طالما تعلقت بالتهديد باستعمال القوة بوصفها ورقة تفاوضية حاسمة. وتتسق تماما مع رؤيته للعالم فكرة أن بالإمكان تحقيق الكثير من خلال قليل من الضربات الحادة مع اجتناب تغيير النظام وبناء الدولة.
الأكثر إثارة للدهشة هو أن دونالد ترامب سمح بالحرب بعد أن بدا أنه انفصل عن صقور ولايته الأولى، بشيء من الهوى في بعض الأحيان، مثلما حدث في يناير حينما سحب الحماية الأمنية عن وزير خارجيته السابق مايك بومبيو، يساعد هذا الانفصال في تفسير الصدمة الجريحة التي بدت على بعض دعاة عدم التدخل اليمينيين في رد فعلهم على الحرب. فقد تصوروا أن فريق الرئيس هو سياسته، وأن الواقعيين والمحجمين في فلك دونالد ترامب لهم تأثير حاسم. وكان ذلك خطأ سافرا، والدرس المستفاد من هذا هو أن دونالد ترامب هو الذي يتخذ القرار وليس سواه. (وقد تكون خيبة الرجاء من نصيب الصقور غدا، إذا ما قرر أن يقبل تنازلات من طهران يراها الصقور زائفة أو غير كافية).
(2) عندي شكوك كثيرة في قرار السماح للإسرائيليين بالحرب. لكن على دعاة عدم التدخل أن يدركوا أن أقوى الحجج المبنية على طراز تاكر كارلسون، أي حجة كبح إسرائيل عن الحرب بدعوى أن إيران قد تغرق الشرق الأوسط في اضطراب وتضرب الأمريكيين في المنطقة والعالم، قد بدت حتما حجة واهية وشديدة الضعف فور أن قضت إسرائيل تماما على وكلاء إيران من قبيل حزب الله وحماس خلال عام 2024.
لقد كانت لهذه النجاحات منافع استراتيجية فورية لأمريكا التي تواجه تحديات جسيمة من خصوم عدة في آن واحد، إذ قللت قدرة إيران على إضافة ضغوطها الخاصة إلى ضغوط العدوان الروسي والطموح الصيني.
لذلك لو أنكم تتصورون أن ما عرضه بنيامين نتنياهو أساسا على البيت الأبيض ـ وهو عمليا: دعونا نجرب مع الإيرانيين، ولكم أنتم أن تقرروا إن شئتم أن تدعمونا دعما صريحا فور أن تروا النتيجة ـ فمن السهل أن نتصور كيف يحتمل أن يكون قرار دونالد ترامب بأن «أمريكا أولا» والسياسة الخارجية القائمة على المصلحة الوطنية يتسقان مع السماح للإسرائيليين بمحاولة تسوية الحسابات جميعا.
(3) أما وقد قلت ما سبق، فإنني غير مقتنع بحجج بعض الكتّاب من اليمين القومي من أمثال أورين كاس ودانيال مكارثي، ممن يحاولون التوفيق بين قبول دونالد ترامب للحرب الإسرائيلية ورغبتهم في فك ارتباط أمريكا بالالتزامات العالمية. وبالطبع من الممكن التوفيق بين الأمرين نظريا ـ فالقبول يختلف عن المشاركة، وحرب إسرائيل لا ينبغي أن تكون حربنا ـ لكن الحروب عمليا تكون بصورة شبه دائمة محركات لتوريط القوى العظمى، مهما تكن نواياها الأولى.
فيمكنكم أن تحكوا لأنفسكم قصة تكتفي فيها أمريكا بمشاهدة أحداث حرب إسرائيل وتبقى هي بعيدة حتى مع انهيار إيران على غرار العراق سنة 2003 أو ليبيا ما بعد القذافي، لأن «أمريكا أولا» تعني أننا لم نعد نقلق بشأن الاضطراب الإقليمي. لكن القصص يجب أن تتفاعل مع الواقع، وأنا لا أرى أي شيء في الطبيعة الراهنة لعلاقة أمريكا بدول الخليج أو الإسرائيليين يشير إلى أننا قد لا نعلق في فوضى ما بعد الحرب. و«أمريكا أولا» ليست بالعصا السحرية التي تمنع تأثيرات الأحداث أو تجعل الانسحاب من الإمبراطورية أمرا يسيرا. ففي حال انهيار إيران، سوف تنشأ أزمات علينا أن نساعد في إدارتها، وندفع ثمنها.
(4) أخيرا، ليس هذا بأي حال السؤال الأكثر إلحاحا بينما تتساقط القنابل والصواريخ، لكن مما أخشاه أن ثمن الحرب على إيران إن ضلت الطريق سوف يدفعه المحافظون الأمريكيون. وقد سبق أن قلت من قبل إن كل من يخاف من العناصر المسمومة المؤثرة في اليمين المعاصر- أي شهوة جنون العظمة، والانفتاح على معاداة السامية، والاندفاع نحو اليأس ـ يجب أن يخاف بصفة ما لعله متجذر في مختلف أجنحة اليمين إذا ما تبين أن الترامبية ماضية إلى الفشل. ومن شأن حرب متهورة في الشرق الأوسط، تكون بمنزلة صدى لكارثة العراق وتذكر بولاء اليمين الراسخ لإسرائيل، أن تكون من أسرع السبل إلى فشل الترامبية.
مثل هذه المخاطر تتعرض لها جميع الرئاسات. فليس بالإمكان السماح للخوف من خيبة الأمل أن يوقفك عن القيام بما يبدو لك الخيار الاستراتيجي الصحيح للنجاح المحتمل لحرب على إيران مما كان قبل عام أو اثنين. ولكن الرجاء ليس التفاؤل.
روس دوثات من كتاب الرأي في نيويورك تايمز منذ عام 2009
خدمة نيويورك تايمز