أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
بقلم_ طارق الجاسر
مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطورها وإمكانية ربطها مع تقنيات أخرى مثل تعلم الآلة وتوليد النصوص والصور وكتابة المقالات وحل المسائل والتفكير! لدرجة أنك تستطيع أن تجري محادثة كاملة معه وكأنه شخص عاقل يتحاور معك ويستوعب ويتفهم ويفرح ويحزن، ولكن في مجملها كلها «يظل» برمجية فقط وليس بروح حقيقية حتى إن وصل إلى تطور أكثر تقدمًا، ولن يكون بالطبع يحمل مشاعر أو مخيلات أو وعيًا كاملًا بالحياة!! بالمناسبة، هل الذكاء الاصطناعي المبرمج لديه مشاعر وأخلاقيات ومبادئ؟
لنجيب عن ذلك نحتاج أن نعترف أولًا بأن الذكاء الاصطناعي هو برمجية بداخل أي جهاز سواء كان كمبيوترًا أو روبوتًا أو هاتفًا وغيره! وهذه البرمجية تسير حسب ما قام المبرمج بوضعه في أساسياتها مثل: استقبال الأمر، ثم إدخاله لقاعدة البيانات، ثم تحليله وإخراج الإجابة! وهذا بالطبع شرح مبسط فقط للتوضيح!
أخبار قد تهمك آبل تتعاون مع شاترستوك لتدريب الذكاء الاصطناعي على الصور وتطوير أجهزتها 9 أبريل 2024 - 12:53 مساءً ماسك يتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل 9 أبريل 2024 - 10:15 صباحًالكن ماذا لو كان للذكاء الاصطناعي أخلاقيات! وسأعطيكم مثالًا، لو صنعنا كاميرا بذكاء اصطناعي وبرمجناها على أنها تحصي فقط عدد الذين يمرون بهذا الشارع! فالكاميرا هنا ليس لديها أخلاقيات في برمجيتها، حيث إنها ستحصي كل من يمر على الشارع سواء من يمشي على رجليه أو يجري أو على كرسي متحرك، لكن الحامل هل سيحسبها شخصين؟ وماذا عن لو كان مسعفان يحملان جثة إنسان متوفى هل سيحسب بحسب أخلاقيات هذه الكاميرا؟ ربما هذا مثال بدائي للأخلاقيات ولكن لنتعمق أكثر استنادا على المثال الأول، ولنأخذ هذه البرمجية نفسها ونضعها في مستشفى لزراعة الأعضاء، كيف ستتخذ الأخلاقيات القرارات في زراعة الأعضاء للمرضى؟ هل ستكون لديه أخلاقيات من المريض المستحق لزراعة كلى مثلا؟ هل ستتعامل مع الطفل والشاب والشيخ والمريض الذي يمر في المرحلة الأولى والذي يمر في آخر مرحلة على حد سواء؟ وهل ستتعامل مع الشخص حسب لون بشرته؟ لون الشعر؟
وهو أيضا أثار تساؤلًا حيث جربت بعض الجامعات حول العالم نظام تقييم الطلاب المتقدمين بغرض إجراء أبحاث على أخلاقياته، فوجدوا أن الذكاء الاصطناعي اختار بعض الأشخاص واستبعد البعض ولكن لم يكن منصفا في بعض اختياراته وهو ما أثار استغرابهم للبحث أكثر، وقرروا أن طريقة البرمجة هي من ستضمن أن يكون الذكاء الاصطناعي يمر بعدة مراحل تحليلية ومنطقية قبل أي استنتاجات!
كل هذه التساؤلات تطرح في عالم الذكاء الاصطناعي، والسبب أن الذكاء الاصطناعي أصبح يعتمد عليه بكثير من الأمور وأصبح يعطي توصيات لمتخذي القرار وهذه التوصيات يجب أن تكون تحمل أخلاقيات إنسانية وذات مشاعر.
ومن هنا بدأت الدول تستشعر أنه يجب أن تكون هنالك أخلاقيات للذكاء الاصطناعي وهي ضمان المساواة والعدالة والشفافية التي تجبر برمجيات الذكاء الاصطناعي أن تتماشى معها حتى تكون سندا يعتمد عليه في صالح البشرية، كما أن المملكة تعتبر أول دولة بالعالم في تطبيق وثيقة لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي والتي قدمتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» نظرا للتطور الحاصل في العالم خصوصا في هذا المجال، واستشعارا لأهميته مستقبلا!.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
مخاوف أمريكية من شراكة بين أبل وعلي بابا في الذكاء الاصطناعي
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" السبت أن البيت الأبيض ومسؤولين في الكونغرس الأمريكي يجرون تحقيقًا موسعًا بشأن خطة شركة "أبل" لإبرام اتفاق شراكة مع مجموعة "علي بابا" الصينية، يهدف إلى دمج برنامج الذكاء الاصطناعي الذي تطوره الأخيرة على هواتف آيفون في السوق الصينية.
وأفادت الصحيفة، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة، بأن السلطات الأمريكية تعبر عن مخاوف جدية من أن تساعد هذه الصفقة شركة "علي بابا" على تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوسيع نطاق برامج الدردشة الخاضعة لقيود الرقابة، فضلاً عن زيادة إخضاع شركة "أبل" لقوانين الرقابة ومشاركة البيانات التي تفرضها الحكومة الصينية في بكين.
يأتي ذلك في وقت أكدت فيه مجموعة "علي بابا" في شباط/ فبراير الماضي شراكتها مع "أبل" لدعم خدمات الذكاء الاصطناعي على هواتف آيفون في الصين، ما يمثل مكسبًا كبيرًا في سوق الذكاء الاصطناعي التنافسية، حيث تطور "علي بابا" برنامج "ديب سيك" الذي اشتهر هذا العام كنموذج محلي منافس وبأسعار أقل مقارنة بنماذج غربية.
وتواجه "أبل" مقاومة متزايدة من إدارة الرئيس دونالد ترامب وعدد من أعضاء الكونغرس، الذين يخشون أن تسهم الشراكة في تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي لشركة صينية خاضعة لرقابة الحزب الشيوعي، ما قد يعزز من النفوذ الرقابي لبكين ويزيد من قدراتها العسكرية المستقبلية.
وخلال اجتماعات عقدت في واشنطن مع كبار مسؤولي "أبل"، عبّر ممثلو لجنة الكونغرس المعنية بالصين عن قلقهم من إمكانية تبادل بيانات حساسة مع "علي بابا"، وطالبوا بتوضيحات بشأن الالتزامات القانونية المحتملة لشركة "أبل" بموجب قوانين الرقابة الصينية، غير أن الشركة لم تستطع تقديم إجابات وافية، وفقًا لمصدرين حضرا المناقشات.
ووصف عضو الكونغرس الديمقراطي راجا كريشنامورثي موقف "أبل" بأنه "مقلق للغاية"، مؤكدًا أن "علي بابا" تجسد استراتيجية "الدمج المدني-العسكري" التي ينتهجها الحزب الشيوعي الصيني.
وتشكل الصين نحو 20% من مبيعات "أبل" العالمية، إلا أن حصتها السوقية في البلاد انخفضت من 19% في 2023 إلى 15% في 2024، ما دفع الشركة إلى البحث عن دعم من شركات محلية لتقديم ميزات ذكاء اصطناعي موازية لتلك المتوفرة في الأسواق الغربية، خاصة مع غياب خدمات شركة "أوبن إيه آي" في الصين، وهو ما جعل "علي بابا" الشريك المحلي الأمثل لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل أجهزة آيفون في البلاد.
وفي المقابل، تعرض الرئيس التنفيذي لشركة "أبل"، تيم كوك، لانتقادات من الرئيس ترامب بسبب تصنيع بعض منتجات الشركة في الهند بدلاً من الولايات المتحدة، مما زاد من الضغوط السياسية التي تواجهها الشركة.
مع تزايد إدراك واشنطن للدور المحتمل للذكاء الاصطناعي كأداة عسكرية استراتيجية، تسعى إدارة ترامب إلى منع أي شراكات أمريكية قد تمنح بكين تفوقًا تقنيًا، حيث تدرس وزارة الدفاع وهيئات الاستخبارات إدراج شركات مثل "علي بابا" على قوائم سوداء تحظر التعامل التجاري معها، في إطار جهودها لكبح تقدم الذكاء الاصطناعي الصيني.
وتؤكد مراكز بحث أمريكية، منها مركز "وادهواني" للذكاء الاصطناعي، أن تمكين شركات صينية من جمع بيانات مستخدمي أجهزة آيفون قد يسرع من تطور نماذجها، ما يثير مخاوف أمنية بالغة.
وفي حال فشل الصفقة، قد تواجه "أبل" صعوبات في تسويق هواتفها في الصين، مقارنة بمنافسيها المحليين مثل "هواوي" و"شاومي" الذين يقدمون حلول ذكاء اصطناعي محلية متطورة، مع الإشارة إلى أن الصفقة مع "علي بابا" لا تقتصر على الدعم التقني فقط، بل تمتد إلى التسويق والتوزيع عبر منصات التجارة الإلكترونية التي تسيطر عليها المجموعة الصينية، ما يجعلها شريكًا استراتيجيًا حيويًا.
وتتجاوز هذه الشراكة حدود السوق التجارية لتصبح اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة الولايات المتحدة والصين على التعاون في حقبة الذكاء الاصطناعي، وسط تصاعد القناعة الغربية بأن السيطرة على تقنيات الذكاء الاصطناعي تعني السيطرة على اقتصاد المستقبل والأمن القومي.